أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - غسان المفلح - المشروع الغربي والإسلام السياسي















المزيد.....



المشروع الغربي والإسلام السياسي


غسان المفلح

الحوار المتمدن-العدد: 1290 - 2005 / 8 / 18 - 08:00
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


مقدمات لا بد منها
ــ 1 ــ
المشروع الغربي منذ قيام الدول الحديثة والمعاصرة بات من زاوية ما مشروعا لكل الجهات , بات حضارة واحدة لا تقبل القسمة على عدد أو ثقافة من الثقافات , بات هو كل هذي الثقافات
المتكثرة في العالم المعاصر . فلا جهات إلا الغرب فالغرب وجهتنا كما نقول نحن المسلمين: مكة ــ قبلتنا ــ ووجهة كل البشرية , بعد أن حول جهته لتصبح كما قلنا كل الجهات . ثقافيا وتقانيا
سياسيا واقتصاديا وأخلاقيا , هذا ما حدث في غالبية بقاع الأرض وبقاع المسلمين ليست أبدا !! خارج هذا الذي يحدث والذي حدث أصلا منذ حملة نابليون على مصر 1881 , وتلك البعثات
التبشيرية للكنائس الغربية التي انتشرت في أصقاع الأرض حاملة الدين المعلمن , وليس دين محاكم التفتيش في القرون الوسطى الأوروبية !! وكأنها بذلك مهدت لقدوم الجيوش الغربية
إلى كل هذي البقاع المترامية هنا وهناك ــ حتى لم يعد غير الغرب : هناك .... حيث الله قد نزل إلى الأرض بثياب مونتسكيو وجان جاك روسو وهيغل وفولتير وآدم سميث وريكاردو خفية عن
أعين الناظرين في التبشير والأنثروبولوجيا الفللوجية بكل حركة استشراقها المعرفية والسياسية ـــ حتى أصبح الشرق غربا يبحث عن هويته !!! وهذه كذبة أولى تمارس أمريكيا على أن
الإسلام السياسي هو وليد لتلك الثقافات المنتهية صلاحيتها منذ أكثر من أربعة قرون في الصقيع العثماني , أربعة قرون قبل أن يأتي هذا الآتي من جهة الغرب !! ــ ليس أمريكيا وحسب بل و
أوروبيا حتى !! ــ حاملا وزر إيقاظه لهذا العالم من سبات عميق بعمق ثقافة شفهية متأصلة بالعادة والتكرار وليس بالهوية والكتاب ـــ كم كان عدد الذين يستطيعوا القراءة في العالم الإسلامي
قبل مجيء الغرب ليحل ضيفا بالقوة على هذه الشعوب التي رحبت به في البداية رغم كل ما يقال !!! ؟ ــ والمدرسة والجامعة اللهم ماعدا الآستانة سيدة الملك في تلك الحقبة التي باتت الآن
غابرة وبعيدة عن نفسها وجهاتها حيث ووريت في جهة واحدة هي ــ الغرب ــ .
ــ 2 ــ
المشروع الغربي ــ حضارة واستعمار , ثقافة واستغلال , حقوق إنسان / لم نعرٌفه بعد ولم نعرفه أيضا !! / وإسرائيل وسجن أبو غريب , نيتشه وماركس وفايسبندر والروليت الروسي من جهة
وزورو ورامبو وصاموئيل هنتغتون وصدامه مع الحضارة الإسلامية ــ عن أية حضارة إسلامية التي سيتصادم معها و يتحدث عنها السيد صاموئيل هذا ما لم نعرفه في الواقع !! لا من كتابه
ولا من ما كًتب حول هذا الكتاب !!؟ شبنغلروفوكوياما من جهة يورغن هابرماز وميشيل فوكو .. من جهة أخرى , هذا هو الجرح العميق في هذا المشروع , هذا التناقض الصارخ والكلي و
الأساسي في هذا المشروع الكوني بامتياز , هذا الجرح النرجسي الذي حفر فيه ماركس ونيتشه وفرويد عميقا قبل أن يُهزمون من قبل التلفزيون الأمريكي أو التلفزيون الغربي كأكبر مصَدر
قيمي وثقافي عرفته البشرية في تاريخها كله .. ونسينا الأهم [ الفوكس فاكن من جهة وهتلر من الجهة الأخرى أو من نفس الجهة لا نعرف في الواقع !!؟ ] أليست أوروبا هي منذ أكثر من
قرنين من بدأت بتصدير مفهوم ــ الهوية بكل حمولاته المعرفية والثقافية والسياسية و حتى القيمية اللاشعورية بالمعنى الوجداني للمفهوم ..ــ إنه التناقض الذي صدُر للعالم مع السيارة ومع
البيبسي كولا ولازال يصدر مع الإنترنت ومشروع الديمقراطية والحكم الرشيد عبر السياسة الأمريكية والأمم المتحدة وموافقة مجموعة الثماني الكبار في العالم , التناقض بين تحويل العالم
إلى غربي الهوى وبين ما تخلفه هذه المحاولة من مآس وحروب هوية واقتتال طوائف وأقليات وأكثريات ودول تنهار ويعاد تشكيلها من جديد , بين مشروع الشرق الأوسط الجديد في قضية
الديمقراطية وحقوق الإنسان وبين ترك الشعب الفلسطيني بلا مأوى , بين إسقاط صدام الديكتاتور الفاشي وبين العلاقة الحميمية مع آل سعود !!! المواطن العربي والمسلم العادي لا يعرف
مفهوم الأولويات في السياسة الغربية عموما والأمريكية خصوصا , كيف له أن يتفهم هذا التناقض الصارخ في الدعوة الأمريكية للديمقراطية !!؟.
