أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - لقمان محمد - كوباني أسطورة الانسان















المزيد.....

كوباني أسطورة الانسان


لقمان محمد

الحوار المتمدن-العدد: 4581 - 2014 / 9 / 21 - 03:42
المحور: القضية الكردية
    


منذ أكثر من عام و مقاطعة كوباني تتعرض لهجمات المرتزقة والمتطرفين من عناصر "داعش"، منذ ذلك الوقت والشعب ملتفاً حول قواته العسكرية ومقاتليه فدائيو وحدات حماية الشعب YPG يبدون مقاومة بطولية. لكن في آخر الهجمتين الشرستين استخدمت وتستخدم كافة صنوف الاسلحة الثقيلة والحديثة، حيث جرت وتجري معارك ضارية يبدي فيها الشعب الكردي في المقاطعة مع قوات الحماية الشعبية تصدٍ أسطوري، وتمّ بذلك تحويل المقاطعة إلى قلعة للمقاومة ومقبرة للغزاة.
الهجمة الأولى على مقاطعة كوباني تمت بعد ما قام تنظيم داعش بالسيطرة على محافظة الموصل في العراق، والتي تمّ فيها سيطرة هذه المجموعة الإرهابية على أحدث أسلحة أمريكية والتي كانت بحوزة الجيش العراقي الذي ترك كل شيئ وهرب. فقام داعش المنتشي بالنصر في الموصل وبعض المدن العراقية بجلب هذه الأسلحة ليستخدمها في هجومه على مقاطعة كوباني. لكن هجمتهم باءت بالفشل وتحطمت على صخرة إرادة الأنسان في هذه المقاطعة مدنيين ومقاتلين، الذين حولوا نشوة النصر لمرتزقة داعش إلى جرهم أذيال الهزيمة أمام إرادة الإلتحام الروحي للشعب الكردي مع مقاتليه YPG وبدعمٍ من اخوانهم في شمال كردستان الذين حطموا الحدود، وقطعوا الأسلاك الشائكة و وحدوا بين الجزئين فعلياً. بهذه الهجمة الوحشية على أراضي المقاطعة، أرادت داعش توحيد الجغرافية التي يسيطر عليها والممتدة من الرمادي والموصل في العراق حتى حلب في سورية، هذه الهجمة انكسرت على قوة المقاومة الاسطورية للإنسان على الأراضي المقدسة لهذه المقاطعة الكردية.
أما الهجمة البربرية الثانية على مقاطعة كوباني هي الهجمة التي تتعرض لها المقاطعة منذ اسبوعاً تقريباً، تستخدم مرتزقة داعش في هذه الهجمة ليس الأسلحة الأمريكية الحديثة فقط، بل تستخدم كافة صنوف الأسلحة الروسية التي وقعت - أو سلمت لهم- بيد هؤلاء المرتزقة من الجيش السوري في اللواء 17 واللواء 93 ومن مطار طبقة العسكري. لذلك فالهجمة شرسة وبربرية تستخدم فيها داعش كافة أوراقها والقوة البشرية والعسكرية، متبعة سياسة الأرض المحروقة أيضأ.
لكن ماالذي دفع داعش للقيام بهذه الهجمة الوحشية الواسعة النطاق، في وقتٍ تقوم الولايات المتحدة بحشد طاقات تحالفٍ دولي لضرب هؤلاء المرتزقة في العراق وسورية؟
بلا شك بعد استيلاء-تسلم- داعش على أسلحة جيش النظام السوري وتلقيه الهزيمة في هجومه على جزعة على يد أبطال مقاتلي وحدات الحماية والخسائر التي مُني بها المرتزقة في الحملة التطهيرية التي قامت بها القوات الكردية في قرى تل حميس، والحالة المعنوية المحبطة التي كان يعيشها المرتزقة، وبدعمٍ من الدولة التركية بدء داعش هجومه الانتقامي على مقاطعة كوباني لاسترداد هيبته التي صارت تحت أقدام مقاوميي كوباني.
هذه الهجمة التي أتت بتزامن مع اتخاذ التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة لقرار محاربة داعش وتصفيته في العراق و سورية، وذلك عن طريق شن غارات جوية على مقرات المرتزقة و دعم القوى العسكرية الفعالة على الارض بأسلحة نوعية و متطورة و تدريبها. وقد تمّ ذلك في العراق عن طريق دعم قوات البشمركة الكردية في اقليم كردستان، ويتم مناقشة دعم وحدات حماية الشعب YPG و امدادها بالأسلحة النوعية في الكواليس الدولية وحتى مناقشة ذلك بشكلٍ علني. إن هذا الموقف الدولي من القوى الكردية هو نتيجة فعاليتها على الأرض وكونها القوة الوحيدة التي ليس فقط أوقفت تمدد داعش، بل وألحقت به هزائم على امتداد الجغرافية الكردستانية. ونتيجة ذلك أيضاً قامت بعض الكتائب التابعة للجيش الحر والتي لم تكن قادرة على الوقوف في وجه داعش، و المتواجدة في ريف حلب الشمالي و المتاخمة لمقاطعة عفرين بعقد اتفاقيات مع قوات الحماية الكردية، وانعكس ذلك على ريف كوباني أيضاً وتمّ تشكيل غرفة عمليات مشتركة بإسم "بركان الفرات"لمواجهة خطر داعش واظهار قوى يمكن للتحالف الدولي الاعتماد عليها في الحرب البرية التي سيشنها ضد داعش. هذا الواقع والوضع لم يرضي الدولة التركية ولا يتناسب وسياساتها ولاحتى الائتلاف السوري العنصري تجاه القضية الكردية.
الدولة التركية شاركت في كافة الاجتماعات الدولية المتعلقة بتشكيل تحالف دولي لمهاجمة داعش، لكنها رفضت المشاركة في هذا التحالف الدولي بحجة " الرهائن " الترك المحتجزين لدى داعش، والذي تمّ الإفراج عنهم وتسليمهم عند معبر مدينة تل أبيض المتاخمة لمقاطعة كوباني. إن رفض الدولة التركية في المشاركة في التحالف الدولي لم يكن سببه " الرهائن" الأتراك بقدر ماهو موقفها من دعم القوى الكردية و امدادها بالأسلحة النوعية وتحول الكرد إلى القوة القيادية في الوضع السوري والعراقي أيضاً. فالدولة التركية التي لها علاقات اقتصادية قوية مع حكومة و رئاسة اقليم كردستان، رفضت دعم وامداد قوات البشمركة بأسلحة نوعية في مواجهة الخطر الداعشي. لهذا تلاقت مصالح داعش و الدولة التركية-والتي هي في أحسن حالاتها دوماً- في هذه الهجمة الشرسة وذلك بهدف كسر إرادة الأنسان الكردي المتمثلة بمقاومة كوباني. الموقف التركي المعادي لحقوق الشعب الكردي تجلى في ذروته برفض دعم البشمركة، ودعم مرتزقة داعش المحاصرة لمقاطعة كوباني لوجستياً وبكافة أنواع الأسلحة علنياً. بالطبع مقابل إطلاق داعش لسراح "الرهائن" الترك.
في ظل هكذا تطورات دولية وميدانية فإن الائتلاف السوري يعيش حالة تخبط وضياع للبوصلة التي كانت ضائعة أصلاً. فهو يتبع سياسة موازية للسياسة التركية بالنسبة للقضية الكردية. الائتلاف الذي أصدر بياناً يتهم فيه قوات حماية الشعب بارتكاب مجازر ضد المدنيين العرب في قرى تل حميس بناءً على أقاويل بعض العنصريين، واصدار بيان ركيك ضد هجمات داعش الوحشية على المدنيين في ريف كوباني. الدولة التركية و الائتلاف السوري ممتعضين كثيراً من بروز القوة الكردية كقوة أساسية يمكن الاعتماد عليها على الارض من قِبل التحالف الدولي لمحاربة متوحشي داعش.
مع زيادة وتيرة التطورات الدولية وتسارعها وزيادة وعنف الهجمة البربرية على كوباني لكسر إرادة الانسان الكردي، يتطلب من القوى الكردستانية الاساسية ليس فقط بيانات ومناشدات، بل ترجمتها عملياً لصد هذه الهجمة وإفراغها، وذلك من خلال إرسال المساعدات العسكرية و اللوجستية إلى المنطقة بكافة السبل والطرق، والقيام بالدبلوماسية الدولية لحشدها وضرب مقرات مرتزقة داعش القريبة من هذه المنطقة. وهذا الوضع يفرض على كل انسان كردي دعم هذه المقاومة مادياً ومعنوياً. بالوحدة الكردية فقط يمكننا كسر هجمات البرابرة.
كيف تحطمت كافة هجمات داعش أمام تلاحم الشعب الكردي مع مقاتليه سوف تتحطم هذه الهجمة الشرسة الوحشية والبربرية لمرتزقة داعش على مقاطعة كوباني أمام تمازج دماء المقاتلين من كل أجزاء كردستان على تراب كوباني المقدس، وسوف تنكسر على صخرة قوة المقاومة للانسان الذي يسطّر ملاحم بطولية في سبيل غدٍ حرٍ مشرق.



