أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسعد العزوني - في تقديره الإستراتيجي (70): قراءة في أداء السلطة الفلسطينية خلال حرب غزة 2014 وانعكاساته المستقبلية مركز الزيتونة :حكومة الوفاق الوطني الفلسطينية تأخرت في التعاطي مع العدوان الأخير على غزة















المزيد.....

في تقديره الإستراتيجي (70): قراءة في أداء السلطة الفلسطينية خلال حرب غزة 2014 وانعكاساته المستقبلية مركز الزيتونة :حكومة الوفاق الوطني الفلسطينية تأخرت في التعاطي مع العدوان الأخير على غزة


أسعد العزوني

الحوار المتمدن-العدد: 4579 - 2014 / 9 / 19 - 16:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في تقديره الإستراتيجي (70): قراءة في أداء السلطة الفلسطينية خلال حرب غزة 2014 وانعكاساته المستقبلية


مركز الزيتونة :حكومة الوفاق الوطني الفلسطينية تأخرت في التعاطي مع العدوان الأخير على غزة

انضمام الضفة الغربية إلى المواجهة كان سيحقق ميزة استراتيجية كبيرة للفلسطينيين، ويقصر عمر المعركة و يرفع سقف الإنجازات
االمركز يوصي بالتعامل مع المقاومة كرافعة وليس كمعوق للمشروع الوطني الفلسطيني

عمان- أسعد العزوني
قال تقدير إستراتيجي أصدره مركز الزيتونة للدراسات في لبنان الأربعاء الماضي أن حكومة الوفاق الوطني الفلسطينية تأخرت في التحرك، على مستوى الأداء الداخلي، تجاه العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وجاء تحركها محدوداً ومنفصلاً عن الواقع وعن حجم التحديات والحاجات؛ وحافظت في الوقت عينه على القبضة الحديدية في الضفة لتمنعها من تخطي حاجز "التضامن" إلى تصعيد فعاليات الانتفاضة والاحتجاج الشعبي.

وأضاف التقدير أنه وعلى المستوى السياسي شهدت الحرب تفاوتاً كبيراً في مواقف قيادة السلطة بين مرحلتين: الأولى على مدى أسبوعين تعاملت بشيء من البطء والبرود لا يتناسب مع حجم العدوان، والثانية رفعت سقفها بما يتناسب مع المطالب الشعبية ومطالب المقاومة، دون أن يخلو الأمر من ثغرات في الأداء السياسي.

يخلص التقدير إلى أربع سيناريوهات ممكنة: بين البناء على تجربة الوحدة وتكريسها كنموذج جديد لإدارة المشروع الوطني وإدارة الخلاف، أو العودة إلى الأداء "الكيدي والفصائلي"، واستخدام إشكاليات التمويل والرواتب وإعادة الإعمار لتفريغ إنجازات المقاومة من محتواها، ومحاولة تحقيق الهيمنة الفتحاوية التدريجية "الناعمة" على القطاع. أما السيناريو الثالث فهو الدخول في صراع فصائلي وسياسي للسيطرة على غزة بالتعاون مع المحور المعادي للحركات السياسية الإسلامية. والسيناريو الرابع هو تصاعد حالة المقاومة الشعبية في الضفة بشكل يستحدث واقعاً جديداً ينهي الحالة الوظيفية للسلطة، ويُصعِّد المواجهة مع الاحتلال. وبينما يشكل السيناريو الأول الخيار الأوفق والأكثر جدوى، يبقى السيناريو الثاني للأسف مساراً واقعياً وأقرب للعقلية التي تحكم أداء السلطة.
ونوه التقدير أن العدوان الصهيوني على غزة جاء بعد خمسة أسابيع تقريباً من تشكيل حكومة الوفاق الوطني الفلسطينية التي شُكلت لتنهي نظرياً سبع سنوات من الانقسام في بنية السلطة بين تيارين سياسيين ونهجين توزعا على إقليمين مختلفين، وقد جاء العدوان في وقت كانت فيه حكومة الوفاق هذه تواجه العديد من الملفات الشائكة مثل مصير موظفي الحكومة المقالة في غزة، ودفع الرواتب، وقضية كهرباء غزة، والإدارة الأمنية للقطاع، ووقف الاعتقال السياسي في الضفة الغربية وإطلاق سراح المعتقلين، وتنفيذ الاستحقاقات الأساسية المترتبة على اتفاق المصالحة؛ وأهمها إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية متزامنة بضمانات لشفافيتها ونزاهتها. مع بدء العدوان لم تكن حكومة الحمد الله قد تمكنت من معالجة أي من هذه الملفات، بل كانت الدلائل تتجه إلى أنها ستكون حكومة مغالبة يحاول فيها طرف أن يكرس غلبته على الطرف الآخر، باستخدام أوراق ضغط مختلفة أهمها التمويل والرواتب والكهرباء ومصير معبر رفح.

