أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ماريو أنور - دور المسيحيين الثقافى فى العالم العربى -الحلقة الثالثة














المزيد.....

دور المسيحيين الثقافى فى العالم العربى -الحلقة الثالثة


ماريو أنور

الحوار المتمدن-العدد: 1290 - 2005 / 8 / 18 - 10:31
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الفتح الإسلامى و الظاهرة الانثقافية
سرعة الفتح الإسلامى
و لد محمد حوالى السنة 570 م . وباشر رسالته بمكة فى 610 م , لكنه , بعد اشتداد المعارضة , هاجر إلى المدينة سنة 622 م , فكانت الهجرة . وانصرف إلى الحروب و الغارات . و لقد نجح , بعد عشر سنوات , بفضل حكمته و حسه السياسى , فى تجميع أكثر القبائل العربية و شبه الجزيرة العربية حول فكرة قوة , أعنى فكرة الإسلام و الإله الواحد . و توفى فى 632 م .
و بعد موته , أسرع خلفاؤه إلى نشر الإسلام خارج الجزيرة العربية . إذ إن الخليفة الثانى , عمر بن الخطاب (634 - 644 ) فتح قسماً كبيراً من الشرق الأوسط . و فى 636 , سقطت أوراشليم و دمشق فى أيدى المسلمين .و دخلت إيران فى عملية الفتح . وفى 638 , تم فتح بلاد ما بين النهرين , وسقط العراق سنة 641 . فبعد موت محمد بعشر سنوات , تم استيلاء الإسلام على الشرق الأوسط .
و لكن , إلى أى حد يمكننا أن نسمى ذلك الاستيلاء فتحاً ؟ فإن بضع عشرات ألوف من الأشخاص اشرفوا على إدارة شؤون منطقة من المناطق أو بلد من البلدان أكثر عدد سكانهما هم مسيحيون . إذ إن مصر كانت مؤلفة من الأقباط 99 % و بما أنهم كانوا مسيحيين , سمى مسيحيو مصر أقباطاً , كما سمى مسيحيو بلاد الشام ( سورية و لبنان و فلسطين ) سريان .
و فى أيام الفتح , كادت الحضارة الإسلامية أن لا تكون قد ولدت . و يعود ذلك إلى سبب بسيط , و هو أن لفظ (( حضارة )) مشتق من (( حضر )) , أى من منطقة تضم مدناً و قرى و سكاناً مقيمين . و من المعروف أن العرب ميزوا منذ القدم بين (( الحضر )) و (( البدو )) . فبحسب المعنى الاشتقاقى , يستحيل وجود (( حضارة بدوية )) , وإلا نكون أمام تناقض فى الألفاظ .
و الحال أن البدوى لا يترك آثاراً , بل , نظراً إلى نمط حياته , يتنقل من مكان إلى مكان , مستغلاً ما يجده فى المكان ( الأشجار و الماء إلخ ....) حتى نفاده , فينتقل عندئذ إلى آفاق جديدة . فالحضارة و جدت منذ أن نظمت المدن و كان لها بنية ثابتة . و إن ألقينا نظرة إلى الواقع , نرى أن الحضارة العربية و لدت قبل قليل جداً , و إذا صح أن هناك بعض المدن كمكة و المدينة ( أى يثرب ) أو واحات مزدهرة , فإننا لا نجد علامات منظورة تشهد لحضارة بمعناها الاشتقاقى .
لقاء ثقافات الشعوب الجديدة
و عليه , فحين و صل المسلمون إلى سورية , انبهروا بآثارها التذكارية و قصورها و كنائسها و أديرتها , بتلك التقنية , و بكل العلم الذى كانت تلك الآثار تفترضه . فوجب عليهم أن يكتسبوا تلك المعارف و يطلبوا إلى السكان ان ينقلوا إليهم معارف الحضارات الماضية .
لكن ذلك الإعجاب لم يقتصر على الهندسة المعمارية , بل امتد إلى تنظيم السكان الإدارى , علماً بأن الفاتحين لم يختبروا , قبل ذلك اليوم , إدارة أقاليم شاسعة .
هذا ما يظهر بوضوح على مستوى اللغة , فى العديد من الاقتباسات التى تمت من سائر لغات الشرق الأوسط : اليونانية و الاتينية و الفارسية و العبرانية و السريانية , لا بل الحبشية . لكن تلك الظاهرة نراها حتى قبل الفتح , و لقد تركت آثاراً حتى فى القران .
وضع لغة عربية حضارية
و لذلك السبب , كانوا يقتبسون من سكان البلدان كل ما يتعلق بالأمور التقنية . فالمفردات العربية العسكرية لم تكن مشتقة من العربية . على سبيل المثال : فإن كلمة (( قصر )) , بمعنى القلعة , أخذت من اللاتينية . و مثلها كلمة (( صراط )) , بمعنى الطريق المبلط ( الطريق الرومانى ) . أما كلمة (( هدى )) بمعنى الطريق المستقيم , فإنها مشتقة من اليونانية .
و كذلك , لا نجد أى كلمة مشتقة من العربية تدل على العلم و الكتابة ( الورقة و القلم ) او الإرادة , بل إن جميع تلك الكلمات مشتقة من اليونانية و السريانية.
إن المهتم بالكلمات التى اقتبسها القرآن من اللغات الأجنبية يستطيع أن يرجع إلى الكتب القديمة التى تبحث فى اللغة العربية , و التى يراها مجموعة بوجه خاص فى المزهر الذى وضعه السيوطى (المتوفى فى 1505 ) و الذى يدرس فيه الغريب فى القرآن . إنه يثبت فيه كيف أن جميع تللك الكلمات هى دخيلة , أى إنها ليست من أصل عربى . و هذا موقف علمى يعارض موقف العديد من العلماء المعاصرين الذين يحاولون أن يثبتوا أن جميع المفردات المستعملة فى القرآن هى من أصل عربى محض , وذلك لأسباب دينية دفاعية .
إذاً , فإن الكلمات الحضارية هى مفردات دخيلة , و هذا ما يعنى أن الحضارة العربية اتسعت و اغتنت , بضمها سائر الحضارات . و هذا أمر واضح فى مجالات مختلفة , انطلاقاً من أبسط المفردات إلى أشدها تجريداً.
فللدلالة على الطاولة , تستعمل عدة ألفاظ , كلها أجنبية : ( طاولة ( لاتينية ) , و طرابيزة فى مصر ( يونانية ) , و خوان ( فارسية ) , لأن العرب لم تستخدم الطاولة فى الصحراء .
و من جهة أخرى , فإن كلمة أقنوم المستعملة فى علم اللاهوت للدلالة على الجوهر الإلهى هى كلمة استعملها جميع الفلاسفة العرب فى القرون الوسطى ( من الفارابى إلى ابن سينا إلى ابن رشد ) . إنها مشتقة من السريانية قنومو أدخلها المسيحيون فى الحضارة العربية . و لما أراد عبد الله بن المقفع ( المتوفى 759 ) أن يترجم كلمة substance , لم يجد كلمة وافية , فتلافى المشكلة من دون أن يترجم الكلمة . فوجب انتظار حنين بن إسحق الذى اقترح كلمة جوهر , و هى كلمة من أصل فارسى اتبعت تطوراً معنوياً , علماً بأنها قد تعنى فى آن واحد حجراً كريماً أو ذات شىء من الأشياء , كما هى الحال فى أيامنا .
فابتكر الفاتحون , على سبيل التمثيل , لغة مجددة و غنية . وطلب الحلفاء ان ينقلوا تلك المعارف عن طريق نقل مربح من اليونانية , أو ( بأقل كلفة و أسرع وقتاً ) من السريانية إلى العربية , علماً بأن اللغتين متشابهتين إلى حد بعيد......... الحلقة القادمة
نقلا من الأب سمير خليل اليسوعى