#لقمان_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- YPG إرادة المقاومة من قوة الشرعية
- الكورد في المعادلة الاقليمية
- -الاردوغانيون-
- جهاديي آزادي و تيار المستقبل...
- كوباني في مرمى الجيش التركي-المرتزقة
- -الله محيي الجيش الحر!- و-!yaşasin Davutoglu-
- تحية إلى المجلس الوطني الكردي...!
- كتيبة المرتزقة في الأشرفية...!
- دروس القاهرة ونتائج هولير
- لجان الحماية الشعبية ضمانة الغد
- مابين النقد والحقد حقيقة
- تركيا وPYD
- حرب إيرانية أم اقليمية...؟
- روح الزمن-2-
- روح الزمن -1-
- مؤامرةُ جراثيمٍ مندسة !!!
- إسقاط الإصلاح...!
- الشعب أسقط نظام الخوف
- مؤتمر أنطاليا والعمق التركي
- إلى البوعزيزي سورية الشهيد حمزة الخطيب


المزيد.....




- اعتقال رجل هدد بتفجير نفسه في القنصلية الإيرانية بباريس
- طهران تدين الفيتو الأمريکي ضد عضوية فلسطين بالأمم المتحدة
- عشية اتفاق جديد مع إيطاليا.. السلطات التونسية تفكك مخيما للم ...
- الأمم المتحدة تدعو إلى ضبط النفس في الشرق الأوسط
- سويسرا تمتنع في تصويت لمنح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم ا ...
- اعتقال أكثر من 100 متظاهر مؤيد للفلسطينيين من حرم جامعة كولو ...
- بمنتهى الوحشية.. فيديو يوثق استخدام كلب بوليسي لاعتقال شاب ب ...
- البرلمان العربي يستنكر عجز مجلس الأمن عن تمكين فلسطين من الح ...
- الكويت: موقف مجلس الأمن بشأن عضوية فلسطين في الأمم المتحدة ي ...
- قائمة الدول التي صوتت مع أو ضد قبول الطلب الفلسطيني كدولة كا ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - لقمان محمد - كوباني أسطورة الانسان