أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - كفاح جمعة كنجي - شجرة التوث ومنزل جدي في عين سفني














المزيد.....

شجرة التوث ومنزل جدي في عين سفني


كفاح جمعة كنجي

الحوار المتمدن-العدد: 4588 - 2014 / 9 / 29 - 11:46
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


مَنحتُ نفسي اليوم استراحة .ليست لدي اي التزامات، وليست لدي سيارة تقلني لِاماكن بعيدة لقضاء نهار اليوم . فضّلت ان اتمشى في شوارع عين سفني .وبمفردي .
قادتني ذاكرتي لِاول مرة زرتُ المدينه بصحبة والدتي قبل 50 عاما في زيارة منزل جَدّي من والدتي بَشّار خضر الشرطي .
شعرت بحنين طاغي لزيارة المكان ورؤية المنزل ولو من بعيد.
هل سَاقتدي الى المنزل وانا لم ازوره منذ عام 1965؟!!
الذي لم يتغّير في عين سفني من ذلك الحين، الشارع الرئيسي الذي يمر من وسطها والمؤدي للموصل من جِهة وإلى لالش مَعبدْ الايزيديين الاول من الاتجاه الآخر .
وانا اتَسلق الطريق المؤدي لِوَسط المدينة والمُشّيد على اشبه بتل مُرتفع تأججت الذاكرة وعادت بي لخمسين سنة مضت ،فالطريق لم يَطالُه تغييرٌ سِوى تصماميم الدكاكين ،والمحلات المُنتشرة على جانِبيه قد تضاغفت عشرات المرات .
وصلت السوق ومركز المدينة . توقفتُ لِاخذ نَفس ،وإستنشاق قليلاً من الهواء... التقيتُ عددا من النازحين ِمن مَسقط ْرأسي بحزاني لاول مرة. ألالمْ يَعتصر جَميعهم ،والشوق لِلعودة مرسومٌ على جَبينِهم .
في ركن السوق تذكرت أن الطريق الى بيت جَدّي كان يمر من زقاق وفتحة صغيرة تلتحم مع شارع السوق ببضع درجات لاتتعدى الخمسة.
اهتديت الى الدرجات ،ومازالت على حالها سوى انها جُددت.
تذكرت بَعدَ الدرجاتْ الساقية المشيدة من الاسمنت وسط المنازل القريبة من بيت جدي ولم تكن تبعد عن السوق سوى امتارا و تتوسط الطريق بين منزل جدي والسوق.
الساقيية قد اختفت ، ولم يعد لها اثراً .
حسنا ساهتدي الى المنزل بسهولة من خلال شجرة التوث الكبيرة التي لعبنا تحت ظلالها ونحن صغارا، ومنحتنا توثا شديد الحلاوة ولم تكن تبعد سوى مترين عن مدخل باب المنزل الرئيسي.
لقد خاب ظني !! فشجرة التوث قد قُطعت من الجذور ،والقيُت جذوعها امام المنزل وحتى الساحة التي تتوسط المنازل كُسيت بالاسمنت ولم يعد شيئا يشبه ما في ذاكرتي .
تاكدتُ بأني في المكان الصحيح ، بعد ان تعرفتُ على الزقاق المؤدي الى معبد (شيخالي شمسا ) ، حيث رافقت الكبار يوما لحضور امسيه او احتفال ديني خاص بالمعبد. كل شيء لم يعد على حاله في المدينة فبيت جدي شُيّد من الطين والحجر وسقفه من التراب يعلو جذوع الاشجار المرصوفه بعناية فائقة على حيطان المنزل ،ازيل كل شيء وشيّدهُ ساكِنيه الجُدد من الاسمنت .
ذلك الباب الخشبي المزخرف بمسامير كبيرة وعديدة وبالوانه الطبيعيه قد أُقتلِع وحل محله باب حديدي مصبوغ بالوان صارخة .
50 عاما على تلك الايام . كل شيء لم يعد يشبه الاشياء التي تعيش في ذاكرتي.
التقطت صورة لجذع شجرة الملقاة امام المنزل أعتقد بل اجزم انها بقايا شجرة التوث تلك.!!. إعدام شجرة لايفرق عن اعدام اي كائن حي.
عُدت ادراجي الى السوق بكيت كثيرا في داخلي وحبست دموعي سأدعها تنزل عندما اكون لمفردي فالوقت ليس وقت البكاء حقاً.
في السوق ،الصخب والنداءات هي على حالها لكن إختلفت اسماء المُنادى عليهم ففي حين كانت مشكو ،والياس ،وزيدو ،وجوقي فقد تبدلت الى حمي ،وجانكير، ورسول ،ومصطفى.
تغيرت كل الاشياء لم اعد ارى والتقي إلا قليلاً اولئك الذين كانوا يجوبون شوارع المدينة فنساء تلك السنين اللائي كُنّ ذي ملابس بيضاء وروس الرجال كانت مغطاة بيشماغ احمر ويعتمرونهاعلى الجهة البيضاء وبالكاد يظهروا عكس ايام زمان، اللهجة المحلية الكورديةلاصحاب المحلات الجُدد لا تشبه لهجة اصحابها القدامى ،ويختلفون عنهم في العديد من الاشياء بما فيه الملابس .
كل شيء تغير في عين سفني.
أصحاب المدينه القٌدامى الاصليين باتوا الاقليه والقادمون من خارجها باتوا الاغلبية ...
تغيير ديمغرافي غَيّرَ ِبقصد او بلا قَصد هوّية عين سفني الايزيدية. لكن رغم كل ذلك فهي مدينة جدي واهلِه وستبقى كذلك .


