أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد الطالبي - المغرب القهرقراطي و الهدرقراطي














المزيد.....

المغرب القهرقراطي و الهدرقراطي


احمد الطالبي

الحوار المتمدن-العدد: 4587 - 2014 / 9 / 28 - 21:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يوم امس ، و أنا في فراشي ، أبحث عن غمضة جفن بشق الأنفس ، فلم اجدها . بقيت هكذا وعيناي مشرعتان في الظلام ، ومخيلتي تنسلخ عني ، كأنها تتبرأ من شقاء حالي ، سافرت و سافرت لكن من سوء حظها ، خابت ، فلم تسقط هي الأخرى على ما يدخل السرور إلى نفسها ، وعادت إلي خائبة ، تحمل صورا و ذكريات...ومن بين ما حملت إلي عنوانين لكتابين ، قرأت بضع صفحات من أحدهما والآخر لم اقرأ منه حرفا واحدا ، لكنه مكمل للأول .
الكتابين هما : سيكولوجية الإنسان المقهور و سيكولوجية الإنسان المهدور للدكتور مصطفى حجازي .وما أن تذكرت العنوانين حتى جاءتني فكرة نحث كلمتي العنوان من القهر و الهدر ، بإضافة كلمة قراطي الدالة على السلطة في لغة الإغريق :cratie ..وقد يستنكر علي البعض هذا النحث ، إذ كيف يمكن لمن يحب بلده أن يصفه بهذا الجحود ، لكن و انا استعرض صفحات من تاريخ المغرب منذ حصوله على الإستقلال الشكلي ، لم أر إلا مغربا قهرقراطيا وهدرقراطيا ، وعندما أتحدث عن المغرب فالأمر يتعلق بمغرب الحكام وليس مغرب الفقراء ، والمتطلعين إلى الغد الأفضل .

المغرب القهرقراطي و الهدرقراطي ، يمارس سلطة القهر و الهدر ، قهر الشعب وهدر الثروة و هدر الزمن و المواعيد التاريخية ...

لقد أهدر المغرب العديد من الفرص ، منذ مفاوضات إكس ليبان التي ترتب عنها استقلال شكلي ، الذي خلف العديد من الأعطاب ، وصمت تاريخ المغرب السياسي المعاصر الذي تميز بصراع قوى تقدمية ثواقة للحرية ممثلة في القوى الوطنية التقدمية الديمقراطية ، والقوى المحافظة الممثلة لإستعمار جديد يسيطر على أجهزة الحكم من بعيد .. فكان من نتائج ذلك مزيد من الهدر تمثل في التآمر على جيش التحرير في عملية ليكوفيون لقطع الطريق على الجيش و الحيلولة دون توجهه إلى تحرير صحراء المغرب ، كما تجلى الهدر كذلك في إفشال حكومة عبد الله إبراهيم التي كانت لها مشاريع واعدة في الإصلاح السياسي و الزارعي ، مما ترثب عنه بقاء الأراضي الخصبة في أيدي طغمة المعمرين الجدد ، وتوقيف مشاريع الإصلاح التي بقيت بعض من معلمها تحكي قصة زمن مهدور وبقاء سلطة الحكم بطابعها الرجعي الإستبدادي القهري ، مما نتج عنه دخول المغرب في دوامة من اللااستقرار والفوضى ، نتج عنه محاولتين انقلابيتين و إعدامات لم تحترم مشاعر الشعب ، بحيث تم تنفيذها يوم عيد الأضحى ، وبدل أن تذهب ثروات المغرب لبناء المدارس و المستشفيات و الطرق ، تم هدر العديد منها في بناء السجون العلنية و السرية لإستقبال المناضلين الأحرار ، كما وتم تسهيل استفادة حفنة من الإنتهازيين من خيرات المغرب ، بمناورات سياسية خبيثة من قبيل ما سمي خداعا ، المسلسل الديمقراطي الذي أطلقه الراحل الحسن الثاني ، أواسط السبعينيات لمحاصرة النضال الوطني اليساري الذي اصطفت قواه إلى جانب الشعب ، هذا المسلسل الذي اعتمد استراتيجية استقطاب شرائح انتهازية داخل الأحزاب الوطنية ، مما فوت فرصا كبيرة على فقراء المغرب فرص التنمية و التطبيب و الشغل و السكن ....

