أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طاها يحيا - الشعر السياسي الشيعي قبل قرن















المزيد.....

الشعر السياسي الشيعي قبل قرن


طاها يحيا

الحوار المتمدن-العدد: 4579 - 2014 / 9 / 19 - 20:57
المحور: الادب والفن
    



الشعر السياسي عند علماء الشيعة قبل قرن، بين عامي 1914- 1970م، كالسيد محمدسعيد الحبوبي والسيد محمد جمال الهاشمي والسيد مصطفى جمال الدين والسيد محمدحسين فضل الله، الشاعر محمدمهدي الجواهري مسيرته من الحوزة العلمية في النجف الأشرف، قبل ان يتخلى عن زيه الديني والجو الإسلامي. الإحتلال البريطاني للعراق، ومقاومته بالثورة المسلحة، وتحديد شكل الحكم وغير ذلك، فرضت على علماء الدين تحديد الموقف الشرعي. عدم تطور خصائص الفن الشعري الشيعي خلال سنوات 1918- 1945م، الفترة الأولى(1918- 1939م) والفترة الثانية (1939- 1945م) لنفس الشعراء، مثل الشيخ محمدرضا الشبيبي والشيخ محمدباقر الشبيبي والشيخ محمد علي قسام والشيخ محمد علي اليعقوبي والسيد هبة الدين الشهرستاني والشيخ محمدجواد الجزائري. الفترة الثالثة (1945 ـ 1970) برزت طاقات شعرية جديدة وسط علماء الدين الشيعة، وقد تميز هذا الجيل من الشعراء بقدرته على تطوير الشعر الإسلامي، حيث كانت لهم نظريتهم الواضحة للأدب الإسلامي ودوره في الحياة السياسية. ولعل تطور حركة الأدب العربي في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية قد فرضت نفسها على جيل الشعراء بأسره، كما إن مواكبة هذه الطبقة من شعراء الشيعة للتطور الأدبي، وإدراكهم بأهمية إدخال عناصر التطور في الشعر الشيعي قد ساهم في تجاوز الشعر للصيغ التقليدية التي كانت سائدة في ما سبق وهذا ما نلاحظه في دخول بعض الشعراء كالسيد محمدحسين فضل الله مجال الشعر الحر. وهو إتجاه لم يكن مألوفا في الحياة الأدبية عند علماء الشيعة حتى منتصف القرن الماضي. برز في هذا الإتجاه السيد محمد جمال الهاشمي والسيد محمد حسين فضل الله والشيخ أحمد الوائلي والشيخ جعفر الهلالي. التطوع الجهادي الأول كان عام 1914م والثاني بعد قرن عام 2014م “الغريب ان لا يتعظ المنتصرون من هزيمة عدوهم” (الرئيس الأميركي آنذاك Franklin Roosevelt). توزع المقاتلون إلى ثلاثة مجاميع:

الأولى: بقيادة كاظم صبي وعباس علي الرماحي.
الثانية: بقيادة الحاج نجم البقال.
الثالثة: كريم الحاج سعد راضي.
وبعد انهيار العمل التنظيمي في جمعية النهضة وزج رجالها في غياهب السجون والشاعر الكبير محمدجواد الجزائري مؤسس الجمعية بعد ان اودع السجن ببغداد في شهر رجب من عام 1336هـ ق كان يتحسس آلام الناس والمحنة التي حلّت بهم وكان روح النداء والتضحية تجري في عروقه وهذا المعنى تجسده واضحاً في قصيدة البصائر التي نظمها في السجن:

مدونا بصائرنا لا العيونا * وفزنا غداة عشقنا المنونا
عشقنا المنون وهمنا بها * وعفنا أباطحنا والمجونا
وقمنا بها عزمات مضاة * أبت ان تسيس الردى او تلينا (محمد كمال الدين، الثورة العراقية الكبرى).
القصيدة التي بعثها الشيخ الجزائري من سجنه ببغداد الى العلاّمة السيد عيسى كمال الدين:

خطب كما تعلمونه صعب * يربو عليه الهم والكرب
خطب تطير له العدى فرحا * ويهيم من اطرائه الصحب
تجري له عين الخليل دما * ويذوب منه لوقعه القلب.

الشاعر الشيخ محمدعلي اليعقوبي يرسل هذه القصيدة الى جبهة الثوّار في السماوة والرميثة وعنوانها تحيّة الثوّار:

أحبتنا بساحات الكفاح * ثقوا بالنصر فيها والنجاح
نفرتهم للوغى لما دعاكم * لها الداعي بشوق وارتياح (ديوان اليعقوبي، ص 165).

