أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمود شاهين - قراءة في قصة الخلق التوراتية (9) وأخيرة















المزيد.....

قراءة في قصة الخلق التوراتية (9) وأخيرة


محمود شاهين
روائي

(Mahmoud Shahin)


الحوار المتمدن-العدد: 4585 - 2014 / 9 / 25 - 20:47
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


(9)
ملحق طوفاني !!

تستدعي الأمانة الأدبية التاريخية أن أبقى مع الطوفان التوراتي وأساطير ( الطوفانات ) فصلا آخر . فقد استوقفني تعليق لفراس السواح في كتابه مغامرة العقل الأولى ، وضمن جزء " سفر الطوفان " الذي يتحدث فيه عن أساطير الطوفان في كافة أنحاء العالم ويأتي في مقدمتها السومري والبابلي وغيرهما .. ويقارن بينها وبين سفر الطوفان التوراتي ليجد الشبه في ثلاث عشرة نقطة . مما يثبت أن النص التوراتي - بل معظم نصوص التوراة -مأخوذة عن هذه الأساطير . ويعزو فراس التناقضات في النص التوراتي إلى أن كتاب التوراة قد أخذوا من أكثر من نص اسطوري دون تمحيص.. ويورد بعض المتناقضات التي أوردنا بعضها . يقول فراس في تعليقه الذي استوقفني :
"أما كيف سيعمل بطل الطوفان على جمع كل هذه الحيوانات فيبدو أن الشخصية الإلهية هي التي تكفلت بدفعها إليه ليحملها إلى السفينة ، كما يبدو من ملحمة اتراحيس ومن سفر التكوين ، ففي ملحمة اتراحيس نرى إيا يقول لعبده " طرائد البرية ووحوشها وما استطعت من آكلي الأعشاب سأدفع بها إليك " كذلك في سفر التكوين نجد أن الحيوانات تأتي إلى نوح دونما جهد منه لجمعها وحصرها " وتدخل الصندوق لتحيا معك " " يدخل إليك اثنين من كل لتحيا "
فراس السواح . مغامرة العقل الأولى ص 151.
وحين عدت إلى النص وجدت أن النص في الجملة 19 من الإصحاح السادس يقول :" 19 ومن كل حي من كل ذي جسد، اثنين من كل تدخل إلى الفلك لاستبقائها معك. تكون ذكرا وأنثى "
الله هنا يأمر نوحا بأن يدخل اثنين من كل زوج دون أن يشير إلى من سيقوم بالجمع والإدخال ، وهذا ما جعلني أعتقد أن نوحا وجماعته هم من سيقومون بالجمع والإدخال ( المستحيلين )
وينتهي الإصحاح ب:
22" ففعل نوح حسب كل ما أمره به الله. هكذا فعل "
كيف سنعرف هنا أن ما فعله نوح هو مجرد إدخال أي فتح باب السفينة للكائنات بما فيها الوحوش !
في الإصحاح السابع اللاحق نجد نصا مختلفا فالله يشير إلى البهائم الطاهرة فقط وأخذ سبعة سبعة منها ذكرا وأنثى ، وغير الطاهرة اثنين اثنين !ومن طيور السماء سبعة سبعة !
حيرنا هذا الإله وحيرنا كتبة التوراة فأي النصوص سنعتمد ؟
النص القرآني يضيف المؤمنين مع نوح كما أسلفنا ..
( لم أورد النصوص ثانية لأنها موردة(
في الإصحاح السابع يقول الله لنوح ( تأخذ معك ) دون أية اشارة إلى من سيقوم بالجمع . وينفذ نوح الأوامر الإلهية .
واستنتاج فراس سواح الذي لا يؤكد أن الله هو من يجمع بل هو يستنتج استنادا إلى نص ورد في ملحمة اتراحيس ، وما أكده هو أن الحيوانات تأتي إلى نوح دون جهد منه .
نحن سنفترض أمرين . الأول هو إمكانية الله حسب التصور التوراتي :
إن الإله التوراتي – كما صوره الكتبة – الذي لم يكن قادرا على معرفة المكان
الذي اختبأ فيه آدم وحواء بعد الأكل من ثمر شجرة المعرفة ، والذي لم يعرف أن قايين قد قتل أخاه ، والذي يحتاج إلى " لهيب سيف متقلب" ليحرس الطريق إلى شجرة الحياة ، لن يكون قادرا على معرفة الأماكن التي تختبيء فيها الأسود والنمور والثعالب وغيرها ، وإذا كانت الحيوانات والطيور والحشرات الموجودة اليوم كلها من الكائنات الطاهرة – حسب الإصحاح السابع - التي أبقاها الله بعد الطوفان فهذا يعني أنه لم يكن هناك حيوانات غير طاهرة ، حتى الخنازير في هذه الحال ستكون طاهرة . ويستبعد أن تكون هذه الكائنات قد خلقت نفسها بعد الطوفان
