أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عذري مازغ - في لاس بيدرونيراس














المزيد.....

في لاس بيدرونيراس


عذري مازغ

الحوار المتمدن-العدد: 4585 - 2014 / 9 / 25 - 17:23
المحور: الادب والفن
    


في لاس بيدرونيراس
لازال لم يحن بعد جني الثوم، وتفصلنا عنه خمسة عشر يوما، وعليه على المرأ أن يبقى بدون عمل كل تلك المدة أو أكثر، صديقي الذي يتوفر على أوراق العمل وتسوية قانونية، يمكنه البدء في العمل منذ أول يوم لبدإ الحصاد، أما أنا صاحب الرمادية المغربية، بدون تأشيرة فقد كان عبارة عن كناش مخزني لا قيمة له داخل وخارج المغرب، كان على أن انتظر أكثر عندما تتم عملية التعاقد مع أصحاب التسوية بحيث سيبقى لليد العاملة السوداء شيء من الحظ.. في تلك الخمسة عشر يوما التي تفصلنا عن الموسم، تبقى أمور تدبير العيش غير ممكنة تماما، لكن سياسة المنطقة، ولضمان موسم ناجح للجني، كانت تقوم على توفير بعض مواد الإستهلاك في المركز الإجتماعي للبلدية، بعض الحلوى، الأرز الطازج بالحليب ومادة القرفة، أو مع لحم الدجاج (لحم حرام بالتأكيد)، سردين وحليب، وإذا كنت تتوفر على سكن وأدوات الطبخ، كانوا يمدونك بمواد أخرى كالقطاني وغيرها للطبخ، ومع أن هذه الحالة كانت تعفينا نوعا من البحث عن الغذاء إلا أن الأمر كان مقلقا من حيث السكن والتدخين، كنا أوجدنا أعشاشا في مزبلة سيارات (chatarra) كل واحد منا جهز مكانا للنوم داخل علبة سيارة وذلك بتمديد المقاعد، كان صاحب المزبلة قد نبهنا في البداية إلى أنه لا يمانع على النوم بالعربات شريطة عدم إتلاف قطع الغيار المتبقية ، وهكذا كان مشكل النوم قد حل، إلا أن مشكل التدخين لا زال قائما، عندما كنت بإلخيدو، كان أمر الحصول على التدخين رائعا،تذهب إلى الأحياء الراقية وقد تجد علبة تدخين في بعض المرات، كما تجد بقايا سجائر كريمة تظهر طيبة البرجوازيين، حيث يدخنون فقط نصف سيجارة ويرمون نصفها، كما كنا نجدها في محطات وقوف حافلات النقل العمومي، كنا نعرف الأحياء الغنية والفقيرة فقط من بقايا السجائر.. في لاس بيدرونيراس، مدينة البؤس التي تذكرك بكل شيء قرأته عن الشخصية الأسطورية لدون كيخوتي دي لامانتشا، كان اعتمادها على الثوم يوفر موسما واحدا فقط من العمل بينما باقي السنة ، كان الناس يشتغلون في حقولهم على زراعة القمح وإنتاج العنب وبيع الخمور الحمراء (النبيذ) وهي أعمال لا تحتاج يد عاملة غريبة. ويبدو من خلال تقييمنا للأحياء بإلخيدو أن مدينة لاس بيدرونيراس ينتمون إلى الطبقات الفقيرة ، لكن عندما تنظر إلى حقول الثوم الشاسعة تبدو لك المفارقة الأخرى، وباختصار لم تكن لاس توفر تلك الأصناف من بقايا السجائر، بل كان الناس يمتصونها عن آخرها وهي أيضا نوع وحيد من التبغ الأسود.
في إحدى المساءات المظلمة، خرجنا نقتفي بعض الأثر للسجائر، ذهبنا إلى بعض الأحياء التي لم تطأها أقدام الغرباء ..أعتقد أيضا أن كل الذين وصلوا إلى لاس بيدرونيراس من الغرباء هم أيضا في بحث حثيث مثلنا عن بقايا السجائر، لذلك قررنا البحث في أحياء خارج مركز المدينة، الأحياء التي لايطأها الغرباء، كانت هناك بعض الأزقة مظلمة، وكنا كلما رأينا شيئا ممددا أو علبة إلا ولامسناه للتأكد.. كان الحظ كبيرا مع صديقي، وجد نصف سيجار وليس سيجارة، وهذا طبعا سيوفر نفحا ثمينا له ولي في هذا المساء المدنس بالغرباء، بدأ يشعلها لينفث اول الطيبات ، لكن السيجار لا يصل طيبه ولا دخانه إلى فم صديقي، أمرته أن يقطع رأسها ربما لذلك لا تنفث، قطع رأسها ولم تنفث، ثم فكرنا في أمر آخر، هو أن نفتتها عند وصولنا إلى علبنا النومية حيث الشمع، ثم نفتتها ونحولها إلى سجائر لفافة، لكن ما أن دخلنا إلى نور عمود ضوئي حتى تفجر صاحبي باليأس،
ــ هل تعلم ماهذا؟ خراء كلب، قالها وهو غائظ يريد أن يتقيأ
كان بالفعل روثا يابسا لكلب، روث على شكل سيجار كوبي، يا إلهي كدت أنفجر بالضحك، بينما صاحبي بدأ يقزز أسنانه بشكل هستيري:
ــ أنت من خطرت له فكرة تدنيس أسناني، يا إلهي ،قطعت رأسها بأسناني، لا ليس هذا فقط، كنت أمتصه أيضا، أمتصه بشدة لعله ينفث.
من يوميات البحث عن سيجارة



#عذري_مازغ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول القضية الفلسطينية
- إيلينا مالينو وأحداث طنجة العنصرية
- الإجتهاد في تبرير اعتداءات عنصرية مهزلة مضحكة
- جبل عوام: صورة كاريكاتورية تتكرر
- إسرائيل أم جحافل الوهابية هي من يحاول الدخول إلى شمال إفريقي ...
- أنا أيضا منعني الطبيب من تناول السكر
- الإسلام السياسي عندما يدخل طرفا في صراع سياسي
- أزمة اليسار (2)
- أزمة اليسار
- الزحف إلى مدريد (2)
- الزحف إلى مدريد (1)
- رويشة والفن الأمازيغي
- -هارون- المغربي
- جدلية النقابي بالسياسي وجهة نظر
- حول الديموقراطية
- عاش.. عاش
- الإنسان كائن عنصري
- سوريا والهمج المتوحشون
- مواقف وقضايا: في الفخ البروليتاري2 أسئلة أخرى
- مواقف وقضايا: فخ البروليتاريا


المزيد.....




- رسميًا.. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات ...
- بعد إصابتها بمرض عصبي نادر.. سيلين ديون: لا أعرف متى سأعود إ ...
- مصر.. الفنان أحمد عبد العزيز يفاجئ شابا بعد فيديو مثير للجدل ...
- الأطفال هتستمتع.. تردد قناة تنة ورنة 2024 على نايل سات وتابع ...
- ثبتها الآن تردد قناة تنة ورنة الفضائية للأطفال وشاهدوا أروع ...
- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا
- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عذري مازغ - في لاس بيدرونيراس