في بيتنا(برجوازي صغير(.....)متمركس)!!!(5)

ماجد الشمري

الحوار المتمدن-العدد: 4585 - 2014 / 9 / 25 - 20:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

يقول النمري في فقرة محمومة:"تبعاً للرفيق ستالين فإن المنشفي البورجوازي الوضيع ليون تروتسكي إنضم إلى حزب البلاشفة وفي رأسه قضية واحدة فقط وهي الحلول محل لينين في فيادة الحزب والدولة أثناء حياة لينين فما بالك بعد مماته !! السيرة الذاتية لتروتسكي نؤكد ذلك".تبعا للرفيق ستالين؟!كلنا تبع لقول الاوحد المقدس!!لقد فندنا هذه الفرية او الخرافة في المقال الثالث،وليس من داع للتكرار."يقول النمري في مقطع طويل من مقاله(الوثائقي!)والذي هو عبارة عن كوكتيل بلا طعم،ومكوناته غير مخلوطة جيدا !.:"في الشهر التالي للثورة في ديسمبر أرسل لينين وزير خارجيتة تروتسكي إلى برست ليتوفسك (Brest Litovisk) لمفاوضة المانيا على معاهدة سلام تخرج بموجبها روسيا من الحرب كليّاً ؛ لكن الألمان ونظراً لانهيار جبهة الحرب الروسية فرضوا شروطاً قاسية يتعذر قبولها . عاد تروتسكي سريعاً إلى موسكو ونظّم حملة صاخبة للإطاحة بلينين من قيادة الحزب بحكم أن قبوله بشروط ألمانيا الرأسمالية الإمبريالية وهي تحتل أكرانيا إنما هو خيانة لثورة البروليتاريا العالمية، فكان أن قررت كتلة تروتسكي اليسارية في الحزب ( ( Left Kommunists قراراً يقول .. " ليستقل لينين فلن يخسر الحزب شيئاً " . خلال شهرين دفع تروتسكي من الخلف كوادر واسعة من القيادات في اللجنة المركزية والمحافظات لتشجب موقف لينين "الخياني" لثورة البروليتاريا العالمية، وكاد يطيح بلينين لولا أن الألمان استأنفوا الحرب في 18 فبراير واحتلوا عدة مدن أخرى من أكرانيا دون مقاومة تذكر، الأمر الذي دفع باللجنة المركزية للحزب أن تتخذ قراراً بأغلبية 7 إلى 5 يؤيد موقف ليتين . ومما يكشف عن انتهازية تروتسكي هو أنه كان ضمن السبعة الذين أيدوا موقف لينين لكنه مع ذلك صرح بعدئذٍ يشجب موقف لينين . هناك ثلاثة أعضاء استقالوا من اللجنة المركزية أحتجاجاً على قرارها بتأييد موقف لينين، منهم بوخارين وليس تروتسكي حيث أن استقالة تروتسكي من القيادة كانت ستضع حداً لطموحاته بإزاحة لينين ".انتهى الاقتباس.لنقرأ شيئا من تاريخ الوقائع التي رافقت صلح بريست-ليتوفسك،وبعيدا عن الشطط،وخبط عشواء النمري.لم يدع لينين للسلام في بريست ليتوفسك الا من اجل فترة، لالتقاط الانفاس،حتى يتمكن خلالها من اعادة بناء الجيش الروسي المفكك،بل المتلاشي،وانشاء الجيش الاحمر،كأداة للثورة في دفاعها عن نفسها ضد اعدائها الكثر.وفي نفس الوقت الذي دافع فيه لينين عن توقيع معاهدة السلام،اضاف قائلا:"انه لاغنى عن التحضير لحرب ثورية".وقال ايضا فيمابعد:"خلال مفاوضات بريست ليتوفسك كان علينا ان ندخل في مواجهة مع النزعة الوطنية.قلنا:اذا كنت اشتراكيا فعليك التضحية بمشاعرك الوطنية بأسم الثورة العالمية القادمة.التي لم تأت بعد ولكن التي يجب عليك ان تؤمن بها اذا كنت امميا".-هذا هو لينين الاممي لاالشوفيني!-.اظهر لينين ارادة وحصافة باهرة،وبعد نظر عملي تكتيكي متفرد:اذا لم توقع روسيا الثورة الصلح المجحف والمهين،ف"جيش الفلاحين المرهق من الحرب منذ الهزائم الاولى سيسقط الحكومة العمالية الاشتراكية ليس خلال اشهر بل خلال اسابيع".هذا عن موقف لينين.