والشاعر الشيخ محمدحسن ابوالمحاسن وزير المعارف (( جد رئيس الحكومة السابق نوري المالكي الذي فر إلى الشام عندما كان موظفا بسيطا في وزارة جده المعارف، التربية)) قصائد منها التي اُلقيت في اجتماع عُقِد في صحن الامام الحسين بكربلاء بتاريخ 26 رمضان 1338هـ ق، طالب فيها باستقلال العراق:

وثق العراق بزاهر استقلاله * والشعب متّفق على استقلاله
اضحى يؤمل نيل الشرف غاية * يارب اوصله مدى آماله (محمد كمال الدين، الثورة العراقية الكبرى). الشاعر الشيخ محمدمهدي البصير في مطلع قصيدته في مسجد الحيدر خانه ببغداد:

بين الاسنّة والقواضب * شرف المبادىء والعواقب
إبغ السلام فان، تخب * فيما قصدت له محارب
ودع المقال الى المصال * بملتقى القُب السلاهب (محمد كمال الدين، الثورة العراقية الكبرى).

الشاعر محمدصالح بحر العلوم:

أيرفع هذا الشعب بنيان حكمه * صحيحاً ورأس الحاكمين يخرب؟!
وهل يعذب الورد الذي منه ترتدي * بلادي وفيها ابن البلاد معذّب؟!

والشاعر الشيخ علي الباري:

قف بالرميثة واسأل ما جرى فيها * غداة ثارت بشوال ضواريها
وعن سواعدها قد ثمرت وقضت * ان تستعيد بماضي العزم ماضيها.

الشاعر عبدالمحسن الكاظمي متفائلاً بقدوم فيصل الملك. بعد بضعة ايام من حفل التتويج مسودة لمعاهدة اولية حول مناقشات، تضمنت 15 مادة نذكر منها ما يلي:

المادة الثانية: «على الملك فيصل ان يستعين بالمشورة البريطانية ولا يعين موظفين بدون موافقتها».
المادة الثالثة: «تمثل حكومة بريطانية بمندوب سام وحاشية استشارية ويطلع المندوب السامي على القضايا المهمة».
المادة الخامسة: «أن تمثل بريطانيا العراق في الخارج».
المادة السادسة: «ان تحتفظ بريطانية في العراق بجيش للدفاع عن التجاوز الخارجي وتأييد الامن في الداخل وتستخدم الطرق والسكك الحديدية والموانىء لحركة هذه القوات ونقل الوقود والذخيرة».
المادة العاشرة: «عدم عرقلة شؤون المبشرين».
المادة الرابعة عشرة: «استشارة المندوب السامي في القضايا المالية»:

فليس الفرات ولا دجلة * ولا النيل مثلك إذ ننهل
وأجدر بالملك ذو فطنة *اذا غفل الدهر لا يغفل
ولا يأمن المكر ما لم تكن * جراثيمه لعد لم تؤصل.

سلام يا سنا القمرين يوحي * عليك به من الله السلام
سلام كله أمل ووجد * وتعظيم لقدرك واحترام.

وبعث له قصيدة يعرب فيها عن خيبة امله يسخر من أفعاله:

قل للذي ظن العلى كل العلى * تكحيلة عينيه والتسويك
انت الذي خسر الحياة بغيه *ان الحياة وساوس وشكوك (ديوان عبدالمحسن الكاظمي).

وبرز الدور القيادي لثلاثة من المجتهدين في الدعوة لمقاطعة الانتخابات: السيد أبوالحسن الاصفهاني وميرزا حسين نائيني والشيخ مهدي الخالصي مالم تحقق للشعب مطالبه التالية:

1ـ الغاء الادارة العراقية.
2ـ اطلاق حرية المطبوعات والاجتماعات.
3ـ سحب المستشارين من الالوية.
4ـ اعادة المنفيين السياسيين.
5ـ السماح بتأليف الجمعيات.

في مسألة الانتخابات اثر سؤال قدم اليهم بنص ما يلي:

«هل يجوز المداخلة ببعض الوجوه في انتخابات المجلس التأسيسي العراقي ام لا يجوز لكل احد من العراقيين، افتونا ادام الله ظلّكم على العالمين».

أجاب على هذه الفتوى 14 عالماً مؤكدين حرمة الانتخابات واعتبار الاشتراك فيها بمثارة الخروج عن الدين، ووزعت في شتى انحاء العراق، نصت فتوى المرجع الاعلى السيد ابو الحسن الاصفهاني على:

«الى اخواننا المسلمين.. ان هذا الانتخاب يميت الامة الاسلامية، فمن انتخب بعد علم بحرمة الانتخاب، حرمت عليه زوجته وزيارته، ولا يجوز رد السلام عليه، ولا يدخل حمام المسلمين».

