أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد الكحل - بنكيران يجبر الشعب على الاحتجاج.














المزيد.....

بنكيران يجبر الشعب على الاحتجاج.


سعيد الكحل

الحوار المتمدن-العدد: 4583 - 2014 / 9 / 23 - 02:59
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


مكر التاريخ ومكر القدر . حين اندلعت ما بات يُعرف "بثورات الربيع العربي" ، وأسقِطت أنظمة في زمن قياسي بينما تملّك أخرى الهلع ، سارع بنكيران وحزبه إلى التلويح بالنزول إلى الشارع إذا لم يستجب النظام لمطالبه ( التنصيص دستوريا على إسلامية الدولة وسمو الشريعة على القوانين الوطنية والمواثيق الدولية ، إلغاء دسترة حرية الاعتقاد ..) ، ثم التهديد بالالتحاق بحركة 20 فبراير إذا لم يتصدر نتائج الانتخابات التشريعية . لقد جعل من حركة 20 فبراير "عصا موسى" له فيها مآرب شتى ، فكان له ما شاء وما لم يكن في الحسبان . حقا مهدت حركة 20 فبراير السبيل لابنكيران ليعتلي رأس السلطة التنفيذية ويستحوذ على نظيرتها التشريعية فيخلو له السبيل إلى تنفيذ أشد البرامج الحكومية هجوما على قوت غالبية الشعب المغربي ومكتسبات الطبقة العاملة في المغرب الحديث . قرارات لم يجرؤ على التفكير فيها حتى الملك الراحل الحسن الثاني في عز "السكتة القلبية" فأحرى تطبيقها ، لكن بنكيران فعلها باسم "الشرعية الانتخابية" وباسم "الديمقراطية" . فنشوة الفوز بصدارة الانتخابات أنسته مطالب الشعب وانتظاراته . فكما استغل اندلاع "الربيع العربي" في ابتزاز النظام والأحزاب ، حيث كان له ما أراد ، ها هو اليوم يستغل مآسي "الربيع العربي" في ليبيا وسوريا ومصر وتأثيرها السلبي على نفسية المغاربة الذين باتوا يضعون الأمن والاستقرار على رأس الأولويات ، ليجهز على كل المكتسبات الاجتماعية والسياسية والحقوقية والثقافية . وهو ، بهذه القرارات المجحفة ( إلغاء دعم المحروقات وبعد المواد الاستهلاكية ، تقليص نسب التوظيف ، تجميد الزيادات في الأجور ، تمديد سن التقاعد ، الزيادة في نسبة الاقتطاع من 10 إلى 14 في المائة ، تقليص نسبة احتساب المعاش من 2,5 في المائة إلى 2 في المائة ، إعادة احتساب معدل الأجر لتحديد معاش المتقاعد بدل الاعتماد على آخر راتب/أجرة ..) ، بهذه القرارات التي تمس كل الشغيلة المغربية ومعها غالبية الشعب ، سيكون بنكيران قد فرض على المغاربة أن يعيدوا ترتيب أولوياتهم من جديد بعدما فقدوا الشعور بالأمن ومعه الثقة في الحكومة. ذلك أن بنكيران بقراراته تلك لا يسرق فقط من المغاربة أعمارهم ، بل أرزاقهم ومستقبل أبنائهم . قد يصبر المغاربة على الجوع إذا كان قضاء إلهيا ( أيام حَيْدلي ويَرْني خير شاهد) لكنهم يجعلون الموت دون الأرزاق والأبناء شرفا . لهذا لا سبيل أمام المغاربة للتصدي لما يحاك ضد أرزاقهم ومستقبل أبنائهم سوى التظاهر وركوب موجهة الاحتجاجات السلمية بكل أشكالها المدنية ، المهنية والشبابية . لكن السلمية ، في ظل الأزمة الاجتماعية والسياسية ، تبقى رهانا تتهدده قوى متباينة الأهداف . إذ لا يمكن التحكم في البطون الجائعة ولا ضبط النفوس الغاضبة حين يلمها الشارع العام وتوحد احتجاجاتها شعارات بدون سقف ثابت . قد تتحول تلك الاحتجاجات إلى تيار جارف خارج كل توجيه أو سيطرة . وأهم إنجاز حققه بنكيران من حيث لا يدري ، أنه نجح في توحيد الأضداد على مطالب سياسية واجتماعية بعد أن مسها في معيشها اليومي . وسيدفعها جميعا إلى العودة إلى الشارع قصد التظاهر والاحتجاج وهي اشد إصرار ا على نيل المطالب وتحقيق المكاسب مستفيدة من أخطاء الماضي . ستكون عودة لحركة 20 فبراير ، إلا أنها عودة وقد قوّتها الفئات التي مستها قرارات بنكيران وفجرت غضبها ضد إجراءاته . لقد أدركت الحركة أن قاعدتها الشعبية ستتعزز حتما بكل الضحايا ، وسيُرفع ذاك التحفظ الذي ساد أول مرة . فالسخط الاجتماعي عم وتفشى في صفوف الطلبة والعمال والموظفين والنقابات والأحزاب والحقوقيين والإعلاميين والنساء ( ارتفاع نسب الجريمة والفقر والبطالة والطرد من العمل وإفلاس المقاولات ..) . إنه مكر التاريخ : الشارع الذي احتج فأوصل بنكيران إلى الحكم هو نفسه سيحتج ضد بكيران وقراراته ؛ فلن يعود لرئيس الحكومة أي عامل يبتز به الدولة والشعب . "فالربيع العربي" الذي ظل يهدد به ويعلن أنه قد يعود ، سيعود حتما ، لكن هذه المرة ضد بنكيران وليس لصالحه . من هنا ، على الحكومة وكل من يدعمها أو يناصرها أن يستحضروا طبيعة التهديدات الخطيرة التي تستهدف المغرب ودرجة خطورتها ومصادرها الداخلية والخارجية . قد ينجح كل بلد في مواجهة كل التهديدات مهما بلغت خطورتها إذا حافظ على لحمته الوطنية ، لكنه ينهار عند أول مواجهة وإن تواضع مصدر الخطر في حالة التفكك الداخلي وفقدان اللحمة الاجتماعية والسياسية . على من يهمهم الأمر ، إذن ، أن يدركوا أن بذور الفتنة جاءت بها قرارات الحكومة ، وأن الفتنة مصدر التطرف ومنبع الإرهاب . فإذا كان الإرهابيون قد فشلوا في اختراق الدولة والمجتمع فلسبب غياب "الفتنة" . إن مناطق التوتر والفتن هي بالضرورة بؤر للتطرف والإرهاب . وحذار أن تستهون الحكومة الغضب الشعبي وتستهين بدعوات الاحتجاج والنزول إلى الشارع ؛ فالحريق يبدأ بشرارة لكنه ينتهي بكارثة إذا أسيئ التقدير أو التعامل معه . وكذلك هو الحال بالنسبة لشرارة الغضب التي قذفتها الحكومة في نسيج المجتمع وقواه الحية .



