أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أمنية سالم - تحليل مضمون لكلمة الرئيس السياسي في قمة المناخ















المزيد.....

تحليل مضمون لكلمة الرئيس السياسي في قمة المناخ


أمنية سالم

الحوار المتمدن-العدد: 4589 - 2014 / 9 / 30 - 13:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس مصر عقب ثورة 30 يونيو 2014، جاءت في إطار انعقاد الدورة العادية التاسعة والستون للأمم المحتدة بنيويورك، وتناقش قضية رئيسة وهي التغييرات والمناخية وتأثيراتها البيئية والاقتصادية.
قسم الرئيس السيسي خطابه لثلاث فقرات أساسية، وكانت الفقرة الأول تدور حول أداء المراسم والبروتوكولات من التحية والشكر وغيرها، ثم طرحه لإطلالة سريعة عن ما حدث في مصر في الفترة الأخيرة وكان محل اهتمام وجدل العالم وفي هذا الإطار يأتي تحليل الفقرة الأول:
جاءت الفقرة الأول من كلمة الرئيس بافتتاحية تضمنت الشكر للسكرتير العام للأمم المتحدة الحالي والسابق، ولمنظمة الأمم المتحدة للاهتمام بالقضايا الدولية التي تهم المجتمع الدولي، ثم توجه بالتحية للسادة الملوك والأمراء والسادة رؤساء الدول وهنا يتجلى مدى احترام الرئيس السيسي لبروتوكولات ومراسم المؤتمرات الدولية الرسمية.
ثم أكد على اعتزازه بكونه مصريًا، وبكونه ينتمي للحضارة المصرية العريقة التي هي مهد للحضارات، وباعتزازه لانتمائه للشعب المصري أبنائه، وبالقدرات الهائلة التي يمتلكها هذا الشعب من متناقضات تجعله من أقوى شعوب العالم فبرغم كونه شعب صبور إلا أنه ليس بخنوع وتجلى ذلك في تأكيد كلمته على كون الشعب المصري قام بثورتين خلال أعوام قليلة ثورة الخامس والعشرين من يناير والتي كانت ضد الفساد وسلطة الفرد، والأخرى ثورة 30 يونيو والتي كانت لأجل الحفاظ على هوية ووطنية الشعب المصري، وضد الإقصاء رافضًا الرضوخ لطغيان فئة باسم الدين. وهنا يتجلى قصد الرئيس السيسي في هذه الفقرة من طرح الإطلالة السريعة لما جرى من مصر من أحداث الفترة الأخيرة وهو تحسين صورة ثورة 30 يونيو لدى الغرب، وبيان أنها كانت إرادة شعب وليست انقلاب من قِبل مؤسسات الدولة بقيادة المؤسسة العسكرية، حيث قصد في كلمته توضيح أن مصر بدأت بعد ثورة 30 يوينو بناء دولة المؤسسات، وتم تنفيذ الانتخابات الرئاسية، ومن ثم البرلمانية وغيرها من استحقاقات لثورة 30 يونيو في طريقة بناء الدولة المدنية الحديثة.
في تحليل ترتيب الرئيس للقيم جاءت قيمة العدل ثم المحبة ثم الرحمة ولترتيب هذه القيم بهذا الشكل مغزي فكون الرئيس مسلم بدأ بترتيب قيمة العدل الذي هو أساس المُلك، ومن أهم الصفات التي يعليها الإسلام قدرًا ثم ذكر عن عمد قيمة المحبة للإشارة إلى الأخوة بين المسلمين والمسيحيين في مصر، ثم الرحمة التي اختارها لتجمع بين القيم التي تم اختيارها عن عمد وقصد عقلي وبين صفة تشير إلى القلب والعاطفة. وفي إشارته أن هذه القيم قد أكدت عليها مختلف الأديان تعمد ذكر اليهودية ثم المسيحية ثم الإسلام وذلك طبقًا للظهور التاريخي للأديان الثلاثة، وهو ما يعكس مدى الدقة في اختيار الكلمات وأن الكلمة قد أعدت بشكل مدروس وبغاية الدقة.
وفي الفقرة الثانية من كلمة الرئيس