وأوضح ان هذه الحكومة حملت منذ تشكيلها وزناً نسبياً محدوداً وغير متناسب لقطاع غزة، إذ تواجد فيها 4 وزراء فقط من أصل 17 وزيراً شغلوا حقائب العدل والأشغال والعمل وشؤون المرأة.وأنه مع بدء العدوان على القطاع، تعرضت عدة قطاعات في غزة لتدمير منهجي كان أهمها القطاع الصحي والبنى التحتية، وتعرضت المقار الحكومية والأمنية لدمار كبير، وكان من المفترض في حكومة الوفاق أن تستنفر قدراتها وطاقاتها، وأن تحاول إسناد أجهزتها في غزة بغرف عمليات وطوارئ، وبدعم مالي مباشر، ومحاولة الوصول إليها بالدعم اللوجستي قدر الإمكان.

وفي ذات السياق بين التقدير أن حكومة الحمدالله إجتمعت لأول مرة في 10/7/2014 أي في اليوم الثالث للعدوان الذي بدأ فعلياً في 8/7/2014، وأعلنت حالة الطوارئ، ولم يتوجه أي من وزرائها إلى غزة ولم توضح موقفها بهذا الشأن إلى أن أعلن الرئيس محمود عباس في 14/7/2014، اليوم السابع للعدوان، أنه "سيرسل عدداً من الوزراء لرفع تقارير فورية عن احتياجات المواطنين في القطاع"، وكان وزير الصحة جواد عواد أول الواصلين في اليوم التالي، وكان من الطبيعي أن لا يحظى حضوره المتأخر والمنفرد بالرضى والقبول الشعبي.

أما على المستوى المالي، فأسست حكومة الحمد الله صندوقاً خاصاً لإغاثة قطاع غزة، خصصت له بحلول 21/7/2014، اليوم 14 للعدوان، مبلغ 35 مليون شيكل وعادت في 24/7/2014، اليوم 17 للعدوان، لترفع المبلغ إلى 55 مليون شيكل، أي ما يقارب 15.5 مليون دولار، أي أن حكومة الوفاق صرفت ما معدله 9 دولارات للفرد الغزي الواحد لتعزيز موقفه في مواجهة هذا العدوان . أما الرواتب، فلم تدفع حكومة الحمد الله رواتب للموظفين الذين عينتهم حكومة إسماعيل هنية حتى كتابة هذه السطور، بالرغم مما كابدوه وعائلاتهم على مدى 51 يوماً من العدوان.

وتابع انه بالرغم من إعلان هذه الحكومة في 27/7/2014، اليوم العشرين للعدوان، اعتبار قطاع غزة منطقة منكوبة، فلا يبدو أن تبعات تنفيذية أو عملية ترتبت على ذلك، فقد بقي جهد هذه الحكومة محصوراً في شاحنات من الأدوية كل بضعة أيام، ومعونات مالية وإغاثة محدودة، إضافة لدفع ثمن الوقود لمحطة كهرباء غزة لتعذر الجباية خلال الحرب. بل إن الحكومة أبدت فقراً في حساسيتها لأوضاع القطاع إذ أعلنت أن الدراسة ستستأنف كالمعتاد بالرغم من وجود عشرات آلاف المهجرين في المدارس، ولم يعلن تجميد قرار استئناف الدراسة في غزة إلا قبل ثلاثة أيام فقط من الموعد المفترض لبدء الدوام المدرسي.