ــ 3 ــ
الحزام الناسف والتشكيل الإرهابي للثقافة السياسية في البلدان الإسلامية : بين نظم سياسية فاسدة وتواطؤ غربي في نشوء الظاهرة منذ لحظة تصديرها إلى أفغانستان الثمانينيات# وحتى
انهيار المعسكر الشرقي .. وفراغ الهوية الناشئ عن هذا السقوط المدوي لهذا المعسكر : وعدم استعداد المنتصر من توزيع الغنائم بالتساوي بين المقاتلين في هذه المعركة . التي ليست
معركته أصلا . هل في الحضارة الإسلامية التي تحدث عنها : هينتغون تقنية الحزام الناسف وما يغلفها أيديولوجيا ومعتقديا !!؟ أليست التقانة فضاء ثقافيا وأيديولوجيا قبل أن تكون سلعة؟
إن الحزام الناسف غربيا ومفهوم الجنة ــ للشهيد / الإرهابي ــ مفهوما إسلامويا والإسلاموية هي نتاج لانخراط سياسي في المشروع الغربي وليست نتاجا قرآنيا ــ لم يكن هنالك ما يعرف
بالحزام الناسف: هذا الشكل التدميري للذات والآخر هو نتاج للمشروع الغربي بلا تردد والذي هو أشبه بالقنبلة التي ألقيت على هيروشيما ونغازا كي , هو أشبه بالنظم العربية والإسلامية
الفاسدة والشق المتوحش من النيوليبرالية الأمريكية : إن هذا الرباعي الذهبي في العصر الذهبي للمشرع الغربي متأمركا : هو من نتاج ثقافة : هينتغون نفسه وليس غيره !!!.
هذه مقدمة ثالثة لابد للمرء أن يراها بعين الباحث وليس بعين السياسي المنتصر أو المهزوم .
# وحتى قبل الثمانينيات : أحداث سوريا بين السلطة وتنظيم الطليعة المقاتلة , هذا التنظيم الذي رعاه صدام بمباركة غربية آنذاك : كون هذا الأخير نظاما علمانيا بالنسبة للغرب !!!
ــ 4 ــ
[ فالأمركة أو الليبرالية المستعربة تحتاج أكثر ما تحتاج في هذه الظروف الحالية الملائمة لانتشار أوبئتها دونما أية حواجز تعترضها إلى ترجمة واقع القطريات إلى مبدأ الشرعيات السيادية لدولها، هكذا يعاد تكريس انفصال سورية ولبنان عن بعضهما، باعتباره استردادا لاستقلال لبنان واكتسابا لسيادته الضائعة. كذلك يشرعن انفصال جنوب السودان عن شماله، ويكاد يقسم العراق إلى عدة كيانات تحت ادعاء الاعتراف المشرعن بتعددية مكوناته التي كانت روافد إنسانية لحضارته المؤسسة لمدنية الإنسانية، ثم يراد لها أن تتحول إلى معازل بشرية متضادة، ومتخاصمة على سيادات تظل مبتورة ومنقوصة مهما اصطنعت كل منها مسوغات موهومة لكيانات لا تملك أسباب بقائها في ذاتها.] هذا القول لأحد أساتذة فكر الهوية والذات القومية المفكر مطاع الصفدي في هجومه على
السياسة الأمريكية من جهة وعلى الليبرالية / المستعربة وليس العربية !!! /كما أسماها استنكارا أو تنويها واضحا على فكرها المستورد من خارج لغتها !!! وهذا المشهد هو الشائع في
فكر الهوية / القوموي والإسلاموي السياسي على حد سواء/ . لا أريد الدخول الآن لمناقشة هذا الفكر من داخله , لأننا خارج النص في هذه اللحظة العابرة للقارات ولا زال مفكرنا الكبير
يتحدث : بلغة اليمين الفرانكفوني [ أليس هذا الفكر هو أحد إصدارات وتصديرات المشروع الغربي ؟ ] منذ أندريه مالرو ,اندريه جيد والنص الأسوأ عند نيتشة , النص الذي بني على ــ ظلما
لهذه العبقرية ــ: فساد الفهم للفكر السوبرماني للإنسان عند هذا الفيلسوف وهذه النقطة تعلمت درسها في الواقع من مفكرنا نفسه !! ولكن بتجرد عن ــ الفكر الهووي !! ــ , هذا على صعيد
التنظير الفلسفي لفكر الهوية الذي حمله إلينا الفكر الغربي . أما على الصعيد السياسي فلدينا نموذجا أورع مع كل تقديرنا لشخصه وهو السيد عبد الباري عطوان رئيس تحرير صحيفة القدس
العربي : الذي يتحدث عن بن لادن بوقار , ربما لا يتحدث بأقل منه عن أي مفكر عربي مثل صادق جلال العظم مثلا !! ثلاث يا سيدي : اللبرلة والقومجية والإسلاموية هي نتاج هذا المشروع
الغربي في اجتياحه للعالم الإسلامي , [ بدر ماينهوف , الألوية الحمراء , شبيبة ميتشغان ... الخ ] وجدت كحزام ناسف قبل أن تربي ال سي آي إي بن لادن وغيره من حواضن السلطات
العربية الفاسدة واستتباعاتها التنظيمية والثقافية . من هذا المنظار إن الفكر العربي وخاصة السياسي منه كله مستورد : جاهزا أو بالقطعة من عنديات هذا المشروع الحضاري بامتياز .
