أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - تحالف لا يضمن الانتصار وربما يسبب الهزيمة















المزيد.....

تحالف لا يضمن الانتصار وربما يسبب الهزيمة


مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 4577 - 2014 / 9 / 17 - 00:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تحالف لا يضمن الانتصار وربما يسبب الهزيمة
مروان صباح / تجاوزت المنطقة العربية سلسلة من الوعكات وانتقلت بكل ما تحمله المعاني ودلالاتها إلى طريق مظلم ، كانت قبل أن تسجل دخول كامل ، تماماً ، قد دخلت في دائرة الحيرة ، ان تعتريه أو لا تعتريه ، ولكن ، منّ أمتهن الاصطياد يسهل عليه أن يسجل ضربة جزاء آخرى في الوقت المناسب والمكان الذي يريده ، بالطبع ، بعد جهد جهيد ، بلا شك ، ولأن الاعتراف به ، فضيلة ، جاءت بعد عمليات متقطعة وآخرى متواصلة وصفت بالكثيفة ، وقد تكون المنطقة برمتها تجاوزت مرحلة الفوضى الخلاقة إلى الفوضى الكاملة ، المنزوعة من أدنى أخلاقيات ، دون أن تعلم بهذا الانتقال ، هذا ، لم يأتي بصدفة أو في زمن قصير ، بل ، احتاج في حقيقة الواقع المتخم بدلالات ، إلى قطع مسافات طويلة من أجل تحقيقه ، لكن ، الإعلام العربي لأنه قاصر ومن دلالات قُصوريته أنه يقدم الواقع بعد حدوثه ، أو يتناوله كأنه حدث مستجد ، بينما حقيقة أمره ، عكس ذلك تماماً ، لأن ، الملاحظ بأن الإستخبارت الغربية وعلى وجه الخصوص الأمريكية تراقب بعناية واهتمام ذلك الخلاف والتباين الواقع بين وجهات النظر في السلوك والأساليب للجماعات المسلحة وكيفية تطورها وامتداداتها ، ودارسة ، أرضية انشقاقاتها ، منذ أن تولى مهام القاعدة في العراق ، ابو مصعب الزرقاوي ، بل ، قبل ذلك ، وبالرغم من ظهور خلافات على سطح المشهد ، التيار ، الإسلامي الجهادي ، إلا أنه بقى محدود ومسيطر عليه ، بل ، يعود تأخير انفجاره حسب التوثيق ، إلى حرص زعيمهم اسامة بن لادن بمهارة التعامل مع تفكيك الأزمات ، معتمداً ، طريقة تجنب الاصطدام العلني كونه أعتمد نهج الاحتضان لتدافع الأجيال المنخرطين بالقاعدة واستقطابهم من خلال استيعاب تجنح البعض وخوفاً من أن يتطور الخلاف إلى نزاع ثم انشقاق وبنهاية المطاف ، قتال بعضهم البعض .
هنا المرء إن غاب عن وعيه السياسي يتحول بكل بساطة إلى ضحية ومن ثم إلى أخرس أمام ما يَكّمن وراء اغتيال بن لادن ، التوقيت ، الكشف عن مكانه السري ، بالتأكيد ، الأيام كفيلة أن تخبرنا عن الأسباب الحقيقية التى جعلت الإدارة الأمريكية تقرر استبعاده ، الآن ، ونعلم ، أيضاً ، مدى تورط الإستخبارات الباكستانية في عملية نقله إلى محيط قاعدة عسكرية في أبوت آباد ، ذلك المكان الآمن الذي يبتعد عن العاصمة اسلام آباد 120 كم ، وبالرغم من التكتم حول مرض بن لادن وحاجته إلى رعاية خاصة كما يشاع بين اوساط الجهاديين ، إلا أن ، ضرورة انجاز قتله كانت تصب في سياق القادم ، فالاستخبارات الأمريكية أطلقت على عمليتها أسم جيرانيمو ، هو ، أسم الحركي للقوات التى قامت بتنفيذ عملية الاغتيال ، وجيرانيمو ، يكون أحد زعماء قبيلة الأباشتي ، هي ، أحد أشهر قبائل الهنود الحمر ، سكان أمريكا الأصليون ، الذين قاوموا المستوطنين من أصول أوروبية في القرن التاسع عشر ، فعلاً ، انهت المجموعة فجر الاثنين 2 أيار 2011 م ، بعد أن بات الرجل صخرة ثقيلة على خريطة ترتسم شيئاً فشيئاً ، ولا بد من رحيله كي تكتمل الصورة وتبدأ الحكاية من أول السطر ، وتكشف الوثائق الأمريكية ، لا سواها ، ذلك التذمر وعدم الارتياح الذي صاحب بن لادن في حياته ، على وجه الخصوص في الآونة الأخيرة ، مما دفعه إلى فتح ، للعلماء ، باب النقاش بهدف