أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سليمان جبران - كيف تقول كلّ شيء يا أبو مازن














المزيد.....

كيف تقول كلّ شيء يا أبو مازن


سليمان جبران

الحوار المتمدن-العدد: 4589 - 2014 / 9 / 30 - 20:51
المحور: الادب والفن
    


سليمان جبران: كيف تقول كلّ شيء يا أبو مازن؟!
السيّد محمود عبّاس، أبو مازن، خطب في الجمعيّة العامّة للأمم المتّحدة، وقال كلّ شيء. لماذا تذكّر، يا سيّد أبو مازن، بما تريد إسرائيل من العالم نسيانه أو تناسيه؟ هكذا يتصرّف الأصدقاء؟ ليس هذا من حقّك، ولا هو سلوك أصدقاء فعلا.
نتنياهو زعل من كلّ قلبه. حمّل نفسه على طائرة خاصّة، وأسرع إلى الأمم المتّحدة. وراءك على الدعسة. لكي تسمع أنت ، والعالم كلّه، ردّة ودعاواه المقنعة. طبعا عقيلته الموقّرة، سارة، سافرت معه في الطيّارة. كيف يسافر بدونها، ويقف يخطب أمام العالم وحيدا؟ هل يمكن فريق كرة سلّة اللعب بدون مشجّعات؟ واحدة تكفي إذا لم يوجد غيرها. لا تنس أميركا أيضا.
لماذا تذكر الوقائع كلّها، يا أبو مازن، ولا تصرّح، علانية أو تلميحا، بأنّك تريد إبادة إسرائيل؟ لماذا تقول شيئا وتخفي أشياء؟ كيف تجرّؤ على القول إنّك تطمح إلى إقامة دولة فلسطين إلى جانب دولة إسرائيل؟ واضح أنّ كلّ تصريحاتك، في خطابك أمام الجمعيّة العموميّة، عدوانيّة طبعا، ولا تخدم السلام المنشود. سمّ في الدسم. مثلا:
"... متمسّكون بهدف السلام وبالشرعيّة الدوليّة ومواثيقها وقراراتها، قدر تمسّكنا بحقوقنا الوطنيّة الثابتة، ومتمسّكون بنبذ العنف ورفض الإرهاب بجميع أشكاله.."
"... إقامة دولة فلسطين المستقلّة وعاصمتها القدس الشرقيّة فوق كامل الأراضي التي احتلّتها إسرائيل في العام 1967، والتوصّل إلى حلّ عادل ومتّفق عليه لقضيّة اللاجئين الفلسطينيين وفق القرار 194، كما نصّت مبادرة السلام العربيّة".
"قيام دولة فلسطين الحرّة المستقلّة [... ] هو حقّ مقدّس للشعب الفلسطيني، واستحقاق واجب الأداء منذ عقود طويلة".
ما هكذا أرادوا، هنا في إسرائيل، ولا توقّعوا. خيّبت الآمال، صدّقني، يا أبو مازن! لماذا لم تقلْ ما في داخلك، ويعرفه نيتنياهو طبعا، مهما حاولت إخفاءه؟ لماذا تصعّب على الدعاية الإسرائيليّة؟ إذا كنت صادقا في دعاواك فصرّح أيضا أنك تعترف بفلسطين كلّها وطنا للشعب اليهودي، كما وعدهم يهوه في التوراة. طبعا لا تصرّح، ولا تستطيع حتى. كيف يتحقّق السلام الدائم وأنت لا تصرّح بذلك على الملأ؟ نحن أخبر بالنوايا الخفيّة، ونيتنياهو ليس ولدا!
على كل حال، قبل أكثر من ثلاث سنوات، خطب أبو مازن في الأمم المتّحدة أيضا. أذكر يومها أني صدّقت كلّ كلمة في خطابه. قال يومها أيضا أنّهم "عقدوا العزم على طلب اعتراف الأمم المتّحدة بدولة فلسطين في حدود 1967". كتبت يومها أيضا أن "أكثر ما نخشاه أخيرا أن ترضخ السلطة الفلسطينيّة للضغوط الأميركيّة والألمانيّة والإسرائيليّة، فتتنازل عن الخطّة وعن الطريق". خيّب آمالنا أبو مازن يومها، فلماذا نصدّقه اليوم؟ الشاطر لا يُلدغ من جحر مرّتين، والشعب الفلسطيني ليس تيسا فيصدّق تصريحات أبو مازن اليوم في الجمعيّة العموميّة! الأقوال تأخذها الريح، وتمحوها ابتسامات السيّد وراء البحار والدولارات. الأفعال نريد لا الأقوال! لم نعد نصدّق إلا ما تراه العين، وتلمسه الأيدي. ننتظر ونرى. كلام الجمعيّة العامّة يمحوه الدولار!
نرجو، مع ذلك، أن نكون مخطئين في توقّعاتنا. أن يكذّب أبو مازن ظنوننا، ويثبت على كلامه هذه المرّة. أن يقرن القول بالفعل. أما إذا ظلّ كلامه حبرا على ورق فلا أبخس من الحبر إلا الورق. لا يمكننا تصديق رجل ضحك علينا قبل ثلاث سنوات. نرجو أن لا نضطرّ، هذه المرّة أيضا، إلى ترديد القول الشعبي المأثور في نكث الأيمان: حنون وجاءه من يعزّ عليه!!
2014 / 9/ 28



#سليمان_جبران (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يا أصحاب العربيّة، كونوا على حذر!
- سليمان جبران: كيف نترجم מ-;-ת-;-ח-;-ם ...
- لائحة الدفاع!
- أحمد فؤاد نجم و شعر المحكيّة
- كيف نقول Traffic Jam او פ-;-ק-;-ק-;- بالعر ...
- ...علمتَ شيئا وغابت عنك أشياءُ!
- حكاية الفيل والنملة
- الطريقة الأكيدة للقضاء على غزة العنيدة
- الأستاز!
- أشهر من الحمص؟!
- اسمعوا الحكيم!
- فإن تهدموا بالغدر داري..
- سليمان جبران: إنّا نغرق.. إنّا نغرقِ!!
- -بعيد استقلال بلادي-!
- -لحن الخلود المقدس- في غنى عن التغيير والتطوير!
- عناصر كلاسيكية في شعر المهجر*
- الصمت رصاص!
- -شبه نظريّة- للإيقاع وتطوّره في الشعر العربي
- تحوّلات الأب في شعر محمود درويش*
- إذا اتفقنا في الجوهر فلا بأس إذا اختلفنا في الأسلوب!


المزيد.....




- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سليمان جبران - كيف تقول كلّ شيء يا أبو مازن