أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - أزمة الفهم الديني وإشكاليات القراءة ح1














المزيد.....

أزمة الفهم الديني وإشكاليات القراءة ح1


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4585 - 2014 / 9 / 26 - 23:01
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


ليس الأزمة في العقل الديني وحده ولكن في أساسيات تكونه وتكوينه على النحو الذي نتج عنه غياب شبه كامل عن الحضور الفاعل والمؤثر في صنع اللحظة ومن ثم إكتشاف قانون التحدي والأستجابة وتفعيل والوصول التلقائي لحالة التفاعل مع المستدات المتغيرة والمتحولة وفق قاعدة أساسها روح الرسالة التي كانت المنعطف والمرتكز التي قامت عليها العقيدة الدينية في التغير والتغير في أوج إنفعالاتها وتفاعلها مع الأرادة الإلهية أولا.
إن غياب روح المبادرة وإرادة التغيير بفعل تجاهل المعطيات الأصلية التي أنشئتها الرسالة وعدم قدرة العقل الديني على التعامل مع نفس المقدمات الأولى والبناء عليها ومنها كانت وراء أزمته وليس العيب في أصل المقدمات ولا تعجزها المدعى به ومن ثم يكون الأصل سليما بتكوينه ولكن المشكل الظاهر والمعوق هو في كيفية التعاطي معها,وتقديم المعطى بصورته التي نزل بها الفكر الديني يكون إنطلاقة حقيقية لفهم ضرورات التجدد والإستجابة الصحيحة للحاجات المتبدلة والمتحولة وبه ويتهيأ للعقل الديني للرجوع إلى روحه الفاعلة وممارسة الدور المفترض به وظيفيا دون أن نحمل العقيدة مسئولية الفشل والبحث عن حلول خارج منطق الدين ومنطق الرسالة.
ولكي يكون العقل الديني متوافقا مع الرسالة لابد أن نرسم قواعد التعاطي على أسس تستلهم الأرادة الإلهية أولا وتستوعبا فهما وإدراكا وبناء منهج تعاملي يقدم الضروريات التي نادت بها الرسالة وترتيب الأمور وفق أسبقيات تدور حول معيار المصلحة الشمولية وتتجاوب مع قراءة العقل السليم ولا تتقاطع معه في تحصيل اليقين بالنتائج والتفسير,وهذا يعني أن تكون الأسس المعيارية من ضمن سياق متصل ومتجاوب ومتسق مع مفهوم الصح أولا ومفهوم الإمكان الذاتي للصح أن يفعل ما يمكن أن يفعله دون المساس أو التجاوز على الثابت الديني أو القفز فوق معطياته التكوينية.
هذه القواعد والأسس إذ ما ترسمت وترسخت في ميدان الفعل العقلي تكون قادره بمداياتها والذاتية المميزة لها من أن تنشأ علاقة تبادلية مستجيبة بين الحاجة والظرف من جهة وبين الثابت والمتحول الديني من جهة أخرى ,ويمكن معها إيجاد الحلول للمشكلات الحياتية الإنسانية دون رفض غير واعي ولا منطقي للماضي والتأريخ وتستوعب في طيات الحلول ما عجزت عن حلها الحداثة وما بعد الحداثة لتعلن إنتصار الله في ميدانه الوجودي الكوني.
إن أول هذه القواعد وأهمها هي مسألة القبول بأن العقلي الديني الحاضر وما بني عليه يواجه مشكلة بنائية وليست من مصدرها الحقيقي أي إن إختلاف النتائج وتخلفها عن القصدية الرساليه مرده خطأ القراءة وليس خطأ ما مكتوب أو منزل,هذه القراءة تعني تقبل العقل الديني أن يتنازل بمقدار الخطأ عن بعض الثوابت التي كان يعتقد بها ورسخها في ضميره واهماً أنها من الثوابت بمقارنتها مع روح النصوص الدينية ومقاصدها دون الأرتكاز على القراءة التي وصلتنا وبعيدا عن شخصنة الفهم وتقديس القراء والشراح والذين أسسوا لنا قواعد التكوين العقدي,فهي محاكمة لتأريخ العقل الديني وليس محاكمة للدين.