لأن الخلق لا يتم إلا من عند الله !
وإذا ما أخذنا بالأمر الثاني ، من مفهوم الإله القادر على كل شيء . فإنه لن يحتاج
لا إلى سفينة ولا إلى طوفان ، ولا حتى إلى فيضان . ما عليه إلا أن ينطق بالأمر الإلهي الذي خلق به كل شيئ، ليكن كذا .. وسينتهي الأمر .
إنه العقل البدائي غير القادر على أن يعي الواقع والغيب والخيال إلا حسب الثقافة التي انتجته .
سنورد مقطعا أدبيا عن حدوث الطوفان البابلي منقولاعن ملحمة جلجامش لنرى الفرق بين روعة الأدب الأصل أو القريب إلى الأصل ، وبؤس النثر المنحول :
حل الموعد المضروب.
في المساء أرسل سيد العاصفة مطراً مدمراً؛
قلبتُ وجهي في السماء أراقب الطقس،
كان الجو مرعباً لناظره.
دخلت الفُلك وأغلقت عليَّ بابي،
أسلمت قياد السفينة للملاح بوزو- آموري،
أسلمته الهيكل العظيم بكل ما فيه.
العمود الثالث:
وما أن لاحت تباشير الصباح،
حتى علت الأفق غيمة كبيرة سوداء،
يجلجل في وسطها صوت أداد،
يسبقها (رسولاه) شوللات وخانيش،
نذيران عبر السهول والبطاح.
اقتلع الإله أريجال خزانات المياه السفلية،
ثم تبعه الإله ننورتا وفتح السدود.
رفع الأنوناكي مشاعلهم عالياً
حتى أضاء وهجها الأرض.
بلغتْ ثورة أداد تخوم السماء،
أحالت كل نور إلى ظلمة،
والأرض الواسعة قد تحطمت كما الجرة
ثارت العاصفة يوماً كاملاً
وتزايدت سرعاتها حتى غمرت الجبال،
أتت على البشر، حصدتهم كما الحرب،
حتى عمي الأخ عن أخيه،
وبات أهل السماء لا يرون أهل الأرض.
حتى الآلهة ذُعرت من هول الطوفان،
هرب جميعهم صُعداً نحو سماء آنو،
ربضوا عند الجدار الخارجي ككلاب مرتعدة.
صرخت عشتار كامرأة في المخاض،
ناحت سيدة الآلهة ذات الصوت العذب:
لقد آلت إلى طين تلك الأيام القديمة،
لأني نطقتُ بالشر في مجمع الآلهة؛
فكيف نطقت بالشر في مجمع الآلهة؟
كيف أمرتُ بالحرب تحصد شعبي،
تدمر من أعطيتهم أنا الميلاد؟
وهاهم يملؤون البحر كصغار السمك»
بكى معها آلهة الأنوناكي،
تهالكوا وانحنوا يبكون،
وقد حجبوا أفواهم بأيديهم
ستة أيام وست ليال،
والرياح تهب، والعاصفة وسيول المطر تطغى على الأرض.
ومع حلول اليوم السابع، العاصفة والطوفان،
اللذان داهما كجيش، خفت شدتهما.
هدأ البحر وسكنت العاصفة وتراجع الطوفان.
فتحتُ الكوة فسقط النور على وجهي؛
نظرتُ إلى البحر، كان الهدوء شاملاً،
وقد آل البشر إلى الطين.
كان الـ …. بمحاذاة السقف.
تهالكت، وانحنيت أبكي،
وقد أغرقتْ الدموع وجهي.
ثم تطلعت في كل الاتجاهات مستطلعاً حدود البحر؛
على بُعد اثنتي عشرة ساعة مضاعفة انبثقت قطع من اليابسة.
ثم استقرت السفينة على جبل نصير.
جبل نصير أمسك بالسفينة، منع حركتها.
أمسك الجبل بالسفينة ومنع حركتها يوماً وثانياً.
أمسك الجبل بالسفينة ومنع حركتها يوماً ثالثاً ورابعاً.
أمسك الجبل بالسفينة ومنع حركتها يوماً خامساً وسادساً.
وعندما حلّ اليوم السابع،
العمود الرابع:
أتيت بحمامة فأطلقتها.
طارت الحمامة بعيداً ثم عادت إلي،
لم تجد مستقراً فعادت.
ثم أتيت بسنونو وأطلقته،
فطار السنونو بعيداً ثم عاد إليَّ،
لم يجد مستقراً فعاد.
ثم أتيت بغراب وأطلقته،
فطار الغراب بعيداً، ورأى أن الماء قد انحسر،
حام وحط وأكل ولم يعد.
**************
نهاية قراءة في قصة الخلق التوراتية
يورد فراس السواح نصا مختلفا قليلا في ترجمته ( ضمن كتابه مغامرة العقل الأولى ) غير أنني وجدت هذا النص على الشبكة ( منتديات كنوز ) ولمن يريد النص كاملا إليه الرابط :
http://kanouz.ahlamontada.net/t695-topic
يتبع مأساة أيوب