في حين كان موقف بوخارين وتكتله الشيوعي اليساري،والذي دافع ليس فقط عن رفض الشروط الالمانية،بل وشن حرب ضدها.اما موقف تروتسكي-والذي يتهمه النمري بأنه قائد التكتل اليساري-فكان:انه لايوجد اي امكانية للاستمرار في الحرب،ولكنه اعتقد ايضا،بأنه يجب وقف المفاوضات،وان على الحزب عدم الاستسلام الافي حالة هجوم جديد يشنه الالمان.-هل هذا موقف انقسامي ومعادي للينين يانمري؟!-في اجتماع اللجنة المركزية يناير1918 حول موضوع الصلح،وكما قلنا،كانت هناك وجهتا نظر متناقضتين-ناهيك عن موقف تروتسكي الوسطي-موقف لينين وضده موقف الشيوعيون"اليساريون"والذين كان يقودهم بوخارين-وليس كما يزور النمري!-وبعد التصويت الاول،حصل خصوم الصلح،انصار" الحرب الثورية"على اغلبية الاصوات:مشروع لينين-لصالح سلم فوري-حصل على 15صوتا.ومشروع تروتسكي"لاسلم ولاحرب"حصل على16صوتا.اما مشروع بوخارين-الداعي للحرب-فقد حصل على32صوتا.الا ان هذا التصويت لم يكن ملزما للجنة المركزية،لان عناصر اخرى شاركت فيه لم تكن تنتمي للجنة-الاشتراكيون الثوريون اليساريون-.وبعيدا عن الصورة المزيفة والتي روجها وثبتها الستالينيون فيما بعد عام1924-عن تكتل تروتسكي ضد لينين في موضوعة المعاهدة-.فالحقيقة هي،ان كل من لينين وتروتسكي كانا يمثلان الاقلية الوسطية"المعتدلة"بين مواقف القيادة البلشفية في هذه المسألة،فقد عارضت الاغلبية الساحقة من البلاشفة والاشتراكيين الثوريين اليساريين والعمال التوقيع على معاهدة السلام.وفي اجتماع اللجنة المركزية يوم24يناير1918تم اتخاذ قرار نهائي بشأن الخط الذي ينبغي على تروتسكي ان يعتمده في مفاوضات بريست ليتوفسك،وقد اجرى تروتسكي قبل الاجتماع محادثة مع لينين،حيث وافق الاخير على خطة تروتسكي بخصوص رفض التوقيع الفوري على المعاهدة واعلان الاعمال الحربي في النهاية،شريطة قيام تروتسكي بدعم موقف التوقيع الفوري على المعاهدة اذا ماقام الالمان بشن هجوم جديد،وعدم دعم" الحرب الثورية".وقد وافق تروتسكي على هذا الاتفاق.وهنا لم يطرح لينين مطلبه بالتوقيع فورا على المعاهدة،بل طرح مقترحا فقط،تمت الموافقة عليه،وهو الذي يدعو تروتسكي الى تمديد فترة المفاوضات لاطول فترة ممكنة-وهذا ما اداره تروتسكي وبنجاح-.ثم جرى التصويت على اقتراح تروتسكي بوقف الحرب مع رفض التوقيع على المعاهدة(لاسلم ولاحرب)والذي تم قبوله ايضا،وبعد تجدد التهديد الالماني،دافع لينين مرة اخرى عن ضرورة التوقيع الفوري على معاهدة السلام،لكنه هزم امام اغلبية ضئيلة في اللجنة المركزية،حيث صوت تروتسكي ضد التوقيع لان الهجوم لم يقع بعد.فقام لينين بطرح المسألة على النحو التالي:اذا بدأ الهجوم الالماني،ولم يحدث نهوض ثوري في المانيا،هل سنواصل رفض توقيع معاهدة السلام؟".امتنع الشيوعيون"اليساريون"(بوخارين وانصار الحرب الثورية)-ولم يكن تروتسكي منهم او معهم كما يفتري النمري تبع مصادره الملفقة!-عن التصويت على هذا،في حين صوت تروتسكي لصالح مقترح لينين،والذي كان منسجما مع الاتفاق الذي توصل اليه في وقت سابق مع لينين،وفي اليوم التالي،عندما تلقى البلاشفة نبأ الهجوم الالماني،تحول تروتسكي الى جانب لينين وصوت الى جانب اقتراح لينين لاالى جانب اقتراحه هو،مما اتاح للينين الاغلبية المطلوبة والحاسمة داخل اللجنة المركزية،ولولا تروتسكي لتم الاطاحة بلينين!-فهل هذا موقف انتهازي وتطلع لاخذ مكانة لينين،ايها النمري الصادق في سرد الاحداث؟!