أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صباح ابراهيم - هل سينقرض الانسان يوما ما ؟














المزيد.....

هل سينقرض الانسان يوما ما ؟


صباح ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 4585 - 2014 / 9 / 26 - 20:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لقد دلت الحفريات والدرسات الاركيولوجية ان الكثير من انواع الحيوانات قد انقرضت نهائيا من سطح الارض ، ومنها الدينصورات العملاقة والطيور والزواحف بسب الضروف المناخية التي سادت جو الارض في العصور السحيقة .وربما كان انقراضها بسبب ضربة كونية فجائية اصابت كوكب الارض من نيزك ضخم اصطدم بالارض وغطى غباره الفضاء المحيط بالارض وحجب الشمس لسنوات عديدة ادى الى موت النباتات وانقراض الحيوانات بسبب البرد وانعدام الغذاء . او ربما حدث انقراضا تدريجيا بسبب حلول شتاء جليدي طويل لعدة سنوات زحف على الارض وقتل البرد الكثير من الاحياء .

لنعود الى مملكة البشر ، فالانسان رغم امتيازه عن سائر المخلوقات في المملكة الحيوانية بامتلاكه العقل والقدرة على التفكير والتخطيط للمستقبل واجتناب المخاطر ، واصدار القوانين التي تنظم الحياة في المجتمع المحلي والدولي ، ورغم سعة ادراكه في اهمية السلم لأدامة الحياة وازدهار الحضارة ، الا انه يستخدم نفس العقل المفكر لتدمير الانسان وقتل الحياة وافناء الحضارة ، باختراعه افتك انواع الاسلحة القاتلة ذات الدمار الشامل التي بأمكانها افناء كل البشرية في دقائق او ساعات ، كالأسلحة النووية والقنابل الهيدروجينية والاسلحة الجرثومية والكيميائية لنشر الغازات السامة بانواعها . كما ان الانسان يمتلك حاليا من الاسلحة التقليدية التي ما زال يستخدمها يوميا لقتل البشر وابادتهم في الدول التي تشهد حروبا بينها او ممارسة الارهاب ونذكر بالحروب التي جرت بين الهند والباكستان عام 1971 وقتل فيها 2-3 مليون انسان ، وحرب فيتنام وكوريا ولاؤوس والحروب العربية الاسرائيلية ، وحرب الخليج الاولى والغزو الامريكي للعراق في عام 2003 وقتال الارهابيين المستمر لحد الان في العراق وسوريا وليبيا ومعارك جنوب السودان والصومال وغيرها، وقد قضى في هذه الحروب الملايين من البشر ، ولازال القتال مستمر واسلحة الموت تحصد ارواح البشر .
هذه المعرك تسبب استنزاف وقتل العنصرالبشري بالدرجة الاولى وتناقص اعداد السكان من الذكور البالغين . ملايين البشر تقتل وتدفن تحت التراب كل سنة بسبب تلك الحروب والنزاعات عدى عن اسباب الموت الاخرى كالحوادث والامراض .

واذا عدنا لتاريخ الأبادة البشرية قديما ، فسنجد ان الاسبان قد ساهموا في إبادة اجناس بشرية كان لها حضارات متقدمة في امريكا الجنوبية والمكسيك كشعب المايا والازدك . وكذلك الاوربيين المهاجرين الى امريكا ، ابادوا الكثير من شعوب وقبائل الهنود الحمر اصحاب الارض الاصليين الذين انقرضوا ولم يبقى منهم الا القليل الان .
واذا رجعنا لتاريخ ابعد سنجد ان ملايين الناس من شعوب مختلفة قد انقرضت وابيدت باعداد غفيرة بسبب الحروب والنزاعات التي كانت تدور رحاها بين العرب والامبراطوريات الفارسية والرومانية ، وضحايا الحروب الصليبة والعرب المسلمين ، لقرون عديدة وحروب الشعوب الأوربية في العصور الوسطى .
اما في العصر الحديث وفي القرن العشرين ، فقد نشبت حروبا ونزاعات دموية بين دول قوية ومسلحة تسليحا جيدا ودامت لسنوات عديدة قُتل فيها الملايين من البشر وخاصة الذكور من الشباب من المجندين في الحربيين العالميتين الاولى والثانية والتي كان عدد ضحاياها تسعة ملايين انسان في الاولى و62 مليون انسان في الثانية ، عدا عن اعداد كبيرة من الضحايا المدنيين الذين قضوا بسبب الحروب والمجاعات والامراض التي خلفتها تلك الحروب .

