أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - احمد سعد - إخلاء المستوطنات مسمار -عشرة- يُدقّ في نعش -ارض اسرائيل الكبرى















المزيد.....

إخلاء المستوطنات مسمار -عشرة- يُدقّ في نعش -ارض اسرائيل الكبرى


احمد سعد

الحوار المتمدن-العدد: 1289 - 2005 / 8 / 17 - 11:38
المحور: القضية الفلسطينية
    


اذا لم يحدث طارئ جلل فمن المنتظر تنظيف قطاع غزة خلال ثلاثة اسابيع من الدنس الاستيطاني للاحتلال الاسرائيلي، اخلاء المستوطنات الكولونيالية من الغزاة اللصوص الذين استثمروا خيرات الشعب الفلسطيني، بشكل قسري، عشرات السنين. ونقصد بالحدث الطارئ الجلل ان يقوم بعض المغامرين من طرفي المتراس الاسرائيلي او الفلسطيني بارتكاب حماقة جنونية تقود الى عرقلة وتأجيل تنفيذ خطة الفصل مع قطاع غزة وشمال الضفة الغربية.
ان يقوم بعض اوباش اليمين المتطرف من عصابات المستوطنين الفاشية العنصرية بتنظيم عدوان تفجيري على المسجد الاقصى المبارك او ارتكاب مجزرة ارهابية دموية في احدى القرى العربية كما حدث في شفاعمرو، عدوان يفجر الغضب الجماهيري المحقون ضد جرائم سياسة القهر القومي والاحتلال وممارسات سوائبها من قطعان الفاشية العنصرية واوباشها من المستوطنين المتطرفين. حدث طارئ جلل بان يقوم مثلا زعران الفاشية من المستوطنين ايتام ارض اسرائيل الكبرى الذين "تسلّلوا" الى المستوطنات المعدة للاخلاء بافتعال صدام مسلح، اطلاق رصاص، بهدف القتل المتعمد على ساحة المواجهة مع قوات الجيش والشرطة، واتخاذ هذا الحدث ذريعة لتأجيل الانسحاب. ومن جهة اخرى قد يكون الحدث الطارئ الجلل بقيام بعض عديمي المسؤولية الوطنية من الطرف الفلسطيني باطلاق قذائف وصواريخ على المنسحبين من المستوطنين او على قوات الاحتلال المنسحبة، مغامرة قد تستغلها حكومة الاحتلال الشارونية – البيرسية لارتكاب جريمة عدوانية دموية جديدة ضد اهالي قطاع غزة وترفقها بتأجيل الانسحاب واعادة انتشار قوات الاحتلال حول غزة.
نأمل ان لا تحدث اية مغامرة تعيق تنفيذ خطة الفصل احادية الجانب، خاصة وان اخلاء المستوطنات واعادة الانتشار يعتبران، كما قيّمنا في معالجة سابقة، مرحلة جديدة على ساحة الصراع الاسرائيلي – الفلسطيني في المعركة لبلورة الحل الدائم، طابعه وحدوده الجغرافية – السياسية. وبرأينا يجب عدم المبالغة من جهة، وعدم التقليل من اهمية، او نسف ما هو ايجابي في عملية الانسحاب. فبرأينا ورغم تقييمنا بان خطة الفصل الشارونية من طرف واحد كارثية من حيث المدلول الاستراتيجي والسياسي الذي يخطط له وينشده شارون، رغم ذلك، فاننا نعتبر الانسحاب واخلاء المستوطنين من قطاع غزة وشمال الضفة الغربية بمثابة مسمار يُدقّ في نعش "ارض اسرائيل الكبرى" واربابها من ايديولوجييها واصولييها المتدينين اليمينيين المتطرفين وقطعان وعصابات مستوطنيها. فاذا كانت اتفاقات اوسلو قد وجهت نظريا وسياسيا ضربة لارض اسرائيل الكبرى ولفلسطين الكبرى، فان قلع المستوطنات وتقليع المستوطنين، مِن مَن اعتبر قطاع غزة جزءًا عضويا من ارض اسرائيل الكبرى، تعتبر ضربة واقعية ملموسة على ارض الواقع، وسابقة لا مفر من تكرارها حتى زوال الاحتلال ودنسه الاستيطاني من جميع المناطق الفلسطينية المحتلة. ومع بداية عملية الانسحاب، نأمل ان تكون خطة الفصل مع قطاع غزة وشمال الضفة الغربية خطوة باتجاه تجسيد الشعار الذي رفعه الحزب الشيوعي والجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة على مختلف المنابر الكفاحية السياسية – الجماهيرية، ومنذ اواسط السبعينيات، شعار دولتين متجاورتين، دولة فلسطينية مستقلة في حدود الرابع من حزيران السبعة والستين الى جانب اسرائيل.
ان انسحاب المحتل ومستوطنيه من قطاع غزة وشمال الضفة الغربية الفلسطينية لم يكن منّة او حسنة من جنرال المجازر والاستيطان، ارئيل شارون، وحكومته، بل كان اولا وقبل كل شيء ثمرة كفاح شعب رفض المذلة القومية والاحتلال واملاءاته الاستعمارية وقاوم المحتلين مقدما من التضحيات اغلى ما يملك، دماء قوافل من الشهداء والجرحى والمشوّهين. شعب تحمل فوق طاقة البشر من المعاناة على الحواجز، من حصار الجوع والمجاعة الذي فرضه المحتل، من جرائم التدمير والهدم الهمجية ضد بيوت المدنيين الفلسطينيين ومزروعاتهم، شعب الضفة والقطاع لم يركع لجرائم هولاكو "العصري". فشعب الانتفاضة صاحب الامتياز الاول في تقليع المحتلين عن جزء من ارضه المحتلة. وشعب غزة الذي تمنى يتسحاق رابين رئيس الحكومة السابق، ان تغرق في البحر، اغرق المحتل في مستنقع هزيمته. ويكون من السخف اختزال نضال ومعاناة شعب بدور فصيل فلسطيني معين وبهدف الكسب السياسي الرخيص.
