أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم حسين صالح - الرئاسات الثلاث مع التحية..المبدعون لخلق عراق معافى















المزيد.....

الرئاسات الثلاث مع التحية..المبدعون لخلق عراق معافى


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 4589 - 2014 / 9 / 30 - 08:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



الرئاسات الثلاث.. مع التحية
المبدعون..لخلق عراق معافى
أ.د.قاسم حسين صالح
مؤسس ورئيس الجمعية النفسية العراقية

حقيقتان
* الأولى، واقعة: البيئة العراقية طاردة للأبداع،والمبدعون فيها بين
مهاجرين ومهمشين..وهذا أحد أهم أسباب تخلفها ونزاعاتها.
* الثانية، ممكنة: لو اتيحت الفرصة لنصف مليون عراقي مبدع
وعودة نصف مليون عقل عراقي مهاجر..لجعلوا العراق جنّة،
لأنه يمتلك ثلاث ثروات هائلة:تحت الأرض وفوقها..وفي العقول.

أن لا تكون للمبدعين مكانة في الزمن الدكتاتوري فتلك مسألة مفهومة،ولكن أن تتراجع مكانتهم في الزمن الديمقراطي فهذه قضية فيها نظر!.
ذلك أن النظام الدكتاتوري يرغم العقل المبدع على خدمته..ولأن شخصية المبدع تنفر من الاتجاه التلسطي فأنه اما أن يستجيب دفعا للشر،أو الانكفاء على الذات،او يعيش حالة اغتراب عن نفسه والوطن قد تدفع به الى الانتحار،أو يهاجر الى بلد يحترم شخصه ويقدّر ابداعه.ومن يتأمل واقع العقول العراقية المهاجرة يجد انها أنشأت جامعات وكليات في دول عربية (الخليج،اليمن،ليبيا،الجزائر..)،وأسهمت في تطوير دول أوربية،وقدمت لمجتمعاتها خدمات تتطلب ابداعا..اذ يذكر الكاتب خالد القشطيني أن الأطباء الموجودين في بريطانيا لو عادوا الى العراق لتوقفت الخدمات في المستشفيات البريطانية!.
والواقع أنك حيثما ولّيت وجهك في بلدان العالم تجد العقل العراقي المبدع أمامك..في كل مجالات المعرفة: طب ،شعر ،موسيقى،صحافة،مسرح،فنون تشكيلية والفكر الانساني بكل مجالاته .ولك أن تفترض لو أنك عدت بنصفهم الى العراق،وخصصت لهم (اقليما)..لتوقفت الدعوات المطالبة بانشاء أقاليم (التي تحولت الان الى التقسيم)..لأنهم سيجعلون من (أقليمهم ) جنة!.

والمفارقة ان زمن الديمقراطية فشل في اعادتهم كما فشلت الدكتاتورية،مع أن الدكتاتورية شرّعت لهم قانونا بأسم (الكفاءات) كان مجزيا ماديا..وقد عادوا للعراق فعلا لكنهم اختنقوا ..فتركوا ما منح لهم من مكافئات (قطع أراض،سيارات..) ورجعوا لبلدان الغربة التي رحبت بهم ثانية! رغم انهم تركوها ليحققوا حلم وطن احبوه،لأن تلك البلدان تدرك ان تطور الدولة وتقدم المجتمع يعتمد على المبدعين في العلم وفنون المعرفة.
والمؤسف ان ديمقراطيتنا فشلت ليس فقط في تهيئة الأجواء لعودة المبدعين ،بل أن الموجودين منهم داخل الوطن صاروا بين من أخمد صوته كاتم صوت،او من اختار ان يجاهر بالحقيقة حاملا كفنه على يديه بشجاعة المقاتل،او من سار على خطى المهاجرين من قبله.
والمؤلم أن الباقين منهم تراجعت مكانتهم الوظيفية.فمعظم المراكز الوظيفية الرئيسة بمؤسسات الدولة تسند لا على أساس الكفاءة العقلية بل الانتماء الحزبي وولاءات الهويات الفرعية(عشيرة،قومية،طائفة..)،والمحاصصات ،اذ صارت كل وزارة مؤسسة مستقلة عن الدولة يجري التعيين فيها على اساس هوية وزيرها والكتلة السياسية التي منحت لها.وصار التعيين في مؤسسات الدولة يفضل حامل بكلوريوس من اهل الثقة على خبير دولي حامل دكتوراه في الاقتصاد،وجعل المبدعين المستقلين لا دور فاعل لهم على صعيد السلطة التنفيذية،وكان هذا أحد أسباب سوء الأدارة وشيوع الفساد بأنواعه الثلاثة السياسي والمالي والأداري بحالة تثير الخجل أن يحتل العراق الديمقراطي! المراتب الأولى بالفساد بحسب منظمة الشفافية العالمية.
وكما جرى في النظام الدكتاتوري باسناد عمادات الكليات في الجامعات الى المنتمين لحزب السلطة،فان هذه العمادات ورئاسات الأقسام العلمية اسندت غالبيتها،في الزمن الديمقراطي،للمنتمين الى الأحزاب الأقوى في السلطة من حديثي الخبرة ،فيما الأكاديميون المبدعون يكاد دورهم يكون مهمشا.ولهذا السبب فان الجامعات العراقية،باستثناء جامعتي دهوك و الكوفة،احتلت مراتب متأخرة في سلّم التقويم العالمي والعربي للجامعات.
وما يحز بالنفس، تراجع القيم الأخلاقية بحق المبدعين ايضا.فقد شكا أكاديمي معروف بابداعه وخرّج اجيالا أنه حضر مؤتمرا علميا فأجلسه طالبه الذي صار (دكتورا) في الخط الثالث فيما طالبه هذا جلس بالخط الثاني..لأنه يعمل بمكتب معالي الوزير.وأن مدير مدرسة من جيل المبدعين طرق كل ابواب وزارة (الـ...)من أجل نقل ابنته لمكان قريب من مسكنه..وعجز،فنقلها شاب بعمر حفيده يعمل في " ميليشيا" أحد الأحزاب..بيوم وليلة!. فضلا عن ان ثقافة القبح جعلت ثقافة الأبداع في الموسيقى والمسرح والفن والشعر تتراجع داخل الوطن بمسافات عما كانت عليه قبل خمسين سنة!
ان الابداع صار اليوم هو المعيار لتقدم المجتمعات وتفوق الدول.فالدولة الأكثر احتراما لمبدعيها وتوفيرا لفرص توظيف ابداعهم بخدمة المجتمع،هي الأكثر تطورا وتحقيقا لحياة كريمة لمواطنيها. ففي مقالته الموسومة " الثورة الهادفة " أشار عالم النفس تورنس المتخصص بالابداع الى أن الولايات المتحدة بدأت منذ مطلع الستينيات في القرن الماضي بثورة خفية في أهداف وطرائق التربية بتوظيفها نحو الحل الإبداعي للمشكلات ، والتعبير الإبداعي أيضا ،فيما اشار العالم الامريكي جيلفورد الى " أن صياغة طريقتنا في الحياة وضمان مستقبلنا يقومان على قدراتنا الابداعية على وجه الخصوص "..وقبلهما اشار أرنولد توينبي الى أن الأفراد المبدعين هم المصادر الأساسية في المجتمع . ونضيف الى ما قالوه أن قراءة التاريخ في مجالات السياسة والنظم الاجتماعية والعلوم التطبيقية والفنون.. تجعلنا نستنتج بأن المبدعين هم الذين يغيرون العالم ومسار التاريخ أيضا ، بل وحتى تغيير الأنموذج الذي ننظر من خلاله الى الكون والأشياء والطبيعة البشرية ، وقس على ذلك مثلا غاليلو وانشتاين وماركس وفرويد .
وما يحيرك أن تراجع مكانة المبدعين في زمن الدكتاتورية كان أحد أسباب انهيارها،وأن الديمقراطية التوافقية لم تلتقط العبرة ولم تدرك ان المبدعين في العراق طاقة هائلة في اعمار الوطن وتطوير العقول..بل ان النظام الديمقراطي تقصّد التضييق عليهم فهاجروا او استكانوا بعد ان اعتمدت حكومات التغيير، السابقة بشكل خاص، مبدأ (الأقربون وأهل الثقة) هم الآولى في مؤسسات الدولة..وان كانوا لا يفهمون!..وتلك احدى اهم اولويات ما ينبغي ان تقوم به الحكومة الجديدة..منطلقة من حقيقة..ان العراق بلد منتج للمبدعين حتى في ازمان المحنة.
انها مساهمة نضعها امام الرئاسات الثلاث (الجمهورية والحكومة والبرلمان) لخلق عراق معافى.. مع تمنياتنا بالموفقية.



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لصوص بغداد..بين زمنين
- ثقافة نفسية (112):تفسير الاحلام بين ابن سيرين وفرويد
- هاني فحص..رجل الدين العلماني!
- سهرة مع..محافظ النجف
- واقع الابداع في البيئات العربية - العراق انموذجا (خلاصة بحث)
- اتحاد الأدباء والكتّاب في النجف الأشرف - شكر وامتنان
- الفساد في برنامج الحكومة الخامسة
- الطلاق..منجز ديموقراطي!
- لنستفد من تجربة سنغافورة في محاربة الفساد.. الى الرئاسات الث ...
- ايهما افضل وزارتين او وزارة واحدة للتربية والتعليم العالي؟
- في سيكولوجيا التفاوض(2-2).مهداة الى السادة رئيس الوزراء واعض ...
- في سيكولوجيا التفاوض (1-2)
- انتحار روبن وليامز..تحليل سيكولوجي
- ثقافة نفسية(144): يخرب بيت الحب!
- 8/8 / 88
- غدا رئيس وزراء جديد للعراق..فمن هو؟
- غطرسة السلطة وسطوتها
- حفل توزيع جوائز تقسيم العراق!-فنتازيا لحقيقة مؤجلة
- سرايا عابدين..ضخامة في الانتاج وتضخيم في المكائد
- رئاسة جمهورية العراق..ب(المزاد)!


المزيد.....




- فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص ...
- حرب غزة: أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني و77 ألف جريح ومسؤول في ...
- سموتريتش يرد على المقترح المصري: استسلام كامل لإسرائيل
- مُحاكمة -مليئة بالتساؤلات-، وخيارات متاحة بشأن حصانة ترامب ف ...
- والدا رهينة إسرائيلي-أمريكي يناشدان للتوصل لصفقة إطلاق سراح ...
- بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بسبب اتهامات للصين بالتج ...
- صور: -غريندايزر- يلتقي بعشاقه في باريس
- خوفا من -السلوك الإدماني-.. تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تط ...
- لبيد: إسرائيل ليس لديها ما يكفي من الجنود وعلى نتنياهو الاست ...
- اختبار صعب للإعلام.. محاكمات ستنطلق ضد إسرائيل في كل مكان با ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم حسين صالح - الرئاسات الثلاث مع التحية..المبدعون لخلق عراق معافى