أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد حسين يونس - قذف الاحجار في البحيرة الراكدة















المزيد.....

قذف الاحجار في البحيرة الراكدة


محمد حسين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 4579 - 2014 / 9 / 19 - 08:35
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


.
منذ ان خرجت جموع البدوالجائعة من شبه الجزيرة العربية تبحث عن ما بيد جيرانها من طعام .. واسلوبها لم يتغير .. مرت مئات السنين و البدو يرون ان رزقهم يأتي من إرهاب الاخر حتي يسلم لهم مابيده من قوت ويخضع لارادتهم كعبد ذليل .
البدوى كائن لا يتقن اى عمل .. الا قطع الطريق علي القوافل و السائرين وسرقتهم و الهجوم علي المجتمعات الامنة المستقرة ونهبها و استرقاق اهلها .. و تكوين العصابات التي لم تبدل اسلوب عملهاعبر السنين الا في تغير اسلحة التدمير و الموت .. فالقوس و السهم والسيف .. اصبحت البندقية و المدفع و السيارات المفخخة . .والجمال و الخيل إستبدلوها بالهمر و المدرعة .. والراوى نشرقصصهم ولكن بالفيديو و الانترنيت و الاقمار الصناعية .
هل تغير البدوى البدائي السلوك ،كريه الرائحة ،الذى يحاكي الضوارى في قسوته ؟ .. لم يتغير سواء كان رجلا ظل قاطع طريق لص او سيدة إستمرت ترعي الابل و تطبخ و تستسلم للذكر يفعل بها ما يجعلها تحمل وتلد .
حياة البدو ومن خضعوا لهم عبر اربعة عشر قرنا .. لم تتغير ..بحيرة راكدة اسنة رائحتها تزكم الانفاس .. وكائنات روتينية كل منها يؤدى دوره كما لو كانوا مملكة النحل او اسراب النمل او الجراد .. حياة اقرب لحياة الحشرات لا تتغير لا تتطور لا تتعلم الا ما وجدت اسلافها يفعلون .
العابر في منطقة نفوذ العربان من الخليج حتي المحيط .. رغم انه سيجد مباني نم إنشاؤها بالخرسانة و الزجاج .. وشوارع مسفلته بالقار الاسود و عليها علامات بيضاء و صفراء و تحكمها اضواء حمراء و خضراء .. وسيارات تسعي بكل لون و صناعة ..إلا أنه سيجد أن من يعيش في هذا المكان بدو لم يغيروا الكثير من سلوكياتهم وعاداتهم و إنتمائتهم .. سيجد قبائل متناحرة .. و مجتمع يخضع لتقاليد البدو الغابرة شيخ قبيلة متحكم وقوانين يتم بسببها قطع الاعضاء و جلد المخالفين و لا يسألون من قطع رقاب الخلق لماذا قطعتها ،الرجل يرث ضعف ما ترثه اخته و يستولي علي القليل الذى يخصها فلا تحصل علية .. و السيدة تعيش بدرجة ادني من الرجل .
او فلنجمل .. بدو يرتدون ازياء معاصرة ويستخدمون ادوات لم يخترعوها او يصنعونها او يعرفون كيف يصونونها .
الحياة الراكدة التي تشبه البحيرات المغلقة التي تصب فيها كل مخلفات البشر والتي تعود عليها اصحابها فلا يتضررون او يشتكون او يطالبون بالتغيير .. اصابها وابل من الحجارة الرافضة المتمردة سقطت داخلها فتسببت في دوامات حراك المياة الراكدة لتخرج ما رسب في باطنها من عكارة و روائح فاسدة وينقلب القاع ليطفو علي السطح كل ما هو عفن كريه الاكثر عفونة و ضررا كانت السلفية واوهام ان مجتمع العبودية المسمي بالخلافة الاسلامية كان العصر الذهبي لانسان المنطقة الذى عليه ان يسعي لاستعادته .
في الجرائد اليوم صور ملتقطه لعسس مجتمع الملتاثين بالعراق المسمي (داعش ) إذا نظرت اليها بدون ما يحيط الاشخاص من مباني و سيارات فستتصور ان الزمن قد عاد بنا الي ايام المماليك او الانكشارية العثمانية .. بنطلونات منفوخة و احذية تشبه الاخفاف و الشخص الي سيتولي حفظ الامن باسلوب السلف الصالح مطلق لحيته و يعلق سلاحة علي جنبه كما لو كان سيفا .
عندما تتأمل سوق الجوارى الذي اقامه الداعشيون و المزاد الذى جرى علي بيع الصبايا اليزيديات و النخاس الذى قادهن لمصيرهن .. فستتاكد ان القرنين الماضيين تم تجاهلهما و اننا نبدا منذ زمن ماقبل غزوة نابليون للشرق و حملات اوروبا علي المنطقة .
عندما نستمع الي داعية وقح .. يقول ان الارض ليست كروية و ان الشمس تبحر في السماء لتستقر ليلا تحت عرش الله و أن من يقول عكس ذلك هو كافر خارج عن دين الاسلام .. فعليك ان تكون اكثر حمقا و تتجاهل كل الصور الفضائية و كل العلوم الجغرافية و تستسلم لفكر بدوى عقيم و إلا أقيم عليك الحد .
