أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - قاسم حسن محاجنة - صدام الأعياد .














المزيد.....

صدام الأعياد .


قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا


الحوار المتمدن-العدد: 4589 - 2014 / 9 / 30 - 08:49
المحور: المجتمع المدني
    


صدام الأعياد .
بدل أن يستقبل ألناس العيد بفرحة ، كما يليق بمن يتوق إلى الفرح ، فكما هو معروف لقد أصبح الفرح في منطقتنا مطلبا صعب المنال . بدلا من هذا الفرح الذي ينتظره الصغار بفارغ الصبر ، يُواجه المسلمين واليهود عيدا يتمنون بأن يمر على خير .
فيوم السبت القادم يصادف حسب التقويم الهجري عيد الأضحى ، وقد استبقتهُ داعش و"ضحت" بالالاف من القرابين البشرية المُسلمة ، المسيحية والأزيدية ، على مذبح شريعتها المزعومة . ولم يتوانَ شركاؤها في "عقيدة " الذبح ، عن "التضحية" بالاف بني البشر ، على نفس المذبح . وسيستمر مسلسل "التضحية" وقد تزداد وتيرته بمناسبة عيد الاضحى ..
فكيف نتمنى للمسلمين أضحى مباركا والحالة هذه ؟
ما علينا ، فعيد الأضحى مرتبط في أذهان المسلمين بالأضاحي من خراف ، عجول وإبل ، لا يختلف أهل المشرق عن اهل المغرب ، ولا العرب عن باقي القوميات الأخرى التي تدين بالإسلام ، في هذه التقاليد .
فعدا عن كون العيد عبئا إقتصاديا ثقيلا على كاهل الفقراء ومتوسطي الدخل ،فقد تزامن معه هذا العام ، يوم الغفران اليهودي ، والذي هو عيد يصوم فيه اليهود ويمارسون حدادا على خراب الهيكل .
ونظرا للتشابك السكاني العربي – اليهودي وتحديدا في المُدن المختلطة كحيفا ، عكا ، يافا ، اللد والرملة وغيرها من المدن ، يشعر المسؤولون في هذه المدن بالتوتر والخوف من عواقب هذا اليوم ، والذي كان من المفروض أن يكون يوم فرح وسرور لدى المسلمين ويوم حزن وصوم لدى اليهود .
وبما أن الحياة تتوقف عجلاتها في يوم الغفران لدى اليهود ، فالسفر في الشوارع ممنوع على السيارات ايضا ، ويجب أن تختفي عن الأنظار كل مظاهر الفرح والتي من ضمنها الطعام ، الشراب ، الغناء والسفر . بينما يقوم المسلمين بتبادل الزيارات للمعايدة ، وقد يكون إصدقاؤهم واقرباؤهم من سكان احياء بعيدة فيضطرون للسفر بالسيارة للوصول اليهم والمرور باحياء يهودية متدينة ، مما يعني "صداما " محتملا ..
ومواطنو دولة إسرائيل على إختلاف قومياتهم ودياناتهم مشهورون بالشواء في الحدائق العامة ، خصوصا سكان المدن الذين يخرجون من شققهم إلى الحدائق للإستمتاع بالشواء وقضاء أوقات ممتعة في أحضان الطبيعة . لأن العمارات السكنية متعددة الطوابق ، لا تصلح للشواء بل وممنوع على السكان ذلك فيها ، ايضا .
وبما أن عيد الأضحى هو عيد الشواء بلا مُنازع ، ويوم الغفران اليهودي هو يوم صوم وحزن ، فالأمر برُمته بمثابة قنبلة موقوته تُهدد بإنفجار العلاقات بين اليهود والعرب ، ويُخشى من تحول يوم السبت إلى يوم صدام .
فلا العرب المسلمين سيتخلون عن تقاليدهم في العيد ، وإلا فقد ما يميزه ، ولا اليهود سيتنازلون عن تقاليد يوم الغفران والذي تُغلق فيه الشوارع ، المطاعم واماكن اللهو ..
هل من حلول وسط ؟؟ ربما ، ولكن يكفي أن يقوم سفيه من أحد الأطراف بإستفزاز الطرف الأخر ، ليُشعل فتيل فتنة قد تؤدي إلى ما لا تُحمد عقباه ..
ولا بد لنا من التأكيد على ضرورة إحترام مشاعر وتقاليد كل مجموعة ..!!
لكن هل أعضاء هذه المجموعات الدينية قادرون على تقبل المختلف والأخر ، إحترام معتقداته ، عاداته وتقاليده ؟؟
وكما يُخيل إلي ، وإذا حدث إحتكاك ما بين المسلمين واليهود ، ستُسارع كل مجموعة بإتهام الأخرى بالتسبب في هكذا إحتكاك ، لأنها لم تحترم المشاعر الدينية ..!! وقد تكون كل مجموعة مُحقة في ما تدعيه ..
فسيقول المسلمون ، لماذا لا يستطيع اليهود إحتمال المسلمين في يوم عيدهم ؟؟ أما اليهود فإنهم سيقولون بأن المسلمين لا يحترمون صومهم وحدادهم ..!!
المُشكلة هي وحسب رأيي ، في هشاشة التعايش المشترك .. الذي سيمر بإمتحان عسير يوم السبت القادم ..
فإذا فضل الطرفان التعايش على التشبث "بالخصوصية" الدينية ، وتجاوزا عن هفوات بعضهما البعض ، سيكون هذا مؤشرا على إنتصار قيم التسامح والإحترام المتبادل . وشخصيا أتمنى أن تسير الأمور على هذا الشكل .
وكل عام والجميع بخير ..



