أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - جاسم ألصفار - جذور التشدد في الحركة الاشتراكية الروسية (الجزء الثاني)














المزيد.....

جذور التشدد في الحركة الاشتراكية الروسية (الجزء الثاني)


جاسم ألصفار
كاتب ومحلل سياسي

(Jassim Al-saffar)


الحوار المتمدن-العدد: 4585 - 2014 / 9 / 26 - 23:00
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


حال عودة لينين من المنفى الى روسيا في نيسان عام 1917، بعد غياب اكثر من عشر اعوام فصلته عن التغيرات المتسارعة في الواقع الروسي، اصر على تبني مسارا جديدا للثورة الاشتراكية ونادى الى نقل جميع السلطات الى السوفيتات (لجان شعبية أنشأت حديثا من الجنود والعمال والفلاحين)، رغم اعتراض عدد من قادة البلاشفة، من بينهم كامينيف وستالين الذين دعوا وقتها الى التريث واخضاع تلك القرارات الى دراسة اوسع.
وعموما فان الرؤيا السياسية الجديدة التي حددها لينين في العديد من خطبه التي القاها بعد عودته، وفي منشوره المعروف "موضوعات نيسان"، بدت متطرفة للغاية، وافترضت بحسابات غير واقعية، تغييرا جذريا لأسس المجتمع القائم في روسيا آنذاك وتجاوز مهام المرحلة التاريخية التي تواجه البلاد. ورغم الثقل المؤثر في الحزب لزعماء بلاشفة اخرين مثل كامينيف وزينوفيف وريكوف وغيرهم ، الذين دعوا الى الاعتدال وعدم المغالاة في امكانية الانتقال المبكر الى الاشتراكية، مقترحين التحول الى معارضة يسارية في جمهورية ديمقراطية تنجز اهداف الثورة البرجوازية الديمقراطية، الا ان لينين تمكن من اقناع الكونفرنس السابع لحزب البلاشفة بتبني نهج التغيير المتشدد. فكان لقرارات البلاشفة في كونفرنسهم السابع اثرها في فتح الطريق امام فصائل اشتراكية ديمقراطية متطرفة اخرى، اهمها الفصيل الذي قاده ليون تروتسكي، للانضمام الى حزب البلاشفة.
فهم البلاشفة الاشتراكية على انها مجتمع مجرد من الملكية الخاصة ومن قوانين السوق، وغير منقسم الى طبقات، يدار مركزيا وفق برنامج تطويري موحد. ومع ان البلاشفة لم يتخلوا رسميا عن تصور ماركس حول اضمحلال الدولة، فانهم سعوا فعليا لإقامة مؤسسات راسخة للدولة المركزية الشمولية. وفي ذات الوقت الذي اعلن فيه البلاشفة شكليا تبنيهم لشعارات تعبوية متطرفة لا تنسجم تماما مع نهجهم مثل شعارات "الارض للفلاح" و"ألمصنع للعامل"، فانهم اتخذوا سبيلا مختلفا فرض على الفلاح الانضمام الى "السوفخوزات" أو "الكولخوزات" والتخلي عن ملكيتهم للأرض، كما تخلى العامل عن ملكيته للمصنع وعاد اجيرا عند الدولة في مصانع تدار حكوميا. وفي نفس سياق التناقض، طالب البلاشفة، قبل استحواذهم على السلطة، بإلغاء عقوبة الاعدام وشددوا على مراعاة الحريات المدنية، ولكنهم انقلبوا على مواقفهم تلك لاحقا، واتبعوا سياسة لا علاقة لها بالديمقراطية او مراعاة الحريات المدنية. ففي نوفمبر/تشرين الثاني عام 1917 اغلق البلاشفة دون تردد جميع صحف المعارضة، وفي يناير/كانون الثاني اعادوا عقوبة الاعدام، وفي سبتمبر/ايلول 1918 اثر محاولة اغتيال لينين، اعلن البلاشفة ما اطلق عليه "الارهاب الاحمر". أما بالنسبة للسوفيتات فالسماء هنا ايضا لم تكن صافية، حيث جرى حل تلك السوفيتات التي كان لحلفاء البلاشفة اغلبية فيها ولم تبقى الا تلك السوفيتات الخاضعة تماما لسلطة البلاشفة.
تتيح الدراسات ومصادر المعلومات التي توفرت في نهاية القرن العشرين، حتى لمن لم يعش تجربة البناء الاقتصادي الاجتماعي في الاتحاد السوفيتي، ان يشكك في طبيعة العلاقة بين الطبقة العاملة كشريحة اجتماعية وبين الادارة الحكومية لمؤسسات الدولة الاقتصادية والاجتماعية التي سعى لبنائها البلاشفة. فالجهاز الاداري للدولة وكوادر الحزب الملتحمة بهذا الجهاز لم تكن سوى شريحة من المتخصصين التكنوقراطيين المنسلخين عن التركيبة الاجتماعية للدولة والطامحين لتحسين ظروف حياتهم المعيشية. ومع ان هذه الشريحة كانت متنوعة في انحدارها الطبقي الا انها لم تتردد في قمع اي مظاهر للاحتجاج سواء في صفوف العمال او صفوف الفلاحين او المثقفين الروس.
وكان لحل الجمعية التأسيسية وإبرام صلح بريست ليتوفيسك اثرهما في تدني شعبية البلاشفة وخلق وضع من الاستياء بين الجماهير وتفكيك التحالف الذي كان قائما بين البلاشفة والفصائل اليسارية الاخرى. يضاف الى ذلك التخبط وعدم خبرة البلاشفة بإدارة مؤسسات دولة اناطوا بها جميع مهام التحولات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية في البلاد. كل هذا وغيره ادى الى انهيار الانتاج الصناعي والزراعي وقاد الى شلل كامل في قطاع الخدمات، وبالتالي، الى ازمة اقتصادية خانقة انتهت في شهر مايو/مايس باندلاع الحرب الاهلية واتساع نطاقها لتشمل كامل التراب الروسي. وكرد فعل على حالة الانهيار والتفكك التي واجهتها روسيا ابان الحرب الاهلية، اعلن البلاشفة نموذجا جديدا لمواجهة الازمة وادارة الحرب، اطلقوا عليه "الشيوعية الحربية".
واعتبر البلاشفة ثورة أكتوبر في روسيا والحرب الأهلية من بعدها جزء من الثورة العالمية، والسبيل للتغيير في كل انحاء العالم، لذا، وفي ظروف فوضى الشعارات المتشددة جرى انشاء الكومنترن (الاممية الشيوعية) مما ترك اثره على المسار الفكري والسياسي الذي انتهجته الاحزاب المنتمية للاممية الشيوعية وعلى اسلوب عملها.