وأكد التقدير ان انضمام الضفة الغربية إلى المواجهة كان سيحقق ميزة استراتيجية كبيرة للفلسطينيين، وكان من الممكن أن يقصر عمر المعركة وأن يرفع سقف الإنجازات، إلا أن القبضة الحديدية للأجهزة الأمنية للسلطة لم تسمح للضفة بتجاوز حاجز "التضامن" على مدى 51 يوماً من العدوان، وبدا أن نهج السلام الاقتصادي و"بناء الدولة" والتنسيق الأمني قد نجح في تحويل الضفة إلى إقليم منفصل عن غزة في الرؤية والمسار، على مدى ثلاثة حروب متتالية خاضتها غزة منفردة. وعلى مدار أيام الحرب، كانت المواجهات مع قوات الأمن الفلسطينية شبه يومية، ولم تتوقف الاعتقالات، ولم تتوقف اللقاءات الأمنية الفلسطينية - الإسرائيلية، وقد شكلت مواجهات حاجز قلنديا في ليلة 27 رمضان شاهداً على هذه الحقيقة، ففي المرة الوحيدة التي سمح فيها لأعداد كبيرة من الفلسطينيين بتخطي الحواجز الأمنية الفلسطينية، شهد محيط حاجز قلنديا اشتباكات عنيفة لم يشهد لها مثيلاً منذ سنوات.

وكشف التقدير أنه بدا من الناحية العملية مع بداية العدوان أن الرؤية لدى قيادة السلطة بأنه يشكل فرصة سانحة لتسجيل المزيد من النقاط على حماس، وتعزيز عزلتها الإقليمية والدولية، بل تعدى الأمر تسجيل النقاط إلى نوع من الاستباق غير المبرر للتصعيد الإسرائيلي، بشكل ينبئ بتعويل ما على هذا التصعيد ونتائجه، فرئيس السلطة أعلن بأن الحكومة الإسرائيلية اتخذت القرار بالحرب البرية في 11/7/2014، أي في اليوم الرابع للعدوان، بينما لم يصدر هذا القرار فعلياً عن الحكومة الإسرائيلية إلا في وقت متأخر من ليل 17/7/2014، أي مع نهاية اليوم العاشر للعدوان.

وقال التقدير ان رؤية تسجيل النقاط عبرت عن نفسها من خلال مشاركة رئيس السلطة في مؤتمر للسلام نظمته صحيفة هآرتس في 8/7/2014، اليوم الأول للعدوان، في تل أبيب، في الوقت الذي كانت فيه الطائرات الإسرائيلية قد أوقعت 24 شهيداً و152 جريحاً على مسافة 60 كيلومتراً إلى الجنوب، في قطاع غزة. إضافة إلى التعويل على الوقت في تعميق مأزق حماس: وتجلى ذلك في طلب رئيس السلطة محمود عباس في يوم 12/7/2014، اليوم الرابع للعدوان، بتأجيل انعقاد اجتماع وزراء الخارجية العرب لمناقشة العدوان على غزة وكذلك استثمار جفاء الموقف المصري من حماس والعمل على تعميق الجفوة بين الطرفين: وقد تجلى ذلك في دور رئيس السلطة محمود عباس في بلورة المبادرة المصرية الأولى دون استشارة لأيّ من فصائل المقاومة التي تخوض المعركة في قطاع غزة، والدفع نحو الإسراع في إطلاقها للإعلام، وقد أكد رئيس السلطة دوره في المبادرة في 18/7/2014 قائلاً إنه اتصل بالرئيس السيسي مرتين وطلب منه تقديم المبادرة، وقد التقى عباس بالقيادي في حماس موسى أبو مرزوق في اليوم التالي طالباً منه قبولها فوراً ودون شروط.

