أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سمير عادل - تحالف الاسلام السياسي الشيعي بين فكي كماشة














المزيد.....

تحالف الاسلام السياسي الشيعي بين فكي كماشة


سمير عادل

الحوار المتمدن-العدد: 4588 - 2014 / 9 / 29 - 11:08
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تصريحات رئيس الوزراء حيدر العبادي بأنه لن يسمح لقوات برية اجنبية في العراق ليس اكثر من جعجعة اعلامية، ومحاولة لتحريف الانظار وطمأنة حلفائه الاخرين في تحالف الاسلام السياسي الشيعي المعروف بالتحالف الوطني وعرابه الجمهورية الاسلامية. فالعبادي قبل غيره يدرك بدون وجود قوات برية اجنبية لا يمكن دحر دولة الخلافة الاسلامية واعادتها الى عقر دارها في قطر وتركيا والسعودية. والمبعث على السخرية حقا هم الكتل السياسية الشيعية التي تحاول الضحك على نفسها قبل الضحك على ذقون غيرها عندما تطلب تدخل قوات الجمهورية الاسلامية، وتستنجد بالولايات المتحدة الامريكية لتنفيذ اتفاقية الاطار الاستراتيجي المبرمة بينها وبين العراق وتبارك القصف الجوي الغربي على مواقع داعش، وترحب بارسال البيت الابيض المئات من عناصر القوات البرية تحت عنوان "المستشارين العسكريين"، بينما تدلي بتصريحات وتطلق بيانات منافقة وكاذبة حول عدم سماحها لوجود القوات البرية الاجنبية.
سقوط الموصل في 10 حزيران دق اسفين في صفوف التحالف الاسلامي السياسي الشيعي، فمثلما اختلفوا على اسقاط المالكي، يختلفون اليوم على وجود القوات البرية الغربية وخصوصا قوات الولايات المتحدة الامريكية، لان المشكلة ليست مرتبطة بوجود تلك القوات بقدر ارتباطها بالاستراتيجية الامريكية لمحاربة داعش التي في طياتها هو ضرب النفوذ الايراني في العراق وسوريا وعموم المنطقة.
ان المفارقة في مواقف كتل تحالف الأسلام السياسي الشيعي تكمن بأنها ترفض وجود القوات البرية الغربية وبالذات الامريكية لكنها رحبت بكل حماسة وحرارة بالحرب على العراق واحتلاله في عام 2003. وهذا الموقف الانتهازي نابع من ان الجمهورية الاسلامية أوعزت لكتل الاسلام السياسي الشيعي بأن غزو العراق مقدمة لالحاق الهزيمة العسكرية النهائية بالتيار القومي العروبي، ويفتح المجال لصعود تيار الاسلام السياسي الشيعي الى السلطة في العراق.
ان الكتل السياسية الشيعية بالرغم من ان قادتها مثل هادي العامري ومقتدى الصدر وغيرهما لبسوا الزي العسكري مثلما فعل البعثييون في الحرب العراقية - الايرانية الذين لبسوا الزيتوني انذاك، وبالرغم من تهليلهم وتهوليهم للحشد الشعبي الذي هو مليشيات جديدة، فهم لم يستطيعوا ان يسترجعوا قرية صغيرة من عصابات داعش الا بمساعدة القوات العسكرية الامريكية، مثلما فعل صدام حسين باسترجاع الفاو بدعم رادارات طائرات اواكس والمساعدات العسكرية الاستخباراتية الامريكية التي قدمت له. وجميعهم على علم بان تصريحاتهم ليس اكثر من زوبعة اعلامية في فنجان ومحاولة لصياغة هوية "وطنية" لا تقدم ولا تأخر، في زمن لا يعلو صوت فوق صوت الهوية المتهرئة والبندقية الصدئة الطائفية لتحل محل القومية والوطنية الزائفة والشوفينية.
اي بعبارة اخرى ان الاسلام السياسي الشيعي في وضع لا يحسد عليه، حيث فشلوا وطوال هذه السنوات في بناء دولة وادواتها القمعية مثل الجيش والشرطة والاجهزة الامنية. ولذا العبادي اكثر من غيره يدرك لا يمكن الاستعانة بالحرس الثوري الايراني لان بدخوله بشكل رسمي وعلني الى العراق يعني فتح نار جهنم على الاسلام السياسي الشيعي، ووقودها تلك الدول التي دعمت داعش لضربه وتقويض نفوذه ونفوذ الجمهورية الاسلامية، وفي نفس الوقت لا يمكن الاستغناء عن وجود قوات عسكرية اجنبية على الارض، لذلك ستكون سياسته في قطع دابر داعش هي القشة التي ستقصم ظهر البعير. فداعش لم يترك المجال كي يمسك العبادي العصا من الوسط مثلما فعل المالكي طوال ثمان سنوات من ادارته للسلطة السياسية، ولذا ستتفاقم الازمة داخل تحالف الاسلام السياسي الشيعي بين معارض ومؤيد للتحالف الدولي الذي عنوانه وظاهره انهاء داعش، ولكن ماهيته تغيير قواعد اللعبة السياسية والتوازنات السياسية واستراتيجية جديدة امريكية لالحاق الهزيمة بالنفوذ الروسي في المنطقة، والاعلان من جديد بأن الولايات المتحدة الامريكية هي من تقود العالم ولا يمكن الاستغناء عن قيادتها في محاربة الارهاب مثلما اعلن اوباما قبل ايام. وهكذا تعيد الى الاذهان استراتيجية بوش بعد جريمة الحادي عشر من ايلول في تشكيله لتحالف دولي لغزو افغانستان وضرب القاعدة على غرار تحالف اليوم لضرب داعش.
والجمهورية الاسلامية وادواتها في العراق تدرك بأنها بين فكي كماشة، فمن جهة لا يمكن السماح لدولة الخلافة الاسلامية التي تقودها داعش من التمدد في المنطقة، وفي نفس الوقت ان اعادة انتشار القوات الامريكية في العراق على شكل مستشارين او جنود رسميين والقصف الجوي الامريكي في سورية، يعني مقدمة لصياغة معادلة سياسية جديدة في العراق والمنطقة اولها تقليم اضافر الجمهورية الاسلامية في تلك المعادلة.
بالنسبة لنا نحن الشيوعيين والطبقة العاملة والقوى التحررية، فأن الحاق الهزيمة بدولة الخلافة الاسلامية يحتاج بنفس القدر الحاق الهزيمة بسلطة الاسلام السياسي الشيعي، فالامن والسلام لن يعم على العراق والمنطقة دون انهاء نفوذ الاسلام السياسي بشقيه الشيعي والسني، وهذه مهمة الشيوعييون والطبقة العاملة بالدرجة الاولى وليس مهمة اوباما وتحالفه الدولي، الذي كان وراء خلق تنظيمات ارهابية مثل القاعدة وداعش وبوكو حرام وغيرها....



#سمير_عادل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دولة الخلافة الاسلامية والجيفة والغرب
- دولة الخلافة الاسلامية بين -الاسلام المعتدل- و-الاسلام المتط ...
- زعامات ذكورية ولا تاريخية
- بكاء فيان دخيل في مكانه المناسب
- اللاقانوني في القانون الجعفري
- كلكم افاقين!
- وادي الذئاب والنزعة القومية الاردوغانية
- عندما يتحول البابا الى منظر فاشل
- مؤتمر القاعدة وليس قمة مؤتمر النقمة وليس نعمة
- جمهورية الخوف الثالثة
- نضال المرأة والحركة الثورية ومستجدات الاوضاع في العالم العرب ...
- الربيع العربي ودولة علمانية وغير قومية
- انها الطائفية يا احمق
- محاولة لاعادة مشهد حزب الله وحسن نصر الله في العراق
- اليسار والعملية السياسية
- الحركة الاحتجاجية في العراق والمخاطر المحدقة بها
- ماذا بقي للصدريين، بعد تأجير كل متظاهر ب40 دولار؟
- قواعد اللعبة السياسية تغيرت في العراق
- شرق اوسطي جديد.. ليس بمفهوم الولايات المتحدة الامريكية ولا ب ...
- تشكيل الحكومة بين أزمة الإسلام السياسي الشيعي وأزمة العملية ...


المزيد.....




- صلاة الجمعة الثالثة من شهر رمضان.. الاحتلال يعيق وصول المواط ...
- السعودية.. الأمن العام يوجه دعوة للمواطنين والمقيمين بشأن ال ...
- صلاة راهبة مسيحية في لبنان من أجل مقاتلي حزب الله تٌثير ضجة ...
- الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول فيديو إمام مسجد يتفحّص هاتفه ...
- كيف يؤثر التهديد الإرهابي المتزايد لتنظيم الدولة الإسلامية ع ...
- دولة إسلامية تفتتح مسجدا للمتحولين جنسيا
- فيديو البابا فرانسيس يغسل أقدام سيدات فقط ويكسر تقاليد طقوس ...
- السريان-الأرثوذكس ـ طائفة تتعبد بـ-لغة المسيح- في ألمانيا!
- قائد الثورة الإسلامية يؤكد انتصار المقاومة وشعب غزة، والمقاو ...
- سلي عيالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على النايل سات ولا يفو ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سمير عادل - تحالف الاسلام السياسي الشيعي بين فكي كماشة