ــ 5 ــ
هذه المقدمة التي تزعج الكثيرين في الشرق والغرب ـــ على افتراض أن هناك شرقا !! ـــ هي : منذ دخل أول جندي أوروبي أو مستشرق أو قسيس إلى المنطقة باتت المنطقة غربية بامتياز
وهذا لا ينتقص من كرامة أحد أو ثقافته المصونة سواء قوميا أو دينيا , إن تفكيك البنى الذي جرى في هذه التجمعات البشرية , خلقت هذه الرضة على حد تعبير مفكرنا : جورج طرابيشي ,
الرضة التي لم يستطع هذا المشروع الحضاري هضم نتائجها ومعالجتها بعيدا عن المصالح الآنية الضيقة لبعض القوى النافذة فيه وفي العالم , وحتى لا يبقى كلامنا معوما نقول : إن أي نسق
ديني نصي هو بالضرورة وبالمنشأ عنصريا ــ بالمعنى النسبي للعبارة طبعا ـــ والتسامح الذي نلمسه عند الكثير من الكنائس الغربية هو نتاج لمخاض العلمنة أولا وأخيرا في هذه المجتمعات .
وبالتالي يكون تأسيسنا على هذه المقدمات , وموقفنا من الإسلام السياسي بوصفه تأسيسا غربيا بامتياز , هذا من جهة ومن جهة أخرى ما هي الجهود التي بذلها الغرب قبل بداية هذه الألفية
في مساعدة هذه المجتمعات وقواها العلمانية والديمقراطية التي كانت تخوض معركتها مع أشرس أنظمة سياسية عرفتها نتاجات هذا المشروع وحيدة بلا غطاء ولا مساعدة بل على العكس
كانت قوى هذا المشروع المتنفذة , في العالم الاشتراكي أو في العالم الحر تغطي كل من موقعه ومصالحه على جرائم هذه النظم الفاسدة والتي أنتجتها ثقافة فاسدة من لدن الثقافة الغربية
نفسها, والثقافة السياسية على وجه الخصوص . ألم يكن شاه إيران صديقا حميما لأمريكا كما كان بينوشيت وماركوس الفيليبين .... الخ كما كان الأسد الراحل حليفا للسوفييت !!؟
ــ 6 ــ
[من الواضح، أن عدة أمور تفاعلت معا. واحد منها هو أن أوروبا ليست بوتقة انصهار ولم تدمج بعد، بطريقة كافية، أقلياتها الإسلامية، الذين، كما وصفتهم صحيفة «فاينانشيال تايمز» يجدون أنفسهم عادة «معزولين عن بلادهم ولغتهم وثقافتهم الأصلية» بدون الاندماج في أوروبا، مما يجعلهم فريسة سهلة لدعاة الهوية الجهادية الجديدة. ومن بين العوامل أيضا صراع الإسلام السني مع الحداثة. فالإسلام يتمتع بتقاليد قديمة من التسامح مع الأديان الأخرى، ولكن من منطلق تفوق الإسلام، وليس المساواة مع الإسلام. فالهوية الذاتية للإسلام تنطلق من انه التعبير المثالي والصادق للوحدانية. ويربى المسلمون على وجهة النظر بأن الإسلام يحتل المرتبة الثالثة تاريخيا والمسيحية المرتبة الثانية واليهودية المرتبة الأولى في الأديان السماوية، وان الهندوسية لا تحتل أية مرتبة ]. هذا الرأي والقول هو للصحفي المشهور عالميا وإسلاميا على وجه الخصوص إنه :
توماس فريدمان في مقال مترجم عبر صحيفة الشرق الأوسط اللندنية بعنوان ( باسم أي دين يتحدث هؤلاء ؟) بتاريخ 16 / 7 / 2005 .
