أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ييلماز جاويد - حَربٌ عالميةٌ ثالثةٌ















المزيد.....

حَربٌ عالميةٌ ثالثةٌ


ييلماز جاويد
(Yelimaz Jawid)


الحوار المتمدن-العدد: 4590 - 2014 / 10 / 1 - 08:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


على قدم وساق ينشط ممثلو الدول الصناعية الكبرى لإشراك دول العالم كافة في الحرب التي أشعلوا فتيلها ، لجعلها حرباً عالمية ثالثة تحت قيادة الولايات المتحدة ضد دولة هلامية لا أرض و لا كيان محدد لها سموها ( داعش ) . إنهمكت عقول فطاحل العلماء في تلك الدول لتهيئ لهذه الحرب ، فكانت الفكرة نابعة من مصالح شركات صنع الأسلحة بكافة أنواعها ؛ طائرات ، دبابات ، مدرعات ، صواريخ ، وأسلحة خفيفة ملحقة مع أعتدتها ، ثم خلق الكوادر المتدربة عليها سواء في أفغانستان أو الشيشان أو في مواقع أخرى غير مسمّاة ، وبعدها إطلاق هذه الطاقة على شكل العملاق الخارج من مصباح علاء الدين لا تقف أمامه أية قوة عسكرية مبنية على الأسلوب الكلاسيكي ، ودُعِمت عند إطلاقها بحملة إعلامية صاخبة مبنية على دراسات علمية نفسية وإجتماعية تفرض السلبية والخوف في نفس كلّ مَن يفترض أن يواجهها .
إقتصادُ الدول المذكورة يعتمد بصورة مباشرة على مصالح الشركات العملاقة المنتجة للبضائع والسلع ، وعلى الأخص شركات إنتاج الأسلحة ، ولذلك فإن إقتصادها يمر بالدورة الإقتصادية التي تنتهي بالكساد بسبب إشباع السوق العالمية بالبضائع المسوّقة وتكدس البضائع المنتجة في المخازن وعدم وجود الطلب عليها في السوق ، مما يفرض ضرورة قيام حرب ، بشكل ما ، ولسبب ما ، يؤدي إلى تدمير تلك البضائع والأسلحة التي سبق وأن إشترتها الدول وخلق الحاجة مجدداً لشراء المزيد ، فينتعش إقتصادها ثانية .
تأريخ القرن العشرين يذكرنا أن الرأسمالية العالمية إحتاجت إلى عدد من الحروب ، لتستعيد إنتعاش إقتصادها ، فبالإضافة إلى الحربين العالميتين كانت هناك حروبٌ محلية مثل الحرب الكورية والحرب الفيتنامية والحرب التي سُمّيت بالنكبة الفلسطينية 1948 وحرب غزو مصر في 1956 والحرب الفلسطينية التي سُمّيت بالنكسة 1967 وحرب عبور القنال في 1973 والحرب الأهلية في لبنان ، وحرب تحرير جزر فوكلاند من الإحتلال الأرجنتيني ، ثم الحرب العراقية الإيرانية التي دامت ثمان سنوات وغزو العراق للكويت ثم حرب تحرير الكويت من الإحتلال العراقي وما تلاها من حرب الخليج 1991 وكذا في 2003 إحتلال العراق بذريعة تحريره من نظام صدام حسين وأخيراً الحروب الأهلية التي قامت في معظم الدول العربية تحت راية الربيع العربي . كل هذه الحروب إستهلكت الأسلحة والأعتدة التي كانت لدى الجهات والدول المتحاربة ، ودمّرت البُنى التحتية فيها فتوجهت لشراء المزيد مما إستنفذ كافة ما كان مخزوناً منها في الدول الرأسمالية وأصبحت مصانعها تعمل ليل نهار لإنتاج المزيد لمقابلة الطلبات المتجددة . إن الكساد الإقتصادي الذي حلّ في الدول الصناعية الكبرى في العقد الماضي وكاد يوصلها إلى حد الإفلاس قد حثها أن تعمل لخلق ظروف إنقاذها بتجديد حربٍ عالمية جديدة ، تخلق الخوف من خطر جلل عند شعوب العالم ودولها ، عليها الإشتراك في درئه سواء بممارسة الحرب فعلاً وتدمير ما لديها من الأسلحة والعتاد ، أو شراء الكثير منه إحتياطاً .
عجيبٌ أمرُ ( داعش ) متمثلة بقوة عسكرية لا يتجاوز عددها الثمانمائة محارب مسلحون بأسلحة خفيفة ، أنزلت قبل التاسع من حزيران 2014 في منطقة قرب الموصل من دون أن يُعلن عن مَن أوصلها إلى تلك المنطقة ، ومن دون أن تكتشفها إستخبارات الدول الأربعة في المنطقة ، و لا رصدتها الأقمار الصناعية الدائرة في الفلك إبتداءً من الأمريكية والروسية ومروراً بأقمار جميع الدول الأخرى وصولاً إلى العربية منها . هذه القوة العسكرية تهزم جيشاً جراراً تعداده ثمانين ألف عسكري وتحت إمرة قادة عسكريين من أعلى الرتب ، ينهزم قادتهم في جنح الظلام بطائرة مروحية دون تسليم القيادة لِمَن بعدهم ، وتاركين جميع الأسلحة الثقيلة والمعدات والعتاد ليستولي عليها الداعشيون . فبعد أن كانت أسلحة الداعشيين أسلحة خفيفة أصبح لديهم أسلحة ثقيلة . ومن عجب العجاب تبيّن أنهم كانوا متدرّبين لإستخدامها وبكفاءة . إستولت قوات داعش