مثل هذه السلوكيات و الاحاديث و الفتاوى ..لم نكن نسمع عنها في زمن ناصر او السادات او صدام او القذافي او الاسد .. و لكن حجارة التمرد التي تم قذفها في البحيرة الراكدة اظهرت ما بجوفها من العفن .
ما يتم حولنا الان من سلوكيات بدائية لا تنتج الا عن قوم فاتهم قطار الزمن فقبعوا علي رصيف التخلف يصخبون هل هو خير ام شر ..هل علينا ان نجلس نبكي بجوار الاطلال الحضارية نرقب بلادنا وهي تهوى الي سافل سافلين .. ام نتحرك لنلحق بقطار الحضارة المارق من امامنا دون تمهل خوفا من ان يصبه ما اصبنا من ويل .
و الحق ان هذا العالم باجرامة و كواكبة و مخلوقاته .. تحكمة قوانين فارضة لايمكن تجاوزها .. اهم هذه القوانين هو التوازن فغلبة عنصر علي العناصر الاخرى لو حدث فمعناه إنتهاء هذا الكون .. لو ان قانون الحركة علي سبيل المثال تغير لابتلعت الشمس كواكبها و ابتلعت المجرة شموسها و ابتلعت الثقوب السوداء مجراتها .. قانون الحركة سائد و البحيرة الراكدة التي اصابها وابل تغير الزمن و الادوات و سهولة الحصول علي المعلومة لم تعد راكدة فالبشر القانعين بالظلم والجور لمئات السنين زالت الغمامة من امام اعينهم وشاهدوا بانفسهم ماذا يعني شعار الاسلام هو الحل او تطبيق الشريعة او إقرار الخلافة .. لقد شاهدوهم في مصر مجموعة من الخونة المقاطيع المرتزقة تخلص منهم المصريون و كشفوا الاعيبهم و كلماتهم الفضفاضة التي لا معني له و ارتضوا بحكم ضابط بكل محاسنه و اخطاؤة عن حكم الدجالين مرتدى عباءة الدين .
الشعوب التي أصابها وباء الشريعة و جلد البشر وقطع الرؤوس بدأت تكتشف انه قد تم تضليلها و ها هي تعود لحياتها الاولي في غزة وتونس وليبيا و العراق و الشام و قريبا الصومال .
الشباب الذى كان يتعامل مع الدين علي انه مجموعة من المسلمات التي لا تناقش لانها تحض علي السلوك القويم من الرحمة و العدل و التعاطف و رعاية المعوز و الطاعن في السن ..راوا الوجه الاخر من الموضوع قتل ونهب وسبي .. وبداوا يراجعون المسلمات و يتوقفون اما م ان رسول اللة ولد بعد وفاة ابيه باربعة سنوات .. وان البخارى و الطبرى و الكتب الصفراء تحتوى علي تناقضات لا يقبلها عقل شخص سليم و أن الست الوزيرة او النائبة البرلمانية لا يحق لها ان تشهد و يشهد السكرتير او الفراش.إذا ما حدثت سرقة بديوان الوزارة .. الشابات إكتشفن ان وضعهن مع داعش و المسلمين عموما لن يزيد عن العبدة او الخادمة التي تنتهي ليلا لتصبح مبولة سيدها يدفق داخلها فضلاته .. حالات الانتحار بين مجاهدات النكاح في تزايد وبين الرافضات لان يصبحن سبايا لا يمكن حصرها ولكنها ليست بالقليل .
ومع ذلك فالبحيرة الراكدة التي اطلق عليها وابل احجار التمرد أخرجت ايضا تعصبا إثنيا كان مختفيا يحرص الجميع علي عدم الاعتراف به .. في صعيد مصر حرقوا الكنائس نهبوا محتوياتها هاجموا الاديرة خطفوا النساء بادلوا الرجال منهم بفدية مبالغ فيها .. تحالفت الشرطة مع المعتدين و هاجمت بيوت المحتجين علي خطف بناتهم .. واثارت الرعب بين الصغار و الكبار .. في صعيد مصر خرج كل ما هو بدائي متخلف من علاقات جوارالتي تبدلت ليحكمها دين طرفيها .. الحكومة ترى و تسمع و تعرف اوكار بيع السلاح و اماكن إخفاء من تم خطفهم و لا تجروء علي الاقتراب من الجزر النيلية المحتلة بالخارجين علي القانون ..
الدم اصبح رخبصا و القتل لا يتم محاسبة من يقوم به وسرقة السيارات وقطع الطريق لا علاج لها يقوم بها العربان بنفس اسلوب اجدادهم ثم يلجأون الي الصحارى .
احداث ما بعد 25 يناير 2011 و ما القت به من احجار من كل نوع وحجم في مياة بحيرة حياتنا الراكدة .. تسببت بجوار الانقلابات الاجتماعية و صعود عناصر ضارة الي السطح و إشاعة روائح مؤامرات قذرة تمت ضد شعوبنا من الداخل و الخارج ..إلا انها أخرجت ايضا ملايين البشر الي الشوارع مرتين تطالب بالتغيير و تقدم الشهداء و المعوقين و تكشف الزيف في زمن قياسي و تغير حاكم مصر اربعة مرات و تبدأ في التساؤل هل نحن خير امه هل ديننا هو الافضل هل السلف الصالح كان صالحا .. الم يحن الزمن لاعادة النظر في اسلوب تديننا و علاقتنا بالاديان .. لقد تحركت الامواج في المياة وستزيد حتي يصبح امواجا طاغية تذهب بالعفن و بقايا عصور البداوة ما دام وابل احجار عدم الرضى لا يتوقف .



