أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فرياد إبراهيم - ألجَّحْشَ لمّا فاتَك الأعْيَارُ















المزيد.....

ألجَّحْشَ لمّا فاتَك الأعْيَارُ


فرياد إبراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 4581 - 2014 / 9 / 21 - 16:10
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ألجَّحْشَ لمّا فاتَك الأعْيَارُ

- فرياد إبراهيم

إن الدولتين العريقتين في نهب ومص دماء الشعوب وضعتا بالامس ايديهم في يد سفاح ليبيا ، وبين الحين والآخر كنت اسمع بعد سقوط مبارك تصريحات –مبطنة مداعبة ومدغدغة - لمسؤولين أمريكيين مفادها ان واشنطن لا تعارض بل تشجع دورا أكبر للإخوان على الساحة السياسية المصرية الجديدة والمشاركة الفعالة في أية حكومة قادمة أوحتى لو تسلموا السلطة في مصر.
هنا يظهر حجم الدور الخفي الذي تلعبه واشنطن الآن وما تحاك مستقبلا من مكائد و كمائن في طريق الشعوب المتحررة والذين هم في طور التحرر ، وما تنصب لهم من شباك وفخاخ على مسارمطالبتهم بالديمقراطية والتقدم وحياة كريمة آمنة مستقرة مضمونة مستقلة سياسيا واقتصاديا عن سلطان الغرب وعبيدها الحكام المستبدين. أن الأسلام الأمريكي كان إذن ولا يزال ورقة و ذريعة وأداة (بروباكندا الأعلام) في إستغلال الشعوب المسلمة من قبل الأستعمار القديم الحديث وفي نفس الوقت في تشويه سمعة المسلمين المعتدلين . فالغرب وخاصة بريطانيا وامريكا لا تزال تتعامل مع شعوبنا على المبدأ المكيافيلي: الحاجة – الغاية- تبرر الوسيلة. انها إذن استعانة بالحمير لسد الفراغ الذي تركته وتتركه الذئاب.
أنهم لا يهمهم طبعا سوى أن يأتي حاكم ينحني لما يملونه عليه من تعليمات واحكام وأيعازات على مبدأ ( نفذ ثم ناقش) حتى ولو كان ذلك على حساب موت ربع الشعب اليمني أو العراقي أو الليبي أو السوري في كارثة إنسانية مدبرة من الغرب وبواسطة الكلب السعودي المسعور.
وزبدة القول ان الدولتين تفضلان حكومة اسلامية متخلفة بعد زوال الدكتاتوريات الوحشية ما دامت هذه الحكومات تسد الطريق امام اقامة حكومة ديمقراطية منبثقة من الشباب والمفكرين والواعين المتسلحين المتحصّنين بالعلم والمعرفة والنضج الفكري والوعي . لأن بروز العناصر الجديدة الواعية النزيهة على الساحة السياسية والملتحمة مع الشعب سوف يساهم حتما آجلا أو عاجلا في تقدم البلاد واستقلاليتها التدريجي في اتخاذ القرار بمعزل عن الدور والمشاركة الخارجية وتدخلها في رسم سياستها الخارجية والداخلية. وهذه الحقيقة هي التي ترتعب منها فرائص الغرب والولايات المتحدة بالأخص! فالغرب تفضل حكومة دكتاتورية غير المستندة على قاعدة شعبية والتي تستند مقومات بقائها على الدعم العسكري والتقني والأمني – والمالي- الذي تقدمه الحكومات الغربية اليهم وما توفره من حماية لهم ولثرواتهم المنهوبة إذا أزفت ساعة الرحيل. وبعد زوال الدكتاتورية فتريدها حكومة اسلامية.
على سبيل المثال مصر. فقد ضاعت آمال الشعب المصري . وفاز البغال والحمير في الأنتخابات. وجاء الإخوانيون وبدعم مباشر من الأنكلو-امريكان وخادم (الحَجَرين) الشريفين الى الحكم بعد أن تم تزوير الأنتخابات، وجرت الرياح لا كما تشتهي سفن الشعب الذي خسر ثورته لأنها ظلت ناقصة الى اليوم الذي انتفض الشعب المصري الواعي وأطاح بنظام مرسي المتخلف الإخواني والذي اعاد مصر في فترة زمنية قصيرة الى عهود الجاهلية. وهذا ما حدث ويحدث الآن في ليبيا ما بعد معر القذافي، وفي تونس ما بعد زين العابدين بن علي، وفي اليمن بعد سقوط علي عبد الله صالح، وفي العراق بعد سقوط الصنم البعثي .
فما الدولة الإسلامية التي ابتدعها الأنلو-امريكان ولقيطتهم السعودية والسمسار التركي أردوغان وزرعوها في قلب اقوى دولتين في المنطقة عسكريا وسياسيا واوعى شعبين الا حلقة أخرى من سلسلة ستراتجية(أسلمة) المنطقة. ومن ثم استنزافها لتخوض حروبا طاحنة فيما بينها وبين جيرانها وما ينتج عن ذلك من انتعاش تجارة الاسلحة المتكدسة التقليدية ، فلولا هذه الحروب الاهلية والإضطرابات الداخليّة لأنتفت الحاجة الى مبيعات الأسلحة هذه ، والقيت في المحطيات للتخلص منها. انها اخسأ طريقة لبيع الأسلحة مقابل النفط وبابحس الأثمان. فبعد كل حرب تخوضها المنطقة داخليا أو خارجيا تشهد الدول الغربية انتعاشا اقتصاديا ملموسا. كما كان الحال في قادسية القعقاع العوجي حيث بلغ الإقتصاد الأوربي اوج إزدهاره.
في ليبيا وتونس تجري معارك طاحنة بين المعتدلين والسلفيين وذلك نتيجة للتورط الانكلو-امريكي السعودي القطري الأماراتي والسمسار( القرصان أردوغان). وهذا ما يجري في العراق وفي كوردستان بالذات، لو تأملنا بعمق. المرجعية الدينية الشيعية المدللة من قبل التحالف الشيطاني، وإزاحة المالكي المعتدل والمجئ ب (العبادي) المتطرف. وفي كوردستان يحضى آل بارزان بكل الدعم من لدن شياطين آخر الزمان لكونهم من نفس الطينة الخليجية العشائرية العقائدية. رغم ان كل هؤلاء الحكام لا يمثلون شعوبهم ولا تطلعاتم ولا آمالهم في العيش الحرّ الكريم وفي جو من الديمقراطية في الحكم ونوع ولو طفيف من العلمانية وفصل الدين عن السياسة. وها نحن نرى كيف ان تحالف(الشياطين الخمسة) المذكورة يعبثون بمقدرات دولتين وشعبين ويقومون بتدميرهما تدميرا لا اصلاح بعده. أطلقوا عليهما الكلب الداعشي وخليفتهم الذي خلّف صداما ،وتمّ إختياره من قبل ال (سي آي أي)، أجاؤوا به كي يكمل مشواره في الهدم ، فما نجا منه وقع في يد الخليفة الأعور ولن يتركها حتى يأتي على آخرها. وهكذا يعود البعثيون تحت غطاء إسلامي نقشبندي، والخليفة الدوري، ويتوقع لهم مشاركة فعالة واسعة في الحكومات القادمة متماشيا مع رغبة (الشياطين الخمسة). وهكذا يُدفع بالجهاديين السلفيين الداعشيين الى سوريا ولنفس الغرض: إقامة حكومة أو خلافة إسلامية بعد الإطاحة بنظام الأسد تمشيا مع سياسة إرضاء الأطراف السنية حلفاء الأنكلو-امريكان. وذيلهم(آل بارزان).
إنّ الحكومات الإسلامية الأنكلو- أمريكية –السعودية ( الأخوانية السلفية الداعشيّة) هذه كتلك ترتبط مصالحها مع مصالح الغرب . طالما انها لا تمثل الشعب ولا طموحاته ولاتطلعاته وتقيد مسيرة تقدمه وتمعن في إذلاله وتخلفه وبقائه معتمدا أبدا على الدعم الخارجي راكعة متوسلة بما تقدم موائدهم العفنة من فتات الخبز . كما حصل للعراقيين الذين تناولوا ولا يزالون اصنافا من الطعام لا تصلح معضمها للأستهلاك البشري رغم ان ارضهم معدن من الذهب الأصفر والأسود.!!!
هذه هي الخطوط العريضة للسياسة الأنكلو- امريكية الجديدة لرسم خارطة الشرق الأوسط في عصر سقوط الدكتاتوريات، والمبنية على مبدأ المثل السائر:
ألجَّحشَ لمّا فاتَك الأعيارُ.