لقد كانت معاناة شعب باكمله وبداية فرحة شعب لا تكتمل الا بانهاء الاحتلال وزواله عن جميع الاراضي المحتلة ورفع علم الدولة الفلسطينية المستقلة فوق القدس الشرقية عاصمتها العتيدة. وبرأينا ان الطريق لا تزال طويلة وشائكة ومعقدة وصعبة حتى تتم الفرحة الكاملة للشعب الفلسطيني. فحتى انسحاب المحتل من قطاع غزة ليس انسحابا كاملا، فلا يزال المحتل، بعد تنفيذ خطة الفصل، يحتفظ بجيوب حيوية تلتف حول رقبة القطاع وتحوله الى ما يشبه المعسكر المقفل الابواب والنوافذ، فلا تزال قضايا المعابر البرية والبحرية والجوية عالقة وتحت السيادة "الامنية" لقوات الاحتلال الاسرائيلي، الامر الذي يعني بان قطاع غزة يبقى تحت مكابس الضغط الاسرائيلي، تحت رحمة الاحتلال، خاصة فيما يتعلق بقضية التواصل الاقليمي بين القطاع والضفة الغربية. واذا بقي معبر رفح تحت السيادة الامنية لقوات الاحتلال الاسرائيلي فهذا يعني سد المنفذ الوحيد للقطاع مع العالم الخارجي. قضايا كثيرة لا تزال معلقة – الميناء والمطار واماكن العمل ومواجهة البطالة والفقر.... وهذا يعني ان المعركة مع المحتل الاسرائيلي لم تنته بعد، بل تبدأ من منعطف جديد، من اختراق وخلخلة سور التوسع الاستيطاني – الكولونيالي الصهيوني في المعركة على عقلية غالبية الرأي العام اليهودي الاسرائيلي لتغييرها جذريا باتجاه الاقتناع انه لا تعايش ولا سلام ولا امن ولا استقرار مع الاحتلال والاستيطان. فاعادة الانتشار في غزة وشمال الضفة الغربية الفلسطينية بداية جدية لجولة جديدة مصيرية من الصراع لتجسيد شعار السلام العادل – دولتان متجاورتان – اسرائيل وفلسطين. ونحن ندرك جيدا، واكدنا ذلك مرارا في معالجات سابقة، ان شارون بخطته احادية الجانب للفصل مع قطاع غزة لم يرد فقط التخلص من غزة "العبء الامني" والاقتصادي ونفض يده من المسؤولية عن اكثر من مليون فلسطيني يعيش معاناة معيشة تحت خط الفقر (70% من اهالي القطاع يعيشون تحت خط الفقر واكثر من ستين في المئة يعانون في سوق البطالة)، بل استهدف ان يستغل ويستثمر خطة الفصل مع قطاع غزة وشمال الضفة الغربية كوسيلة في خدمة وتجسيد برنامجه الاستراتيجي المخطط منهجيا لترسيخ اقدام الاستيطان الكولونيالي في الضفة الغربية وضم غالبية اراضيها الى اسرائيل ومنع قيام دولة فلسطينية ذات مقومات طبيعية. فقبل عدة ايام وبعد اقرار حكومة شارون – بيرس، البدء بتنفيذ الخطة الاولى من خطة الفصل في موعدها، في الخامس عشر من هذا الشهر، عاد شارون لتكرير لاءاته الثلاث المعادية للتسوية العادلة نسبيا – لا لاخلاء كتل الاستيطان الكبيرة وضمها لاسرائيل، لا للانسحاب من القدس الشرقية وبقائها حارات داخل القدس الموحدة، ولا لعودة اللاجئين الفلسطينيين الى وطنهم المستباح، الى اسرائيل. لقد صرح شارون سابقا ان "مصير نتسرين كمصير تل ابيب". ومدلول هذا التصريح اصبح في خبر كان، فسيخرج المستوطنون من نتسرين وارجلهم فوق رقابهم. وهذا سيكون مصير كل المستوطنين الغزاة. ولانجاز ذلك، لافشال مخطط الضم الاستعماري الشاروني، ولانجاز التسوية العادلة التي تنصف الشعب الفلسطيني باسترداد حقه الوطني والشرعي بالحرية والاستقلال الوطني وحق لاجئيه بالعودة، فانه لا مفر من تصعيد المعركة الكفاحية من اجل السلام العادل وعلى مختلف الصعد، اسرائيليا من قبل قوى السلام وانصار حقوق الانسان اليهودية والعربية، وعالميا وعربيا. واولا وقبل كل شيء رص اوسع وحدة صف كفاحية فلسطينية متمسكة بثوابت الحقوق الوطنية الفلسطينية الشرعية المسنودة بقرارات الشرعية الدولية.
الف مبروك يا اهلنا في قطاع غزة وشمال الضفة الغربية على استنشاق نسيم الحرية ولو انها "محدودة الضمان" بالنسبة لشعبنا، والعقبى للفرحة التامة بعد غروب ظلام الاحتلال الاسرائيلي وقطعان مستوطنيه عن جميع الاراضي المحتلة منذ السبعة والستين، ولزغاريد الفرحة الحقيقية بقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وضمان حق العودة للاجئين الفلسطينيين وفقا لقرارات الشرعية الدولية. فرحة بانجاز السلام العادل الشامل والثابت في المنطقة تهزج اناشيده جميع شعوب وبلدان منطقتنا الجريحة والنازفة دما.