الشيخان -عين سفني
ايلول 2014
عين سفني مركز قضاء الشيخان يبعد عن مدينة الموصل 55 كلم وعن دهوك بحدود 40 كلم .






#كفاح_جمعة_كنجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف نجت عائلة كبيرة من مخالب داعش في سنجار؟؟
- كوجو صرخة الم – الايزيديين في عالم أصمْ !!
- جولة بحث عن اصدقائي المسيحيين في الموصل.
- زينب بين الجنود !!
- هموم عراقية
- قادسية (حمد - تميم قطر وعبدالله) من قادسية صدام!!!
- كاروان وتلك الكمائن وخثرة اللبن
- دعوة للتضامن مع الطلبة الايزيديين من جامعة الموصل
- حكاية حميد- ملازم سلام وامه والدواء
- ذات يوم في دمشق
- صور قبل الانفال / الحلقه 5 والاخيرة
- صور قبل الانفال /4
- صور قبل الانفال /3
- عثرات خطاط ومواقف مضحكة
- صور قبل الانفال /2 العائلة في هذه الصورة اُ بيدت في الانفال ...
- صور قبل الانفال
- كابوس من العراق
- تعقيب على الحلقة 5 من انصاريات لناظم ختاري
- جار الخميني وسائق التاكسي !!!
- صبري محمود مهندس كهرباء مؤنفل


المزيد.....




- إزالة واتساب وثريدز من متجر التطبيقات في الصين.. وأبل توضح ل ...
- -التصعيد الإسرائيلي الإيراني يُظهر أن البلدين لا يقرآن بعضهم ...
- أسطول الحرية يستعد لاختراق الحصار الإسرائيلي على غزة
- ما مصير الحج السنوي لكنيس الغريبة في تونس في ظل حرب غزة؟
- -حزب الله- يكشف تفاصيل جديدة حول العملية المزدوجة في عرب الع ...
- زاخاروفا: عسكرة الاتحاد الأوروبي ستضعف موقعه في عالم متعدد ا ...
- تفكيك شبكة إجرامية ومصادرة كميات من المخدرات غرب الجزائر
- ماكرون يؤكد سعيه -لتجنب التصعيد بين لبنان واسرائيل-
- زيلينسكي يلوم أعضاء حلف -الناتو- ويوجز تذمره بخمس نقاط
- -بلومبيرغ-: برلين تقدم شكوى بعد تسريب تقرير الخلاف بين رئيس ...


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - كفاح جمعة كنجي - شجرة التوث ومنزل جدي في عين سفني