في هذا القول نجد المقدمة الأخيرة : الإسلام يتمتع بتقاليد قديمة من التسامح مع الأديان الأخرى , ولكن من منطلق تفوق الإسلام , وليس المساواة مع الإسلام . فالهوية الذاتية للإسلام تنطلق
من أنه التعبير المثالي والصادق للوحدانية . هذا صحيح ولكن ليس لأنه الإسلام بل بالمطلق لأنه : دين . ومع ذلك يمكن القبول بمنطق فريدمان لو أن الأديان السماوية الأخرى بعكس ذلك عندما
تكون ضعيفة : روما اجتاحت المنطقة الشرق أوسطية قبل أن تصبح مسيحية وبعد أن أصبحت مسيحية !! ومع تقديري للمعركة الديمقراطية التي تخوضها أمريكا من أجل شعوب المنطقة !!
ولكن لا يغيب عن الناظر الساذج أن أمريكا جاءت لكي تفتح حقلا جديدا لمصالحها , وعندما أدعو كشخص لحوار أمريكا فعلى أرضية تبادل في المصالح بين شعوب المنطقة والمصالح الأمريكية
وليس لأنني مقتنع برسالة مثالية وحقوق إنسانية تحملها أمريكا للمنطقة , كنت مع التخلص من صدام ولو أمريكيا حتى, ولكن أن تأخذ أمريكا بعين الاعتبار أيضا مصالح شعوب المنطقة, وأسأل
السيد فريدمان: هل فعلا أمريكا تفعل ذلك أو فعلته من قبل ؟ أن تتحول الديمقراطية في أشكال الحكم في المنطقة إلى النموذج الأرقى في ديمومة السيطرة الأمريكية على المنطقة , وهيمنتها
الاستراتيجة , أمر مفهوم ولكن الأمر الأخر المسكوت عنه عند فريدمان : الشكل الديمقراطي للنظم السياسية في الشرق الأوسط مطبوخا بعلائق هيمنة أمريكية !! ومع ذلك أنا أقولها بصراحة
سياسية : ليكن !! ولكن على أرضية تبادل ولو نسبي في المصالح !!؟ أم حتى هذا كثيرا على شعوبنا ؟ ألا يلاحظ معي فريدمان أن بن لادن كلما فجر في مكان سواء لندن أو مدريد تنفرج أسارير
المحافظين الجدد في الإدارة الأمريكية ولا أعرف هل الرئيس بوش هو من المحافظين الجدد أم لا ؟
ــ 7 ــ
انطلاقا من هذه المقدمات النظرية والسياسية يمكن أن ينطلق المرء للدخول في حوار الأديان أو الحضارات بناء على دعوة السيد ثاباتيرو رئيس الوزراء الإسباني مشكورا فعلا على دعوته
هذه , وعلى كافة الأديان والمهتمين في عالم خال من التعصب والعنف والمآسي الجماعية والأخلاقية أن يستجيب لدعوة الأسبان, فهم على أرضهم كانت المرة الوحيدة التي شهدت تقاربا
إسلاميا يهوديا ومسيحيا منذ أيام موسى بن ميمون , ولإعادة إنتاج ميثاق عالمي جديد لحقوق الإنسان مشفوعا ومحميا من قوة دولية نتمناها أن تكون الأمم المتحدة .
# # # # # # # # # # #
المشروع الغربي والإسلام السياسي ــ 2ــ
الإسلام بوصفه أيديولوجيا
دنيوية.