-ان يصوت تروتسكي في مناسبتين حاسمتين-وكان صوته هو الفصل-في اللجنة المركزية لتمكين لينين من الحصول على الاغلبية-ماذا تسمي هذا يانمري،مؤامرة للاطاحة بلينين؟!-اليس غريبا من الانتهازي الطامح للحلول محل لينين،هذا التصرف الابله،ويدعمه مرتان؟!في14فبراير1918 وبعد ان ابلغ تروتسكي اللجنة المركزية بتقريره عن الاجراءات التي اتخذها.طرح سفردلوف بأسم البلاشفة التوصية التالية:"بعد الاستماع بشكل كامل الى تقرير وفد السلام،تعلن اللجنة التنفيذية المركزية موافقتها التامة على عمل ممثليها في بريست ليتوفسك".وفي وقت لاحق في شهر مارس1918 قال زينوفييف في مؤتمر الحزب:"ان تروتسكي على حق عندما يقول انه تصرف وفقا لقرار اغلبية اعضاء اللجنة المركزية".ولم ينبري احد لانكار او نفي ذلك.-فأين تلك الحملة الصاخبة للاطاحة بلينين،وشجب موقفه الخياني من قبل تروتسكي ايها المؤرخ الامين؟!وبالرغم من ان المؤرخون السوفييت الستالينيين،تكتموا ولعقود عن موقف تروتسكي،فقد ذكر لينين في كلمة اشاد فيها بتروتسكي اثناء نقاشات اللجنة المركزية للتقرير السياسي في18آذار1918قائلا:"والان يجب علي ان اتطرق لموقف الرفيق تروتسكي،وعلينا ان نفرق بين موقفيه،عندما بدأ المفاوضات في"بريست ليتوفسك"مسخدما اياها بذكاء للتحريض كنا جميعا معه،كان يستشهد بحواري معه،واضيف هنا انني كنت قد اتفقت معه ان نبقى متشددين الى ان يصدر الالمان تحذيرهم الاخير لنا،وعندئذ نستسلم.كان تكتيك تروتسكي صحيحا في المماطلة،ولكنه غير صحيح عندما اعلن انهاء حالة الحرب دون ان يوقع على الصلح".اذا كان تروتسكي قد رفض قيادة الجناح الداعي للحرب الثورية،فلانه بذلك كان يحول دون حدوث انقسام في الحزب البلشفي،لاعودة عنه،والذي كان سيقود حتما الى نزاع دام،وكان سيجابه لينين في حزبين مختلفين،ومن هنا حكمة ووعي تروتسكي الثوري والفذ في تصويته الى جانب لينين،ليمنع حربا اهلية حتمية،من الوصول الى الحزب بالذات.فهل سلوكا مثل هذا يدل على الكيد والتأمر والسعي من اجل ازاحة لينين،ام العكس يانمري؟!فلماذا هذا التجني الفاضح على الحقيقة،والذي لايخفى حتى على الاغبياء؟!.بعد عشرين عاما سوف يتهم ستالين بوخارين،وخلال المحاكمات الكبرى-سيئة الصيت-بأنه نظم اثناء ازمة بريست ليتوفسك مؤامرة لتوقيف لينين!!وهذا الاتهام الذي اعد خصيصا لتمرير كذبة مؤامرة بوخارين المزعومة ضد ستالين،وجعلها اقرب للتصديق،وهو في غير محله،الا انه لابد وان قادة جناح الحرب تساءلوا في لحظة من اللحظاتئ:ماذا سيفعلون لو حصلوا على الاغلبية في اللجنة المركزية؟كانوا شكلوا حكومة بدون لينين،واذا ما واضب لينين على معارضة الحزب،فكان يمكن ان يلجأوا-بين المزاح والجد!!-الى توقيفه!وفي عام1923 اكد زينوفييف:ان بوخارين ورادك انهم تصوروا الامر بجدية هما والاشتراكيون اليساريون!..وفي المقال القادم نواصل كشف التناقضات والترهات التي يحفل بها مقال النمري الموضوعي!!!...................
.................................................................................................................................................................................................................
وعلى الاخاء نلتقي....

#ماجد_الشمري (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات