أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اسعد الامارة - القلق وقرحة المعدة















المزيد.....

القلق وقرحة المعدة


اسعد الامارة

الحوار المتمدن-العدد: 1292 - 2005 / 8 / 20 - 11:56
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


تزداد في المراجع النفسية مصطلحات مباشرة تدل على معناها ومن تلك المصطلحات والاكثر شيوعا هو مصطلح القلق Anxiety ويدل على انفعال شعوري مؤلم مركب من الخوف المستقل او توقع خطراُ محتملا او مجهولا او توقع حدوث شر في اية لحظة ممكنة ويتضمن هذا التوقع تهديداً داخلياً او خارجيا للشخصية وربما يكون مبالغ فيه او لا اساس له من الصحة. اما قرحة المعدة الناجمة عن الانفعالات فهي نتاج شدة القلق الذي لا يجد له تصريفا موفقا في النفس فيرتد على الجسد ويمزقه، وبما ان المعدة كما قال العلماء والانبياء بيت الداء ،فانها الاضعف دائما .ويقول علماء النفس والطب النفسي هذا الارتباط بات واضحا في العلاقة بين القرحة المعدية والاثني عشري بشكل خاص وبين شخصية الفرد الذي لديه الاستعداد للاصابة بهذا المرض،وهي علاقة اكيدة، ويقول د.علي كمال ان طابع الشخصية للمصابين بالقرحة يدل على توفر معالم معينة يمكن نعتها بالشخصية القرحية وهي عادة شخصية قلقة يضاف اليها دافع شديد نحو الطموح وهو دافع يتقيد في اكثر الحالات بالفشل او الخوف منه، لذا يتصف مريض القرحة ايضا بالصراع المستديم بين اتجاهه نحو الاعتماد على الغير واتكاله عليهم وبين رغبته في الاستقلال والاعتماد على النفس وتميل معظم الشخصيات التي يغلب عليها طابع الاصابة بمرض قرحة المعدة الى الاكتئاب وحب العزلة والابتعاد عن الاخرين وعدم الاختلاط حتى في المناسبات العامة مثل الافراح او المشاركة في مواقف الاحزان .
يقول سيجموند فرويد مؤسس التحليل النفسي ان هناك ثلاث انواع من القلق تشترك كلها بصفة واحدة وهي انها غير مريحة ومؤلمة ولكن تختلف في اصولها ومن تلك الانواع:القلق الواقعي،القلق العصابي،القلق الخلقي-الذاتي.ولو تأملنا في الاول لوجدنا انه القلق الذي ينتج عن توقع الخطر والتخوف من حدوث حادثة في اي موقف يمارسه الفرد في حياته حتى كاد هذا النوع ان يحدد نشاط الفرد ويوقف تفكيره وادراكه السوي عن ممارسة النشاط المعتاد ومن الامثلة الحياتية هو توقع حدوث اصدام في السيارة التي يقودها في اية لحظة او هو جالس فيها ،فيكون انشغاله مفرط في امور غير واقعية لم تقع وربما لا تقع اطلاقا، فنراه يشعر بالقلق والخوف معا ، امل النوع الاخر فهو القلق العصابي ويكون مصدره من داخل الفرد نفسه ،وهذا القلق يكون هائما طليقا يتخذ من اي شئ في البيئة مبررا لوجوده ، هذا النوع من القلق لا يميز العصابيين فقط بل الناس العاديين ايضا ولكن الفرق بين العصابيين والعاديين هو في شدة الدرجة ،اما النوع الاخير وهو القلق الخلقي –الذاتي ، وفيه يخشى الفرد من شدة الضمير عند القيام باي فعل ينافي القيم او الاعراف الدينية او الاجتماعية او الاسرية حتى كاد ان يخلق هذا النوع من القلق الصراع داخل النفس وليس صراعا بين الشخص والعالم الخارجي"البيئة الخارجية"وهو بذلك يهدد توازن الفرد النفسي ويظل مصدر دائم للفرد .
يعد القلق المصدر الرئيس في الاضطرابات السيكوسوماتية-النفسجسمية- ومعظم الافراد الذين يعانون من هذه الاضطرابات يشتركون في الشكوى الدائمة من تفاقم القلق الداخلي وتوقع الشر دائما والفشل في اي موقف حياتي وهذا يؤثر بشكل مباشر على اعضاء الجسم ولما كانت المعدة هي الاضعف فانها استهدفت اولا حتى وصفت بانها تأكل ذاتها رغم ان التورط الانفعالي في استهداف جميع اعضاء الجسم هم السائد في قوة تأثير القلق على احشاء الجسم كلها وهي التي تغذي الجهاز العصبي اللاارادي مثل المعدة والاثني عشر وبقية اعضاء الجسم .