كنا قد بدأنا نقاش هذه القضية في نفس العنوان وبمقدمات تهدف إلى توضيح الجذر المنهجي في تعاطينا مع هذه المعادلة التي صغناها كعنوان أساسي [المشروع الغربي والإسلام السياسي ]
في تعليق لأحد القراء على المقال الأول اتهمني بأنني أذر الرماد في العيون : معتقدا أنني أبرأ الإسلام من الأعمال الإرهابية التي تجري هنا وهناك , في الواقع لم يخطر على بالي هذا الخاطر
وإنما الغاية من هذه القراءة هي الحديث عن هذه العلاقة الملتبسة بين المشروع الغربي والإسلام السياسي , وهذا ما أنوي توضيحه في بعض المقالات التي لا يتسنى لي الآن طباعتها في كتاب
مستقل , لظروف خارجة عن إرادتي . ورأيي هذا هو مادة للنقاش أكثر منها قناعة راسخة لا تتزحزح , كما أنه لا يقصد التجريح بأي كائن عضويا كان أو رمزيا , وكي لا نتعامل كما يتعامل
الكثير من الكتاب على طريقة النعامة : أحدد موقفي منذ البداية أنا مسلم سني بالولادة , ولكنني لست مؤمنا وأقرب للفهم الإلحادي منه إلى الفهم الإيماني لمسألة الله والكون والعلم والإنسان
والنشوء والتطور ..الخ من المقولات المتداولة في السوق الفلسفية لتاريخ الله والأديان في الإنسان , ولكن على حد وفي أفق الفهم الهيدغري لله والكينونة والعدم أقول:
لكون الله موجودا في تاريخية البشر فعلي الاعتراف فيه والتعامل معه ولكن ليس وفق منظور عام بل وفق منظور خاص وفردي محض , وعلى أرضية : لا تهدي من أحببت إن الله يهدي من
يشاء . مع حرصي على أن لا يصادر التاريخ حق أحد في الله مهما كانت رؤيته لهذا الحق , ومهما كان الإله الذي يتعامل معه : يهوديا أو مسيحيا , إسلاميا أم وضعيا ..الخ
ولا أدعي العلم بالإسلام وإنما أنطلق من كوني مواطنا من بلد أسلامي وأهلي وأحبتي ..الخ مسلمون , ومن حقي بالتالي كمواطن أن يقدم رأيه في حدود علمه , وهذا حق كفلته كل الشرائع
الإلهية والوضعية على ما أظن .
في صياغة النص القرآني عينان مفتوحتان : واحدة على الدنيا وواحدة على الآخرة وفق منظور تاريخي في لحظة نزول الرسالة القرآنية يصب في نقطة مركزية واحدة , وكأن العينين على
مسقط واحد أو بؤرة واحدة جمعت ما رأتاه هاتين العينين في كائن لا يحده دين وكون .. الخ وهو الإنسان , الذي أفلت من اليهودية ثم من المسيحية وبقي يلهث وراء تاريخه الخاص الفردي
والجمعي , فجاء القرآن الكريم ليقيم حول هذه البؤرة / الإنسان حدوده التي لا يستطيع الإفلات منها كما حدث من قبل أن يظهر القرآن الكريم نصا وروحا , وأصبح بذلك المستخلف على الأرض,
الإنسان هو البؤرة , هو المتلقي بشقيه / المعضلة : المتعالي والتجريبي / في سؤاله الدائم عن الخلق والخلود والموت وما يحيط به كونيا ؟ وفي معاشه اليومي : وكانت البداية في استحضار
نظام القرابة من النص التوراتي إلى المتن القرآني , بعد حسم مبين لمسألة الخلق والموت وخلود الله الأوحد الوحيد وما تبقى: الموت عليهم حق , وتطوير الصورة الأسكاتولوجية ــ علم الآخرة
ــ وتوسيع الجنة حتى اللانهاية زمانيا ومكانيا, وخلق هذه الصورة الاستيهامية بالمعنى / الوعدي / للكلمة إن أنت المؤمن أحسنت الاختيار وما وقعت في الشرك والمحظورات وتجاوزت الحدود
القرآنية . إن الله لك بالمرصاد يوم لا ينفع معك لا ندما ولا توبة فأنت إلى جهنم و بئس المصير خالد فيها أبدا عندها فقط يجاب على سؤالك المقلق والشكي في قضية الخلود , يجاب عنه في
جسدك وأنت تغلي في نار جهنم , هذا الجسد / البؤرة / المتلقي / والتي تقع عليه الحدود كلها : روحا وجسدا . وإن أنت التزمت الحدود فأنت في الجنة على وعد آخر في الخلود , هذا الوعد
الحلم : بجنات عدن تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا , شكل آلية عمل مثالية في اشتغال الذهنية الإسلامية في ذلك الوقت , وبقي هذا الوعد/ الحلم حتى هذه اللحظة يفعل فعله في وجدان
المؤمن , على الرغم أن أربعة عشر قرنا من التراكم الأيديولوجي والرؤيوي للمسلمين الولاة والعلماء والفقهاء منهم , بات هو الأكثر حضورا في تكوين هذه الخلفية الاستيهامية لوجدان
المؤمن في وعد الله من حضور النص القرآني نفسه ــ آخذين بعين الاعتبار الانقطاع الحضاري الذي تم في الحضارة الإسلامية بدء من انهيار الدولة العباسية وما سببه من أمية مستفحلة
وظهور هرطقات لا حصر لها في الثقافة التي باتت ثقافة شفهية بامتياز ولازالت من حيث مفاعيلها الوجدانية أكثر سطوة من الثقافة المكتوبة عند جماهير المسلمين , لنلاحظ ــ الموضة ــ
الآن : أشرطة الكاسيت والمحاضرات ..الخ لكثير من الدعاة الإسلاميين , وبرامج فضائية مشهورة ــ كبرامج عمرو خالد مثلا ــ وبرامج مسجلة توزع باليد : كمنشور سري !!.