ومع كل ذلك الهدر ، وكل ذلك الفساد ، سقط المغرب ، بين فكي كماشة صندوق النقد الدولي الذي خلق المزيد من فرص هدر طاقات المغرب و إمكانياته والحيلولة دون استفادة الشعب منها .....
وبدل أن يتعاطى الحكام مع الأزمة التي تسببوا فيها بما يتطلب من المسؤولية السياسية و الأخلاقية ،أصروا على رعونتهم ...

ويبدو أن استراتيجية الهدر و القهر ، أصبحت آلية للتدبير السياسي الرسمي ، فكان أن تواطأ المخزن مع حلفائه للإلتفاف على مطالب الشعب في الإصلاح الحقيقي : الإصلاح الذي يفضي إلى احترام سلطة الشعب وجعله مصدر القرار و السيادة بآلية دستورية تضمن ممارسة السلطة وفق قوانين مدنية تراعي حقوق الأفراد و الجماعات ...
فرق كبير وشاسع ، بين ما نتطلع إليه كشعب ، وما يمارس علينا من استبداد و شطط في كل شيء ، شطط في استعمال السلطة ، وشطط في تحميل الشعب تبعات الفساد ،و شطط في توزيع خيرات البلاد ، وشهد شاهد من أهلها ......

ومند عقود ، ونحن نحلم بمغرب ديمقراطي لكن طلع علينا قهرقراطيا ، وهدرقراطيا ، تحكمه سلطة تمارس القهر السياسي و الإقتصادي و الإجتماحي ، كما وتهدر الفرص على الشعب للحيلولة دون تحكمه في مصيره ومستقبله .

وا مغرباه ، لقد جار عليك ذوي القربى ، وظلمهم اشدد مضاضة من وقع الحسام المهند ..



#احمد_الطالبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ...أرقص ليذهب عنك الحزن و تسقط عنك الخطايا...
- الكونفيدرالية الديمقراطية للشغل تقرر إضرابا عاما..
- في الحاجة إلى حركة سياسية، فكرية ، مدنية، قوية.
- أزمة الراهن المغربي ، ومسؤولية القوى التقدمية ..
- دفاعا عن العقل
- شيء ما يستعصي على الفهم
- يجب إرجاعهم إلى زمن ما قبل الصناعة..
- مرافعة تحت التراب
- شبح داعش
- في الحاجة إلى حراك جديد
- الفعل الكنفيدرالي بتيزنيت بين ضرورتي النقد و التحصين
- في حقد حزب العدالة و التنمية على الأمازيغ وتهديد تماسك المجت ...
- .الويسكي و الشمبانيا بين الدين و السياسة...
- في نقض النقد السوقي/ ليس دفاعا عن الأموي- الحلقة 2
- في نقض النقد السوقي/ ليس دفاعا عن الأموي
- السيد عيوش يجرب الشعبوية
- الوزيرة الحقاوي تتحرش بالمجتمع المغربي
- بدعة الوزيرة بسيمة الحقاوي
- إسلامية إسلامية أو محاولة فهم.
- ما العمل ؟


المزيد.....




- لاكروا: هكذا عززت الأنظمة العسكرية رقابتها على المعلومة في م ...
- توقيف مساعد لنائب ألماني بالبرلمان الأوروبي بشبهة التجسس لصا ...
- برلين تحذر من مخاطر التجسس من قبل طلاب صينيين
- مجلس الوزراء الألماني يقر تعديل قانون الاستخبارات الخارجية
- أمريكا تنفي -ازدواجية المعايير- إزاء انتهاكات إسرائيلية مزعو ...
- وزير أوكراني يواجه تهمة الاحتيال في بلاده
- الصين ترفض الاتهامات الألمانية بالتجسس على البرلمان الأوروبي ...
- تحذيرات من استغلال المتحرشين للأطفال بتقنيات الذكاء الاصطناع ...
- -بلّغ محمد بن سلمان-.. الأمن السعودي يقبض على مقيم لمخالفته ...
- باتروشيف يلتقي رئيس جمهورية صرب البوسنة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد الطالبي - المغرب القهرقراطي و الهدرقراطي