يعتقد الاشخاص القلقون ان افضل وسيلة لحل الصراع الداخلي هو اسقاطه على اعضاء الجسم الاخرى كوسيلة لحل الصراع النفسي الدفين ،ويقول د.احمد عكاشة التفسير العلمي لكل هذه الامراض السيكوسوماتية هو عدم القدرة على التعبير عن الانفعال بالكلمة ومن يظهر الانفعال في هيئة امراض جسمية وكأنما الفرد بدلا من البكاء بعينيه ،فهو يبكي بأحد اعضاء جسمه مثل المعدة او القولون او القلب..الخ.
من الملاحظات العيانية التشخيصية لدى شريحة الافراد الاكثر تعرضا لقرحة المعدة وقرحة الاثني عشر ذات الاسباب النفسية هي ظهور الالم في البطن –الجزء الاوسط العلوي ،مع الاحساس بالغثيان والرغبة في التقيؤ وارجاع الاكل وشعور بالغازات ويكون ذلك بعد الاكل بحوالي ساعتين. وبينت الدراسات النفسية والكشوف الميدانية ان هؤلاء الاشخاص يتميزون بوجود نزعات اعتمادية شديدة محبطة تتبعها محاولة للتعبير عنها ورد فعل بالاستقلال الظاهري وبينت الابحاث ايضا عن بعض المرضى وخاصة النساء ان هناك علاقة وطيدة بين القرحة من ناحية وبين الشعور بوجود ما يهدد العلاقة الجنسية في حياتهم فضلا عن الاضطراب الواضح في العلاقة العاطفية .
يضيف د.عكاشه بقوله يلعب القلق دورا هاما في نشأة الامراض السيكوسوماتية او الامراض العضوية التي تزيد اعراضها عند التعرض لانفعالات القلق النفسي ومن اهم هذه الاعراض :ارتفاع ضغط الدم ،الذبحة الصدرية،جلطة الشرايين التاجية،الربو الشعبي،روماتيزم المفاصل،البول السكري،زيادة افرازات الغدة الدرقية،قرحة المعدة والاثنى عشر،التهاب القولون القرحي،القولون العصبي،الصداع النصفي،السمنة،فقدان الشهية العصبي،كذلك الامراض الجلدية ،اما اذا استمر الصراع النفسي لمدة طويلة واصبح القلق غير محتمل فعادة ما تتحول اعراض القلق النفسي الى احد ثلاث ظواهر:الفوبيا(المخاوف)المرضية،عصاب الاعضاء اي تقتصر اعراض القلق على اعراض احد الاعضاء الجسمية، واخيرا الهستيريا وفيها لا يستطيع الكثير من المرضى تحمل الالام النفسية للقلق،ولذا فهم يحولون هذا القلق الى اعراض هستيرية مع فقدان وظيفة بعض الاعضاء.
خلاصة القول نعتقد ان هناك علاقة بين ما يدور من صراع في نفوس هؤلاء الاشخاص الذين يزداد لديهم القلق بشكل مفرط وبين اختلال وظائف المعدة لديهم وخصوصا عند المواقف الحرجة التي تحتاج الى اتخاذ قرار مناسب او الدخول في عمل يحتاج الى مواجهة حقيقية وعندما يفشل اي منهم في المواجهة ويرتد مقهورا فأن بوادر ظهور قرحة والالام المعدة بمعنى ادق هيجان المعدة يظهر بشكل واضح وهو ما يسميه علماء التحليل النفسي الصراع الخفي العنيف الذي ينتهي بهم الى قرحة المعدة.



#اسعد_الامارة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطفل بين القبول والرفض والرفض في الاسرة
- الطفولة والتلقائية
- تحرير المرأة وتحرير المجانين
- لغز القلق
- اٍعرف المسالمة، ترفض العنف
- التفاؤل والتشاؤم بين الصحة ونقيضها
- التعصب والتصلب في الرأي وعلاقتهما بالمرض النفسي
- هل تخفي شخصياتنا افعالنا ام العكس؟
- مهارة اللاعنف..مهارة الالفة والصداقة
- التكامل النفسي بين الواقعية والمثالية
- نحن واضطرابات العصر(الاضطرابات النفسجسمية)سيكوسوماتيك
- تفجير النفس بين التعصب والاكتئاب
- الصراع النفسي ..ديالكتيك الهم الانساني
- هل يتراجع العراقيون عن قيم التسامح والمودة!!
- الشخصية السلبية Passive
- الهذيان والهلاوس في المرض العقلي..حقيقة ام وهم؟
- هكذا يتم تحويل المشاعر والافكار!!
- عقدة النقص وآلية التعويض
- التسامي في السلوك ..قوة للنفس والانسان
- الشك المرضي..ابعاده وتأثيره على الشخصية


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اسعد الامارة - القلق وقرحة المعدة