أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - هبة عبده حسن - فقه فاسد أم فكر شرير (كأنهم لؤلؤ منثور!)













المزيد.....

فقه فاسد أم فكر شرير (كأنهم لؤلؤ منثور!)


هبة عبده حسن

الحوار المتمدن-العدد: 4586 - 2014 / 9 / 27 - 18:57
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يقول الباحث الإسلامي المعروف محمد جلال كشك في كتابه “خواطر مسلم في المسألة الجنسية” (الطبعة الثالثة 1992، مكتبة التراث الإسلامي ، القاهرة) نصاً لتفسير الآية 19 في سورة الإنسان: "... ولا أظنّ أن أحدا يستطيع المجادلة في أن”الولدان“هنا هم غلمان وأنّهم يعرضون في مجال النعيم والتلذّذ بجمالهم، كجزاء حسن للمؤمنين، مثلهم مثل الأباريق والخمر والفاكهة والطير وحور العين، كلّها للمتعة بما فيها من حُسْن. وإذا كان الولدان و”حور العين“هما الكائنان العاقلان، وحور العين ثابت في الأثر وبنصّ القرآن أنّهن للاستمتاع الجنسي. كلّ الفَرق في الآية بينهنّ وبين الولدان هو أن حور العين لؤلؤ مكنون والولدان لؤلؤ منثور.

هناك حديث نقله الغزالي عن الإمام علي بن أبي طالب يقول إن في الجنة سوقا ما فيها بيع ولا شراء إلاّ الصُور من الرجال والنساء فإذا اشتهى الرجل صورة دخل فيها... يعلّق الشيخ كشك في كتابه المذكور سابقاً: "...وهو حديث عجيب معناه أن الرجل أو المرأة كلاهما يستطيع أن يغيّر صورته أو صورتها إلى نفس النوع ولكن أجمل وأبهى، وأيضا أنّ الرجل الذي يشتهي أن يكون امرأة أو يحسّ بأحاسيس المرأة يستطيع إن كان من أهل الجنة تحقيق رغبته بزيارة هذه السوق، والعكس صحيح للمرأة ... فهنيئا للصابرين والصابرات والمتعفّفين في هذه الدنيا والمتعفّفات"...

إذن هناك اعتراف واتفاق من حيث المبدأ (كما يفهم من الشرح السابق ومن شروح كثيرة موثقة ومن رواة ثقاة يمكنكم الرجوع إليها وإليهم على شبكة الإنترنت) في أن البشر كما هم متنوعون في هيئاتهم التي جبلوا عليها هم أيضاً متنوعون في هوياتهم الجنسية، الفارق الجوهري هو أن الدين الإسلامي (على الأقل كما يوحي الشرح السابق) يدعو إلى الصبر عن هذه الرغبات في الدنيا ليتمتع بها المسلم الصابر في الآخرة عند دخوله الجنة. ولكني أجد اختلافاً وعدم اتساق في هذا الشرح، حيث يستطيع الرجل المسلم في دنيانا هذه أن ينكح ما طاب له من النساء اثنتان وثلاث وأربع وما ملكت أيمانهم أيضاً فضلاً عن مشروعية نكاح الصغيرات (على الأقل حسب المرجعية الوهابية التيمية وكما يفتي بذلك شيوخ السلفية)، فكيف يمكننا فهم وتطبيق معيارية الصبر-الثواب في هذه الحالة؟ وهل هؤلاء المتمتعون في الحياة الدنيا بالمتع الحسية سيتساوون مع المتبتلين أو القامعين لشهواتهم؟

