أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - خليل كلفت - داعش والداعشية














المزيد.....

داعش والداعشية


خليل كلفت

الحوار المتمدن-العدد: 4589 - 2014 / 9 / 30 - 08:59
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



تنتشر داعش (الدولة الإسلامية فى العراق والشام، أو الدولة أو الخلافة الإسلامية) بسرعة صاعقة، وتقاتل فى كل مكان، بتسميات مختلفة ضد كل كفار العالم الذين تقصد بهم كل البشر من كل الأمم والديانات السماوية والأرضية. وكالعادة تُحَيِّرنا داعش، وكالعادة نعجز عن تشخيص الداء ووصف الدواء ونقف ذاهلين فاغرى الأفواه.
وتواصل داعش حربها الكونية: فى العراق والشام، وبتسميات أخرى متنوعة فى ليبيا وشمال أفريقيا، وفى نيجيريا باسم بوكو حرام، وباسم القاعدة والحوثيين وغيرهما فى اليمن التى تتعرض لصوملة تحوِّلها إلى صومال جديدة، وفى الصومال الأصلية باسم حركة الشباب، وفى الهند والباكستان باسم القاعدة التى أنجبت داعش، وحتى فى الصين، وروسيا الاتحادية، وفى مصر فى سيناء وغيرها بتسميات مختلفة، فيما تنتظر أماكن أخرى برُعْبٍ غزو داعش. فما الذى حوَّل الإسلام السياسى إلى داعش بكل بربريتها وتتاريتها ووحشيتها؟
والحقيقة أن داعش ليست ظاهرة قاصرة على الإسلام السياسى أو حتى على الدين السياسى، فكما شهد التاريخ وحشية الدين السياسى، شهد أيضا وحشيات أخرى مثل وحشية الاستعمار والصهيونية وكل غزوات وفتوحات التاريخ. وما هدف كل داعشيات الماضى والحاضر؟ الدولة، السلطة، الاقتصاد، وهذه وغيرها ظاهرة وحشية ولكنْ بشرية وَصَمَتْ بالعار تاريخ وما قبل تاريخ الإنسان.
ولكن حياة البشر تتواصل دون أن تطفو الداعشية على السطح مع أنها تظل مختفية فى أعماق المجتمع والدولة؛ والفكر والسياسة والاقتصاد.
وقد ظللنا، هنا فى مصر والمنطقة، نربِّى وحش الإسلام السياسى الإخوانى. وتصورنا أن الإخوان بالذات معتدلون وبرلمانيون ودخلنا معهم فى ائتلافات وشراكات وتحالفات سياسية، إلى أن قفزت اللحظة الداعشية للإخوان والسلفيِّين فى وجوهنا. فما هى اللحظة الداعشية؟ إنها لحظة إبادة البشر التى تقوم بها جماعة بشرية ذات أيديولوجيا سياسية تحت دعاوى دينية أو غير دينية، مع أن غاية إبادة البشر هى السيطرة على مفاصل الدولة ومفاصل الاستغلال الاقتصادى. وتبرِّر هذه الأيديولوجيا إبادة البشر وتُسبغ عليها الشرعية؛ بدعاوى أنها تقوم بنشر الحضارة أو الدين الصحيح أو بتحقيق الاستقلال القومى أو بالسيادة العالمية للجنس الآرى.
وهناك أيديولوجيا "طبيعية" تسود فى أوقات "السلام" بينما تمور الوحشية الداعشية بالحركة فى الأعماق، لتُعاود الظهور من جديد عندما تأتى اللحظة المواتية. وترتبط الأيديولوجيا "الطبيعية" بطبقات اجتماعية مستقرة متمفصلة مع بقائها واستقرارها، أما الأيديولوجيات الباثولوجية (المَرَضِية) فإنها تظهر وتصعد مع ظهور وصعود قوًى اجتماعية ترفض الواقع القائم ولكنْ بطريقة مَرَضِية وعنيفة غايتها تغيير الواقع بسرعة قصوى بانتزاع الدولة والاقتصاد.
وقد تنجح الأيديولوجيات الباثولوجية فى تحقيق السيطرة الشاملة الشمولية على السياسة والاقتصاد زمنا. غير أن تعارضها مع الحداثة يعترض طريقها، فهى أيديولوجيات ماضوية لأزمنة خَلَتْ وتحولت إلى أساطير العصر الذهبى. وذلك على النقيض من الأيديولوجيات العلمانية والحداثية كالليبرالية والمحافظة والبراجماتية التى ترتبط بطبقات رأسمالية راسخة، أو كالاشتراكية أو الشيوعية التى ترتبط بصعود الطبقة العاملة وتعمل على بناء نظام اجتماعى-اقتصادى جديد.
