أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زنار علي - الفصل الأول : شتاء في زمن البعث














المزيد.....

الفصل الأول : شتاء في زمن البعث


زنار علي

الحوار المتمدن-العدد: 4584 - 2014 / 9 / 24 - 22:38
المحور: الادب والفن
    


الفصل الأول : شتاء في زمن البعث
الشتاء لا يعني التسامر خلف المدفئةِ و سردِ حكايا الذئاب ِ أو تقمص شخصيات الجنِ و رواياتها . في آفاقِ القريةِ البسيطةِ أو مبارزة
المُكَسراتِ إلى ساعةٍ متأخرة ٍ من الليل ِمع شتائم لعبةِ الورقِ (الشدة)خلف لهيبِ المدفئةِ .

-بل الشتاءُ هو كيف ترفعُ من سقف العلم ِ في شتاءٍ قد تكون إلى خاصِرتكَ الطينُ يلهو .لتتعلم ما معنى ( الكلمة)أو لتتعلم ما معنى( كِتاب ).
في الأعوام المتخلفة المجردة من كل ما يسمى بالتطور و الحداثة في زمن سورية البعث.
بينما كنا أطفالاً في قريتنا كانت مدرستنا بأستطاعتها أن تُعلِمنا إلى المرحلة الإبتدائيةِ فقط.
بعدها نضطرُ على أن نتمم المرحلة الإعدادية في المدنية .أنا وباقي الأصدقاء .فالمدينةُ تبعدُ عن قريتنا خمسة كيلو مترات بالمسافةِ.
ولأن عائلاتنا من طبقةِ (بلوريتاريا ) إستئجارُ البيوت لنا في المدنيةِ أمرٌ أصعبُ من أن تبني مدينة ....وحلم تائهٌ ... فلا نقاش فيه.
لذلك كُنا نُرغمُ بأن نذهب على الدراجاتِ الهوائيةِ إلى مدرسةِ المدينةِ
ومن ماركات هذه الدراجات . بيجو. بالون. فليبس .

كانت هذه الماركات بمثابة أعظم ِ سيارات بالنسبة لنا آنذاك.وصل الأمر إلى أن تتداولها أجيالُ العائلةِ .
فبحكم ِ كُنا أطفالاً و نتيجة أقصار القاماتِ فدراجةُ الفليبسِ كانت تجلبُ لنا متاعب بالصعود والهبوطِ .
لأن قامةُ الدراجةُ كانت بمثابة قامة جمل بالنسبةِ لنا آنذاك

. أما دراجةُ البالونِ كانت ثقيلة الوزن وغليظة القيادة .
فدراجةُ البيجو كانت لابأس بها الجميع كان يرتاح في قيادتها وكأنها إمرأة سلمت جميع شأنها للرجل .
كُنا نستعين بكل ما هو ضد الشتاء والبرد والطينِ .منها جزمات بلاستيكية تطول للركبة وقفاذات جلدية نرتديها قد تكون لآبائنا حيناً.
وجواكيت صوفية ومنها قبعات صوفية تُستورد من الموصل أو تركيا آنذاك .
فقط إلى أن نصل إلى المدرسةِ على متن دراجاتنا الهوائية .
ولأن طريق قريتنا ترابي وغير نظامي وليس مُعبد .في الشتاء يتحول هذا الطريق و دون نفاق إلى طريقٍ سرابيٍ وهمي .
يتحول إلى مصدر رزق ٍ لوحوش البراري وإلى بحيرات وخنادق تصنعها الجرارات .

لذلك كنا نضطر بأن نحمل دراجتنا على أكتافنا إبتدائاً من القريةِ تحت العواصف وأزيز الصواعقِ
نتساقطُ كالعصافير أرضاً كل عشرة أمتار لأن الطريق يتحولُ إلى صابونٍ أكثرُ من صابون الغارِ آنذاك.
إلى أن نصل إلى مركز الحبوب (المحطة) لأن إبتداء الطريق المعبد بيدأ من (المحطة) أي مركز الحبوب .

من ثم نتابع مشوار التعليم على متن دراجتنا مع المسافة المتبقيةِ والتي هي ثلاثةُ كيلو مترات . حيث مدينة قبور البيض (القحطانية)
لا أخفيكم شيئا فأنا رجل أسوأُ من الغربال في نظريةِ الماء .
إن كان الريحُ من خلفنا نشوتنا قهقهتنا لا تعادلها أية علامات حتى لو كانت علامات مادة القومية العربية .
(دواستان )أو ثلاثة مع دورة كاملة لحركة الدراجة كنا نتواجد أمام باب المدرسة و نهرول في الباحةِ تجاه شُعبِنا

أما إن كان الريحُ القادمُ في وجهنا كنا ننتصب من على مقعد الدراجةِ بكل غصب و عناء نستخدم كل أنواع الأساليب
إلى أن نعطي للحركة دورة كاملة أي (دواسة) فمن البرد و المطر والتعب و ضغط قوة سرعةِ الرياح في وجهنا
كُنا نسمع أصواتاً غربية من مؤخراتِ بعضنا البعض .وأما مناظر وجهوهنا قناع من المخاطِ و كأنه مكياج إيراني في فلم ٍ سينمائي.

.بعد هذا التحدي والصراع لمدة ساعات وكل يوم مع العوامل الجوية و مسافة الطريق وإنشقاقات مؤخراتنا .
إلى أن نصل شُعبنا كانت قد إنتهت الحصةُ الأولى و الثانية وسُجلنا غياباً في تقويم الموجهِ .

يحققُ معنا الموجه والطين إلى خاصراتنا والجزمة مليئة بالماء و الطين كأنها معمل لصناعة الضحل أو كأننا خرجنا خاسرين من معركةٍ
بالحركة ترشُ الجزمة على وجهنا و على صدر الموجه الذي يرتدي قميصاً أبيضاً تحت جاكيته ذات السحاب الذي لا يعمل .يستمر الموجه في سؤاله من أين جئتم

.فنقول من (ت



#زنار_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قيح الذكريات
- حَصَانتي
- إرتقاء
- وللحكايات فروقاً
- إجتماع في قامشلو
- رسالة الى …
- نوروز تدمع دمآ 2012
- كلما يأتي عام جديد
- الرئمُ قريبٌ.
- رسالة إلى وطن
- كلما يأتي عامٌ جديد
- أنا أبنُ وطني و وطني أمٌ لغيري.
- زفاف الكلمات
- (الكذاب عدوا الوطن)
- أوربا ماذا فعلتِ
- حديث التاريخ
- سندويشة مفخخة
- فلسفة الحرية
- من هم الطائخون
- محافظة الذهب الأبيض


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زنار علي - الفصل الأول : شتاء في زمن البعث