أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - نبيل نعمة الجابري مصورا صوفيا في عالم الحرف














المزيد.....

نبيل نعمة الجابري مصورا صوفيا في عالم الحرف


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4578 - 2014 / 9 / 18 - 00:32
المحور: الادب والفن
    



تعرفت على نبيل نعمة الجابري شاعرا قبل أن ألتقي به , صوت شعري جديد ذو نغمة نطارد الروح الصوفية التي تتقمص روح الشاعر فينكب مسطرا حروفه وفق صورة مركزية تعتمد انفعالات الروح التاي تختزن تاريخا من الإيمان بالإنسان , الإنسان المؤمن البسيط الخالي من عقد المشاكسة والحس الملوث بالمادية , في الحقيقة إن عمارة الشعر عنده تبدأ دوما بعرض فكرة مثالية فكرة مقدسة تمتد بين الأرض , الإنسان , الروح لتتعدى الخلق علاقة الزمن بالأشياء لتنتهي بفكرة تصدح بها مخيلة الجابري مباشرة دون أن يتقيد بالقالب الذي يتمسك البعض به حتى يصف ما مكتوب أنه شعر .
كان جبلا في أعلاه صارية
قلبي الذي ما تحرك شراعه
أبحرت به حين تنفستِ
الجابري شاعر لأنه يؤنسن الكلمة يستدرجها من القواميس ليصيغها فكرة قد تكون عارية أحيانا لكنها جميلة ومثيرة ومؤثرة وهذا هو هدف الشعر ورسالته أن تحرك الأشياء وتعرضها للتذوق .
أخالها جميعاً ...
طيور الكركي التي أصنعها منذ سنوات،
وأسرابُ القصائد،
وجذاذات روحي المعلقة بالسماء
من دون خيط ..
تطيرُ ...........
ليس الشاعر بمسئول عن مقدار التذوق وكيفيته للقاري وليس مسئولا عن مداراة الذائقة , فقط عليه أن يسلط أنواره على الطريق وبشكل يستفز عقل القارئ الذكي والبقية مهمة المتلقي .
المتخيل الصوري هو ديدن كتابان نبيل الجابري , يتخيل يرسم الصورة المتخيلة بحروف ثم يرمي خيمته العربية على الصورة ليجعل منها مركز للتبصر مركز للنظر وليلتفت لها المارون ليشاهدوا مجموعة من البقع الضوئية الملونة , عن قريب قد يجد القارئ ترابط بين هذه البقع الضوئية وما أن يبتعد قليلا حتى يجد منظرا خلابا رسمته حروفه بلوحة متكاملة لوحة الإنسان وعذاباته الأزلية .
عينُ الماءِ
الدوائر التي تتشكل،
والأصوات التي تُسمعُ
هذه الأصوات التي تختزن معاناتها بإيحاء رمزي غارق بالسريالية العجائبية لم تكن في نية الجابري أن ينبه الواقفين الفاعلين المتألمين لشكلها ,أنه يختزنها في داخله الذهني له كطفل يحمل المعاناة من تاريخه القديم وما زال ...
ليست للطفل الذي ألقى حصاهُ
ليست للعابرين الذين يوزعون بتطفل نظراتهم
ليست للمجانين أو المتعبين،
ولا الهابطين بأرواحهم نحو الضفاف
كانت لي
وحدي
أنا الطفلُ العابر بأرواح المتعبين
أجسُّ العزلةَ بالتبني ..
هنا يفترض الشاعر الجابري أن الحروف المعسكرة في نسق جمالي يؤدي وظيفته كجندي يحارب الشر بالجمال ليس مطلوبا منه أن يحمل مع الجمال شيء أخر فقط أن يحمل روح الشاعر ويمضي بعيدا إلى أخر المشوار ليعلن انتصار الإنسان المعذب ولو مرة في التاريخ ..
الثوبُ البازا المقلّمُ القصيرُ..
أقدامي الحافية...
والخطوات
أدلةٌ شاخصةٌ عليَّ بعد ثلاثين إحتراق
كلما دخلت خريفاً أخرج أخضر
أدلتي للآن تنمو...
وأنا أتدلى
من طفولتي
أتأملُ الثوب البازا المقلم
القصي....
الق..
تأمله للبراءة هنا تأمل للعودة للنقاء والعودة للبساطة ولكن ليس بالتأكيد عودة للزمن أو بالزمن , هي عودة لانتظار شيء ما انتظار لفكرة مزروعة في شوارعنا في حيطاننا في تاريخنا واخضوضرت وأينعت في حاضرنا إنها الحلم بالقادم الجميل المخلص ...
مرة تبعتُ الاثرَ
عصرتُ مخيلتي وتركت لها العنان
تتقاطرُ دروباً
كانتْ تبحثُ في الارض عن السماء
عن غيمة كنتُ أروضُ خصلات شعرها براحة يدي
لتنام
عن طفلة تلعب "الغُميضة" بأزقة راسي
عن صوتِ التائه
عن الطائرة الورقية
عن الخيط
أسحبهُ
مرةً فعلت هذا،
ولا زلتُ
أتبع الأثر أيتها السماء ...
إن الحرف , النسيج , الصورة , البناء التشكيلي في مفردات نبيل وحدة متكاملة لكنها غير منتظمة بنسق ملزم ولا مجبرة أن تنزل بتشكيلة ثابته لأنها بالأخر كلها أدوات يوصل بها فكرته ويمنحها جواز المرور للساحة , قصائده جميعا كلعب الأطفال الجميلة يلعب بها الطفل ثم يتركها ليعود مرة أخرى يلعب بها بنفس العشق الأول , هكذا هي كلماته نستمرئ براءتها ثم نترك لنعود لنجدها طرية بضة ما زالت تحمل نكهة اللحظة .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تأثيرات المادية على الفكر الإنساني ونتائجه
- علاقة نشوء الحداثة كفكر فلسفي بالعلمانية السياسية
- قصائدي ............... لحن الفضة والذهب
- تطور قواعد السلوك الدولي ومبادي القانون الأممي الكوني
- المسئولية الأفتراضية عن الأرهاب ونسبتها للعرب والمسلمين
- الحرب والسلام مسئولية العالم المتحضر
- الأصولية النصية والأصولية الدلالية ح1
- الأصولية النصية والأصولية الدلالية ح2
- اليباب في اسطورة الخلق
- قصة الخلق في الأسطورة العراقية
- الخلق والأسطورة
- صورة الخلق في الأساطير الأولى
- الأسطورة والتاريخ والدين
- القصد والأعتباط وخيارات عالم سبيط النيلي ح5 والأخير
- القصد والأعتباط وخيارات عالم سبيط النيلي ح4
- لميعة _ قصة قصيرة
- تصريح لناطق لا يملك صوت
- رسائل من وإلى باسم الحب
- القصد والأعتباط وخيارات عالم سبيط النيلي ح3
- القصد والأعتباط وخيارات عالم سبيط النيلي ح2


المزيد.....




- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...
- الإعلان عن وفاة الفنان المصري صلاح السعدني بعد غياب طويل بسب ...
- كأنها من قصة خيالية.. فنانة تغادر أمريكا للعيش في قرية فرنسي ...
- وفاة الفنان المصري الكبير صلاح السعدني
- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...
- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - نبيل نعمة الجابري مصورا صوفيا في عالم الحرف