أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين كركوش - هل دخلت داعش مرحلة الموت السريري أم أن (الذئب) ما يزال ينتظر على الأبواب العراقية ؟















المزيد.....

هل دخلت داعش مرحلة الموت السريري أم أن (الذئب) ما يزال ينتظر على الأبواب العراقية ؟


حسين كركوش

الحوار المتمدن-العدد: 4577 - 2014 / 9 / 17 - 11:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




هل دخلت داعش مرحلة الموت السريري أم أن (الذئب) ما يزال ينتظر على الأبواب العراقية ؟


( الفتوحات) العسكرية التي حققتها وما تزال تحققها داعش انطلاقا من سيطرتها على الموصل ثم وصولا لمشارف بغداد والأفعال التي أرتكبتها لا تقوى على تحقيقها جيوش دول مجتمعة. إن الأمر يبدو ، لغرابته وعدم معقوليته ، وكأن هذه (الفتوحات) الداعشية صنعتها مخلوقات خرافية وليس تنظيما عسكريا من البشر. وإذا استعنا بالميثولوجيا العراقية فإن داعش تبدو مثل (طنطل) أو (سعلوة).

ولأننا لا نعيش في زمن المعجزات ولا نتحدث عن الأساطير وإنما عن الواقع فمن حقنا أن نسأل : كيف حدث ما حدث ؟

الجهة الوحيدة التي يفترض أنها تعرف الإجابة ، والمناط بها كشف الحقائق أمام شعبها كانت حكومة السيد المالكي ، لكنها لم تفعل. ولا نظن أن حكومة السيد العبادي ستكون قادرة أو راغبة بكشف ما امتنعت أو عجزت حكومة المالكي عن كشفه.

وإذا كان التساؤل الأنف الذكر يبدو ، كما قلنا ، كاُحجية معقدة لا يمكن حلها إلا بتوفر معلومات رسمية موثقة لا تملكها ألا الأجهزة المختصة وحدها ، فأن هناك تساؤلات تتفرع من التساؤل الأول نفسه وهي أكثر خطورة منه لكنها لا تحتاج للاستعانة بوثائق رسمية ولا لعقل مخابراتي للخوض فيها وحتى للإجابة عليها ، بقدر ما تحتاج إلى التمعن في دلالاتها وربط بعضها بالبعض الآخر.

التساؤلات الفرعية هي:

تحقيقا لأي هدف أو أهداف استراتيجية بعيدة المدى سيطرت (داعش) بهذه السرعة وعلى هذا النحو الدراماتيكي على الموصل واحتلت غيرها من المدن العراقية ؟
هل أن داعش صناعة عراقية مائة بالمائة أم أن هناك قوى إقليمية ودولية خلقتها وسلحتها ، وأخيرا دفعتها وساندتها وسهلت لها احتلال الموصل ؟ وإذا كان الشطر الثاني من السؤال صحيحا فما هي الأهداف البعيدة المدى التي تريد تحقيقها تلك القوى ؟
هل أن داعش جادة حقا لإعادة الخلافة الإسلامية (السنية بالطبع) في العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين ، وفي العراق المتنوع والمختلف دينيا ومذهبيا وعرقيا وقوميا ؟ وإذا كان الجواب نعم ، فلماذا تتعمد داعش بإصرار وبعناد لا نظير لهما ، استفزاز سكان العراق أولا ، والعالم العربي ، ثانيا ، ومعهما بل وقبلهما العالم الغربي ، وخصوصا الولايات المتحدة وحلفائها في الحلف الأطلسي ؟ هل من المعقول أن دولة الخلافة الإسلامية ظهرت في الموصل ، بل في العراق لكي تنتحر في المهد ؟
هل أن داعش حقيقة أم أكذوبة كبرى ؟ و هل يملك مشروع الخلافة الإسلامية في العراق أمكانية بقاء ، أصلا ، أم هو مشروع ولد وهو يحمل بداخله فيروسات بإمكانها أن تقتله في المهد مثلما بإمكانها أن تبقيه حيا ( وفقا للضرورة وللحاجة وحسب الطلب ) ؟
هل أن داعش في العراق وحدها في الميدان أم أنها واجهة ليس ألا تختبئ وراءها تنظيمات عراقية سياسية عسكرية سنية مدنية متنوعة ، جعلتها الصدفة التاريخية أن تتحالف معها مؤقتا ، على طريقة عدو عدوي صديقي ؟
هل أن داعش لها حاضنة داعمة ومؤيدة أم هي تنشط في بيئة سنية معادية ؟ وهل أن مشروع الخلافة الإسلامية يلبي حقا طموحات المجتمع السني العراقي بشكله الواسع والمتنوع ، أم أن المجتمع السني العراقي رحب بداعش باعتبارها قوة مسلحة ضاربة يستغلها لتحقيق ما يراه من مطالب ، وتحالف معها نفعيا على طريقة تحالف فاوست مع الشيطان ؟
وإذا كان العراقيون السنة يؤمنون حقا بآيدولوجية داعش وبإستراتيجيتها بعيدة المدى فلماذا خاضوا قبلها قتالا شرسا ضد تنظيم القاعدة بقيادة أبي مصعب الزرقاوي وأذاقوه العلقم حتى ضاقت أرض الأنبار بالزرقاوي وأمسى شريدا طريدا قبل أن تقتله القوات الأميركية في ديالى ، علما أن دولة أبي بكر البغدادي تبدو أكثر تشددا وأكثر فتكا من (القاعدة) على الصعيد الآيدولوجي وعلى صعيد الممارسات اليومية ؟
ما السبب في تواجد مقاتلين أجانب وخصوصا من القادمين من العالم الغربي بهذه الكثرة في صفوف داعش تُسلط عليهم الأضواء و يحظون بترويج إعلامي استثنائي ؟
لماذا لم تدمر الولايات المتحدة الأميركية داعش قبل الآن علما أن أقمارها الاصطناعية وأجهزة مخابراتها كانت ترصد منذ فترة طويلة تحركات داعش على الأرض العراقية (هجوم داعش على مدينة حديثة غرب العراق، مثلا، الذي جرى في شهر آذار 2012 ونفذته داعش ليس فقط بطريقة علنية وموثقة بالصورة والصوت وإنما بطريقة استعراضية وفيها قدر كبير من التحدي) ؟
لماذا قال الرئيس الأميركي (الديموقراطي ) أوباما ألآن ، والآن فقط ، بأن الشيعة في العراق أهدروا الفرصة التي أُتيحت لهم بعد عام 2003 ، أي التي وفرها لهم سلفه الرئيس (الجمهوري) بوش الأبن ؟ وماذا يعني كلام أوباما ؟ وهل أن توقيت هكذا تصريح بالتزامن مع هجوم داعش حدث بمحض الصدفة وحدها ؟ وهل أن قرار احتلال العراق عام 2003 كان قرار الجمهوريين وحدهم أم كان قرارا أميركيا تم دفاعا عن المصالح القومية الأميركية التي يتساوى في الدفاع عنها الجمهوريون والديمقراطيون ؟ وهل أن الإدارة الديمقراطية برئاسة أوباما (غسلت) حقا يدها من القضية العراقية ؟
من (الذئب) الذي حذر منه الرئيس الأميركي أوباما أخيرا الساسة العراقيين بأنهم سيجدونه عند الباب إذا لم يتوصلوا إلى اتفاق مشترك بعد اختيار العبادي رئيسا للحكومة الجديدة ؟ وهل كان أوباما يقصد جميع السياسيين العراقيين أم يعني تحديدا الأحزاب الشيعية وحدها ؟ وما المتوقع أن ( يفعله ) الذئب الذي حذر منه الرئيس أوباما في حال لم يتفق الساسة العراقيون فيما بينهم ؟
لماذا تدخلت الولايات المتحدة أخيرا ومعها دول أوربية ، بما في ذلك ألمانيا التي عُرف عنها حذرها وتحفظها فيما يتعلق بالمشاركة العسكرية بالنزاعات الخارجية ، بشكل مباشر لتقديم المساعدات لحكومة إقليم كردستان دون حكومة بغداد المركزية ، رغم أن قوات داعش أصبحت على أبواب العاصمة بغداد ؟ ولماذا يسعى الغرب الآن إلى تكوين تحالف دولي على غرار الحلف الدولي الذي أسقط نظام صدام حسين للقضاء على داعش ؟ ولماذا تُستبعد الجمهورية الإسلامية الإيرانية رغم رغبة الحكومة العراقية الجديدة والتي صدرت على لسان خارجيتها إبراهيم الجعفري ؟ وما هي ( الألتزامات ) التي على العراق القيام بها مقابل تدخل الحلف الدولي الجديد للقضاء على داعش ؟ وهل هذه الالتزامات سياسية فقط أم أنها تطال فلسفة الدولة والحكم في العراق.
لماذا وضعت داعش في أولوية أهدافها العسكرية السيطرة على السدود المائية الاستراتيجية الواقعة في مناطق شمال وغرب العراق ( السنية ) وكذلك السيطرة على محطات توليد الطاقة في هذه المنطقة من العراق وأيضا الطرق الدولية البرية في هذه المنطقة ، التي تعتبر الشرايين التجارية الرابطة بين عموم العراق وبقية دول العالم ؟
لماذا تعمد تنظيم داعش التنكيل ، و بطرق في منتهى الوحشية بالشيعة أكثر مما فعل بالمسيحيين وبالأيزديين وبالسنة المختلفين معه، ولماذا تعمد توثيق تلك الجرائم المرعبة ضد الشيعة بالصورة و بالصوت وبثها عبر وسائل الإعلام ؟
هل حقا أن (رئاسة) إقليم كردستان تعاونت مع داعش في احتلال الموصل أملا في ضم المناطق المتنازع عليها استعدادا لتقسيم العراق إلى ثلاثة أقاليم ، كما كان يقول البعض ؟
وإذا كانت رئاسة إقليم كردستان متعاونة مع داعش فلماذا وتحقيقا لأي هدف أقدمت داعش على مهاجمة إقليم كردستان وفتحت جبهة عسكرية كبرى لا مبرر لها عسكريا، بل هي الانتحار العسكري عينه ؟
لماذا لم تقتل داعش موظفي القنصلية التركية الذين أحتجزتهم رهائن بعد أن استولت على بناية القنصلية في الموصل، وهل صحيح أن (أبو بكر البغدادي) كان يداوم بطريقة شبه يومية في مقر القنصلية المذكورة بعد الاستيلاء عليها، كما نشرت صحف أوربية ؟
هل هي مجرد مصادفة أن يتزامن احتلال داعش للموصل مع خضم الاستعداد لاختيار رئيس وزراء (شيعي) جديد، وبعد مرور عشر سنوات على تجربة قيادة الشيعة للحكم في العراق ؟