#محمود_شاهين (هاشتاغ)       Mahmoud_Shahin#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في قصة الخلق التوراتية (8)
- أنا واحد كذاب !!
- قراءة في قصة الخلق التوراتية (7)
- قراءة في قصة الخلق التوراتية (6)
- قراءة في قصة الخلق التوراتية (5)
- قراءة في قصة الخلق التوراتية (4)
- قراءة في قصة الخلق التوراتية (3)
- محنة العقل الحديث ومحنة المثقف !
- في محنة العقل العربي !
- قراءة في قصة الخلق التوراتية (2)
- قراءة في قصة الخلق التوراتية (1)
- ملكة السماء تنشد سحر جمالها للأديب !
- ابن الله ( الفصل (12) من الملحمة الأدبية ( رحيل معلن إلى رحا ...
- المسيح الصوفي والبطل التراجيدي (2)
- الألوهة الذبيحة في المسيح الإله (3)
- قلق قلق قلق !!
- المسيح الصوفي والبطل التراجيدي (1)
- مسيحية غير يهوائية ومسيح نقيض موسى !!( ألوهية يسوع المسيح تا ...
- طفولة المسيح وألوهيته ( ألوهية يسوع المسيح تاريخيا)
- شاهينيات ( في الخلق وفناء المادة )!!


المزيد.....




- صلاة الجمعة الثالثة من شهر رمضان.. الاحتلال يعيق وصول المواط ...
- السعودية.. الأمن العام يوجه دعوة للمواطنين والمقيمين بشأن ال ...
- صلاة راهبة مسيحية في لبنان من أجل مقاتلي حزب الله تٌثير ضجة ...
- الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول فيديو إمام مسجد يتفحّص هاتفه ...
- كيف يؤثر التهديد الإرهابي المتزايد لتنظيم الدولة الإسلامية ع ...
- دولة إسلامية تفتتح مسجدا للمتحولين جنسيا
- فيديو البابا فرانسيس يغسل أقدام سيدات فقط ويكسر تقاليد طقوس ...
- السريان-الأرثوذكس ـ طائفة تتعبد بـ-لغة المسيح- في ألمانيا!
- قائد الثورة الإسلامية يؤكد انتصار المقاومة وشعب غزة، والمقاو ...
- سلي عيالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على النايل سات ولا يفو ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمود شاهين - قراءة في قصة الخلق التوراتية (9) وأخيرة