أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طلال الصالحي - الحجيج متّهمون وإن حجّوا , هلا تقونن ذنوبهم ..














المزيد.....

الحجيج متّهمون وإن حجّوا , هلا تقونن ذنوبهم ..


طلال الصالحي

الحوار المتمدن-العدد: 4585 - 2014 / 9 / 26 - 23:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عمليّة الحجّ إذا ما أخضعت للفكر المدني المعاصر لا تُفهم ولا تُفسّر إلاّ ك .. هذا التعليل وفق المنطق وفق متطلّبات المدنية وقوانين المواطنة ؛ يستوجب مُسائلة مرتكبو هذا النوع من الذنوب الّتي يُشدّ الرحال إليها , "يُشدّ الرحال للاعتراف في مكان آخر غير المكان الّذي وقعت فيه الذنوب أو الاعتداءات !" , لغسلها" بماء زمزم وغيره من طقوس معروفة .. فبحسب ما نفهم من طبيعة والترحال مقارنةً بما نعرفه عن المجتمعات المستقرّة البسيطة كالمجتمع المكّي القديم , وبغضّ النظر عن الأجدى نفعا الترحال أم الاستقرار , أنّ الكعبة كان مكاناً لفظّ النزاعات بين الأفراد أو القبائل ولتقديم المتّهم أمام الكعبة للاعتراف أو للدفاع عن نفسه من تهمة ما يقسم بها أمام بيت الله مع أداء بعض الإجهاد البدني والدعاء واللهاث ما فعلته "هاجر" فاستجاب لها الله فسيُستجاب له كذلك , ومن تلك وُلدت ظاهرة الحجّ , ما يعني أنّها تقاليد سنويّة على خطى هاجر صلحت لمثل تلك الظروف تطوّرت من محيط ضيّق ثمّ أبعد فأبعد لحين وصل الحجّ إلى ما وصل , ولعلّ الأقرب لفهم تلك العمليّة ما يقوم به الشيعة اليوم من تقليد للظروف القاهرة الّتي مرّ بها الحسين الّتي أدّت لمقتله ركض وحرق خيم ولهاث يؤدّوها سنويّاً "فيُغفر لهم" مع شتّان ما بين تلك وهذه ..
الحج بدايته ؛ , جدلية صراع يعيشها المنتمون لمجتمع مدني بينما لا زال بعضهم متطبّعون بطبائع القبيلة ؛ بين الأعراف كقانون لا زال يعتلج في النفوس وبين قوانين مدنيّة ؛ ليس في الحجّ فقط في متعلّقات الزواج كذلك لا زال الكثير لا يعترف به تحت سقف المحاكم الرسميّة بقدر اعترافه الكامل بالزواج خارجها ..
لو أرادت النخبة المثقّفة عندنا الحثّ على تمتين العلاقات الداخليّة أكثر تماسكاً بتمدين الطقوس مثلاً , "لربّما سعى بعضهم منذ تأسيس الدولة العراقيّة ك"الحَجّ" لإعادة فهمه" , لكن حالة عدم استقرار مستمر يصرف النخب تلك عن ذلك وعن الكثير من بحاجة "للتشذيب لغرض التمدين" ولمعالجة جذريّة لكلّ ما هو لا زال "برّي" .. إذ حتّى الغرب لولا "الالتزام الدولي والمصالح" لربّما لوجدنا من سينبش في إمكانيّة "تقوين" الحجّ باستغلال وجود جاليات إسلاميّة بأعداد كبيرة ستدرّ على المحامون أرباح طائلة إذا ما أدرج هذا النوع من "الاعتراف" وتفهّم مغزى الحجّ في أصله , وهي برأيي فرصة لإقحام التاريخ الهجري رسميّاً في أجندة الدول الغربيّة , قد يتفهمّوا الحجّ أسباب "ضميريّة" بلا شك , لكنّها أكيد مخالفة للقوانين المدنيّة , فبدل أن يدرك الحاج أنّ مشواره الدنيوي في طيّ النهاية فعزم الذهاب إلى "غرفة الاعتراف" بيت الله للبوح بما في نفسه "بعيداً عن المسائلة القانونيّة" فالأولى تسجيل تلك الذنوب لإيجاد المعالج لها على الأقلّ , ولا ننسى أنّ الكثير من القبائل البعيدة عن مكّة قبل الإسلام كانت تبني لها بيتاً لله خاصّاً بها لغرض حجّه سنويّاً والطواف حوله , وهي برأيي أتت من معالجة فكريّة , لأنّ الله بالنسبة للحجيج : <قانون برّي يضبط السلوكيّات البشريّة في زمن الرحيل والترحال> أو هكذا نستطيع أن نوضّح العلاقة بين أصل القانون وبين "ظروف" الكائن البشري .. وهنا نطرح تساؤلاً ؛ من أين لهذا الكائن ذنوب اقترفها , أليست هي ممارسات غير صحيحة مع الآخرين بما <لم تستطع الضحيّة حينها جمع أدلّة الإدانة فاستغلّها "المذنب" وسط مجريات في غير صالح الضحيّة أنّبت ضمير المعتدي فيما بعد فحاول التكفير عنها بأسلوب متوارث من ذات الطبيعة التركيبيّة البسيطة> .. وهل الذنب يفسّر بغير اعتداء , سواء بحقّ نفسه أو بحقّ غيره , "من ينتحر يجرّم قانوناً" , حتّى وإن كانت الضحايا مخلوقات أخرى فأيضاً بات يحاسب عليها القانون المدني وليس الله فقط بالغرامات وقد تصل إلى الحبس ! , إذاً فالذنوب هي الّتي برّرت قديماً "بيت" بسيط التكوين استعيض عنها بالحجّ وهو بمثابة : "اعتراف سنوي بالذنوب , لمن يستطيع" ..
الحجّ فريضة دينيّة لكنّها تبقى غير منقطعة الصلة بالمجتمع ؛ وإلاّ ما وصل الأمر إلى احتراف اللقب "حاج" وتداوله كلقب مضاف .. كما وأنّ نظرة واحدة على أعداد المظلومون والفقراء والمعوزون في العالم تعزي هذا الكم الهائل من الحجيج ! والّذي أزداد كثيراً , وما نراه من أعداد هي فقط الّذين سمحت لهم إدارة الحجيج ولو سمح لكلّ رغّاب حجّ لانهمرت أعدادهم بعشرات الملايين ..
كنّا سابقاً نرى حجيجاً يحجّون دون أن نعرف من هم ومن أين ولماذا وماذا في داخل نفس كلّ منهم ولا كمّيّة الذنوب الّتي يسعى أحدهم في حجّه التخلّص منها "بحيث يعود كما ولدته أمّه" ولم يكن في خلدنا أن يصل منهم إلى أعلى درجات السوء كالحجيج الّذين تسلّموا مناصبهم رأس هرم السلطة عندنا "بغير وجه حق" فبكلّ سنة حجّ لهم ؛ لا تعني بالنسبة لنا سوى سنة مأساويّة مضافة في حياة العراقيين عاثوا بأموال البلاد والعباد ما مسجّل بالصوت وبالصورة وليس عند الله فقط ولا يمكن أن يغفر الله لهم ولو حجّوا طيلة حياتهم حتّى يُعيدوا ما بذممهم من سرقات وقسم منهم له برقبته دماء غزيرة سالت .. هذه القصور الفخمة الخاصّة الّتي انتشرت في أرقى أماكن العاصمة وفي بقيّة المدن لمن تعود ؟ وكيف حصلوا على قطع أراضيها .. هؤلاء نحن نعرفهم فكم يا تُرى أعداد الّذين لا نعرفهم تمتلأ بهم أرض الحجاز أتوا "من كلّ فجّ عميق" وبرقابهم كالّذي برقاب مسؤولونا وربّما أكثر .. برأيي مسائلة المرشّح لأداء فريضة الحجّ عن سبب أداءه الفريضة كإجراء روتيني حاليّاً إجراء في محلّه ولأسباب كثيرة , فالمهم أن يعرف الحجيج أنّ هناك صلة تربط الفريضة قانونيّاً بالمجتمع فالاعتراف أمام الله لا يعني أنّ الله بمعزل عن المجتمع ..