وهذا إن دل فهو يدل على التحول الحقيقي والجاري على هذه الثقافة الدينية في صيرورة تحولها إلى أيديولوجيا بالمعنى المعاصر للكلمة . وما يهيئ لهذه النقلة بالضبط هو : عين الله على الدنيا
الموزعة آثارها في النص القرآني : الحجاب , قانون الإرث , الممنوعات والمسموحات في المأكل والملبس , الطقوس العبادية اليومية وغير اليومية وما يرافقها من ثقافة متجددة على هذا الصعيد الطقوسي , الصلاة في الجامع , خطبة الجمعة , صلاة الأعياد , حتى طريقة دفن الميت : والأهم من كل هذا وذاك تحديد موقف واضح لا يقبل الجدل من الآخر : أهل كتاب وذمة , مشرك,
كافر , جاهل , منافق , ثم الدين معاملة , ونورانيات ورؤى الهراطقة المبثوثة داخل هذه الثقافة الشعبية الشفهية والمكتوبة التي باتت تحيط في النص القرآني وسنته المحكمة , ولنعيد صياغة
الأمر بطريقة عملية:
1ــ مبحث الآخرة وهو عين الله على الجنة والوعد الإلهي المأخوذ أصلا من التيمة التوراتية في تحقيق الميعاد ولكل ميعاد طرقه وطقوسه ووعوده بالسعادة الأبدية . وعلى هذا الوعد تأسس مفهوم الشهادة , والجهاد وغيرها من المفاهيم المتعلقة بالذهاب إلى الوعد الفردي في الجنة . هو فرديا قبل أن يكون جماعيا ولهذه النقطة جدلها الخاص في علاقة الفرد المؤمن بها وعلاقتها
بتأسيسه كشخص ذاهب إلى الجنة حيث النعيم خالد فيها أبدا .
2ــ انطلاقا من مفهوم قديم استخدمه الشاعر السوري ــ اللبناني ادونيس وهو عنوان رسالة جامعية من ثلاثة أجزاء أسماها : الثابت والمتحول وفي زحزحتنا لهذا المفهوم نسأل :
ما هو المتحول في النص القرآني ؟ في قراءتنا المتواضعة للنص القرآني وجدنا أن الحياة تتحول ولكن النص لا يحتوي على متحول واحد يجاري أي تطور يذكر تفرضه تغيرات الحياة نفسها بمعنى
لم أجد في قراءتي هذه أي نص يمكن اعتماده في فتوى تبيح تغييرا جوهريا في عناصر هذا النسق الأيديولوجي , النص القرآني ثابت محكم لا يخضع في كل حدوده التي رآها الله سواء بعينه
الدنيوية أو بعينه المتعالية أو الآخرية لأي تغيير أو نقد أو حتى زحزحة في حدوده المحكمة .
3ــ الإله المسيحي ترك شؤون الدنيا للدنيا والقائمون عليها وهذا ما سهل بشكل كبير عملية العلمنة في الغرب, وهذا بالضبط ما يعيقها في النسقين اللدودين اليهودي والمسلم .
4ــ ما يجعل الإسلام كأول نسق أيديولوجي في تاريخ البشرية هو : ما رأته عين الله وهي تنظر إلى الإنسان في الأرض أو إلى الأرض مستخلف الإنسان عليها وفق شرطه التاريخي لحظة الوحي:
الوأد , الرق , الرحلة إلى الشام والتجارة , اليهودية:أين وصلت في تلك اللحظة , والمسيحية كذلك , التين والزيتون وطور سنين .. بالطبع قانونا عصريا في ذلك الوقت ينظم وضعية المرأة
بأدق التفاصيل وعلى كافة المستويات , التبشيرية والتي هي الجانب الأهم في أي أيديولوجيا وهنا التبشيرية الإسلامية مختلفة عن التبشيرية المسيحية , لأنها تبشيرية أيديولوجية بنسق ورموز
دنيوية وطقوس يومية : والطقس هو تحديد روحي وجسدي للكائن الإنساني . قوانين الإرث والزواج , والزكاة, الجهاد ,وعلاقة الحاكم بالمحكوم ..الخ
5ــ ومن أهم الميزات للأنساق الأيديولوجية : الثبات في باب الأحكام المعيارية , وشكل العالم المراد تحقيقه / المثال/ . وقدرة هذا النموذج المثال على إقفال الذهن على خارجه : لأن خارجه مهما
كان لا يحقق المثال !!/ الجنة الموعودة والمثال هنا العنصر الأكثر حيوية في تفعيل البنية الداخلية لهذه الأيديولوجية النسقية بالمعنى المعاصر والرياضي الحديث للكلمة : البنية المغلقة في العلم
الرياضي والفيزيائي , أو منظومة المصفوفات العددية . وكأنه عنصر ماص داخل هذه البنية . المثال الشيوعي في الفكر الماركسي اللينيني .
