أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - قاسم حسين صالح - ثقافة نفسية (120): حذار ان تكون عاطفيا!














المزيد.....

ثقافة نفسية (120): حذار ان تكون عاطفيا!


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 4589 - 2014 / 9 / 30 - 08:48
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    



يقال عنا نحن العراقيين اننا عاطفيون، ويحظى العاطفي لدينا بقبول اجتماعي وتودد مصحوبا بالشفقة احيانا، ونميل الى ان نستلطفه بما يؤدي بالنتيجة الى ان يكون اكثر عاطفية دون ان ننتبه الى ان العاطفي يكون متعبا لنفسه وللاخرين. فالعاطفي سريع الانفعال ويتقلب من حال الى حال،ولا يتمتع بالقدرة على الصبر،بل ان صدره يضيق حتى بالرأي المخالف لرأيه. صحيح انه لا يذهب الى حد الاساءه الى اصحاب الرأي المخالف وانه ينسى من اثار غضبه وانفعاله، ولكنه يدفع ثمنها من راحته النفسية.
والملاحظ عند العاطفي ان الحوادث تحدث فيه هزّة او انتفاضه لا تتناسب والاهمية الحقيقية للحادث، وينجم عن ذلك ان الانفعالية لديه تأتي مصحوبة بهياج عنيف قد تأخذ شكل صراخ واعتداء، او يكبت عليه ولكن دلالات الحادث تظهر على وجهه بوضوح.. فبعض العاطفيين يصعد الدم الى رؤوسهم فيأتي احمرار خدودهم المعبّر الوحيد عن انفعالهم وتأثرهم، وبعضهم الآخر ينفجر غاضبا او يرقص فرحا.
وهياج العاطفي يؤدي به الى التسّرع..فالملاحظ ان العاطفي ينقاد بسهولة لافكاره و لمؤثرات الساعة، ولا يستطيع مقاومة الدافع الخفي بل يضطره الى الافصاح عما يحتويه صدره، فهو لا يتحدث مع نفسه بصمت..بل يحاورها ويجادلها ويعنفها بصوت مرتفع..مصحوبا بالاشارات والحركات كمن يؤدي دورا تمثيليا.
والملاحظ على العاطفيين أنهم يغالون بالنظر الى الاشياء، فاتفه المزعجات هو بالنسبة اليهم كارثة..وهذا من اعراض الاكتئاب والشعور باليأس، فيما الحدث السارعندهم مدعاة للفرح الجنوني..وهذا من اعراض الهوس،ما يعني وكأنهم جيران المصابين بـ (اكتئاب ثنائي القطب)!
وصفتان اخريان قد تراهما جنابك ايجابية فيما يراهما اخر سلبية، الأولى..ان العاطفي يعطي ما لديه الى من يستثير عاطفته وشفقته،والثانية انه ابعد الناس عن الرياء وينطبق عليه المثل القائل (الذي في قلبه على لسانه)..والاكثر من ذلك انه يفضح نفسه بسهولة، فنظراته وحركاته وتضاريس وجهه تعبر بوضوح عما يحتويه داخله.
والملاحظ ان المجتمع يوجه تهمه ظالمة للعاطفيين لأنه يعتبرهم في عداد من يكذبون عامدين. ذلك ان العاطفي حين يروي حادثا وقع امامه فأن حسّه المرهف يجعله يبالغ في وصفه فتأتي روايته للحدث غير منطبقه على الواقع..فيجعل منه الآخرون شاهد عيان غير صالح للشهادة،فيما الحقيقة هي انه لا يهدف من ذلك الى تضليل سامعيه، بل ان رقة مشاعره وتأثره المبالغ فيه تجعلانه يصف الحادث كما لو كان كاتب قصة بمشاعر أم عراقية .
اننا كبشر..عاطفيون بأستثناء قساة القلوب، وان سرعة التأثر والانفعال يجب ان تكون حافزا للعاطفيين على الحكمة والتروي. فالانفعالية يمكن تشبيهها بطاقة كهربائية يمكن ان تشيع الفرح والسرور بالحياة اذا اجاد العاطفي ادارة هذه الطاقة العظيمة التي يملكها، ويمكن ان تجعل هذه الحياة بائسة له ومتعبة للآخرين..ولهذا قلنا:حذار ان تكون عاطفيا!



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرئاسات الثلاث مع التحية..المبدعون لخلق عراق معافى
- لصوص بغداد..بين زمنين
- ثقافة نفسية (112):تفسير الاحلام بين ابن سيرين وفرويد
- هاني فحص..رجل الدين العلماني!
- سهرة مع..محافظ النجف
- واقع الابداع في البيئات العربية - العراق انموذجا (خلاصة بحث)
- اتحاد الأدباء والكتّاب في النجف الأشرف - شكر وامتنان
- الفساد في برنامج الحكومة الخامسة
- الطلاق..منجز ديموقراطي!
- لنستفد من تجربة سنغافورة في محاربة الفساد.. الى الرئاسات الث ...
- ايهما افضل وزارتين او وزارة واحدة للتربية والتعليم العالي؟
- في سيكولوجيا التفاوض(2-2).مهداة الى السادة رئيس الوزراء واعض ...
- في سيكولوجيا التفاوض (1-2)
- انتحار روبن وليامز..تحليل سيكولوجي
- ثقافة نفسية(144): يخرب بيت الحب!
- 8/8 / 88
- غدا رئيس وزراء جديد للعراق..فمن هو؟
- غطرسة السلطة وسطوتها
- حفل توزيع جوائز تقسيم العراق!-فنتازيا لحقيقة مؤجلة
- سرايا عابدين..ضخامة في الانتاج وتضخيم في المكائد


المزيد.....




- نيابة مصر تكشف تفاصيل -صادمة-عن قضية -طفل شبرا-: -نقل عملية ...
- شاهد: القبض على أهم شبكة تزوير عملات معدنية في إسبانيا
- دول -بريكس- تبحث الوضع في غزة وضرورة وقف إطلاق النار
- نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخاص ...
- اليونان: لن نسلم -باتريوت- و-إس 300- لأوكرانيا
- رئيس أركان الجيش الجزائري: القوة العسكرية ستبقى الخيار الرئي ...
- الجيش الإسرائيلي: حدث صعب في الشمال.. وحزب الله يعلن إيقاع ق ...
- شاهد.. باريس تفقد أحد رموزها الأسطورية إثر حادث ليلي
- ماكرون يحذر.. أوروبا قد تموت ويجب ألا تكون تابعة لواشنطن
- وزن كل منها 340 طنا.. -روساتوم- ترسل 3 مولدات بخار لمحطة -أك ...


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - قاسم حسين صالح - ثقافة نفسية (120): حذار ان تكون عاطفيا!