أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - عبد الرحيم التوراني - فتاة -النيكريسكو- وإدريس الخوري














المزيد.....

فتاة -النيكريسكو- وإدريس الخوري


عبد الرحيم التوراني
صحفي وكاتب

(Abderrahim Tourani)


الحوار المتمدن-العدد: 4583 - 2014 / 9 / 23 - 23:46
المحور: سيرة ذاتية
    



في ليلة من ليالينا الجميلة بالدار البيضاء، في مستهل الثمانينيات، سهرنا في "النيكريسكو". أيام كان يملكها - مع حانات أخرى - صاحب "القمر الأحمر"، الفنان عبد الهادي بلخياط. وقد التحق مؤخرا بكتائب "الدعوة والتبليغ"، طلبا للعفو والمغفرة، وطمعا في جنة الرضوان. جماعة "الدعوة والتبليغ" التي يغدق اليوم بلخياط على تنظيمها من مال "حرام كسبه من استثماره في الكباريهات والخمارات، ومن أغانيه في مدح السلطان.

كنا ثلة من الأصدقاء الحالمين بمغرب آخر. بدأنا أمسيتنا من مربع "مرس السلطان"، ولم يبتعد بنا ليلنا إلى شاطئ "عين الدياب" كالمعتاد، بل اخترنا اللجوء إلى زنقة "بوان كاريه" القريبة، حيث ملهى "النيكريسكو" لا يغلق أبوابه قبل الفجر.

أذكر كان يقودنا "بادريس"، اللقب الحميمي الذي ننادي به الكاتب الصديق إدريس الخوري، وما أدراك "بادريس" زمنها. ولما كنا نصعد الدرج في نهاية السهرة للخروج من تحت الأرض، تبعتنا فتاة جميلة تعمل بالملهى.

قالت البنت:
- اسمحوا لي، أريد التكلم مع الأستاذ الخوري.

رحب الخوري بها قائلا:
- تكلمي أمام أصدقائي، لا مشكلة.

بعد تردد عابر، صرحت الفتاة للكاتب أنها من قرائه، وأنها تحب كتاباته، بل أسرت أن مجموعة "الأيام والليالي" تحت وسادتها.

ابتسم بادريس وشكرها. رد عليها بلفظة "مزززييييان". ضاغطا على حرف الزي ممددا الياء.

لكن الفتاة لم تكن تريد إبداء إعجابها بالكاتب فقط، بل أنها أردفت قائلة:
- أريدك أن تكتب لي قصة حياتي، حياتي مليئة بالمعاناة. وأنا مستعدة لدفع المقابل الذي تطلبه.

كان بادريس في حالة انتعاش جميلة، التفت إلينا ثم أطلق ضحكته العالية، علامته الفارقة، التي كانت تزين اللقاءات الحميمية التي تجمع أصدقاءه به, أو كما يحلو له وصفها ب"التكعكيع" وب"الضحك ديال النفس".

سلمت الفتاة للكاتب عنوانها، ولا زلت أذكر أنها كتبت عنوانا يقع بالحي المحمدي.

لا أعرف هل التقى بادريس بفتاة النيكريسكو مرة أخرى، أم أهمل أمرها.

لكن الذي حصل في الأيام التي تلت ذلك، هو أن الأصدقاء مازحوا الخوري وأطلقوا عليه لقب "الكاتب العمومي"، واقترح صديق عليه ساخرا، أن يفتح محلا جنب دكاكين الكتاب العموميين المنتشرة خلف المحكمة الابتدائية بزنقة فرحات حشاد. "المردود المادي سيكون وفيرا وأحسن من نشر مجاميع قصصية لا تسمن ولا تغني من عطش.. وجوع".

وقد كتب بادريس قصصا بطلاتها من النساء، لعل أشهرهن "خديجة البيضاوية"، بطلة إحدى قصصه الشهيرة.

نساء بادريس لسن بعدد بطلاته، فقد تزوج إدريس الخوري ثلاث مرات، وهو اليوم يقضي شيخوخته وحيدا بعد أن انفصلت عنه أم يوسف وهاجرت إلى لبنان.

وبعد أن حاصرت النميمة مؤدلجها، إذ كتب مرة في مقدمة كتاب له، أن "الكتابة نميمة".. أشار الخوري إشارة واضحة لا لبس فيها، في عموده بيومية "الاتحاد الاشتراكي"، إلى انفصال زوجته سعاد عنه. وكأنه يكلم النمامين ويرد عليهم. كفى نهشا.. صافي.. أهذا ما تريدون؟

لم يكذب صديقنا المبدع حسونة المصباحي حين شبه الخوري بالحطيئة، إذا لم يجد من يهجوه يقوم بهجاء نفسه. وبعد سنوات صرح لي حسونة المصباحي في أصيلة أن الخوري لامه وغضب منه وقتها غضبا شديدا من هذا التشبيه.

ولا بد أن أختم أن الحوار المطول الذي نشرته "المساء"، على حلقات، مع إدريس الخوري وخلف استياء كبيرا لدى الجميع، لما تضمنه من عدوانية صارخة، أجري مع صاحب "حزن في الرأس وفي القلب"، وهو في ظروف نفسية سيئة، وتحت وطأة انفصال سعاد عنه.



#عبد_الرحيم_التوراني (هاشتاغ)       Abderrahim_Tourani#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البيروقراطي والأرستقراطية
- ثلاث أقاصيص كاذبة
- القيامة فاتت من هنا
- لا عراء للوحيد
- أحلام مليئة بالأخطاء
- كلاب الأوطوروت
- عندما تمردت شخصيات الكاتب ضده
- عطلة استجمام في الوليدية
- المسطولون يتحدون التاريخ
- زمن بين رحلتين
- زمن بين رحلتين
- كلام كثير
- القبر الأخير
- حفلة بالطربوش الأحمر
- الاستشهاد مغادرة طوعية للحياة
- مقاولة -إنما الأعمال بالنيات-
- سكرة بجوار الموتى
- كم ثمن الفرح؟
- غبار محمل بالغضب
- زفزاف.. البوهيمي المفترى عليه


المزيد.....




- رصدته كاميرات المراقبة.. شاهد رجلًا يحطم عدة مضخات وقود في م ...
- هل تعلم أنّ شواطئ ترينيداد تضاهي بسحرها شواطئ منطقة البحر ال ...
- سلطنة عُمان.. الإعلان عن حصيلة جديدة للوفيات جراء المنخفض ال ...
- في اتصال مع أمير قطر.. رئيس إيران: أقل إجراء ضد مصالحنا سيقا ...
- مشاهد متداولة لازدحام كبير لـ-إسرائيليين- في طابا لدخول مصر ...
- كيف تحولت الإكوادور -جزيرة السلام- من ملاذ سياحي إلى دولة في ...
- محاكمة ترامب -التاريخية-.. انتهاء اليوم الأول دون تعيين مُحل ...
- حزب الوحدة الشعبية الديمقراطي الأردني في عمان يتقبل التهاني ...
- كاتس يدعو 32 دولة إلى فرض عقوبات على برنامج إيران الصاروخي
- -بوليتيكو-: الاتحاد الأوروبي بصدد فرض عقوبات جديدة على إيران ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - عبد الرحيم التوراني - فتاة -النيكريسكو- وإدريس الخوري