مراجعة أفكار التى تحولت إلى حقائق على أرض ، كالتفجيرات بين المدنيين والقطع الرؤوس وغيرهما ، وبالرغم ، من الرسائل التى ظهرت بعد اغتياله ، كدلالة على شعوره بالقلق ، لكنه ، أكتفى بالنصح والاستعانة بوسطاء من خلال قنوات سرية ، ضيقة ، كما أيضاً ، أكتفى برسالة المقدسي ، أبو محمد ، الشهيرة لتلميذه الزرقاوي ، حملت طابع نقدي ، يراد بها تصحيح السلوك والنهج ، هنا المرء يكتشف ضرورة غياب كارزمة مؤثرة بحجم اسامة دون معالجات حقيقية كاملة للتنظيم ، فعندما تغيب ، يعلم من غيبها أنها ستترك فراغاً كبيراً ، ليس على مستوى القاعدة كتنظيم فقط ، بل ، على المستوى العالم الإسلامي ، وأيضاً ، تماثلت الحالة في قتل الزرقاوي ، بالتأكيد ، أقل شئناً ، لكنها خرجت الأمور في العراق بالتحديد عن ضوابطها ، حيث ، تفاقم الشعور بالأحقية والاتباعية لزعيمها دون الالتزام بخليفته ، البعيد عن خطوط النار ، قد يكون أحد العوامل الأساسية الذي دفع هذا الشعور أن يتنامى ، حيث ، تحول التنظيم من صيغته الهرمية في التخطيط والتمويل والتنفيذ إلى شبكة فضفاضة تعتمد على ترويج الفكرة والاعتماد على الوسائل الاجتماعية في التعليم و تدريب العناصر بعد أن حوصرت تحركات قياداتها .
هناك أمر بالغ الأهمية ، لم يلتفت إليه الكثير بسب ازدحام المنطقة بالأحداث ، هو ، انتقال مركز القاعدة فعلياً ، من افغانستان إلى العراق وتراجع المركز الأول لصالح الأطراف ، وقد يعود ذلك ، لأمرين ، الأول يتعلق ، عندما التحق العرب بحرب الأفغان ضد التدخل الروسي ، حيث ، وجدوا أرضية خصبة للانطلاقة ، تحرروا من الأنظمة العربية ، التى كانت تحد من امتداداتهم لكنهم اضطروا أن يبقوا تحت سقف الافغاني وبالتالي انتظروا مدة طويلة لسقوط جغرافيا بديلة عن افغانستان ، في قلب المنطقة وذات حدود مع الخصم الفكري والمذهبي لإيران ، الذي اتاح لهم اعادة تشكيل قواعدهم وقواهم ، كما هو حاصل اليوم ، والأمر الثاني ، المنهجية التى اتبعتها الولايات المتحدة الأمريكية في العراق دون افغانستان ، هي ، مغايرة تماماً ، حيث ، توغلت بالقتل وسعت إلى تفكيك الدولة بشتى الطرق والتى ساعدت في خلق حاضنات كافية ومثيلة للأفغانية ويبدو أنها أهم ، تكويناً ، وأكثر امداداً على الصعيد البشري ، ولكن ، الهدف كان ومازال ، ليس أبعد من دفع أبناء المنطقة إلى تشكيل قوة سنية ذات فكر سلفي يتبنى الخلاف التاريخي ، القومي والمذهبي مع إيران ، ويرى بها تهديد ليس مثله تهديد أخر ، بل ، يعطيه الأولوية القسوة في معالجة تنامي اذرعته ، بمنطقة طابعها التاريخي سني لا تقبل القسمة ، وبالرغم ، من اعادة انتشار القوات الأمريكي في المنطقة العربية بعد انسحابها من العراق ، إلا أنها ، تستمر الإدارة الأمريكية الحالية بتنفيذ ما بدئه بوش الأبن وما خططوا له المحافظون الجدد ، استكملاً للمشروع الأوسع الذي ابتدأ منذ أواخر القرن الخامس عشر ، لكن ، بطريقة أكثر تعقيداً وأقل تكلفة للأمريكان ، حيث ، انطوت الحركات الوطنية العراقية العاملة في الشأن المقاوم تحت راية داعش من فدائيين صدام وضباط الجيش العراقي السابق وغيرهما ، وهذا ، يشكل قناعة تترسخ يوم بعد الأخر بأن قرار بول بريمر بحل الجيش والقوى الأمنية لم يكن بريئاً من السوداويات ، حيث ، أبلغ رئيسه ومساعدين الرئيس عبر الفيديو كونفرنس ، بأنه على وشك اصدار أمر بحل تلك المؤسسات التى تنتمي إلى العهد القديم ،،، المفضوح ، والموثق أيضاً ، أنه أصدر المرسوم في اليوم التالي ، لكن ، الأكثر افتضاحاً للقرار بأن الخطوط الرئيسية للقرار كانت غائبة ، غائمة ، بفعل مقصود ، حتى عن أركان الإدارة الأمريكية ، المدنيين والعسكريين منهم ، ابداً ، ليس كما ادعى المدافعين والمؤيدون باعتباره قرار ضروري لضمان عدم عودة نفوذ قوات وجماعة صدام حسين ، بعد أبعادهم عن السلطة ، وبالطبع ، لا مناص من هذا ، ايضاً ، من استعادة السؤال الكبير عن أهدافه ، الأبعد والأعمق ، كان قد خُطط لإعادة مجيء من دفعهم القرار إلى الشوارع أن يعودوا من بوابة أخرى ، بوابة التمحور المذهبي والقتال بالإنابة عن قوى تمتلك في حقيقة واقعها تكنولوجيا عالية الجودة والابتكار ، إلا أنها فاقدة للأفراد .
