أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رضا شهاب المكي - عودة النظام القديم وإعادة الاعتبار لرموزه, وبعد؟















المزيد.....

عودة النظام القديم وإعادة الاعتبار لرموزه, وبعد؟


رضا شهاب المكي

الحوار المتمدن-العدد: 4577 - 2014 / 9 / 17 - 17:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما من شك ان "الانتقال الديمقراطي" يبوح الان بكافة اسراره وخفاياه. في الحقيقة, لقد كانت "اسرار" هذا الانتقال معلومة لدى شرائح من الشعب التونسي ولاسيما الفئات الشبابية, كما كانت, ومنذ بداية الحراك الشعبي, معلومة لدى فئة من المناضلين والمناضلات الاوفياء لدماء جرحى الثورة وشهدائها. اما الان فقد أصبحت معلومة من قبل الجميع ولم يبق للذين تستروا على الامر شيء يخفونه. الجميع يعلم الان ان الانتخابات التشريعية والرئاسية القادمة ليست الا تثبيتا لهذا الامر والجميع يعلم الان ان مراحل هذا الانتقال لم تكن في الحقيقة الا ترويضا للبعض( المترددين, الاغبياء, صغار القوم وغيرهم من الشتات..) كما لم تكن الا اعدادا لشروط عودة النظام البائد واعادة الاعتبار لرموزه. ومن اهم شروط العودة دستور تفاوضي يثبّت المحاصصة ويؤكد مركزية الحكم ويحمي النظام من الاهتزازات الاجتماعية والسياسية, ومن شروطه أيضا نظام انتخابي يقصي الشعب التونسي من دائرة الحكم باعتباره رقما انتخابيا لا غير, كما يخلّد التداول على هذا الحكم بين الليبراليين بمختلف مشاربهم. لم يبق لهؤلاء جميعا الا محاولة الهاء الشعب بنزاعات زائفة لا تحقق له نفعا ولا تغيّر من وضع القهر الاجتماعي والسياسي الذي يعيشه. سيعيش الشعب التونسي على وقع الخلافات الزائفة طوال المدة القادمة وسيُنشر الغسيل على شرفات المنابر وسيكتشف التونسيون ممن لم يكتشفوا بعد انهم كانوا شهودا على شطحات اشخاص لا علم عندهم ولا اخلاق غير اخلاق الغدر والتآمر والتشويه...سيكتشف التونسيون ممن اختاروا هؤلاء ان المؤمن لا يلدغ من جحره مرتين كما سيكتشفون ان الوجوه الجديدة ممن اعتاد التونسيون رؤيتها في المنابر او القادمين الجدد من خارج الحدود, او "الأبرياء" المسرحين من السجون ممن كانت لهم صولات وجولات في اضطهاد شعب تونس والزج بشبابه في سجون النظامين السابقين لا يختلفون في شيء عن الوجوه الجديدة التي تتصدر المشهد الان حكاما تكنوقراط وتوافقيين من مواليد الحوار الوطني لدى من يرعاهم ويكفلهم من المنظمات المهنية والحقوقية.
يراوح المشهد السياسي الآن ويعيد نفسه مرة في شكل مهزلة ومرة في شكل مأساة، فقد تحولت الخصومات الحزبية والسياسية عموما من فضاء الأحزاب والهيئات "المستقلة" الى فضاء ابطاله وضحاياه اشخاص ماديون ينتمون الى هذا او ذاك من الأحزاب والهيئات. لماذا حل الأشخاص الماديون مكان الأحزاب في المشهد السياسي الحالي الذي يمّهد للمرحلة "الدائمة" للسلطات العمومية؟ سنحاول الإجابة:
1. بعدما استقر الامر على الاستمرار في اعتماد نفس المنوال التنموي الذي تخططه الدوائر الأجنبية وتنفذه الحكومات التابعة والمرتهنة, لم يعد هنالك من حاجة للاختلاف حول هذا الموضوع وبالتالي لم يعد هنالك من حاجة الى تضمينه في " برنامج مستقل للأحزاب "ولحفظ ماء الوجه, يكرر كل حزب من الأحزاب المرشحة للحكم بعض المقولات الهلامية الفضفاضة المتصلة بجلب الاستثمارات والترفيع في نسب النمو التي سينجر عنها كذا وكذا من الإصلاحات الاجتماعية وغير ذلك من الوعود الكاذبة والتي لا تصدر الا عن محترف للكذب والنفاق والضحك على الذقون. لذلك لم تعد هنالك من حاجة لاختيار النائب على أساس الانتماء الى الحزب والولاء لمبادئه وعقائده وغير ذلك من الزيف والنفاق بل على أساس نفوذه في محيطه وشبكة العلاقات التي يديرها في عالم المال والاعمال بقطع النظر عن طبيعة الشرائح الاجتماعية التي يكون فيها نافذا وبقطع النظر عن مشروعية المال والاعمال التي يديرها او يشارك في ادارتها. لقد عزز قطبا المنوال التنموي من اللبراليين التقليديين من ذوي المرجعيات الاشتراكية او الاشتراكية الديمقراطية التي انتهت صلوحيتها التاريخية وأصبحت جناحا من اجنحة اللبرالية المتوحشة او من اللبراليين المحافظين من ذوي المرجعيات الدينية والطائفية وغيرها ممن يدور في فلكها عزز صفوفهما (اعني قائماتهما) بأشخاص من خارج دائرة الانتماء الحزبي, فالمهم ان يستجيب الشخص لشروط المال والاعمال إدارة فعلية او دفاعا عن المنوال بكل حزم وبدون هوادة.