#احمد_سعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لبلورة استراتيجية كفاحية: من أجل مواجهة ما بعد الفصل مع غزة
- الخيط الرفيع الرابط بين مجزرة شفاعمرو واستقالة نتنياهو
- نذالة -الكتكوت-
- على ضوء معطيات تقارير المآسي لا مفر من تصعيد الكفاح ضد حكومة ...
- حذارِ من الوقوع في مصيدة التهلكة التي يعد لها المحتل
- على ضوء دعوة عمرو موسى لعقد قمة عربية عاجلة: ماذا تستطيع الم ...
- استبدال الشرعية الدولية بقانون الغاب -حق القوة- المنهج الاست ...
- المجزرة الجديدة في شرم الشيخ- تؤكد: الإرهابيون خدّام استراتي ...
- اليوم 23 تموز الذكرى السنوية الـ 53 لانتصار ثورة يوليو بقياد ...
- اوسع وحدة صف وطنية حذار ِ من الفتنة والمغامرة والسقوط في مصي ...
- ان كان هالعسكر عسكرنا...
- الاحتلال الاسرائيلي هو المصدر وهو الدفيئة وهو المستنقع هوية ...
- هل يستعيد الشعب العراقي أنوار ثورة 14 تموز المجيدة؟
- اقامة اوسع جبهة سياسية لمواجهة الفاشية المستشرية - المهرولة ...
- مؤتمر قيسارية على حلبة -صراع الثيران-
- قبل عشرين سنة فارقنا بجسده د. إميل توما والتوجه الطبقي الثور ...
- مهمّات أساسية مطروحة على أجندة الحزب الشيوعي
- بعد انتهاء الانتخابات النيابية: ماذا يواجه لبنان من قضايا وم ...
- ألمؤتمر العاشر لحزب البعث السوري الحاكم: هل ترتقي الاصلاحات ...
- طفيليات المستنقع الاسرائيلي


المزيد.....




- مصر.. الدولار يعاود الصعود أمام الجنيه وخبراء: بسبب التوترات ...
- من الخليج الى باكستان وأفغانستان.. مشاهد مروعة للدمار الذي أ ...
- هل أغلقت الجزائر -مطعم كنتاكي-؟
- دون معرفة متى وأين وكيف.. رد إسرائيلي مرتقب على الاستهداف ال ...
- إغلاق مطعم الشيف يوسف ابن الرقة بعد -فاحت ريحة البارود-
- -آلاف الأرواح فقدت في قذيفة واحدة-
- هل يمكن أن يؤدي الصراع بين إسرائيل وإيران إلى حرب عالمية ثال ...
- العام العالمي للإبل - مسيرة للجمال قرب برج إيفل تثير جدلا في ...
- واشنطن ولندن تفرضان عقوبات على إيران تطال مصنعي مسيرات
- الفصل السابع والخمسون - د?يد


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - احمد سعد - إخلاء المستوطنات مسمار -عشرة- يُدقّ في نعش -ارض اسرائيل الكبرى