علاوة على ذلك أطلقت رئاسة السلطة تصريحات في الاتجاه ذاته بأن فتح معبر رفح يتم على أساس اتفاقية 2005 وليس لمصر أيّ دور في فتحه أو إغلاقه، وفي 19/7/2014 صدر عن الرئاسة بيان يشجب ما أسماه "حملة التشويه والتشكيك التي تشنها بعض الجهات حول صلاحية المساعدات المصرية"، معتبراً أن تلك الحملات "مشبوهة للنيل من سمعة مصر"، وقد جاءت هذه التصريحات لتستثمر من جديد في الخلاف بين مصر وحماس، ولتتغاضى عن حقيقة مؤلمة وجارحة لشعبها لم تكن لتنشر لولا حجم المرارة التي خلفتها.لافتا أنه وبالتزامن مع هذا الأداء، كانت قيادة السلطة تجري نقاشات أكاديمية وقانونية حول "توفير الحماية الدولية"، أو "وضع فلسطين تحت الوصاية الدولية"، وكانت القيادة الفلسطينية الدائمة الانعقاد في مقر الرئاسة غارقة في نقاش نظري حول الصيغة الأوفق للطلب، لتتوصل للحل في 13/7/2014، اليوم السادس للعدوان، وليسلم رئيس السلطة محمود عباس رسالة لمبعوث الامم المتحدة روبرت سيري يطلب فيها وضع الشعب الفلسطيني تحت الحماية الدولية.
وأوضح التقدير أن الانقلاب في الموقف من العدوان وقراءته في 19/7/2014، بدأ بعد مرور أقل من 48 ساعة على العملية البرية الإسرائيلية وبدء تسرب أخبار الصعوبات التي تواجهها والخسائر التي تتكبدها، وقد أطلق أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ياسر عبد ربه بالونات الاختبار الأولى لهذا الموقف في 19/7/2014، اليوم الثاني عشر للعدوان، حين قال: "فشلنا في المفاوضات... وغزة تدافع حالياً عن المشروع الوطني الفلسطيني". وقد جاءت تصريحات رئيس السلطة محمود عباس في 21/7/2014، اليوم الرابع عشر، لتتابع هذا الموقف وتنتقل لتبني شروط فصائل المقاومة التي طرحت رداً على المبادرة المصرية وقد تُوج التموضع الجديد لقيادة السلطة بخطاب عالي السقف وغير المسبوق لرئيسها محمود عباس في ليل يوم 22/7/2014، اليوم الخامس عشر للعدوان، والذي قال فيه "لن يرهبنا القتل ولا التدمير... وسنضمد جراحنا حين يأتي اليوم المحتوم الذي ننتصر فيه وترفرف رايات القدس عالياً فوق الأقصى والقيامة"؛ ودعا فيه "الجميع للتعاضد ونبذ الخلافات في هذه اللحظات العصيبة... والابتعاد عن الفصائلية الحزبية الضيقة."

وبين أنه وخلال هذه المرحلة جرى لقاء عباس - مشعل الأول في الدوحة يوم 21/7/2014 واتفق فيه على توجه عزام الأحمد للقاهرة للإسهام في التفاوض، وطرحت السلطة في 23/7/2014 فكرة هدنة مؤقتة للتفاوض، وتقرر من ثم في 29/7 تشكيل وفد موحد للتفاوض ضم ممثلين عن السلطة والجهاد وحماس، وتمت بعد ذلك بلورة ورقة المطالب الفلسطينية الموحدة التي شكلت في نهاية الأمر أساس اتفاق إطلاق النار الذي تمّ التوصل إليه في 27/8/ 2014 .وأن السلطة بعثت برسائل سياسية بدت وكأنها متناقضة؛ غير أنها جمعت بين سلوك يرغب في التعامل الإيجابي مع الأداء البطولي للمقاومة والضغط الشعبي الواسع المؤيد لها، سواء كان ذلك بالتماهي مع الموجة أم بركوبها؛ وبين حالة الارتباك والضيق التي وجد التيار المؤيد لمسار التسوية والمتساوق مع البيئة الإقليمية نفسه فيها، ولوحظ وحدة الوفد المفاوض الفلسطيني على خلاف ما كان قبل هذه الفترة، وحفاظه على وحدته حتى الوصول لوقف إطلاق النار، بالرغم من بعض الاختناقات التي شابت مسيرة التفاوض،إضافة إلى التبني العلني لمطالب المقاومة وإستخدام السلطة لعلاقاتها الإيجابية مع النظام المصري للتوصل إلى إتهام.وضبط سقف تضامن الضفة الغربية مع غزة إلى الحد الذي لا يضر بالتزامات السلطة تجاه "إسرائيل"، وتنفيذ اعتقالات وخوض مواجهات مع المحتجين في الليلة نفسها للخطاب الناري لرئيس السلطة.

