أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله جاسم ريكاني - نحن و تركيا: ذاب الثلج و بان المرج














المزيد.....

نحن و تركيا: ذاب الثلج و بان المرج


عبدالله جاسم ريكاني

الحوار المتمدن-العدد: 4587 - 2014 / 9 / 28 - 11:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



في التجربة التركية التي تدّعي بأنها نموذج الاسلاموية الحديثة، تحول مثير للدهشة، فقد ذاب الثلج وبان المرج كما يقولون، وانتهى الاسلام السياسي الى الوقوع في أكبر خطيئة وفخ تاريخيين وهي أنه فتك بالاسلام السياسي نفسه ليحل محله "السنية السياسية" لأن الأصبغة التي تزين بها اسلام تركيا و حلفاءها في المنطقة ، وكل الماكياجات التي تجمّل بها، ذابت وتحللت في الأزمة السورية والربيع العربي و العراق، وخاصةً عندما تم غزوه من قبل داعش. وتبين أن أزمة الاسلام السياسي ومرضه هي في الحقيقة في انبثاق هوية جديدة لمخلوق جديد اسمه "السنية السياسية" تجلّت في تنظيم داعش السني الذي إشتهر بعنفه المفرط ضد المكونات الأخرى الدينية والمذهبية و القومية ومغالاته في الرد وقسوته في التعبير عن الخوف من الخصم بقطع رأسه والتمثيل بجثته والتفنن في تعذيبه الى حد جنوني.

لقد حاول العراقيون و خاصة، الشيعة و الكورد، التقرب من تركيا الاردوغانية، و لكن موقف تركيا بقي مراوغاً و مخادعاً و يمارس التقية معهم. و هناك العديد من الادلة التي تؤكد، ان تركيا و السيد اردوغان لا يريدان الخير للعراق و المنطقة، نتذكر منها:

1- اول شخص اطلق تسمية المراوغ على السيد اردوغان هو زعيم حزب الرفاه الاسلامي التركي نجم الدين اربكان، حيث تنبأ بسوء سريرته. والكل يعلم كيف انقلب على صديق عمره، عبدالله غول، و منظّره الايديولوجي، فتح الله كولن، رائد الاسلام الاجتماعي، و بشار الاسد الذي كانت تربطه به صداقة حميمة و عائلية ......الخ.

2- بعد خروجه من حزب الرفاه، أسّس اردوغان حزب اخواني يتظاهر بالليبرالية و المدنية و الديموقراطية، بينما في الواقع، كان يمارس التُقية، و لكن ليس التقية بالمفهوم القرآني و إنما التقية التي تعني الخداع و النفاق .

3- ظهر استعماله للتقية، في دعم كل الحركات الاصولية والوهابية لزعزعة امن دول الشرق الاوسط ابتدئت من ليبيا ومصر وسورية والعراق واليمن ، في الوقت الذي كان يدّعي صداقة هذه الدول .

4- ظهر كره تركيا للعراق في وقفوفها مع فلول البعث والقوى الارهابية بعد سقوط نظام صدام و لحد الان.

5- في عهده تحولت تركيا الى مكان لعقد المؤتمرات لدعم القوى الارهابية في العراق تحت اسم مقاومة المحتل تارةً وتارة لجمع الحركات السنية وتارة اخرى تحت اسم انتهاكات حقوق الانسان وتارة اجتماعات لحركات الاخوان المسلمون. وتحول كل من حارث الضاري و المفترس و يوسف القرضاوي وعدنان السلجوقي وطارق اللاّهاشمي الى ضيوف دائميين لديه و جعلوا من اردوغان هو المقرر لقراراتهم.

6- واصلت تركيا دعم فلول البعث والقوى الطائفية ماديا ومعنويا ولوجستيا والدليل هاهو لا يزال طارق الهاشمي و الذي قال عنه الزوبعي الذي كان عضواً في حزبه، و شاهد من أهله، ان الجرائم التي إتّهم بها طارق، لا تمثل سوى 10% من التي اقترفها بحق الشعب العراقي، موجوداً في تركيا منذ هروبه من العراق.

7- تدخل تركيا السافر في في الشأن العراقي من خلال بعض اطراف السنة و الجبهة التركمانية ،وعندما تمّ ذبح الاقلية التركمانية الشيعية في تلعفر والموصل وآمرلي وبشير، صمتت تركيا و اردوغان أيضاً.

