أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فوزي بن يونس بن حديد - أبو سرور الذي لم يمت














المزيد.....

أبو سرور الذي لم يمت


فوزي بن يونس بن حديد

الحوار المتمدن-العدد: 4583 - 2014 / 9 / 23 - 13:50
المحور: الادب والفن
    



في اليوم الذي انتشر النبأ بوفاة الشيخ أبي سرور الجامعي العماني، جاءني ابني وهو في الصف السابع ليخبرني أن الشيخ أبا سرور قد توفي ونحن اليوم نقرأ شعره، انتابني الحزن والفرح معا، الحزن لفراق هامة وقامة في الشعر والأدب، والفرح أنّ شِعره لم يمت بعد موت صاحبه، فالشاعر أبو سرور الذي عاش بين أحضان ولاية سمائل وبلدة سرور ظل يرتشف من معينها كل صباح وهو يطرق أبوابها ويلحظ نشاطها ويتابع أعمالها، هو شاعر بالفطرة، تربّى في ميدان الشعر والقافية فأبدع في مجالات عدّة، لا أعرفه كثيرا زرته مرة واحدة في بيته في التسعينات بصحبة مشايخي الفضلاء والتقيت به مرة أخرى في غير بيته، جلسنا معه يوما كاملا، أكرمنا وأمتعنا وودعنا على الخير كما يفعل الخيرون لاحظنا تحركاته وهو الذي يطير الشعر بين جناحيه ليبدع ويوحي له قلمه كلاما رائعا وشعرا موزونا.
أبو سرور شاعر لا غبار عليه، وشعره طاف عمان كلها شرقا وغربا وشمالا وجنوبا، عرفه الناس من خلال شعره، وعرفه الآخرون من غير قومه بجزالة الكلمات وحسن السبك وأغراض الشعر المتعددة، كان يحب الغزل في شعره كثيرا، وحينما كنا معه في مزرعته التي تشرفنا حقيقة بزيارتها ازداد عوده الشعري ألقا وأمتعنا بما لديه من قصائد جميلة وأنيقة في كلماتها الرائعة وإيقاعها الموسيقي ونبرات صوته الجميل، يكتب الشعر وحينما يقرؤه كأن أحدا غيره كتبه، وحينما يتردد على لسان النشء ويردده الناشئة كأن شاعرا عظيما سطّر هذه الكلمات، آلمه ما حدث للأمة من تمزق وتشتت وتفرق وكان أمله أن تتوحد على كلمة سواء، راودته فكرة تأليف ألفية في النحو على غرار ألفية ابن مالك فعزم وتوكل على الله ونجح، شعر مميز، سبك وحبك في الكلام، وزن وقافية، بيان وبلاغة وسحر، كلماته مؤثرة لأنها كانت تخرج من قلب الشاعر الذي يقرأ حال المتلقي فيعطيه ويمنحه ما يريد أن يسمعه فيحصل التوافق بين الملقي والمتلقي، كانت هذه حاله مع الناس وفي المهرجانات الشعرية التي يقيمها، له صداقات في عمان وخارجها، اكتسب احترام الناس بخلقه العظيم وتواضعه وكرمه وحسن تدبيره.
أبو سرور الإنسان عاش بين أهله وأصحابه وأصدقائه فاكتسب مهابة واحتراما، عاش ثائرا على نفسه أن جعلها نفسا أبية، رسم اسمه في التاريخ بحروف من ذهب سيبقى شاهدا على صاحبه الذي عرف كيف يوجّه قلمه الذي أوحى إليه كلاما رائعا نظمه شعرا باقيا ما بقي الدهر، فهو الإنسان المتواضع الذي يكتب بيده ويسطر كلماته ويبدعها كيفما شاء، بألوان زاهية تفتح النفس، وخط رائع بديع فهو إلى جانب كونه شاعرا مميزا، خطاط ماهر يجيد السبك في الخطوط ويرسم بريشته القلمية أنواعا من الفواصل والحركات التشكيلية الرائعة في كلماته مرة بالقلم الأحمر وأخرى بالأخضر وتالية بالأزرق، يمتّع نفسه بعمله، ألهى نفسه في ابتكارها فكانت علامة فارقة في حياته وحتى بعد مماته، فالشيخ أبو سرور لا أستطيع أن أحدد ملامح شعره في مقالة صغيرة كهذه أو أتحدث عن شعره في هذه المساحة الضئيلة ولكن فقط هي إشارات ضوئية لشاعر وهب نفسه لجهاد الكلمة فاستطاع قلمه أن يبلغ الآفاق ويسجل بطولة في تركيب الكلمات علها تجد من يهتم بها مستقبلا، وإني على يقين من أن الشاعر الكبير سيحظى بهذا الاهتمام من متابعيه في الداخل والخارج.
رحم الله شاعرنا الكبير رحمة واسعة وأسكنه فراديس جنانه وألهم ذويه الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون.



#فوزي_بن_يونس_بن_حديد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل هذه هي الحرية التي يريدها العرب؟
- المرأة وأزمة الاستعباد
- المرأة وأزمة الاستعباد
- أوباما يصرخ في الحادي عشر من سبتمبر
- آلآن وقد عصيتِ قبلُ
- الاهتمام بأمور المسلمين
- أمتنا في خطر
- لماذا تتزين المرأة؟
- -داعش- المحبوبة الملعونة
- جنون الكرة ( كأس العالم نموذجا)
- الانتروبولوجيا الإباضية أو الانتروبولوجيا والإباضية
- نام البابا واستيقظ
- غض البصر كيف نفهمه؟
- هل للعمال عيد؟
- اتفاق على المحك
- صبرا آل غرداية
- حمة الهمامي رئيسا لتونس
- المرأة لماذا لا تستر نفسها
- قمة خرجت بخفي حنين
- قمة في الوحل


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فوزي بن يونس بن حديد - أبو سرور الذي لم يمت