فرياد
21 – 9 – 2014

************



#فرياد_إبراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ألقَادِسِيّة النّفطِيّة الثَالِثَة
- ضربات جويّة أمريكيّة مقابل النّفط
- جِهاد أمريكي اسمه(جهاد النفط)
- خِتان البَنات جَريمة بحقّ الأنسَانية
- ومِنهُم من اتّخذَ مِنَ الدّين سِتَارَا
- تعذيب الطّفل بالصّيام حَرام
- الحجّ تذكير بِظُلم المَرأة و الحَيوَان
- (الكِيميَاوي) الأمْرِيكي أقوَى مِنَ(الفِيتو) الرّوسِي والصين ...
- (الكِيميَاوي) الأمْرِيكي أقوَى مِنَ(الفِيتو) الرّوسِي
- ألشِّعرُ أفيُونُ العَرَبْ
- من لحَسَ القِصْعة استغفَرَت له (حديث نبوي شريف)
- مَصِير الكوُردعَلى المَحَكّ
- شيركو بى كه س شاعر الانسانية
- وَطَنِي الآنَ فَتَاة -شيركو بى كه س
- وَطَنِي الآنَ فَتَاة
- ذُو عقلٍ بلا دِينَ أو ديِّن لا عَقل لهْ
- الصّومُ ..أعَادَةٌ أوْ عِبَادَة؟
- المرأة الغادرة
- وا دكتوراه ..!!
- أقوال وحِكم فريدة


المزيد.....




- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى في ثاني أيام الفصح اليهودي
- المقاومة الإسلامية في لبنان .. 200 يوم من الصمود والبطولة إس ...
- الأرجنتين تطالب الإنتربول بتوقيف وزير إيراني بتهمة ضلوعه بتف ...
- الأرجنتين تطلب توقيف وزير الداخلية الإيراني بتهمة ضلوعه بتفج ...
- هل أصبحت أميركا أكثر علمانية؟
- اتفرج الآن على حزورة مع الأمورة…استقبل تردد قناة طيور الجنة ...
- خلال اتصال مع نائبة بايدن.. الرئيس الإسرائيلي يشدد على معارض ...
- تونس.. وزير الشؤون الدينية يقرر إطلاق اسم -غزة- على جامع بكل ...
- “toyor al janah” استقبل الآن التردد الجديد لقناة طيور الجنة ...
- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فرياد إبراهيم - ألجَّحْشَ لمّا فاتَك الأعْيَارُ