8- تدخل تركيا في الشأن العراقي من خلال محاولة احداث شرخ في علاقات الاطراف الكوردية وفك تحالفها مع المكون الشيعي ، لكن القادة الكورد ادركوا ان هناك فرق بين خلافهم مع شخص ما وبين بقية الكتل والاحزاب الشيعية و الدكتور حيدر العبادي اعطى اشارات ايجابية لتعامله مع التحالف الكوردستاني.

9- مواصلة دعمها للقوى الارهابية ، وفتح قنصلية تركية في الموصل والتي كانت تسهل دخول العناصر الارهابية للعراق من خلال منح الفيزا ومنح التسهيلات الاخرى. و في يوم تسليم الموصل للدواعش ، تم احتلال كل الدوائر ونهب مراكز الشرطة ودوائر الدولة باستثناء القنصلية التركية. وقد نقل صحفي قناة الجزيرة بيوم تسليم الموصل، كل شيء بيد داعش الا القنصلية التركية.

10- قبل اسبوع، أوصل الدواعش ضيوفهم منتسبوا القنصلية التركية "المختطفين"!! الى الاراضي التركية ، بعد ان كانوا في قصر ضيافة لدى ابو بكر البغدادي. وقضية تسليم اعضاء القنصلية الاتراك الضيوف لدى داعش وايصالهم الى تركيا في موكب مهيب وتوديع حار هو امر متوقع وطبيعي لوجود اواصر علاقات قوية وعقائدية تربط تركيا الاخوانية والدواعش وكلاهما لديهم مشروع في انشاء دولة الخلافة !!.

11- ، ماحدث في يوم التسليم وبالتزامن مع هجوم داعش على 60 قرية كوردية واحتلالها و محاصرة كوباني الباسلة و تشريد عشرات الالاف من الكورد، لايمكن ان يتم بدون دعم عسكري تركي لداعش.

في النهاية، نحمد الله، و نشكر تركيا على عدم قيامها بمساعدة اقليم كوردستان في أزمته الحالية، و إلاّ، لتحولت هذه المساعدة الى قميص عثمان، و فضل لا يجوز لنا النسيان، و نبقى نسبّح بحمدها الى اخر الزمان.



#عبدالله_جاسم_ريكاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اولاد الجن و احفاد القردة و الخنازير ينتصرون على اولاد..!
- من بني قريظة الى شنكال، مروراً بالانفال و دارفور - معاناة أل ...
- السلطان أردوغان عندما يغدُر بكوردستان
- مهمة أوباما المستحيلة
- غزوة داعش على كوردستان، لا تخلوا من فوائد ايضاَ!
- التهديد الاسلامي للأمن الأوروبي (الجزء الثاني)
- التهديد الاسلامي للأمن الأوروبي (الجزء الاول)
- لاب توب يوم القيامة- داعش و أسلحة الدمار الشامل
- حزب العمال الكوردستاني، القوة الصاعدة في الشرق الاوسط
- تركيا و موقفها الملتبس من داعش، إلى متى؟
- دولة الخليفة إبراهيم البغدادي و العزيمة المتوحشة
- الروابط التاريخية المدهشة بين الكورد و إسرائيل (الجزء الثاني ...
- الروابط التاريخية المدهشة بين الكورد و اسرائيل (الجزء الاول)


المزيد.....




- مصور بريطاني يوثق كيف -يغرق- سكان هذه الجزيرة بالظلام لأشهر ...
- لحظة تدمير فيضانات جارفة لجسر وسط الطقس المتقلب بالشرق الأوس ...
- عمرها آلاف السنين..فرنسية تستكشف أعجوبة جيولوجية في السعودية ...
- تسبب في تحركات برلمانية.. أول صورة للفستان المثير للجدل في م ...
- -المقاومة فكرة-.. نيويورك تايمز: آلاف المقاتلين من حماس لا ي ...
- بعد 200 يوم.. غزة تحصي عدد ضحايا الحرب الإسرائيلية
- وثائق: أحد مساعدي ترامب نصحه بإعادة المستندات قبل عام من تفت ...
- الخارجية الروسية تدعو الغرب إلى احترام مصالح الدول النامية
- خبير استراتيجي لـRT: إيران حققت مكاسب هائلة من ضرباتها على إ ...
- -حزب الله- يعلن استهداف مقر قيادة إسرائيلي بـ -الكاتيوشا-


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله جاسم ريكاني - نحن و تركيا: ذاب الثلج و بان المرج