أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ناهدة جابر جاسم - سيرة شخصية-مرحلة الصبا والشباب-















المزيد.....

سيرة شخصية-مرحلة الصبا والشباب-


ناهدة جابر جاسم
(Nahda Jaber Jassem)


الحوار المتمدن-العدد: 4580 - 2014 / 9 / 20 - 00:50
المحور: الادب والفن
    


الفصل الثالث
كنت في الصف الخامس الإعدادي حينما دخل بيتنا ابن عمي – حاكم – هو قصاب أيضاً بملابسه الملطخة بالدماء كان ذلك بالضبط في أواخر عام 1977 وانتحى بي جانبا بعيدا عن أخواتي وأمي ليسلمني كراساً صغيراً ويقول:

- نهودة هذه مجلة الحزب التنظيمية!.

كان كراس (مناضل الحزب). وحاكم هو أخ – محمود – الأصغر – ودأب بعدها على توصيل الكراس لي ، وكأن الأمر مكرساً عائليا لكسبي لصفوف الحزب الشيوعي العراقي، كما أتصل بيّ صالح حبيب أبن خال أبي والذي كان عضواً في تنظيمات الحزب في تلك الفترة -  ومن خلال ذلك دخلت في دهليز وعالم قراءة الفلسفة وموضوعها الملتبس في التنقيب في معنى الحياة والوجود والوعي والكون الغامض والطبيعة والإنسان، وسؤال لم يجب عليه بشكل قاطع لا فيلسوف ولا عالم فضاء.
سؤال: من يدير الكون وينظمه ويرسم حياة البشر؟!.. شغلني الأمر ونهلت من كتب الماركسية أعمقها، فقرأت عدة مرات كتاب أنجلس ( أصل العائلة والملكية الخاصة والدولة) كنت في سن مبكرة أذهلني الكتاب، ماذا كلمة أذهلني تافهة بحق ما فعله بنفسي، رأيتني أنا الأنثى الني كنت أمتلك الحق الأُمومي.. كان المولود المترعرع في رحمي باسمي وأمتلكه الرجل حينما صرنا ربات بيوت. صرت شبه مهوسة في البحث عن كينونة الأنسان بشكل عام والمرأة بشكل خاص بعد قراءة هذا الكتاب. من هنا وبعد هذا التراكم المعرفي والحسي بدأت ثورتي وتمردي على المجتمع العراقي من تقاليده التي تحتقر المرأة في  مجتمع ثقافته رجولية بحتة. كان تمردي يعتبر شاذا لا يتوافق مع المجتمع العراقي المحكوم بتقاليد أقرب إلى البداوة منه إلى الحضارة على حسب رأي علي الوردي المفكر العراقي الكبير.

وجدت نفسي في أخر المطاف أنفرد عن بقية أخوتي وأخواتي، مقتربة من زميلات دراستي الفقيرات فعكفت على لبس رداء المدرسة الموحد ورفضت تجديده كل عام وهذا ما يفعلنه بنات الطبقة المتمكنة وأخواتي كذلك كي أكون قريبة من زميلاتي الفقيرات وهمومهن وأفكارهن.

في الصف الخامس الإعدادي أي في عام 1978 أحسست أن صراعي مع قيم المجتمع والعائلة وصل إلى حدود التقاطع. كنت أشعر لا لست أشعر فحسب بل كان الأقرب ليَّ في خضم صراعي ذاك مع الجميع هو أبي – حاج جابر القزمري – كان فخوراً بي، يتشاجر مع أمي الشكلية التي تقيم علاقات مع عائلات مهتمة بالبهرجة لا غير والتي أصبحت نقيض سلوكها مما اورثني معها علاقة متناقضة فيها من عقدة أوديب الكثير فمرات أحسها كانت تكرهني وهي تلاحظ شدة عناية أبي بيّ. أحسها تغار مني بلا معنى. وسلوك أمي جعلني أمقت كل ما يمت بصلة لحياة الرفاه والتبطر ودفعني أكثر للالتصاق بالفقر والفقراء الذي جشمني عناء العمر الذي أحببته والذي اعيشه لحظة الاغتراب تلك.