"خلف" شاب أربعيني وسيم الخلقة سمح الطلعة طلي الحديث، يبدو خلوقاً متعلماً واثقاً... وهو أيضاً مثلي الجنس. تعرفت على قصة "خلف" منذ أسابيع قلائل في الواقع الافتراضي (الإنترنت) حينما استمعت لشهادته على اليوتيوب في قناة "البط الأسود" وهي قناة أنشأها شاب مصري يدعى اسماعيل محمد لتكون (كما يقترح الاسم) نافذة للمهمشين في المجتمع المصري (ومن ثم امتدت لتشمل المهمشين من المتحثين بالعربية من دول أخرى كتونس والعراق والأردن) يشاركون من خلال هذه القناة تجاربهم (المؤلمة عادة) في قضايا الدين والهوية الجنسية وحرية التعبير والرأي وغيرها من الموضوعات المحرّمات المجرّمات حسب "عاداتنا وتقاليدنا"... وفي أقل من ساعة واحدة استطاع "خلف" أن يرسم صورة موجعة تقطع نياط القلب لطفل مضطرب الهوية الجنسية في مجتمع زراعي-بدوي، وأن يعرض رحلته الشخصية التي كان خلالها يتبع المنهج الوهابي السلفي في الإسلام، رحلته هذه شهدت قسوة مارسها هو على نفسه حيث كان يؤدب نفسه خلالها ضرباً بالسياط لكي يقمع أحاسيسه تماهياً مع قهر الدين والأسرة والمجتمع لطبيعته التي خلق عليها ولم يخترها.

وفي ذات السياق، وفقط لأن الذكرى تنفع المتفكرين، هل نتذكر ذلك الخطاب الشهير للرئيس الإيراني السابق أحمدي نجاد في الأمم المتحدة حين قال بصلف: لا يوجد في إيران مثليي الجنس؟

ودون تبسيط مخلّ، أخلص في هذا العرض السريع المتباين لقضية الهوية الجنسية لنتيجة بسيطة تلخص حال قرابة المليار ونصف مليار شخص يعيشون على وجه الأرض ويدعون بالمسلمين: "ان تعرف لا يعني أن تعترف"... نتيجة قاهرة موجعة تجعل حياة بشر لهم آمال وأحلام ورغبات بسيطة للجحيم أقرب... ولدي سؤال أطرحه وأنا أعرف إجابته مسبقاً: ما هو ثمن الاختيار؟!



#هبة_عبده_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فقه فاسد أم فكر شرير (الطاعة أولى!)
- فقه فاسد أم فكر شرير (اسألوا أهل الذكر!)
- فقه فاسد أم فكر شرير (المنصورون بالرعب!)
- نكاح العقل!
- في ملكوتك
- نون
- مفتاح الفرج
- ماتقتلنيش
- مصر بين لعبتي الشطرنج الإيرانية والنسيج المهترئ السعودية (ال ...
- مصر بين لعبتي الشطرنج الإيرانية والنسيج المهترئ السعودية (ال ...
- مصر بين لعبتي الشطرنج الإيرانية والنسيج المهترئ السعودية (ال ...
- مصر بين لعبتي الشطرنج الإيرانية والنسيج المهترئ السعودية (ال ...
- زمانان لشجرة المانجو العتيقة (قصّة)
- جان دارك أفريقيا
- سوق الحلاوة
- لنهدمنّ الأمم
- واضربوهن!
- بين معارك 1926 ومذابح 2014، نحن شركاء بالجهل مرّة وبالعلم مر ...
- المجلس المصري للإعلام بين السموات المفتوحة والنوايا الطيبخبي ...


المزيد.....




- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...
- -تصريح الدخول إلى الجنة-.. سائق التاكسي السابق والقتل المغلف ...
- سيون أسيدون.. يهودي مغربي حلم بالانضمام للمقاومة ووهب حياته ...
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى في ثاني أيام الفصح اليهودي
- المقاومة الإسلامية في لبنان .. 200 يوم من الصمود والبطولة إس ...
- الأرجنتين تطالب الإنتربول بتوقيف وزير إيراني بتهمة ضلوعه بتف ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - هبة عبده حسن - فقه فاسد أم فكر شرير (كأنهم لؤلؤ منثور!)