2. اما من بقي خار ج هذه الدوائر النافذة من الذين لم "يسعفهم الحظ" المنتمون الى هذا النوع من الأحزاب فلينتظر فرصة أخرى وليسلي نفسه بالصياح لفائدة غيره. واذا لم يرض بنصيبه فيمكنه المغادرة ليلج سوق الانحطاط سوق السباب والشتائم والضرب تحت الحزام . كثير منوا النفس بصيد وفير ولكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه تجري الرياح بما لا تشتهيه السفن. البعض ممن رضي بنصيبه وبقي على دكة البدلاء ممن سيعارون الى اندية أخرى او ممن ستنهى عقودهم لأي سبب من الأسباب فسوف لن ينفعه الدفاع المستميت على شيخ البيت لان شيخ البيت لم يعد في حاجة لمن يؤلهه فقد ضمن لذاته مكانا تحت الأضواء ولا يهم ان كان على راس الحكم اولم يكن فالمهم عنده انه من اعيان المدينة وكبارها وسينفع المنظومة وسينتفع منها في أي موقع كان لذلك تراه بقدر ما يبدي حرصا ظاهريا على وحدة حزبه بقدر ما لا يمانع في طرد الكثير منه حتى وان أدى هذا الفعل الى تقليص حظوظ الحزب ذاته فالمهم ليس الحزب بل الشيخ داخل الحزب ولم لا داخل أي ائتلاف اخر. تلك هي اخلاقهم جميعا : انا ومن بعدي الطوفان. انها عقيدة راس المال المتوحش, انها اخلاق الانحطاط والمنحطين.
3. ان هذه الحقيقة , حقيقة أولوية المنافع والامتيازات الشخصية مقارنة بمصالح الحزب واتجاهاته ومرجعياته باتت جلية في سلوك الفاعلين في المشهد السياسي التونسي الحالي ولعله السلوك الأمثل والنموذج الجديد في العمل السياسي والحزبي في عصرنا الحاضر. ان هذه الحقيقة تؤشر بوضوح لبداية انهيار المنظومات الحزبية بعد ما بدأت تفشل في استقطاب الجماهير والمحافظة على زخمها النضالي وبعدما بدأت تتحول الى وكالات للمصالح الشخصية والفئوية. اننا نتوقع تقلصا مذهلا للاصطفاف الجماهيري داخل هذه الأحزاب كما نتوقع ان تزدهر السياحة الحزبية كما هو الحال في رياضة الاحتراف. ذلك هو الاتجاه الذي نراه قابلا للبروز في ما بعد " الانتقال الديمقراطي" كمشهد دائم "لسلط عمومية دائمة".
4. اما ان تكون هذه السلط العمومية دائمة كما اُريد لها ذلك والمشهد السياسي يتحول الى أسواق لا سلطان فيها الا لقانون العرض والطلب, فهو امر مشكوك فيه ونعتقد أيضا انه مشهد غير مرغوب فيه من قبل غالبية الشعب التونسي بعدما تحرر من الخوف وبات قادرا على العودة الى الميادين. سيضيف الشعب التونسي الى خبراته السابقة خبرة جديدة: لا ثقة في نواب لا يخضعون الى الرقابة المباشرة للشعب ولا رقابة مباشرة على نواب الشعب اذا لم يتم اختيارهم من قبل الشعب في اضيق دوائره وعلى قاعدة الاقتراع على الافراد. لا ثقة في حكومة مستوردة من وراء البحار لا تخضع الا للدوائر المالية الأجنبية المهيمنة على موارد الأمم ومقدرات الشعوب. سيرفض التونسيون المشهد "الدائم" لسبب بسيط: عجز دائم لأي ائتلاف حكومي قادم مهما كان لونه وشكله امام تنامي الاحتجاج الاجتماعي واستحالة مقايضة امن التونسيين واستقرارهم السياسي والاجتماعي مقابل التنازل عن شعارات الثورة في الشغل والحرية والكرامة الوطنية. لقد سقط قناع الإرهاب ولم يعد من مقتنع به الا من صنعه وامن يستفيد منه وهم الان عراة مكشوفون.



#رضا_شهاب_المكي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- رصدته كاميرا بث مباشر.. مراهق يهاجم أسقفًا وكاهنًا ويطعنهما ...
- زلة لسان جديدة.. بايدن يشيد بدعم دولة لأوكرانيا رغم تفككها م ...
- كيف تتوقع أمريكا حجم رد إسرائيل على الهجوم الإيراني؟.. مصدرا ...
- أمطار غزيرة في دبي تغرق شوارعها وتعطل حركة المرور (فيديو)
- شاهد: انقلاب قارب في الهند يتسبب بمقتل 9 أشخاص
- بوليتيكو: المستشار الألماني شولتس وبخ بوريل لانتقاده إسرائيل ...
- بريجيت ماكرون تلجأ للقضاء لملاحقة مروجي شائعات ولادتها ذكرا ...
- مليار دولار وأكثر... تكلفة صد إسرائيل للهجوم الإيراني
- ألمانيا تسعى لتشديد العقوبات الأوروبية على طهران
- اكتشاف أضخم ثقب أسود في مجرة درب التبانة


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رضا شهاب المكي - عودة النظام القديم وإعادة الاعتبار لرموزه, وبعد؟