أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - عباس علي العلي - الأنا والأخر ونحن في عولمة الوجود














المزيد.....

الأنا والأخر ونحن في عولمة الوجود


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4588 - 2014 / 9 / 29 - 21:58
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


أن حقيقة وجود أنا وأخر في الوجود الكوني لا يمكن نكرانها وستبقى حقيقة واقعية ثابتة المعالم وبدل أن يكون الحوار بينهما حوار الذات مع الذات وعلاقة الذات مع الذات تناظرا وتكاملا, حتى يكون حوارا تنافسيا للوصول للكمال الوجودي في آن واحد وهو ذات الحوار الذي قاد العالم إلى الحداثة وما بعد الحداثة وإلى العولمة وما بعد العولمة.
إن الركون إلى الهوية المجردة الواحد تقتل حركة التنافس والتكامل هذه لأنها الكابح الذي سوف يوقف الحياة من أن تدور وتجري بقوانين أرادت للحياة الإنسانية والاستمرار وبالتالي فإن التسليم بالكونية هو تناقض مع أصل النظريات التي تنادي بتجاوز الروابط التي تحد في رأيها من حرية حركته وهي الزمان والمكان والعامل الروحي المتأصل جذرا فيه.
إن حدود التفريق بين الأنا والأخر هي حدود تمثل عند ديكارت مثلا الوجود المفكر القادر على الوعي واقصاء للجسدية والغيرية والتركيز على حدود الوعي الذاتي دون أن يكون ذلك مرتبط بالأخر فهي حدود متجسدة بالوجود وتستند عليه, ونكران هذه الأنا نكران للذات المنفردة الذات المفكرة الذات الوجودية التي تفترق عن الأخر بنفس خصائص الذات الأخر, وهنا يكون لدينا ذات متعددة مستقلة كل منها لها عالم وجودي خاص, وهي أيضا من جانب أخر تتحدد فلسفيا بمفهوم الكثرة والقلة, ومفهوم الكلي والخاص.
الأنا تمثل في وجهها المطلق صورة كلية وفي وجودها الذاتي تمثل الخصوصية من خلال الكلي المطلق, بالاعتبار الاول تمثل جوهر الوجود وفي الثانية تمثل ماهية الوجود ومن طبيعية الماهية الكثرة وطبيعة الجوهر بما تمثل من مفهوم الوحدة الغير قابلة للكثرة.
أنا أنحاز دوما إلى التصور الديكارتي الذي يقوم ثنائية الروح والجسد هناك من جهة، الإقرار بعالم داخلي ذو طبيعة روحية ومن خصائصه التفكير وعدم الامتداد في المكان، ويشمل الأفكار والمعتقدات والانطباعات الحسية والأحلام والذاكرة وكل التجارب الذاتية وهناك، من جهة أخرى عالم خارجي ذو طبيعة مادية، وما يميزه هو الامتداد وانتفاء القدرة على التفكير ولإبداع، ويشمل الأجسام الطبيعية والقوى الفيزيائية وينطبق مبدأ ثنائية الوجود على الإنسان نفسه، وتتجلى من خلال ازدواجية الروح والبدن, والروح تفرض أن تكون هناك حدود مشتركة وهناك حدود تتمايز فيها الذوات وجوهرها الأنا, فما هو طبيعي يبقى وما هو تصوري يمكن أن يكون محل برهنة وتجريب ولكن لا يمكن القبول به على علاته الظاهرية.
تبقى الأنا في جزئها الروحي محتفظة بقوتها الذاتية كشخصية مستقلة غير مبالية بالتطور الخارجي ما لم يراعي هذا التطور قوانين النشأة وقوانين حركة الذات ومراعاة لنظام التميز والتفرد الذي يحكمها ويتحكم بها وبفعلها وانفعالاتها, وهذا لا ينجح أيضا من خلال القهر أو التنظير الذي يأتي خارجيا دون تجربة يقينية بنتائجه على المستوى العقلي كما هو مستخلص من فكرة سبينوزا بتجريد وسلب الجسد المادي من امتيازاته ألميتافيزيقية, التي أضافها التصور الثاني للإنسان الذي هو جانب روحي وأخر مادي, جانب مادي مجسد وأخر غيبي محسوس لكنه غير مجسد بالفعل ولكنه محسوس بالأثر.
أن البحث عن ماهية الوعي لابد لنا أن ندرك أن الوعي له وجهان وعي بالوعي ذاته ووعي أخر بالذات, فالوعي بالوعي هو القوة المهمة على ممارسة الإدراك الواعي للأنا وهذا مبدأ ما يسميه البعض بالإنتاج الفكري (أنا أفكر إذا انا موجود) والوعي الأخر هو في انعكاس الأنا على الذات انطلاقا من إقصاء الآخر الذي يمثله الجسد والعالم الخارجي أي فصل الروحي عن المادي الوعي الروحي الذي فيه الشق ألميتافيزيقي من الأنا الذي أبعده سبينوزا وصاغ النظرية خارج الثنائية القطبية ليبرهن على الأنا المجردة الخالية من الخصائص هي الأنا المطلقة.
ولعل المهم والمفيد هنا النظر أيضا إلى أن الذات بقدر ما هي عارفة وفاعلة فهي أيضا بالوجه الأخر محلا للمعرفة ومحلا للإنتاج سواء الذاتي أو الأخر فهي تكسب المعرفة من جهتين كما تنتجها بما تكتسب, هنا نكون أمام حقيقتين للذات كل منها له وجه ذاتي وأخر موضوعي أي ان كل منهما تتنازع الوعي بالذات وتنسب للأخرى الموضوع.
و هذا يعني أن فعل الوعي بالذات لا يتحدّد إلا بواسطة الآخر لذلك يجب على الوعي بالذات أن يحافظ على الآخر إذا أراد أن يحقق وعيه بذاته كذات واعية هذه النتيجة تقودنا حتما على أهمية المحافظة على هوية الذات وهوية الأخر والمحافظة على الماهوية اذا اقرار منا بالحفاظ على الأنا والأخر.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التكامل بين الأنا والآخر في سياق ومفهوم فلسفة العولمة
- إشكالية البحث عن الهوية في ظل عالم عولمة متعدد الهويات
- أنماط الأحلام وتنوع الصور الحلمية
- الفعل البيويلوجي أثناء التحلم أو الحلم
- الحلم في دائرة الفهم العلمي
- علاقة الأحلام بالعقل ونظامه التشغيلي
- الحلم ومحدد الزمن
- الأحلام صور عقلية منتجة
- إشكالية الحداثة في تجسيدها للواقع الما بعدي
- أزمة الفهم الديني وإشكاليات القراءة ح1
- أزمة الفهم الديني وإشكاليات القراءة ح2
- الولادة الفكرية وأزمة التكوين ح2
- الولادة الفكرية وأزمة التكوين ح1
- الحداثة وفلسفة تجديد الحياة ح1
- الحداثة وفلسفة تجديد الحياة ح2
- سلعو وشنه , قصة قصيرة
- التجديد الفكري واعادة قراءة الفهم الديني
- الكتب والصحف في النص القرآني
- مفهوم التناقض والتضاد
- الحاجة والضرورة اختلاف مفاهيم ودلالات


المزيد.....




- -بعهد الأخ محمد بن سلمان المحترم-..مقتدى الصدر يشيد بالانفتا ...
- الكشف عن بعض أسرار ألمع انفجار كوني على الإطلاق
- مصر.. الحكومة تبحث قرارا جديدا بعد وفاة فتاة تدخل السيسي لإن ...
- الأردن يستدعي السفير الإيراني بعد تصريح -الهدف التالي-
- شاهد: إعادة تشغيل مخبز في شمال غزة لأول مرة منذ بداية الحرب ...
- شولتس في الصين لبحث -تحقيق سلام عادل- في أوكرانيا
- الشرق الأوسط وبرميل البارود (1).. القدرات العسكرية لإسرائيل ...
- -امتنعوا عن الرجوع!-.. الطائرات الإسرائيلية تحذر سكان وسط غ ...
- الـFBI يفتح تحقيقا جنائيا في انهيار جسر -فرانسيس سكوت كي- في ...
- هل تؤثر المواجهة الإيرانية الإسرائيلية على الطيران العالمي؟ ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - عباس علي العلي - الأنا والأخر ونحن في عولمة الوجود