على الموصل خلال ساعات و وسائل الإعلام الرسمية تنعق بأن مؤامرة حدثت في الموصل ، وخرج علينا المالكي بشخصه موجها التهمة إلى محافظ الموصل ورئيس إقليم كردستان وجهات أخرى لتورطهم في تلك المؤامرة بالإشتراك مع البعثيين . عجيبٌ أن تتقدم قوات داعش جنوباً فلا تجد أية مقاومة في محافظة صلاح الدين لأن الجيش العراقي كان قد إنسحب منها ، فإحتلتها بسهولة وإرتكبت قواتها مجزرة قاعدة سبايكر بقتل المئات من الشباب الأبرياء بدم بارد . ثم توجهت صوب محافظة كركوك التي أخلاها الجيش ، هي الأخرى ، إلا أنها جوبهت بقوات البيشمركة التي ملأت الفراغ بإحتلالها للمدينة . كل هذا والحكومة المركزية لا تركز على رأس المصيبة داعش بل على توجيه الإتهامات إلى الطوائف والقادة السياسيين الآخرين . عجيبٌ أن ذلك الجيش العراقي الذي كان يعيد تنظيم نفسه ، بعد كل معركة ، خلال أيام لا يتجاوز عددها عدد أصابع اليد الواحدة ، أثناء الحرب العراقية الإيرانية ، وينقل قواته من القاطع الجنوبي إلى القاطع الشمالي ، أو بالعكس ، لمواجهة هجوم متوقع ، نراه اليوم لا يتمكن أن يعيد تنظيم نفسه ويستعدَّ لهجوم معاكس ضد داعش رغم مرور ما يقارب الأربعة شهور على إحتلال الموصل . غرائب وعجائب توحي بأن وراء الأكمة ما وراءها .
عجيبٌ أن قوات داعش تتوسع وتنتشر في أصقاع عديدة من محافظات البلاد ويتضاعف عددها عشرات المرات تتمكن من توفير المواد الغذائية لثلاث وجبات يومية والأسلحة والعتاد لجميع وحداتها بسهولة ، هذه المهمة التي تصعب على أكثر الجيوش النظامية في حالة الحرب . كل هذا يحدث بعيداً عن رصد القوات العسكرية للدولة التي يفترض أن تعمل على قطع طرق تجهيزها كوسيلة لمحاربتها .
تمادت قوات داعش ، ونقلت مجموعة من الدبابات والدروع التي إستولت عليها في الموصل إلى إحدى المدن السورية إستعرضتها لإظهار قوتها ، بينما لم تقم الأقمار الصناعية الأمريكية برصدها و لا قامت طائراتها بملاحقتها ، وأكثر الظن أنها كانت مقررة أن تكون هدية للمقاومة السورية ولكن داعش " خيّبت " ظن الولايات المتحدة " فإستولت عليها لصالحها ".
عجيبٌ تمرُّ الأيام وأبو بكر البغدادي يعلن دولته وينصب نفسه خليفة للمسلمين ، فتنبع في بقاع العالم فقاعات هلامية تؤيّد البغدادي وخلافته ودولته ، فمن اليمن إلى ليبيا ثم السودان وحتى الصومال تعلن إنتماءها إليه ، ووسائل الإعلام العالمية تنشر وتعيد ، لخلق الأجواء المناسبة لصقور الحرب أن يقنعوا دول العالم أن يكونوا جزءاً من حرب عالمية ضد هذه الدولة الهلامية .
ستكون حرباً عالمية فعلية ، أختيرت ساحاتها بدقة ، ويكون مصير داعش في حينه حسب ما تتطلبه مصالح الولايات المتحدة . حربٌ القصد منها إستهلاك أكبر كمية من الأسلحة والعتاد وخلق الحاجة لشراء المزيد منها ، وتدمير البنية التحتية في تلك الساحات تدميراً كاملاً لتكون إعادة إعمارها مورد عمل وربح للشركات في الدول الرأسمالية .
والأهمّ من كل ما ورد أعلاه : و ما دامت هي حرباً عالمية كالحربين العالميتين الأولى والثانية ، فإنها فرصة لإعادة توزيع نفوذ الدول الكبرى وإعادة رسم حدود بعض الدول ، وقد ينجم عنها خلق دول جديدة . إنها ستفتح باباً واسعة لتواطؤات دولية لا يكون الروس والصينيون بعيدين عنها ، بل جزءاً منها ، وستكون عملية رسم معالم عالم جديد .
وإن غداً لناظره قريب



#ييلماز_جاويد (هاشتاغ)       Yelimaz_Jawid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيفَ السّبيلُ إلى الإصلاحِ ؟
- الإستحقاقُ الإنتخابي و هريسة جُحا
- ماذا ؟ ولماذا ؟
- أيُّهما أقرب للحقيقة ؟
- فَشَلٌ في الجَلسَةِ الأولى ، فهل مِن أملٍ في الجَلسة الثانية ...
- حِصانُ طُروادة في حكومةِ المالكي
- رسالة مفتوحة إلى المالكي
- مُؤامَرَةُ تقسيمِ العراق - مشروع بايدن -
- خارطةُ طريق إنقاذ العراق
- مُغامَرةُ حافةِ الهاويةِ
- حَذاري من لعبة الشيطان
- الصَّحافة
- مسألةُ ثقة
- النَّزَعُ الأخير .. !
- يخسأ الفاسدون
- داعش والداعش المصنوع
- حكومةُ أزمات !!
- حوار مع عبد القادر ياسين و مصير الشيوعية وأسباب إنهيار الإتح ...
- الشَفَقَة ..!!
- ما أشبهَ اليوم بالبارحة !


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ييلماز جاويد - حَربٌ عالميةٌ ثالثةٌ