#جاسم_ألصفار (هاشتاغ)       Jassim_Al-saffar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جذور التشدد في الحركة الاشتراكية الروسية (الجزء الاول)
- من زاوية اخرى (الجزء الثاني)
- من زاوية اخرى (الجزء الاول)
- صناعة الكذب
- هزيمة المهزوم
- المبدأ اولا
- نخطو الى الوراء من اجل خطوات الى الامام
- المشروع السياسي والمعركة الانتخابية
- كتابات مبعثرة من مفكرة احزاني
- ألأمل
- نحن البديل
- لنزرع بذور الخير
- خطاب مفتوح الى اصدقاء في التيار اليساري -قفوا معنا في معركتن ...
- عقيدة الظلم والقهر
- الشرف والدونية
- الاشتباه اساس التهمة في عراقنا الجديد
- قراءة للمشهد السياسي العراقي قبيل الانتخابات
- حكاية الدفئ المفقود في العلاقات الايرانية الغربية
- خاطرة في شهر محرم
- مأزق الاستحواذ في منظمات المجتمع المدني العراقية


المزيد.....




- تراجع 2000 جنيه.. سعر الارز اليوم الثلاثاء 16 أبريل 2024 في ...
- عيدنا بانتصار المقاومة.. ومازال الحراك الشعبي الأردني مستمرً ...
- قول في الثقافة والمثقف
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 550
- بيان اللجنة المركزية لحزب النهج الديمقراطي العمالي
- نظرة مختلفة للشيوعية: حديث مع الخبير الاقتصادي الياباني سايت ...
- هكذا علقت الفصائل الفلسطينية في لبنان على مهاجمة إيران إسرائ ...
- طريق الشعب.. تحديات جمة.. والحل بالتخلي عن المحاصصة
- عز الدين أباسيدي// معركة الفلاحين -منطقة صفرو-الواثة: انقلاب ...
- النيجر: آلاف المتظاهرين يخرجون إلى شوارع نيامي للمطالبة برحي ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - جاسم ألصفار - جذور التشدد في الحركة الاشتراكية الروسية (الجزء الثاني)