التساؤلات أنفة الذكر تهم جميع العراقيين لكن الجهة المعنية بالإجابة عليها كما يبدو ، طبقا لطبيعة ولسير العملية السياسية خلال السنوات العشر الماضيات ، هي الأحزاب السياسية الشيعية التي تتصدر قيادة الدولة والحكم ومعها النخب الشيعية المساندة والمؤيدة لها.
و هذه التساؤلات لا تتم الإجابة عليها بالصراخ والعويل وكيل الشتائم و التهم السهلة الجاهزة ، ولا بالانقياد الأعمى لنظرية المؤامرة ، ولا تتم الإجابة عليها بالعاطفة المشبوبة والهوسات والعراضات والأغاني الحماسية والمهرجانات الخطابية ، ولا بطريقة النعامة التي تدفن رأسها بالرمال ، ولا بالتصلب والعناد الانتحاريين ، ولا بطريقة الخضوع لنظرية المؤامرة. ولا نظن أن الإجابة عليها ستكون وافية وشافية و كافية إذا تم الاعتماد فقط على الحقيقة الديموغرافية المعاصرة (الأكثرية والأقلية ) وحدها وإلغاء أو إهمال حقائق (تاريخ) العراق. وتلك التساؤلات لا يجاب عليها بالهروب للأمام ولا برؤية العالم من خلال ثقب أبرة ولا بالاستعانة بتفسيرات أحادية الجانب.
هذه التساؤلات يُجاب عليها بطريقة واحدة : مراجعة جادة و عميقة جدا وصريحة جدا وجريئة جدا وشاملة لتجربة السنوات العشر الماضية ، شرط أن تسبقها قناعة مفادها أن هناك عراقين ، ما قبل داعش و ما بعد داعش. وعراق ما بعد داعش لن يكون أبدا ، وغير مسموح له أبدا ، لا دوليا ولا عربيا ، أن يكون عراق ما قبل داعش.