6ــ ولازلنا لم ندخل بعد على مبحث السنة الشريفة , عندها يصبح الأمر أكثر تعقيدا وخصوصية تاريخية : السنة بوصفها النتاج التاريخي للشرط العربي : إسلاميا . فا لأحاديث النبوية الشريفة
لم تترك ما يقال حسب القراءة الإيمانية لها .
7ــ باب الاجتهاد هو من باب التنفيس الأيديولوجي لسببين : الأول ــ لا اجتهاد في النص القرآني , والثاني ــ لا يوجد مؤسسة كهنوتية كي تجتهد لهذا حاول الشيعة حل القضية : بالفقيه وولايته.
هذه القضية لم تكن بنية تقليدية عادية خلخلها الغرب وأزالها من الوجود : البنى المعيوشة لدى الشعوب الأفريقية قبل دخول الغرب : لم يعد منها الكثير سوى من باب الفلكلور , هذه البنى التي
لم تتجسد ببيان عملي : الإمبراطورية الإسلامية : نموذج لا زال حيا وسيبقى جزء من المعضلة والاستعصاء الذي تعيشه : الأيديولوجية الإسلامية : وهذه النقطة لم يتعامل معها الدرس الغربي:
بشقيه الاستشراقي المعرفي والسياسي المصلحي , بل لا زال يعتبرها أيديولوجيا منافسة في حضور هذا الغرب في العالم الإسلامي , وهذا بحد ذاته بات محفزا إضافيا للرد على هذا الغرب
الذي لا يقبل شريكا ثقافيا وحضاريا دون أن ينخرط داخل نسق منظوماته المعرفية والأيديولوجية والسياسية والقيمية , وهذه القضية ليست قرارا فرديا لزعيم غربي أو لسلطة غربية بل هي :
اجتياح موضوعي ووضعي للعالم والكون وجزء جوهري من الانتشار الموضوعي للحضارة الغربية , لهذا بدأ الغرب مع الفكر الفرنسي المعاصر يتحدث عن المركزية الأوربية :
بوصفها عقل العالم , وهذا ما حاول هذا الفكر رفضه وفضحه وانتقل إلينا تحت مسمى : الحداثة البعدية وبمصطلح آخر : ما بعد الحداثة . والذي أعاد شحن الهمم الإسلامية والفكر القومي العربي
بتلويناته المختلفة كي يحاول إعادة الأمجاد للدرس العربي !! أقصد الدرس الإسلامي : مطاع صفدي , محمد عابد الجابري , محمد أركون ... أسماء كثيرة رغم اختلاف دخولها على هذا الفكر
الفرنسي الحداثوي .
المصلحة الغربية في بعثرة الأيديولوجية الإسلامية في القرن العشرين :
في الواقع إن هذا الأمر قد تم وما هذه العنفية ــ الإرهاب ــ سوى محطتها الأخيرة والأكثر شراسة لأنها الأخيرة في مواجهة مشروع وضعي : صار خلفها وجوانيتها وكل جهات هذه الإسلاموية
المعاصرة , باتت تنظر حولها في مسقط رأسها ــ الجزيرة العربية فلا تجد إلا الغرب شرقا !! لم تعد هذه الأصولية العقيمة تعي بالضبط لحظة انهيارها في الميدان أو في دار الحرب !!!
فما بالنا أن تعي انهيارها في دار الإسلام نفسها فكيف لها أن تصدق هذا الذي يحدث : ولا زالت وستبقى تفرخ حركاتها لن الله لن يغيب عن شمس المنطقة وسيبقى : ملاذا للفقراء والمستضعفين
وهذا هو في الواقع نتاج عاملين رئيسيين : الأول النظام السياسي في المنطقة العربية . والثاني : آليات الاجتياح الغربي الموضوعية والذاتية , واستمرارهما على نفس النهج والطريقة هو
الأرضية لاستمرار الظاهرة . لهذا بدأ الغرب يتلمس حجم النتائج الكارثية لبعض سياسياته ومصالحه الضيقة / وأركز هنا على المستوى الموضوعي بما هو آليات
فرز طبقي على مستوى البشرية جمعاء : لا يميز كثيرا بين مسلمي أفغانستان ومسيحي أفريقيا أو بين الهندوس والكاثوليك في ايرلندا الشمالية !! وهذا الجانب التحليلي سيبقى غائبا عن ساحة
الوغى العربية : لأن الكثيرين من السذج أو العباقرة عن قصد سيء, ينسبون هذه القراءة : للشيوعية المنقرضة , فلا يتعرضون لها لأن الصراع بين الغرب والإسلام : كما يتوهم هؤلاء ويساعدهم الغرب على التمسك بهذا الوهم من خلال تسويق بعض [ الهينتغونات ــ نسبة لصاموئيل هينتغون صاحب كتاب صدام الحضارات ــ وهؤلاء مقتنعين : أن العرب الآن حضارة ؟!!
