سليم نزال
الحوار المتمدن-العدد: 4581 - 2014 / 9 / 21 - 10:34
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
هناك فى بريطانية من اعتبر ان انفصال اسكتلاندا عن المملكة المتحده ,لو حصل ,سيكون بمثابة كارثه كبرى بكل معنى الكلمة.لان مصير المملكه المتحده و مستقبلها كان سيصبح موضع تساؤل , سواء على مستوى الاتحاد الاوربى, او فى العالم كعضو دائم فى مجلس الامن.و حين نتحدث عن المملكة المتحده, فاننا نتحدث عن اقدم الاتحادات عراقه و متانه فى العالم كله الى حد كبير .
على الرغم من ان خمسة و خمسون بالمائة صوتوا مع البقاء ضمن المملكة المتحدة الا ان نتائج الاستفتاء, اظهرت ان حوالى النصف من السكان ايدوا الاستقلال عن بريطانيه.و معنى هذا على المستوى السياسى و السايكولوجى ايضا ان مسالة بقاء سكوتلاندا ضمن اطار المملكة المتحدة لم تعد تاخذ كالسابق كامر طبيعى.الامر الذى يعنى ان نزعة الانفصال لن تتوقف على الرغم من هزيمتها .
الاوساط الاوروبيه فى المانيا و اسبانيا و حكومة لندن الاتحاديه بالطبع ,اظهرت ارتياحا واضحا لنتائج الاستفتاء, و قد كان هذا واضحا من الكثير مما صدر عن بلدان مثل المانيا تشجع الاسكتلنديين على البقاء مع بريطانيا . و قد بدا هذا الارتياح خاصه فى فى اسبانيا المقبله قريبا على استفتاء مشابه لاقليم كاتالونيا .
اما الاوساط الاسرائيليه فلم تبد اهتماما واضحا فى استفتاء اسكتلاندا. لكن من غير المعقول تصور ان الاسرائيليين لم يقلقوا لو نجح الاستفتاء لصالح الاستقلال عن المملكه المتحدة.لان ذلك سيقوى الوضع المعنوى للفلسطينيين الذين يناضلون لاجل الاستقلال.
على كل حال السؤال الذى يطرح الان ,هل بات الناس حقا يميلون اكثر الى التمثيل الاقرب جغرافيا و ثقافيا لانه اقرب وجدانيا الى قلوبهم . و ايضا كيف يمكن تفسير هذه النزعه نحو الاستقلال , خاصة و ان من المفترض, ان اوروبا تتجه اكثر نحو الوحدة, و اكثر من ذلك انه يحصل فى عصر العولمه , حيث الانفتاح الغير مسبوق للعالم على بعضه البعض.
انه سؤال مفتوح قد لا يكون من اليسير معرفة اجابته ,لكن نتيجة الاستفتاء السكتلندى , التى هى 45 فى المائه ممن صوتوا لصالح الاستقلال. تعنى ان مرحلة جديدة قد بدات فى التاريخ الاوروبى ,الامر الذى يدل ان فكرة الاثنية التى كانت من نتاج اوروبا القرن التاسع عشر لم تخمد كما كان يعتقد .
#سليم_نزال (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