بالرغم من التقدم الحضاري والثقافي الذي تميز به الانسان في اواخر القرن العشرين واوائل القرن الحادي والعشرين ، وكثرة الجامعات وارتياد الانسان لمجاهل الفضاء البعيد ، ووصول تكنلوجيا الانسان واجهزته ومعداته الى القمر والمريخ والمذنبات ، وارتقاء الفكر البشري في الاداب والعلوم والفنون الى مستويات راقية جدا ، الا ان نزعة الشر والتدمير لازالت تكمن في العقل البشري ، فدول كثيرة تتسابق اليوم في تصنيع الاسلحة النووية والكيميائية والجرثومية ، وتعد العدة لتخزين اسلحة الدمار الشامل بكميات هائلة ، بالرغم من توقيعها معاهدات دولية بعدم تصنيع وانتشار اسلحة الدمار الشامل ، الا ان مخاوف السياسيين والقادة العسكريين من ظهور مشاكل دولية او قادة متهورين مثل هتلر وموسوليني وستالين ، يدفعهم للاحتراز وعدم الاطمئنان الواحد للاخر ، ولهذا فالسباق المحموم لتخزين الاسلحة التقليدية واسلحة الابادة الشاملة لا زالت قائمة ومصانعها لازالت تعمل وتطور اسلحة اشد فتكا مما هو موجود لديها ..
ان نزعة القتل التي نمت مع الانسان البدائي للدفاع عن نفسه او لغزو الاخرين والاستيلاء على ممتلكاته ، لازالت كامنة في العقول البشرية لرغم تحضرها .
ففي حالة نشوب حروب دولية بين القوى العظمى التي تمتلك عشرات الالاف من الاسلحة الصاروخية البعيدة المدى والتي تحمل رؤوسا نووية عابرة للقارات ومئات الغواصات الذرية تجوب البحار والمحيطات في صمت ، والاف قاذفات القنابل الثقيلة اضافة للاسلحة الحاملة للسموم الكيمياوية والجرثومية ، ستسبب فناء البشرية والحضارة تماما . فقرار رجل واحد متهور يقود جيوشا تمتلك تلك الاسلحة التدميرية يمكنه تدمير وابادة سكان الارض في خلال ساعات معدودات . كما حدث في قصف هيروشيما وناجازاكي بالقنابل الذرية بقرار الرئيس الامريكي هاري ترومان وابيد معظم سكان المدينتين في لحظات . والنتيجة ستكون انقراض شبه تام للانسان من على سطح كوكب الارض وفناء كل ما بناه من حضارة وتقدم .
واذا ما تبقى قسم من البشر احياء سالمين ، فسيعودون للعيش في الغابات والكهوف كانسان النياندرتال كما جاؤا منها في غابر العصور .
فهل يتغلب العقل الانساني على الغريزة الحيوانية الكامنة لدى الانسان ؟
وهل ستكون الحكمة ورجاحة العقل هي المتغلبة على الانفعالات الغريزية وتمنع انقراض الانسان كما انقرضت الدينصورات والى الابد ؟



#صباح_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تقديرات عمر الارض وتناقض العلماء
- حكومة العراق _ حكومة المفارقات المضحكة
- علم الفلك عند السومريين
- بلاد العرب والفوضى الخلاقة
- وداعا ارض العراق
- اسباب تخلف المسلمين عن ركب الحضارة العالمية
- الحوار المتمدن والكيل بمكيالين
- دولة داعش الاسلامية والحضارة
- الفرق بين النصرانية و المسيحية
- انتفظوا وإثأروا لشرفكم يا رجال الموصل
- رسالة الى النائب يونادم كنا - البرلمان العراقي
- دور المسيحيين في العراق عبر التاريخ
- أين مجلس الامن من غزو داعش للعراق وسوريا ؟
- رسالة من مسيحي الى خليفة الدواعش
- افتونا يا مسلمين ما هو اسلامكم الصحيح ؟
- هكذا تعايشنا مسلمين ومسيحيين في العراق
- داعش تطرد مسيحيي الموصل
- ردود على اسئلة المشككين في الكتاب المقدس
- عناصر الحياة على الارض
- رحلت ام نائل الى السماء حزينة


المزيد.....




- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...
- زاخاروفا: إستونيا تتجه إلى-نظام شمولي-
- الإعلام الحربي في حزب الله اللبناني ينشر ملخص عملياته خلال ا ...
- الدرك المغربي يطلق النار على كلب لإنقاذ فتاة قاصر مختطفة
- تنديد فلسطيني بالفيتو الأمريكي
- أردوغان ينتقد الفيتو الأمريكي
- كوريا الشمالية تختبر صاروخا جديدا للدفاع الجوي
- تظاهرات بمحيط سفارة إسرائيل في عمان


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صباح ابراهيم - هل سينقرض الانسان يوما ما ؟