وعلاوة على ذلك لمس الجميع المماطلة في التوقيع على ميثاق روما الممهد للانضمام لمحكمة الجنايات الدولية. وبالرغم من كل المطالبات لقيادة السلطة، وتهديدها المتكرر بإتمام هذه الخطوة، إلا أن السلطة وجدت طريقة لتأخيرها على مدى 51 يوماً، وطالبت الفصائل جميعاً بالتوقيع على مذكرات تخولها الانضمام للميثاق، ولم تلبث بمجرد انتهاء العدوان أن أطلقت "مفاجأة سياسية" أعادت توقيع ميثاق روما إلى موقعه كآخر الحلول. وظهرالحرص على الحفاظ على موقف أقرب إلى النظام المصري منه من حماس، على خطّ الأزمة بين الطرفين، والتأكيد المتكرر على أن المبادرة المصرية مبنية على تفاهمات 2012، والتشكيك في نوايا حماس انطلاقاً من ذلك، والإشارة إلى تسببها بالخسائر والضحايا لإصرارها على القتال بالرغم من وجود الحل في الورقة المصرية.

وبين التقدير أن"إسرائيل" تمكنت بسهولة من خلخلة الموقف الجديد للسلطة، من خلال نقل معلومات مفبركة إلى رئيس السلطة، بأن 93 من نشطاء حماس "اعترفوا" بتنظيمهم محاولة "انقلاب" في الضفة الغربية، وقد تبنى رئيس السلطة هذه الرواية فوراً وكما هي، وذهب في 21/8/2014 إلى لقاء الدوحة الثاني مع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل وهو مستفز ومسكون بالهاجس الداخلي، وفي ذروة العدوان على غزة انصبت معظم المباحثات بين الطرفين على رواية الشاباك حول "محاولة الانقلاب"، واستدعاء سجل من الأحداث غير المثبتة التي حملت العنوان نفسه؛ وبدا أن "إسرائيل" تعرف كيف تستعيد العصبية الداخلية لرئاسة السلطة في أخطر المفترقات وبجرة قلم. في الوقت عينه، كانت مكانة السلطة تتعزز كحل وسط لإبرام الاتفاق في نظر الإسرائيليين، وباتت ضرورة إعادة السلطة وسيطرتها الأمنية إلى قطاع غزة بمثابة محل إجماع بين قوى اليسار والوسط الإسرائيلية، مؤكدة بأن أيّ حديث عن الميناء والمطار يجب أن يرتبط بتسليمها لهذه السلطة.

وبخصوص السيناريوهات المتوقعة بعد وقف العداون قال المركز أن هناك أربعة سيناريوهات هي:
السيناريو الأول: تفعيل مسار المصالحة والشراكة الوطنية، والبناء على حالة الوحدة التي سادت مرحلة التفاوض على وقف إطلاق النار، والعمل على بناء حالة "تكامل" بين النهجين والبرنامجين، بشكل يذلل الصعوبات أمام افتتاح المطار والميناء، ويبني نهجاً من المفاوضات السياسية المبنية على إنجازات المقاومة.

السيناريو الثاني: العودة إلى مرحلة الكيدية السياسية والفصائلية الضيقة، ومحاولة استثمار الحالة الدولية والإقليمية لإفراغ الإنجاز العسكري لحماس وفصائل المقاومة من محتواه، واستخدام الإغاثة والإعمار والرواتب كمداخل أساسية لمرحلة تأزيم داخلي جديدة، لكن في ظلّ ظروف كارثية في غزة؛ بما يُمكِّن قيادة السلطة وفتح من السيطرة على القطاع، وتهميش قوى المقاومة ودورها تدريجياً، ومتابعة تنفيذ استحقاقات "أوسلو" على القطاع.

السيناريو الثالث: المبالغة في الكيدية نتيجة الخوف من القوة المتعاظمة لحماس وفصائل المقاومة، ومحاولة الدخول ضمن المحور الإقليمي المعادي للحركات السياسية الإسلامية، في محاولة لاستعادة السيطرة الأمنية على القطاع من جديد.