تصاعد تمردي مع توالي الأيام. صرت كتلة متماسكة غير قابلة للحوار. حلمي بوطن حر وشعب سعيد يمر عبر مقاومة فكر البعث القومي الضيق المعنى, وقتها في شبوبي ذاك الإنسان الوحيد الذي كان قريبا لي وأسر له بكل ما يعول في خاطري كان أبي .
كما تميزت على زميلاتي في المدرسة بمشاكستي وطرحي الاسئلة الجريئة في حينها ..أسأل عن كل شئ دون خجل البنات المعروف..كنت اقضي جل وقت فراغي في المطالعة والبحث عن أجوبة للكثير من الأسئلة التي كانت تشغل راسي وكاي صبية متمردة.. قرات كل ماوقع بين يدي من مؤلفات نوال السعدواي عل سبيل المثال "المرأءة والجنس" الرجل والجنس" كتاب حول موضوعة الاغتصابات" ووووو...كنت مشتعلة بالاسئلة والبحث عن اسرار الحياة والكون والخالق وعلاقة المراة بالرجل.

تتوجَ بحثي وشغفي في المعرفة وتمردي على السائد من تقاليد ومفاهيم بالية عشقت أخ صديقة لي في مرحلة الثانوية وكانت من عائلة شيوعية ومعروفة في مواقفها من السلطة البعثية والرايخ العفلقي. عشقته من خلال ما كانت ترويه لي أخته من رقة قلبه ومعاملته الحانية معها وأنكسار خاطره من حبيبة كانَ يظنُ بها رفيقة عمر ولكنها هُزمت من أول معركة تصادفها في العائلة اي بمعنى أستسلمت لرغبة العائلة في أختيار الزوج المناسب لها. كانت اخته تحكي كثيراً. كنت اعرف الصغيرة والكبيرة في بيتهم. كما تعرفت على اخوها الأخر-كفاح- الذي كان شعلة من الحيوية والطهرانية وما سحرني وجذبني اكثر عيناها الواسعتان والسوداويتان والعميقتان. أصبحنا صديقين حميمين نتبادل الأفكار والمعرفة والجميل في تجربة علاقتي به كنا نتحاور في كل كتاب ننتهي من قراءته.. مثلا كتاب رأس المال والملكية الخاصة ل كارل ماركس الألماني قراءناها في نفس الوقت وتحاورنا وياجمال ذاك الحوار.. من هنا فهمت بعمق ماذا يعني المال ورأس المال وماذا تعني القيمة وفائضها… تعلمت الكثير وبعمق جعلني متماسكة وشديدة في القرار في مواقف الحياة. أحبك ياكفاح واقدسك لانك كنت من معدن خاص وخاص جداً من البشر.. كنت في التاسعة عشرة من عمرك وكنت بنت الثامنة عشرة شمعة ولكننا كنا لم نفكر انت رجل وانا امرأة بل كنا بشراً. أحترمنا وأحببنا بعض وفي قمة الأنسانية. ياصديقي ورفيقي في المعرفة والتجربة. أحبك وأصلي لك يا جميل. كنت صديقاً احبه واقدسه وأصبحت عماً لولديَ وبنتي وانتَ لاتدري. صلوات وشموع ومحبة وروح الصدق والأنسانية لكَ…
 
