أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمود شاهين - محنة العقل الحديث ومحنة المثقف !














المزيد.....

محنة العقل الحديث ومحنة المثقف !


محمود شاهين
روائي

(Mahmoud Shahin)


الحوار المتمدن-العدد: 4582 - 2014 / 9 / 22 - 23:18
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


شاهينيات
835- محنة العقل الحديث ومحنة المثقف!
أقصد بالعقل الحديث كل عقل غير تقليدي وكل عقل يريد أن يتجاوز بثقافته كل ما هو تقليدي من فكر ديني وغير ديني .
أهم مشكله يواجهها هذا العقل وعند نسبة كبيرة من أصحابه ، هي عدم تعامله مع أي فكر بمنطق علماني مادي تاريخي ، يخضع كل فكر بشري وثقافة بشرية لزمنها وتاريخها والظروف التي أنشأتها والمحيطة بها . فحين ينظر إلى الفكر الديني مثلا
يتعامل مع منشئيه ومؤسسيه وكأنهم يعيشون بيننا الآن وأنشأوا فكرهم الآن ، فيشرع في شتمهم وشتم معبودهم ،والشتم هذا معضلة ثانية يزج بها هذا العقل نفسه فيها . فإذا ما أراد أن يتحدث عن العبادة السومرية مثلا راح يطلق شتائمه على جلجامش
دون أن يفهم جلجامش وملحمته وثقافة عصره على انها بداية ثقافة بشرية سعت لتقديم مفهوم للخلود والغاية من الوجود عبر أدب رفيع . فجلجامش ببحثه عن سر الخلود كان يبحث عن غاية ما للوجود ، وسرقة الأفعى لنبتة الخلود حين تركها جلجامش على الشاطئ بعد أن عثر عليها بعد طول عناء وتعب ومشقة ، تشير إلى أن الخلود مستحيل وأن الغاية من الوجود قد لا تكمن في الخلود .. هذا بعض ما قالته لنا الملحمة الجلجامشية حسب ثقافة عصرها ، وهي ثقافة متقدمة نسبيا إذا ما قيست بعصرها ، وكأدب تعتبر ذروة في الإبداع وحسب زمنها أيضا .. ولا يصح ولا بأي منطق أن أحاكم جلجامش والثقافة السومرية بمنطق العصر الذي نعيش فيه .
هذا الكلام ينطبق على ثقافات البشرية كلها التي ما يزال معظمها سائدا حتى اليوم ولو بنسب متفاوتة ، بدءا من اليهودية مرورا بالبوذية والهندوسية والزرادشتية والتاوية والشنتوية وانتهاء بالمسيحية والإسلام . والكلام نفسه ينطبق على الفلسفة أيضا بجانبيها المادي والمثالي .
معظم الشباب يصبون جام غضبهم على الإسلام وعلى الدين الإسلامي وعلى شخص النبي محمد ، دون أن يتخيل أحدهم نفسه ويضعها في عصر النبي محمد ليرى ماذا في مقدوره أن يفعل غير ما فعله النبي محمد . يستحيل أن يأتينا بالفلسفة الماركسية أو بسبينوزا أو الفلسفة الألمانية في ذلك العصر .
هذا ما لا يفعله معظم الشباب لجهلهم في فهم التاريخ ، وخاصة حين يرون زمن التاريخ ،وأقصد ثقافته ، ما تزال تمتد فينا بكافة مظاهرها الدينية والفكرية وبكافة فئاتها وخاصة الإسلام .
ومحاورة المسلمين بالتأكيد لا تتم بشتم مقدساتهم مهما فعل التكفيريون منهم ، ولا تتم بنقد نبيهم وإطلاق كل ما تجود به قرائحهم عليه .. والأمر نفسه ينطبق على المسيحية وحتى اليهودية .
ليس هكذا يفهم التاريخ أيها الشباب . وليس بهذا العقل ستقودون أجيالا وتنهضون بأمة من الحضيض ، فلا تكرسوا فشلنا بفشل أبشع منه .
احترام مقدسات البشرية واجب . واحترام مفكري وأنبياء ورسل وحكماء البشرية واجب ، حتى لو كانوا مجرد أشخاص متخيلين أوجدهم الخيال البشري ، لأنهم اصبحوا جزءا من تكوين البشرية الروحي .
بهذه العقلية يمكن محاورة الآخرين من أي دين أو أي فكر، وإلا قد نجد أنفسنا ذات يوم معرضين لأن تجز رؤوسنا بالسكاكين أو تقطع بالسيوف كما نرى الآن . أدرك أن المهمة شاقة وصعبة ، وأدرك كم يتمزق كثيرون مثلي حين يرون أطفالا في حدود الخامسة من أعمارهم يساقون إلى المساجد والكنائس والأستديوهات ليصلوا لهꀀ-;- أو للمسيح ، ويظهروا على شاشات التلفزة ، دون أن يعرفوا ما هو اهحا وما هو الدين ، ولتبرمج أدمغتهم البيضاء ببرامج وهمية ليس من السهل على أي انسان أن يمحوها منها في المستقبل .
*********
836- أن تكتب مجانا ترحب بك كافة المواقع والمنتديات على شبكة النت وبعض الصحف المطبوعة إن كانت تؤمن بحريتك في ما تكتب .أما إن طلبت أجرة فلن تجد
أحدا يرحب بك ما لم تكن محظوظا أو مدعوما ، وخاصة من تلك الصحف والمواقع التي تدفع بشكل مقبول . فأرخص شيء في الوطن العربي هو العقل وما ينتج عنه حتى لو كان فكرا خلاقا ، أو أدبا عظيما ، يا لمأساتنا التي تكبر كل يوم .
حين زرت الإتحاد السوفياتي قبل أكثر من ثلاثين عاما ، لمست ما معنى أن يكون الإنسان أديبا .. يقابل باحترام شديد أينما ذهب . وحين أقمت معرضا تشكيليا في برلين وزع لي فيه كتابي " غوايات شيطانية " الذي كان قد ترجم وصدر حينها ، خجلت لشدة الإحترام الذي قوبلت به . وأنا شخصيا في شبابي حين كنت أجلس مع أدباء كبار كنت أحرص على الصمت والإستماع إليهم فقط، لإحساسي أنني أجلس مع كبار يستحقون الإحترام . يا حسرتي علينا ضعنا . حتى محاولة الحصول على الحد الأدنى من حقوقنا غدا معجزة تتطلب معجزات !!
م.ش.



