صالح حمّاية
الحوار المتمدن-العدد: 4587 - 2014 / 9 / 28 - 23:17
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
إن أي مسعى لتجديد الخطاب الديني أو تطويره - أو لإصلاح الإسلام أو عصرتنه - إذا لم يقترن في الحقيقة باعتراف علني وصريح بهمجية الشريعة و الحدود فهو ببساطة مسعى مجهض من البداية ، لان أي محاولة من هذا النوع إذا لم تمس جوهر المشكلة التي يعاني منها الإسلام (وهي كونه دين مشرعن للوحشية و الإرهاب) فهذا لن يؤدي إلى أي شيء مفيد ، وسيظل الإسلام يدور في حلقته المفرغة من اجترار نفس المشكلات بمسميات مختلفة ، فعلى سبيل المثال حين خرج الداعون لفكرة الاعتدال والوسطية لمجابهة الفكر المتطرف كما سموه ، ادعى هؤلاء أنهم مختلفون بفكرهم و أنهم سيرتقون بالإسلام من كل تلك الأمور التي ألحقها به المتطرفون من همجية و إرهاب ، لكن الحقيقة انه من واقع التجربة التي شهدنا فما قدمه لنا هؤلاء من إسلام يدعى بالمعتدل فهو لا يختلف قيد أنملة عن الإسلام المتطرف ، فنفس المشكلات التي سببها الإسلام المتطرف هي نفسها كررها هذا الإسلام المعتدل ، وعموما فهذا طبيعي و بديهي بالنظر إلى المعطيات التي سبقت الأمر ، فهؤلاء المعتدلين المزعومين لم يمسوا في الواقع أيا من المشكلات الحقيقية للإسلام ، فهم وبإبقائهم لفكرة الشريعة بشكلها الهمجي ، ومع حفاظهم على القول بضرورة تطبيقها، فهم لم يختلفوا عن المتطرفين في شيء ، ومنه كان بديهي أن تكون النتائج متماثلة فبالأساس لا تكمن المشكلة في التطرف كالتطرف ، فلو تطرف الإنسان مثلا في تسامحه فهذا ليس شيء مذموم بل هو أمر مطلوب ، لكن لما يكون هناك قيم سلبية كالحدود مثلا ، فمهما يكن موقفنا منها متساهلا أو متطرفا ، فهي في النهاية ستبقى أمر مذموم ، ومنه لما يتحدث الإسلاميون عن أن الشريعة لا يجب أن تطبق دفعة واحدة بل بالتدريج ، فهذا لا يعني حقيقة أن الشريعة ستصبح جيدة ، فهنا المشكلة ليس في التدرج بل هي في انتهاك حقوق الإنسان من الأساس ، وسواء أتم الأمر بالتدريج أو بالتقسيط أو دفعة واحدة ، فكلها أمور غير مقبولة ، وستبقى الشريعة همجية سواء طبقتها داعش أو السعودية أو حتى النبي محمد صلعم نفسه ، و على هذا فالأصل لأي إصلاح إسلامي جاد هو بالاعتراف بهمجية الشريعة وبأنها شريعة منافية للإنسانية وللحريات ولعصرنا الحالي ، وأنها يجب أن تزال و تستبدل بأي طريقة كانت (اجتهاد - نسخ - حذف ) لا يهم ، لكن المهم أن الشريعة الحالية يجب أن تزول ، وتحل محلها تعاليم إسلامية أكثر إنسانية وأكثر استنارة .
#صالح_حمّاية (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