#حسين_كركوش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليس ثمة انشقاقات وكل شيء هاديء على جبهة الأحزاب العراقية الح ...
- الإسلام ليس ماركة مسجلة والإسلامويون ليسوا الوكلاء الحصريين
- ( الطيور الصفراء) : رواية أميركية عن الحرب الأميركية في العر ...
- هل يتحول البئر اللاديمقراطي الذي حفره المالكي لإياد علاوي عا ...
- همس المدن أم صراخها ؟
- المثقف العراقي والانتخابات
- العلمانية بين التهريج السياسي والحقيقة
- الصكار ينهي رحلته ويعود ليتوسد تراب العراق
- ألصاق تهم المخمورين وزواج المثليين بمن يعارض من العراقيين !!
- رأيتم (قطر) المالكي لعد اعتزال الصدر، انتظروا كيف ( ينهمر ال ...
- خطاب مقتدى الصدر انتصار للدولة المدنية حتى وأن لم يعلن ذلك
- صورة المثقف في رواية دنى غالي ( منازل الوحشة)
- رواية (طشاري): لماذا أصبح العراقيون المسيحيون -طشاري ما له و ...
- ( هروب الموناليزا): توثيق لخراب الماضي وهلع من إعادة استنساخ ...
- الحزب الشيوعي في عراق ما بعد صدام حسين
- العنف ليس قدر العراقيين ولا مصيرهم الذي لا خلاص منه
- الخارجية الاميركية تعلم العراقيين اصول الكلام : هزلت ورب الك ...
- حتى لا يتكرر( كرسي الزيات) مرة اخرى


المزيد.....




- خمس مدن رائدة تجعل العالم مكانا أفضل
- هجوم إيران على إسرائيل: من الرابح ومن الخاسر؟
- فيضانات تضرب منطقتي تومسك وكورغان في روسيا
- أستراليا: الهجوم الذي استهدف كنيسة آشورية في سيدني -عمل إرها ...
- أدرعي: إيران ترسل ملايين الدولارات سنويا إلى كل ميليشيا تعمل ...
- نمو الناتج الصيني 5.3% في الربع الأول من 2024
- حضارة يابانية قديمة شوه فيها الآباء رؤوس أطفالهم
- الصحافة الأمريكية تفضح مضمون -ورقة غش- بايدن خلال اجتماعه مع ...
- الولايات المتحدة.. حريق بمصنع للقذائف المخصصة لأوكرانيا (صور ...
- جينوم يروي قصة أصل القهوة


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين كركوش - هل دخلت داعش مرحلة الموت السريري أم أن (الذئب) ما يزال ينتظر على الأبواب العراقية ؟