وتحدث الشاعر باقر الشيبي في وضع الوزارات المتردي وكيف ان الحكام لا حرص عندهم على هذه الامة التي قدمت الكثير في سبيل نير كرامتها:

هذه البلاد وهذا حكمها الذاتي * فلا يغرنّك لطف العبارات
رؤى رأوها فخالوها محققة * وكيف يأمن قوم بالمنافات
ليت البلاد التي ثارت مجاهدة * قامت على الهيكل البالي بثورات.
الشبيبي:

أين الرجال التي أضحت جهودهم * مضاعة عند اشباه الرجالات؟
ما مزّق الشعب الاّ ضعف قادته * على الخطوب ونقض في المفادات (يوسف عزالدين، الشعر العراقي الحديث، ص 413).

البصير:

ما رسمنا للاستشارة حدّا * فلها العذر ان تجوز الحدودا
شغلت مركز القيادة منّا * اذ رضينا فكنا لها جنودا
أتقولون انها اكرهتنا * فعلنا ما نواه سديا؟
شكر الله سعيكم خبروني * كم بذلتم في كبحها مجهودا! (جريدة العراق، العدد 2571 السنة التاسعة 1928م).

قالت جريدة (الزمان) البلاد مستعمرة (يقولون ان البلاد مستقلة وان شؤونها تديرها حكومة وطنية.. والله يعلم ان البلاد مستعمرة لا مستقلة وكيف لا تكون كذلك وهذه جنود الانجليز فيها وهذي طياراتهم محلقة في سماء العراق صباحاً ومساءا.. وكيف تكون مستقلة وكلمة الانجليز هي العليا في الصغيرة والكبيرة ومن الخطل في الرأي العليا ان تستمر على التغرير بأنفسنا فنزعم مخالفة الانجليز لنا انّما هي مستندة الى الاخلاص المتبادل، فالمعروف الذي لا يمكن تجاهله ان القوي اذا خالف ضعيفاً، فهو انما يسعى الى مغنم يلبسه ثوب الحق وينفي عنه تهمة الغصب والاعتداء، بغير ذلك لا يمكن تعليل هذا، ولو بحثنا الحالات المتعددة التي سلمت فيها الوزارة العراقية لوجدنا ان اساس التسليم للانجليز في هذه البلاد انما يرتكز على الافراط في الحذر لئلا يصطدم هذا الاستقلال بسيطرة الانجليز، وقد هاجم محمدصالح بحر العلوم كل وزير وكل نائب واعتبره جاسوساً يخدم الاجنبي، وما الراتب الاّ اجرة عمله هذا فقال:

تجسس البعض منكم بجرأة ومهارة
ونال منا اجوراً عن جهده بجدار
ففي النيابة أجر وآخر في الوزارة( يوسف عزالدين، الشعر العراقي الحديث).

علي الشرقي:

صوروا مجلساً بهيّاً أنيقا * شيخه واقف ويلقي خطابه
لوسألتم منه سؤالا دقيقا * سوف تعطيكم الليالي جوابه.

محمدباقر الشبيبي:

الحكم حكمهم بغير منازع * والأمر مصدره والمورد
المستشار هو الذي طلى * فعلام يا هذا الوزير تعربد(جريدة النهضة، العدد 297).

قال معروف الرصافي (ت 1945م):

«أبت كتب التَّاريخ للحقِ مُلتقى * فبينهما مِن زخرف القول مُوبقُ * فإن شرّقت في الحقِ فهو مُغربُ * وإن غربتَ في الحقِ فهو مُشرقُ * فإن ذكروا النُّعمان يوماً فلا تثق * بأكثرِ مما قال عنه الخورنقُ» (الأعمال الشعرية الكاملة).



#طاها_يحيا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخميني القائد العام للقوّات المُسلحة
- هيلاري Clinton: خيارات صعبة
- رفعة العين في زمن المام الهُمام «المعصوم»
- ما ننطيها!..
- وداعاً لينين!
- خليفة عمامته سوداء
- استنكار من الشمال إلى الجنوب
- مخاض مولود مسخ نكسة حزيران 2014م
- مشروع Biden الشرق الأوسع
- الجيش مثنى وثلاث يتخلى عن الحزب القائد
- أعرف لماذا يغرد الطائر حبيساً I Know Why the Caged Bird Sing ...
- سبات الشتاءات Winter
- انتخابات نيسان أبقت على الفشل مع إعلان النفير العام
- رأس المال في القرن 21م
- حملة: الحرية للجزيري (بدوي) لا لسيرك هجن الجنادرية
- Dexter Filkins في مقابلة مع CNN
- تصحيح الإسم طاها يحيا في ذكرى شكسبير ال450
- Luxemburg ثالوث Benelux
- شاعر الشعب
- أسماء الله في رسوم متحركة


المزيد.....




- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طاها يحيا - الشعر السياسي الشيعي قبل قرن