أعود الى قصتي مع اخيهما الأكبر وعشقي له
أول جملة قلتها له ..أسمعني بروحك يا رجل! انا صبية ليست لديَ أسرار وخبايا ولكنني عاشقة مجنونة وأبحث عن اليقين.
روحي أبحرت في محيطات المعرفة والبحث عن اليقين
وتسلقت كل جبال الهم والحياة حين التقيتكَ في زحمة الحياة وشحة الحب وخوف البنات من اعلان حبهن لمن أحببن
سألني عن تاريخ ميلادي؟
أجبته
- لا أعرف - قد أكون ولدت منذ عشرة ثواني! منذ خلق الطبيعة! الأنفجار الأول! ولكن عليك ان تتيقن من انني ولدتُ حينَ التقيتُ بعينك التي لم ولن تعثر على امرأة تحسهما كما انا.
- قال طيب ياصبيتي, اريدك رفيقة لعمري وروحي المبعثرة وذهني الداعر وقلبي الذي خاب من يقين اسمه الحب وتعب من فقد ألأحباب!
- أجبته بعيوني وبقلبي الغض وروحي الطفلة بالتجربة والحياة! قبلت بك واريدك كما انت عار وبدون رتوش! ولكني ياحبيبي اريد ان اعيش حياة الطيور لا كحياة البشر! وأن مت اريد ان اموت واقفة كالأشجار!
عارية في الخريف
ومخضرة في الربيع
ومانحة الظل في الصيف
ومرتدية أثواب بيضاء في الشتاء
انا حمامة تغني حين تريد تناغي حبيبها وتزق طفلها
صامتة في عشها حين يعتريها البرد والوحشة
أححست بعينيه كان معي ولي فششممته وحضنته وعبقت رائحته التي بت اشمها اينما حللت.
 وقلتُ له:
أنا وأنت توؤمان
كالصحو والسكر توؤمان
روحي الطفلة المتجددة توؤم لجسدك العذب ولروحك وخيالك الذي انهكتهما نساء الوهم والنزوات العابرة
نحن الأثنين توؤمان... كالفرح والحزن توؤمان
كالحياة والموت متلازمان
كالجد واللعب رفيقان
انا حضنك الذي يطعمك الدفء والأمان
كما انت دنياي
انت الكلمة وانا وترها الذي يمنحها اللحن الذي يناغي كل قلوب البشر خيبة , خسارة, فرح, سعادة ,حلم, نجاح, فشل!
ولكن هل يوجد أبلغ من فرح روحي حين يكون توؤما لحزن قلبك؟
 كان مرتبكً, خائفاً, قلقاً.!
غير  واثقا....متأملا...حائراً
..مترددا...خاسرا الكثير...ولكني ايقنت انه كان عاشقا وباحثا عن حبيبة ورفيقة عمر تحتويه كله بخساراته وذنوبه ودعره
أربكني انا الصبية التي كنت كالوردة التي تبحث عن نبعا يرويها... المهرة الجامحة التي كانت تركض في حقول الانسان والحب والبحث عن الفضاءات والحقول التي لا تحدها حدود ....رقصت وطربت روحي وقلت هذا هو ظالتي التي اظناني البحث عنه في قصص وروايات الحب وحديث الصبايا الخائبات....
رقصت روحي... طارت في سماوات وفضاءات العشق والحبيب المستحيل!
قلت تعال ياحبيبي اغفو في حضني الدافئ... ومن لحظتها اقسمت مع نفسي سأحارب كل العادات والتقاليد ..لا بل الكون ومايحتويه من ممنوعات....لانني كنت اشعر بانتصار وسعادة لايفهما من كان حولي بالعثور على مكمل لروحي المتمردة والجامحة...الفتية..الحالمة بالحب والصدق المطلق....الحبيب المطلق....طرت فرحا وامعنت في كسر جدران كل الممنوعات التي رسمتها العادات والتقاليد التي كنت أشعر بها عثرة في طريق حريتي وخلاصي من عبودية مجتمع بدوي … كان كياني عبارة عن  ثورة لاتحدها حدود!!!!!!!!!!!
ووجدت به فارسي وخيالي الذي رسمته في خيال روحي التي كانت لاتعرف معنى الخوف او التنازل... روحي التي كانت لاترسمها حدود سوى حدود العطاء والمنح المطلق لمن اعشقت.



#ناهدة_جابر_جاسم (هاشتاغ)       Nahda_Jaber_Jassem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زمان مضى
- أعتراف
- أنه خياري
- صرخة
- هجرة الأيدلوجيا ولكني أدمنت عشق بلدي وأبناء جلدتي!
- الواهمة
- عشق فرعوني
- نخلة في صحراء
- بستان عمر يحترق الى رجل لا يفقه معناها
- بلا خطيئة الى صلاح حبيب روحي وجذوة قلبي
- الحالمة
- كابوس
- لحظة شجن
- سماء بلا حروف
- - الحسن بن هانئ- المعروف بأبي نواس
- قصائد الى مجهول
- لقاء صحفي
- سيرة شخصية - الفصل الثاني
- سيرة شخصية
- قصائد


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ناهدة جابر جاسم - سيرة شخصية-مرحلة الصبا والشباب-