مسألة فيها نظر ، لهذا ، عندما أُتهم رئيس الولايات الأمريكية أوباما بالارتباك أمام تحديات على المستوى العالم ، كان التقدير سريع وغير جذري ، لأن الفهم والتحليل لما يُنفذ من مخططات على الصعيد البيت الأبيض يحتاج إلى دراسة غير منقطعة للإدارات الأمريكية المعفاة من المساءلة ، وبالتأكيد ، أن تسفر بعض التحليلات عن مزالق متعددة ، لأنها تقتصر إلى رؤية ذاتية ، آنية ، في وقت يوصف بأنه الأدهى على مسيرة البيت الأبيض ، حيث ، عالج اوباما قضايا المنطقة بأسلوب عصر الليمونة ، للمستجدين بالتدخل ، إلى القطرة الأخيرة ، وهذا ، بحد ذاته يجعله يتربع على عرش تحالف قديم ، لكنه ، بحلة جديدة ، ينوب عن الأعضاء بالتفكير والتخطيط والتصنيع ، إلا الموت ، فمثل هذه التحالفات ، حسب التكرار ، ليست جديدة ، بل ، لعلها صارت كلاسيكية ، باستثناء بعض التعديلات ، لا أكثر ، فاليوم ، تعلن أمريكا استراتيجيتها لمحاربة الدولة الإسلامية داعش ، مدتها ثلاثة سنوات ، مستخدمةً جيوش عربية ، طبعاً ، وبغطاء جوي أمريكي ، على شاكلة المعارضة الليبية والقذافي ، حيث ، تلتزم بتزويدهم بأسلحة حسب تقديرات الميدانية والحاجة ، لكن ، ما لا يتعلمه العرب ، أبداً ، حتى لو كانت تلك الدروس مدفوعة الثمن ، بل ، باهظة التكلفة ، لأنها من دماء وثروات أبناء المنطقة ، بأن الإدارات الأمريكية براغماتية السلوك ، لا يوجد في ثقافتها ، عزيز ، من طباعها أن لا تضمن لأحد مهما على كعبه الاستمرار في ذات الطريق إلى النهاية ، ولا تتردد أن تعود من منتصف الطريق تاركةً حلفائها دون عتاد وزاد .
والحال ، هذه المرة قد يكون مختلف لأن الاشتباك على الأرض بين أبناء المنطقة ، ومن خلاله ستسقط العديد من الدول ، هي بالأصل ركيكة الركائز ، الكويت والبحرين وإقليم كردستان العراق في القريب ، أما الأبعد ، صحراء سيناء ، لكن ، الغرض الأهم من هذا التحالف انتقال المعركة عربياً إلى تجمع عربي نقي من أي كوابح توقف عجلة الصراع مع ايران ، وهذا ، يتطلب إلى سيناريو ، انتصار ضخم ، كي يُفتتن به شباب المنطقة العربية بالأصل ، هم ، مسلوبين الحياة .
والسلام
كاتب عربي



#مروان_صباح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حماس ،،، الاعتبار بما مضى
- لا مستقبل للعرب دون عودة العراق
- نقص في الأفراد فائض في القوة
- فعل المقاومة ،،، استشاط غضب الأنظمة العربية
- التهنئات للأكفاء
- سلسلة افتضاحات قادمة
- محاولة لبننة المجتمع الفلسطيني .. سياسياً
- إغتيالات وإغتسالات وعلاقات تجمعهم وتفرقهم المصالح
- الضفة الغربية سياقات وحدتها وانقسامها
- درويش عصي على النسيان
- فلسفة الاسترداد
- انتحار مذهبي بعينه
- معالجة الانفلات وتهذيب الاختلال
- البابوية المتجددة والإسلامية المتجمدة
- المعركة الطامة ، قادمة لا محالة
- مسرح النوباني
- الى من رحلوا لهم دائماً بريق الصمت ... رحمك الله يا أبي .
- مقايضة عفنة
- جمهورية اردوغان ،،، الثانية
- استعادة جغرافيات ، ونتائج انتخابية تفتح عدة احتمالات


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - تحالف لا يضمن الانتصار وربما يسبب الهزيمة