يعكس تحليلها مدى حرصه لتوصيل رسالة قوية للغرب أن ما حدث منذ 30 يونيو هي ثورة شعبية حقيقة، وكانت بمثابة عقد اجتماعي جديد بين الشعب المصري وحاكمه الجديد، بالتوجه نحو بناء دولة مؤسسات لا أفراد، وبالتوجه صوب التنمية الحقيقة المستدامة لبناء مستقبل أفضل للأجيال القادمة، وضرورة الحفاظ علة هوية الدولة المصرية كدولة ديمقراطية مدنية حديثة وهو ما دفع لتنفيذ كافة الاستحقاقات السابقة من الاستفتاء على الدستور وانتخابات رئاسية والإعداد للانتخابات البرلمانية وغيرها.
كرر الرئيس في كلمته أكثر من مرة دولة ديمقراطية مدنية حديثة تقوم على احترام الحريات والحقوق، وهو ما يعكس أمران:
1- إدراكه لعقلية الغرب، وأن ذلك مدعاة لطمأنة الدول الغربية.
2- رغبته في التأكيد أن ما تحاول الترويج له جماعة الأخوان المسلمين من انتهاك للحريات والحقوق في أعقاب 30 يوينو هو غير صحيح لأن أساس العقد الاجتماعي الجديد بينه وبين الشعب المصري هو بناء مصر الحديثة التي عمادها حماية الحقوق والحريات.
أما الفقرة الثالثة
فقد جاء الرئيس في فقرته الثلاثة والتي تُعد من أهم وأخطر فقرات كلمته حيث تناولت مناقشة مواجهة مصر للإرهاب الداخلي من قِبل جماعة الأخوان المسلمين وغيرها من الجماعات الإرهابية المناصرة لها. وأكد أن مواجهة الإرهاب هي شرط ضروري لبناء دولة مدنية حديثة لأنه بدون مواجهة قاسمة لقوى الإرهاب الداخلي، سوف تقع مصر في مصيدة الطائفية والحروب الأهلية والإقليمية، وهو مالا يهدد أمنها فقط بل وأمن المنطقة ككل.
ثم انطلق في هذه الفقرة لبيان دور مصر في المنطقة وأهميته، وتعكس كلمته عن دور مصر ومساندتها لليبيا في مكافحة الإرهاب وبناء مؤسسات الدولة، وموازاة مصر للشعب السوري الشقيق الذي يُكابد ويلات من جراء ما حدث في سوريا من صراعات سياسية وطائفية، ومن مساندة مصر للحكومة العراقية في مواجهة إرهاب داعش... عودة مصر لدورها الإقليمي العروبي وبفعالية وبقوة رغم كافة الأزمات الاقتصادية والسياسية والأمنية التي تمر بها مصر بعد ثورة 30 يونيو.
جاء تأكيده على حرص مصر الدائم على حقوق الشعب الفلسطيني وبأن القضية الفلسطينية ستظل هي القضية الأولى للأمن القومي المصري، في إشارة واضحة بأن مكانة القضية الفلسطينية كما هي وبأن عدم تغيير نظام الحكم لاسيما في ظل علاقة الرئيس السابق محمد مرسي وجماعته بحركة حماس بأن ذلك سيؤثر بالسلب أو الإهمال على القضية الفلسطينية بل بالعكس.
ويدل تأكيد الرئيس في كلمته على اهتمام مصر بالقارة الأفريقية على وعى الرئيس بدوائر السياسة الخارجية المصرية والمصالح والأمن القومي المصري. وجاء بهذا الترتيب الدائرة العربية ثم الأفريقية ثم الإقليمية ثم الغربية. وهو ما يظهر في السنوات القادمة للسياسة الخارجية المصرية، التي ستقوم على الاحترام المتبادل، وعدم التدخل في شئون الدول الأخرى، واحترام المعاهدات والمواثيق الدولية، وتبادل المنافع والمصالح، وحل الأزمات بالطرق السلمية.
وفي هذا إشارة لعدم إجراء في الوقت الحالي على الأقل أي تعديلات في اتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية لاسيما في الملاحق الأمنية للمعاهدة.
في الختام
جاءت الكلمة قوية، مكتوبة بمنتهي الدقة وكل فقرة فيها محددة الأهداف وتحمل رسائل واضحة الدلالات، كما جاء إلقاء الرئيس يتسم بالقوة والثبات والثقة وهو ما جعل خطابه قوى ومؤثر في جميع الحضور والسامعين لخطابه.



#أمنية_سالم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أمنية سالم - تحليل مضمون لكلمة الرئيس السياسي في قمة المناخ