#سعيد_الكحل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أمريكا تزرع الإرهاب ولا تجتثه .
- داعش : خلافة الدم والنحر والنكاح .
- حرية الاعتقاد لا تعني شرعنة الطائفية .
- حاميها منتهكها .
- ماذا لو أُرسِل المحرضون على الجهاد إلى جبهاته ؟ !!
- من هم المجاهدون في مشارق الأرض ومغاربها ؟
- خطة بنكيران :الشعب في خدمة الدولة .
- الحكومة المغربية مسئولة عن تنامي فقدان الأمن والخوف من المست ...
- حرمة الإنسان أولى من حرمة البرلمان .
- حرية المعتقد بين المصادقة والدسترة .
- دلالات صلاة الملك خلف الفيزازي .
- الحركات الإسلامية تفقد بريقها .
- البيجيدي والبيدوفيليا الحلال .
- مطالب النساء في ظل حكومة بنكيران .
- وماذا بعد اعتماد برنامج -مسار- ؟
- حوار حول المرأة والنص الديني
- بين -الربيع العربي- والربيع ألأوكراني انفصال دون اتصال .
- مالي بوابة المغرب إلى إفريقيا ومجاله الحيوي .
- عقائد التطرف على أمواج إذاعات خاصة .
- دول الربيع العربي بين الفتنة والكارثة.


المزيد.....




- مسجد وكنيسة ومعبد يهودي بمنطقة واحدة..رحلة روحية محملة بعبق ...
- الاحتلال يقتحم المغير شرق رام الله ويعتقل شابا شمال سلفيت
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد الكحل - بنكيران يجبر الشعب على الاحتجاج.