هذه المحاكمة ضرورية ومهمة لمعرفة الخلل التكويني البنائي ومراجعة للذات المتخلفة ينتج منها على المؤكد فضح الزيف والخداع والأنحراف الذي في جوهره كان التعطيل والتعجيز الذي أصاب العقل الديني وجعله في مخاصمة مع ذاته أولا ومع أصل الأعتقاد ثانيا ليتحول من دور القائد المبدع إلى دور المقلد الأعمى الذي لا يرى الأشياء إلا بمنظار الأخر الذي يريد أن نرى ما يرى هو,ونرسم صورها في الذهن بعيدا عن صورتها الحقيقية مما سبب تجهيل وتقصير في فهم الصورة وأسبابها والعلات المرتبطة بها جدليا{وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمّاً وَعُمْيَاناً} الفرقان73 .
النص الديني يطالب دائما من العقل أن يتبين ويدرك نتائج التبين قبل التصديق وقبل العمل,في حين أن تكوينات العقل الديني الحاضر بني على تقديس عقل الأخر وتقديم رؤياه الخاصة على رؤيا الدين{وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللّهُ قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ} البقرة170,هذه الأزمة تتكرر دائما مع كل رسائل السماء وهي تعطيل لمفهوم التبيان وتغييب للعقل السليم وإلجاءه قسرا للتسليم بثوابت صنعتها قراءة مشوشة خارج روح الرسالة وخارج نطاق المصلحة الشمولية التي تجمع بين العقل والنقل على النحو الذي يجعل من الأثنين أداة لحل مشكلات التحدي ومن ثم الأستجابة السليمة لها بما يتوافق مع قانون المعيارية التي تحكم العلاقة بين الطرفين{سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ }فصلت53.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أزمة الفهم الديني وإشكاليات القراءة ح2
- الولادة الفكرية وأزمة التكوين ح2
- الولادة الفكرية وأزمة التكوين ح1
- الحداثة وفلسفة تجديد الحياة ح1
- الحداثة وفلسفة تجديد الحياة ح2
- سلعو وشنه , قصة قصيرة
- التجديد الفكري واعادة قراءة الفهم الديني
- الكتب والصحف في النص القرآني
- مفهوم التناقض والتضاد
- الحاجة والضرورة اختلاف مفاهيم ودلالات
- النظام الأثري وقيمه
- التنظير و النقد الفكري
- مصطلح الأثرية
- الحوار ومبدأ التواصل ح1
- الحوار ومبدأ التواصل ح2
- عن حوار الجدران ح1
- عن حوار الجدران ح2
- المادية الفكرية والنتيجة المستخلصة ح1
- المادية الفكرية والنتيجة المستخلصة ح2
- العقلانية التأريخية وتصادمها مع المادية التأريخية


المزيد.....




- شاهد ما حدث على الهواء لحظة تفريق مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين ف ...
- احتجاجات الجامعات المؤيدة للفلسطينيين تمتد لجميع أنحاء الولا ...
- تشافي هيرنانديز يتراجع عن استقالته وسيبقى مدربًا لبرشلونة لم ...
- الفلسطينيون يواصلون البحث في المقابر الجماعية في خان يونس وا ...
- حملة تطالب نادي الأهلي المصري لمقاطعة رعاية كوكا كولا
- 3.5 مليار دولار.. ما تفاصيل الاستثمارات القطرية بالحليب الجز ...
- جموح خيول ملكية وسط لندن يؤدي لإصابة 4 أشخاص وحالة هلع بين ا ...
- الكاف يعتبر اتحاد العاصمة الجزائري خاسرا أمام نهضة بركان الم ...
- الكويت توقف منح المصريين تأشيرات العمل إلى إشعار آخر.. ما ال ...
- مهمة بلينكن في الصين ليست سهلة


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - أزمة الفهم الديني وإشكاليات القراءة ح1