وعندما تقوم الأيديولوجيات الباثولوجية العدوانية باجتياح العالم، مدفوعة بشعورها بأنها صارت قوة لا تُهزم فإنها تندفع فى طريق سقوطها المدوِّى مُجَلَّلَةً بالعار بعد أن تنجح فى تدمير الحياة والأحياء، والبلاد والعباد. وبهذا تغدو الأيديولوجيات الباثولوجية العدوانية خطرا حتى على المصالح الأساسية التى عملت على نموها وصعودها فى سبيل استخدامها وتوظيفها. وعندما تصل التنظيمات التى تقوم على مثل هذه الأيديولوجيات إلى لحظتها الداعشية، لحظة العدوانية القصوى، نشهد هذه الهرولة إلى تشكيل التحالفات الدولية لتدميرها.
وفى مصر عجزت الدولة عن فهم الداعشية الجوهرية لجماعة الإخوان المسلمين، التى بدت لها معتدلة. ولهذا فتحت الأبواب أمام جماعة الإخوان المسلمين التى أنجبت فى زواج غير شرعى مع التبعية الاستعمارية الحاكمة كل الجماعات الجهادية الأخرى فى مصر، ومنها القاعدة التى أنجبت داعش؛ ولم تظهر لنا الطبيعة الداعشية لجماعة الإخوان المسلمين إلا فى الجهاد السلفى المسلح فى أواخر القرن العشرين، ثم بصورة أوضح عند سقوط حكم المرشد.
وتمثل التبعية الاقتصادية والتبعيات الأخرى النابعة منها فى بلادنا بيئة ملائمة لظهور ونمو مثل هذه الجماعات الداعشية فى جوهرها؛ وهى بيئة تخلقها وتعيد خلقها متلازمة الفقر والجهل والمرض النابعة من التبعية فتكون الحاضنة المثالية للمتلازمة الإخوانية التى تنطوى على خطر الحروب الأهلية المدمرة فى مصر والعالم.
وتنطوى التبعية الاستعمارية فى حد ذاتها على الفقر المادى والروحى للجماهير الشعبية التى تقع بالتالى فريسة سهلة للأيديولوجيات الباثولوجية. وعندما تبدأ الدولة فى ضرب الجهاد الإخوانى فإنها تتصور أن الأزهر الشريف ودار الإفتاء والنظام التعليمى الحكومى والأزهرى تمثل بدائل جاهزة ستملأ الفراغ الذى سيتركه الإخوان المسلمون والسلفيون، لأنها لا تُدرك أن هذه البدائل ساعدت على صعود الجهاد الإسلامى الإرهابى، ثم تغلغل فيها الإخوان والسلفيون، ليتواصل الدور الخبيث لهذه البدائل التى يجب تطهيرها من الفكر الجهادى المسيطر عليها، فى غياب فكر تنويرى أو تقدمى أو علمى تحاربه هذه البدائل بلا هوادة.



#خليل_كلفت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كفى ترويجًا لأوهام جديدة
- عرب 48 وعرب 67 فى إسرائيل
- الفلسطينيون بين الحصار والترحيل
- مجلس النواب وفصل السلطات
- مجلس النواب والشعب
- استشراف ما بعد الانتخابات
- ضجة حول مقال للدكتور نصار عبد الله عن ظاهرة أطفال الشوارع
- قراءة موضوعية للانتخابات
- من المقاطعة إلى المشاركة
- خليفة حفتر: بصيص أمل فى ليبيا؟
- دعاوى المصالحة جريمة نظرية
- الأخونة
- حسابات الانتخابات الرئاسية فى مصر
- الثورة والإخوان
- ما الثورة؟
- ضجة حول حرب قبائل مزعومة فى أسوان
- الاقتصار على الحل الأمنى مصيره الفشل
- المرأة بين النص الديني والقانون المدني الحديث، قانون الأحوال ...
- إرهاب الإخوان المسلمين والحل الأمنى
- مغزى المشاركة الشعبية فى الاستفتاء


المزيد.....




- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - خليل كلفت - داعش والداعشية