#طلال_الصالحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأميركيّون متورّطون , اللهم لا شماتة
- بادّعاء داعش , إسقاط النظام السوري عبر الموصل , ب-تعاون- الم ...
- الصدر يغرّد خارج -الزرب-
- حكومة ميانة وطنيّة
- 1991 العراق بصدّام -المرعب- هدّد أمن الجيران وفي 2003 هدّد أ ...
- كُبّيهه صُبّيهه .. هيّا ننتحر بداعش أفضل من هالعيشة الگشرة
- الخوف عبادة .. لدى العرب
- المالكي بعد أن كعّ كأس ثمانيته كعّاً يتوسّل أخرى يلحس بلسانه ...
- سينتصر الكردي .. ولأنّ غزّة قراراتها نبض شعبها المتمرّس غصبا ...
- الهيكلة المحمّديّة للاسلام الهيكلة الداعشيّة له
- سبايكر للتغطية على مصعب ابن عمير
- الرياضة تجارة سياسيّة في بلداننا وليست الصناديق الانتخابيّة ...
- هي هكذا وظيفة السائق -الحكومة- الأضرار الناجمة تتحمّلها هي ل ...
- ما تفعله داعش استنساخ لما فعلته جيوش عمر وعثمان ومعاوية
- رسالة إلى قادة حزب الدعوة .. هوّه إسلام -لو كشّافة- !
- القرآن و -الفكرة- و -التعليل- و .. -الليل- ! ..
- وشنو يعني -ملك- ؟
- فيما ( لو ) .. لا نريد العودة لعصر -المكرمات- !
- يا فقراء العالم -تكأسوا- بالأرجنتين !
- ويلٌ لك يا أبا لعلعة نل حتفك !


المزيد.....




- ?? مباشر: واشنطن ستزود إسرائيل بقذائف وطائرات حربية مع استمر ...
- ضد رئيس وزراء العراق.. تفاعل على رسالة 8 مشرّعين أمريكيين لب ...
- ليلة دامية على غزة.. غارات إسرائيلية تقتل فلسطينيين بينهم أط ...
- بعد تهديد مدير بالقتل.. فرنسا تتجه لتشكيل -قوة أمنية- خاصة ب ...
- بايدن يروي تفاصيل جديدة لمحادثته مع بوتين في جنيف
- برج مائل آخر في إيطاليا قد يسقط بالفعل! (صور)
- ترامب يشتري وجبة برغر بـ200 دولار!
- حادث مروع على متن رحلة من إسرائيل إلى الولايات المتحدة (صور) ...
- تحذيرات من انتشار محتمل لوباء الكوليرا حول العالم
- أهدرت كييف الـ 300 مليون دولار التي خصصتها الولايات المتحدة ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طلال الصالحي - الحجيج متّهمون وإن حجّوا , هلا تقونن ذنوبهم ..