امجد الفيومي
الحوار المتمدن-العدد: 4579 - 2014 / 9 / 19 - 13:19
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
عالم ينقرض بين إسلامين
كما يعتقد البعض ان الاسلام المعتدل هو الاسلام الصحيح و فقط، هناك ايضاً من يعتقد ان الاسلام المتشدد هو فقط الاسلام الصحيح ، الاثنين متساويين معرفيا في أدلتهم و آليات استخراج الأحكام و ايضاً في المسكوت عنه في الاستدلال على رأيهم ، هذه الإشكالية موجودة منذ ان قام الخلاف بين الصحابة و من بعدهم على تفسير احكام الاسلام ، عندما قام علي بإرسال عبدالله عباس لمحاججة الخوارج أوصاه بأن لا يحاججهم بالقرآن فقط لانه حمّال أوجه فهو كان يدرك الإشكاليات المتعلقة بقراءة النص و عدم وجود معايير صارمة من داخله لاستخراج المعنى و بالتالي فيما بعد تم بناء معايير فقهية خارجة عن النص تحكم استخراج المعنى منه تضمنت منظومات الحديث المتضخمة بشكل كبير و أصول الفقه المتباينة ما بين الشافعي الذي يعتمد القياس و ابن حزم الظاهري الذي يأخذ حرفيا بظاهر النص و بعدها منظومات فقهية مختلفة باختلاف من ألفوها و اختلاف ظروفهم السياسية الفكرية و الاجتماعية و النفسية ، انا مع الاسلام المعتدل ان أمكن لكن بدون إنكار او تجاهل إمكانية انتاج اسلام متشدد من ذات النص ، الحل يتمثل بالحوار الشامل و الانفتاح على الآخر للوصول الى نقاط الالتقاء المشتركة في محاولة لجعل معايير فهم النص قائمة على منظومة الحرية و حقوق الانسان التي وصلت اليها البشرية في عصرنا و الأهم ان البيئة المعتدلة هي التي تنتج قراءة معتدلة و البيئة المتشددة القاسية ستنتج قراءة متشددة للنص، فليس من المستغرب أبدا انتاج قراءات متشددة في ظل أوضاع سياسية و اقتصادية في غاية السوء ممتزجة بعنف قمعي من السلطات المحلية و عنف دولي من الدول الكبرى، ان التحدي الذي يواجه العرب اليوم قبل الانقراض هو الانتقال من القتال الى الحوار.
امجد فيومي
#امجد_الفيومي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