أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد كمال - الانتخابات بين المترشح و الناخب















المزيد.....

الانتخابات بين المترشح و الناخب


محمد كمال

الحوار المتمدن-العدد: 4583 - 2014 / 9 / 23 - 23:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




إن الانتخابات البرلمانية هي بمثابة القطار على سكة المشروع الإصلاحي في المسيرة المتواصلة و بهدي من خارطة النظام الديمقراطي المعمول به عالمياً، و عبر مسيرة الانسان في دروب إدارة الدول و شئون المواطنين يعتبر هو النظام المعياري الأمثل لإدارة الدول ؛ هذا النظام الذي يواصل رسم خارطة جديدة متطورة على مقاس العناصر المستجدة في معادلة بناء الوطن هو النظام الذي يعبر عنه المشروع الإصلاحي. تطرقنا في المقال السابق الى أهمية المشاركة في المهرجان الانتخابي و أبدينا ملاحظاتنا النقدية للذين اختاروا المقاطعة، و ذلك لا من موقع الهجوم و التهجم بل من موقع القناعة و المسئولية الوطنية و الحرص على أن يأخذ الجميع موقعه و مكانه في السلطة التشريعية، و هذه السلطة التشريعية لا تكتمل أركانها إلّا بمشاركة جميع القوى و الفئات التي تمثل الشرائح الكاملة للمواطنين على بسطة هذه الأرض الطيبة.
يمكن النظر إلى العملية الانتخابية بكل عناصرها و أدواتها و وسائلها من زوايا متعددة مختلفة؛ فهناك ، بشكل عام، من ينظر اليها من منظار المعركة التنافسية و بهدف الوصول الى كرسي «سعادة النائب»، و هناك من يرى فيها مسئولية وطنية و ملحة في هذه المرحلة الابتدائية من عمر حياة نيابية تتقرب من النظام الديمقراطي؛ و المنظور المراد هنا هو «بأي منظار» يرى المترشح نفسه في عجينة الانتخابات؛ هذه العجينة بترابها و مائها، بالناخبين و المترشحين فيها، و ما أن تستقر العجينة على الشاكلة النهائية حتى يتبخر الماء من العجينة و يتربع على كرسي «سعادة النائب» و يعود التراب ذرات رمل من جموع الناخبين، و كل يعود الى عرينه أو الى عشه.
هذه هي الصورة المألوفة عند المواطنين و التي تبلورت من خلال ثلاث عمليات انتخابية سابقة؛ فهذا الناخب بكل توقعاته الواقعية و الخيالية و الحاجياتية اليومية و ترقبه لطرق باب النائب لسد حاجة خاصة، لم يشهد الى الآن أية خطوة الى الامام على درب الديمقراطية و دولة القانون، و كانت للنواب خطوات غير مهضومة و هم يحثون الخطى متهافتين إلى الوراء دون أدنى إعتبار لمشاعر الناخبين و توقعاتهم، حتى أن القانون كَمُخْرَجٍ من مخرجات السلطة التشريعية التقليدية و المتوقعة لم يكن له حضور في مخرجات العمل النيابي. فهذا هو واقع و حقيقة النائب الذي شغل كرسي «سعادة النائب» لثلاث دورات إنتخابية متتالية، و لم يحصل الناخب من سعادة نوابه سوى قعقعة الاستجواب غير المبرر و غير المجدي ، و جعجعة العويل و المناكفات و بملكة الصراخ و كأن الصراخ و رفع الصوت قوة في الحجة و أن سعادة النائب عندما يُعْلي نبرات صوته و يحرك يديه في حركات تشنجية يعبر عن قوة شخصيته و عمق جديته، و نسى أو هو جاهل بأن التفاعل النيابي في أصالة جديته يتمثل في الطرح الهادئ و الرزين و بمعطيات الحقائق و الأرقام و بحجة قوامها المنطق السليم، و كل هذا بهدأة التعبير و ثبات القامة دون تمثيل. هذا كان شأن المترشح عندنا و الذي أصبح بفضل أصوات الناخبين «سعادة النائب» ، و صار الناخب يرى في «سعادة النائب» سلطة وجاهة و تزلف لإثراء حال الذات ، لا سلطة تشريع و رقابة لتطوير حال الناخب و الوطن .
و إذا ما حولنا أنظارنا إلى شرائح الناخبين فإننا نرى في أفق الوطن غمامة تحجب رؤية الكثير من المواطنين عن مغزى الانتخابات النيابية و علاقتها بالمنظومة الديمقراطية؛ و إذا ما وضعنا الشريحة الواعية من مثقفين و مهتمين بشئون الوطن جانباً، و هم نسبة تكاد أن تكون غير مؤثرة بالشكل المطلوب في هذه المرحلة، فإن الغالبية السائدة تندرج تحت قائمة الخلط في المفاهيم و عدم وضوح الرؤية ؛ و تختلط الأوراق عند هذه الشريحة الغالبة مما يتسبب في ذبذبة عقربة البوصلة دون أن تستقر في الاتجاه الطبيعي، مثلما يؤثر المجال المغناطيسي سلباً على إتجاه البوصلة ؛ و هذه الشريحة تندرج تحت قائمتها الفئة غير المبالية و التي في غالبيتها تكون غائبة عن صناديق الاقتراع و نسبتها غير ذات تأثير؛ و من الناخبين من هم تحت وصاية عقائدية لا تحيد عن توجيهات قيادتها قيد أنملة لا يميناً و لا شمالاً ، و هذه الفئة لا يهمها البرنامج الانتخابي للمترشح بالمطلق، فهي أسيرة قيادتها في العقيدة، و هي بهذا المنحى تكون مسلوبة الإرادة و عديمة الرأي مسيرة بالمطلق؛ و هذه الفئة المسلوبة الإرادة تشغل حيزاً مؤثراً و كبيراً نسبياً في كامل المكون الوطني. البقية الباقية تتعدد مواقفهاو تتحدد أصواتها على هوى مصالحها الشخصية أو الانجذاب الشخصي الى المترشح ، و من الناخبين من يفضل أن يصوت لجاره أو قريبه ، و طبعاً هناك الفئة شبه القبلية و العشائرية و هذه الفئة أقل نسبة و تأثيراً من الفئة المنضوية تحت عباءة العقيدة، و هي على أرض الواقع منجذبة إلى المواقع العقائدية أكثر منها إلى أصولها القبلية أو العشائرية، فهناك تمازج عندها بين القبيلة و العقيدة.
إن قوى الجذب و النفور في دهاليز العقيدة قوية ساخنة يمتد تأثيرها إلى خارج نطاق أتباع العقائد المتنافرة ، و كأنها الشلال الذي يجرف كل ما يصادف في طريقه ، و كل ما هو قريب من مياه الشلال ينجذب إنجراراً في مسار الشلال. هذا هو الحال الحَكَمُ في تجربتنا الجديدة في مهرجان الانتخابات .
إن هذا الحال السلبي ليس بالأمر غير الطبيعي في هذه المرحلة الأولية من التجربة الانتخابية البرلمانية؛ إن التراكم الكمي للعمليات الانتخابية ضرورية لتنقشع الغمامة عن عيون و أذهان الناخب حتى يتمكن أن يرى بوضوح العلاقة الوطنية الحقيقية و الصادقة التي تربطه بالمترشح على المسار الديمقراطي ، و هذه التجربة في تراكمها الكمي كذلك هي الفصل و الحسم في تحول مسلوبي الإرادة إلى فضاء حرية الرأي و الاختيار و النقد.
إن التفاعل بين المترشح و الناخب لابد له أن يتواصل دون توقف و لا كلل و دون فقدان للأمل على هوى نتائج قد تكون مخيبة للتوقعات؛ و لا يمكن للتحولات الكبيرة و الجذرية أن تحصل إلّا من خلال التراكم الكمي الغني بالممارسة و التجربة ، و لا يمكن للخطاب الوطني وحده دون خوض التجربة العملية أن يساهم في مجرى التحول من حال أدنى إلى حال أرقى؛ إن الفيصل و الحسم في مسيرة الديمقراطية هو حرية الناخب في رأيه و خياراته بعيداً عن التبعية و الانقياد ، حيث يتسم الرأي و الخيار بروح النقد البناء عرضاً و قبولاً. إن اللا مبالاة المبنية على أساس النزعات الفردية و المقاطعة المبنية على أساس الاجندات العقائدية أو الضغوط السياسية لا تساهم إيجاباً في التراكم الكمي للتجربة البرلمانية في إتجاه دولة القانون و الديمقراطية.