السيناريو الرابع: تشكل وتصاعد حالة مقاومة شعبية شاملة في الضفة الغربية تحت تأثير نموذج المقاومة وإنجازاتها في غزة وتراكم الإجراءات الانتقامية الإسرائيلية، مع تزايد حالة الإحباط لدى قيادة السلطة والمنظمة من مسار التسوية، بشكل يصل في النهاية إلى سقوط معادلة الدور الوظيفي للسلطة الفلسطينية وتأسيس واقع جديد، قائم على تحميل الاحتلال لمسؤولياته، وعلى تركيز الفلسطينيين على مختلف أشكال المقاومة لإنهاء الاحتلال،مشددا أن السيناريو الثاني هو القابل للتحقيق.
وأوصى المركز بالتأكيد على الابتعاد عن العقلية الحزبية والفصائلية في إدارة المشروع الوطني الفلسطيني ،وان يتم التعامل
مع المقاومة كرافعة وليس كمعوق للمشروع الوطني الفلسطيني.وكذلك التأكيد على تفعيل وثيقة المصالحة الوطنية بشكل جاد وفعال، وعلى أسس من الشراكة الحقيقية لكافة القوى الفلسطينية في الداخل والخارج.



#أسعد_العزوني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كبير المستشرقين الألمان هارتموت : الأدب والتراث الشرقيين غير ...
- الملتقى الوطني المهني لدعم المقاومة في فلسطين, يقيم حفل عشاء ...
- أبو غزالة امام مؤتمر بومباي الإقتصادي
- إختتام اعمال مؤتمر الطائفية
- الأردن بحاجة لإئتلاف تنموي بدلا من التحالف لحرب داعش
- سكرتير عام غرفة التجارة والصناعة العربية – الألمانية عبد الع ...
- الأردن ..حذار من الإنضمام للتحالف الدولي لمحاربة داعش
- العزوني يصدر كتابا جديدا بعنوان: مشروع الشرق الأوسط الجديد.. ...
- خبير الأمن القومي السوداني أمير المقبول: لجان الأمن القومي ا ...
- خبير الأمن الإقتصادي السوداني أمير المقبول: دول الخليج العرب ...
- قول في الابداع .. ايصال الفكرة أهم من بنية النص
- مغزى تضخيم التهديد الداعشي للأردن ولبنان
- الأردنيون يشاركون في إحتفال إنتصار المقاومة الفلسطينية في غز ...
- حرب أهلية فلسطينية مقبلة
- نتنياهو ...إلى حيث ألقت
- -الإصلاحي -مروان المعشر ؟؟؟؟!!!!
- الهدنةنقيض المقاومة
- الأردن وداعش
- كلمة السر ..المقاومة
- كلمة السر داعش


المزيد.....




- السعودية الأولى عربيا والخامسة عالميا في الإنفاق العسكري لعا ...
- بنوك صينية -تدعم- روسيا بحرب أوكرانيا.. ماذا ستفعل واشنطن؟
- إردوغان يصف نتنياهو بـ-هتلر العصر- ويتوعد بمحاسبته
- هل قضت إسرائيل على حماس؟ بعد 200 يوم من الحرب أبو عبيدة يردّ ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن قتل عضوين في حزب الله واعتراض هجومين
- باتروشيف يبحث مع رئيس جهاز المخابرات العامة الفلسطينية الوضع ...
- قطر: مكتب حماس باق في الدوحة طالما كان -مفيدا وإيجابيا- للوس ...
- Lava تدخل عالم الساعات الذكية
- -ICAN-: الناتو سينتهك المعاهدات الدولية حال نشر أسلحة نووية ...
- قتلى وجرحى بغارة إسرائيلية استهدفت منزلا في بلدة حانين جنوب ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسعد العزوني - في تقديره الإستراتيجي (70): قراءة في أداء السلطة الفلسطينية خلال حرب غزة 2014 وانعكاساته المستقبلية مركز الزيتونة :حكومة الوفاق الوطني الفلسطينية تأخرت في التعاطي مع العدوان الأخير على غزة