#محمود_شاهين (هاشتاغ)       Mahmoud_Shahin#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في محنة العقل العربي !
- قراءة في قصة الخلق التوراتية (2)
- قراءة في قصة الخلق التوراتية (1)
- ملكة السماء تنشد سحر جمالها للأديب !
- ابن الله ( الفصل (12) من الملحمة الأدبية ( رحيل معلن إلى رحا ...
- المسيح الصوفي والبطل التراجيدي (2)
- الألوهة الذبيحة في المسيح الإله (3)
- قلق قلق قلق !!
- المسيح الصوفي والبطل التراجيدي (1)
- مسيحية غير يهوائية ومسيح نقيض موسى !!( ألوهية يسوع المسيح تا ...
- طفولة المسيح وألوهيته ( ألوهية يسوع المسيح تاريخيا)
- شاهينيات ( في الخلق وفناء المادة )!!
- ألوهية يسوع المسيح تاريخيا .
- تابع: ألوهة المسيح وفلسفة الألوهة (5)
- تابع: ألوهة المسيح وفلسفة الألوهة ( 4)
- تابع: ألوهة المسيح وفلسفة الألوهة ( 3)
- تابع: ألوهة المسيح وفلسفة الألوهة ( 2)
- ألوهة المسيح وفلسفة الألوهة (1)
- شاهينيات : في الخلق والخالق مرة أخرى!
- آه على وطن !


المزيد.....




- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمود شاهين - محنة العقل الحديث ومحنة المثقف !