#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أوسلو ورصاصة ألرحمة .
- بُقع ضوء داعشية...!!
- الأكثر قراءة..!!
- الإله الأعرج ..!!
- -خلّي هالباب يلقى من الكلاب -..!!
- ألعبيد حين يملكون ..!!
- من أجل خاطر عيونكم ..؟؟!!
- المسلم كيّس فَطن أم كيس قطن ؟؟!!
- إنما ألمسلمون وغير ألمسلمين أُخوة ..في ألوطن .
- انه وَغدُنا اللطيف...!!
- سيكولوجية الأسير : المجتمعات والدول العربية كمراكز إعتقال
- بستوريوس وهرم الأعراق ..
- بين الحُلم والمعنى ..
- غارقون في بولهم ..!!
- - علم ألنحو- والجنس..
- أينشتاين ، أللحمة وبعض أسباب ألتخلف ألعربي ..
- في ظرفية ألنص و-الأزهري- المُتبلبل ..!!
- ألمُنزلق نحو ألفاشية...
- معايير ألنصر والهزيمة ..
- ألسر ألدفين من وراء ألخلط بين حماس وفلسطين ..!!؟؟


المزيد.....




- حادثة اصفهان بين خيبة الأمل الاسرائيلية وتضخيم الاعلام الغرب ...
- ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ...
- اليونيسف تعلن استشهاد أكثر من 14 ألف طفل فلسطيني في العدوان ...
- اعتقالات في حرم جامعة كولومبيا خلال احتجاج طلابي مؤيد للفلسط ...
- الأمم المتحدة تستنكر -تعمد- تحطيم الأجهزة الطبية المعقدة بمس ...
- يديعوت أحرونوت: حكومة إسرائيل رفضت صفقة لتبادل الأسرى مرتين ...
- اعتقال رجل في القنصلية الإيرانية في باريس بعد بلاغ عن وجود ق ...
- ميقاتي يدعو ماكرون لتبني إعلان مناطق آمنة في سوريا لتسهيل إع ...
- شركات الشحن العالمية تحث الأمم المتحدة على حماية السفن
- اعتقال رجل هدد بتفجير نفسه في القنصلية الإيرانية بباريس


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - قاسم حسن محاجنة - صدام الأعياد .