#محمد_حسين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التدين نشاط بشرى و العلم نشاط بشرى
- عذابات عقل من عالم مهزوم
- وكأننا أسراب جراد أو نمل نكررأخطاء الاجداد
- هي الحداية بتسقط كتاكيت ..عجبي !
- بعد قرن من الكفاح نعود لجهاد النكاح .
- زعم الفرزدق أن سيقتل مربعا
- موجة التسونامي الثالثة ..فوضي وتخبط التوجهات .
- من عاطف صدقي لابراهيم محلب يا قلبي لا تحزن
- كن رجلا و لا تتبع خطواتهم
- تعلم في المتبلم يصبح ناسي ..مفيش فايدة
- بريخت وأنا و الاجيال المقبلة
- العودة مهزوما مكسور الوجدان
- هل يريدون تطبيق شرائع الاسلام ؟
- النبوءة(19/6/1989...8/6/2014 . )
- هل إنتهت الغمة ..هل بدأ زمن جديد؟
- بعد إنتهاء الرقص في مولد سيدى إنتخابات
- الوفد - السيسي عن الفاسدين: -ماقدرشى أمشّيهم-
- إِلامَ الخُلفُ بَينَكُمُ إِلاما .
- في النهاية ،فساد السمكة بدأ بالرأس
- صعود الطبقة الوسطي المصرية.


المزيد.....




- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد حسين يونس - قذف الاحجار في البحيرة الراكدة