#ماريو_أنور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما هى أسباب إستضعاف المجتمع للمرأة؟ الجزء الخامسة
- ثلاثية أبعاد الحب
- دور المسيحيين الثقافى فى العالم العربى -الحلقة الثانية .
- دور المسيحيين الثقافى فى العالم العربى -الحلقة الأولى
- ما هى أسباب إستضعاف المجتمع للمرأة؟ الجزء الرابع
- ما هى أسباب إستضعاف المجتمع للمرأة؟ الجزء الثالث
- ما هى أسباب إستضعاف المجتمع للمرأة؟ الجزء الثانى
- ما هى أسباب إستضعاف المجتمع للمرأة؟
- مشكلة الشر 2
- مشكلة الشر
- تعددية الانسان
- فلسفة الاختلاف بين الجنسين
- غريزة المراة


المزيد.....




- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...
- مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...
- ماذا نعرف عن كتيبة نيتسح يهودا العسكرية الإسرائيلية المُهددة ...
- تهريب بالأكياس.. محاولات محمومة لذبح -قربان الفصح- اليهودي ب ...
- ماما جابت بيبي أجمل أغاني قناة طيور الجنة اضبطها الآن على تر ...
- اسلامي: المراكز النووية في البلاد محصنة امنيا مائة بالمائة


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ماريو أنور - دور المسيحيين الثقافى فى العالم العربى -الحلقة الثالثة