والغرب يتصارع معها بوصفها كذلك أظن هذه هي السذاجة بعينها مع احترامي الصادق لأي فكر حر و لا ظلامي . وهذا في الوقع الجزء الأهم والأخير من عملية البعثرة ــ وهذه البعثرة هي في
وجه من وجوهها : السياق العلمني لهذه البنى ــ للأيديولوجية الإسلامية بعد أربعة قرون من السبات العثماني , وركود مرعب ومخيف : الغرب وحده أخرج المنطقة منه وليس وجود حضارة
إسلامية !! وأخرجه كي يستغله أو يكتشفه كي يستغل موارده في عقر داره !!! ــ الجارية منذ حملة نابليون على مصر وحتى الآن لهذه الأيديولوجية التي أغلقت بطريقة مرعبة منذ انهيار الخلافة العباسية ــ بعد عهد المأمون ــ طبعا ويكمل هذا الترف في الغرب هو وجود تيارات ــ لأنه مجتمع حر ــ محافظة مسيحيا وبروتستنتيا بالأخص كوجه عملة آخر لهذا الذي يسمى الإرهاب بشقيه:
المادي والرمزي . لأن هذا المشروع الغربي هو نفسه من أنتج النازية الهتلرية و50 مليون قتيل في الحرب العالمية الثانية . وأسلاف الرئيس بوش هي من رمت هيروشيما ونغازا كي بالقنبلة
الذرية . ونسأل أصحاب العباءات ومن لف لفهم من أصحاب القلنسوات البروتستنتية ــ أليست هي حركة إصلاح كنسية ؟ ــ أليست أوربا مسيحية بكل الطوائف المسيحية عندما قتلت الحرب 50
مليون دفعة واحدة خلال أربع سنوات !!! أليس سكان أمريكا اللاتينية هم مسيحيون أيضا , يوم جعلت الشركات الغربية غنى أرضهم وبالا ومجاعات وحروب عليهم . أليست إفريقيا أيضا مسيحية
قبل تصحيرها و لازالت ؟ لهذا قلنا في المقالة الأولى : الغرب بات كل الجهات ..... لا شرق ولا جنوب ولا شمال : الكرة الأرضية كلها غرب ومن لا يعجبه هذا فليجد لنفسه : كوكب آخر ...
وكي أدلل على سياق العلمنة هذا : من وجهة نظري لم يعد الإسلام السياسي قادرا على أن يكون في تيار أو حزب واحد في كل المنطقة الإسلامية , وتبعثره طبيعي ونتاج لهذه العلمنة التي لازالت
جارية على قدم وساق ووجود القوات الأمريكية في العراق برضى القسم الغالب من الشعب العراقي دليل على ما نقول : هذه مصر لماذا الحركة الإخوانية السلمية لم تستطع رغم جو الحرية النسبي جدا من استقطاب الشارع المصري الإسلامي كله ؟؟
وأنا هنا لا أحاول إصدار أحكام قيمة ــ رغم أن الإنسان لا يستطيع إلى ذلك سبيلا ولكن حاولت ــ وإنما توصيف الحال .
لهذا نجد أن الأيديولوجية الإسلامية بكل وجوهها المعتدل والمتشدد والمنفتح ..الخ هي من نتاج تفاعل المنطقة الإسلامية مع المشروع الغربي بوصفه أول مشروع في تاريخ الإنسان على الأرض
وضعيا ويصبح كونيا على كافة الصعد والمستويات لهذا النضال يجب أن يكون من داخله وليس من خارجه من أجل إنسان : حقوق الإنسان .



#غسان_المفلح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العلمانية والإسلاموية في سوريا
- الديمقراطية الثقافة والتأسيس
- المرأة بين حقوق الإنسان وجاهزيات الجسد ... وجهة نظر ...


المزيد.....




- سلي أولادك وعلمهم دينهم.. تردد قناة طيور الجنة على نايل سات ...
- قصة السوري إسماعيل الزعيم -أبو السباع-.. مطعم زوار المسجد ال ...
- نزلها الآن بنقرة واحدة من الريموت “تردد قناة طيور الجنة 2024 ...
- قصة السوري إسماعيل الزعيم -أبو السباع-.. مطعم زوار المسجد ال ...
- كاتب يهودي: المجتمع اليهودي بأمريكا منقسم بسبب حرب الإبادة ا ...
- بايدن: ايران تريد تدمير إسرائيل ولن نسمح بمحو الدولة اليهودي ...
- أستراليا: الشرطة تعتبر عملية طعن أسقف الكنيسة الأشورية -عملا ...
- لمتابعة أغاني البيبي لطفلك..استقبل حالاً تردد قناة طيور الجن ...
- المتطرف -بن غفير- يعد خطة لتغيير الوضع القائم بالمسجد الأقصى ...
- فيديو/المقاومة ‏الإسلامية تستهدف قاعدة ميرون -الاسرئيلية- با ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - غسان المفلح - المشروع الغربي والإسلام السياسي