#محمد_كمال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانتخابات بين المشاركة والمقاطعة
- الخطاب الطائفي المعارض
- توظيف الطائفة في الطائفية
- التمازج بين العقيدة والتاريخ
- التناظر بين البيولوجيا و الدولة
- لاستبداد سَيِّدٌ في نفوسنا
- من الأسرة إلى الدولة
- الاستبداد يُوَلِّدُ الإرهاب
- الجغرافيا العربية باحة لحرب المشاريع
- وأد الديمقراطية في دارها!!
- الاقتصاد أناني وسلبي
- النُخَبُ وهذه «الجماهير»
- رُبَّ ضارةٍ نافعة
- المدى الاستيعابي للأزمات
- المسيحية بين التبشير والسلطة
- القوى السياسية بين الأيديولوجيا والبرنامج السياسي
- الوعيُ المُغَيَّبُ عند نوابنا الكرام
- نَبْعُ الفتنة وتردداتها
- تحصين منظومة التعليم
- حريق وزارة الإعلام


المزيد.....




- هل ستفتح مصر أبوابها للفلسطينيين إذا اجتاحت إسرائيل رفح؟ سام ...
- زيلينسكي يشكو.. الغرب يدافع عن إسرائيل ولا يدعم أوكرانيا
- رئيسة وزراء بريطانيا السابقة: العالم كان أكثر أمانا في عهد ت ...
- شاهد: إسرائيل تعرض مخلفات الصواريخ الإيرانية التي تم إسقاطها ...
- ما هو مخدر الكوش الذي دفع رئيس سيراليون لإعلان حالة الطوارئ ...
- ناسا تكشف ماهية -الجسم الفضائي- الذي سقط في فلوريدا
- مصر تعلق على إمكانية تأثرها بالتغيرات الجوية التي عمت الخليج ...
- خلاف أوروبي حول تصنيف الحرس الثوري الإيراني -منظمة إرهابية- ...
- 8 قتلى بقصف إسرائيلي استهدف سيارة شرطة وسط غزة
- الجيش الإسرائيلي يعرض صاروخا إيرانيا تم اعتراضه خلال الهجوم ...


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد كمال - الانتخابات بين المترشح و الناخب