أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ابراهيم الخياط - تغريدة الأربعاء: دم في الشوارع














المزيد.....

تغريدة الأربعاء: دم في الشوارع


ابراهيم الخياط

الحوار المتمدن-العدد: 4577 - 2014 / 9 / 17 - 00:32
المحور: المجتمع المدني
    


تشيلي، الدولة الأمريكية اللاتينية، نالت استقلالها من الاستعمار الاسباني عام 1818 وانتخب شعبها أول حكومة ديمقراطية سنة 1861، وصدر دستورها في 1925. وفي عام 1958 تم انتخاب "اليساندري بلما" الليبرالي رئيساً للجمهورية، فقام بعدة إصلاحات اجتماعية عارضها الجنرالات، لكن تشيلي ظلت ديمقراطية. وفي 1970 حدث التغيير النوعي بمجيء حكومة الوحدة الشعبية وانتخاب سلفادور اليندي رئيسا للجمهورية، والذي لم يحكم سوى ثلاث سنوات، حيث اطاح به انقلاب عسكري أسود قاده الجنرال الدموي "بينوشيت"، لترزح البلاد تحت حكم الحديد والنار دهرا وليتعطل البرلمان والدستور.
لم يكن الانقلاب عفويا، بل كان موجها ومدعوما من الـ C.I.A والحكومة الأمريكية. وفي يوم الانقلاب، الحادي عشر من أيلول عام 1973، حاصرت الدبابات الفاشية القصر الرئاسي وطالبت الرئيس بتسليم نفسه، والاستقالة. إلا أنه رفض الخروج والرضوخ، بل ارتدى الوشاح الرئاسي الذي يميز رؤساء تشيلي وتصدى لهم متحديا، فاقتحموا القصر وقتلوه وهو يقاوم.
ثم ذهب القتلة الى بيت حامل جائزة نوبل الشاعر الشهير بابلو نيرودا الذي كان عضوا في قيادة الحزب الشيوعي وعضوا في مجلس الشيوخ ومرشحا سابقا للرئاسة. اقتحموا بيته، وعندما سألهم: ماذا تريدون؟ أجابوه بأنهم يبحثون عن السلاح، فزجرهم بقوله أن الشعر هو سلاحه الوحيد.
بعد أيام، وتحديدا في ‏23‏ أيلول ‏1973 رحل نيرودا كمدا وحزنا وقهرا من زوار الفجر وهو يقول: "لقد عادوا ليخونوا تشيلي مرة أخرى".
مناصرو حكومة الوحدة الشعبية، واثر وصول خبر اغتيال اليندي، نظموا مهرجاناً حاشدا في ملعب العاصمة، وكان الفنان "فيكتور جارا" حاضرا، فبدأ يغني للثورة والحرية والفقراء. كانت وقفته مهيبة، يغني وعيناه تقطران دما، حتى وصلت دبابات الانقلاب الى مشارف الملعب. فحاصروه وأغلقوا أبوابه جميعها، ثم طلبوا من فيكتور جارا، من باب السخرية والاستهزاء، أن يغني أغنيته (النصر للبسطاء) التي غناها قبل ثلاث سنوات في المكان نفسه تحية لانتصار اليسار، وفعلا بدأ فيكتور جارا يغنيها، والمسدسات والبنادق فوق رأسه، بدأ يغنيها ويداه تتمزقان من عزف الجيتار، حتى سال دمه وتجرحت يداه من شدة تأثره، فبتروا يديه وقهقهوا وصرخوا به أن يعزف ان استطاع، فبقي يغني،... غنى وغنى وغنى حتى أردوه قتيلا بأربع وأربعين رصاصة حاقدة، وأبادوا الألوف المتواجدين في الملعب، في إحدى أبشع المجازر الدموية. كان جارا يغني:
"نحن خمسة آلاف،
هنا في هذه الزاوية الصغيرة من المدينة،
فكم نحن في العالم كله؟"
وعرفانا لمأثرته، صار الملعب يحمل اسم "ستاد فيكتور جارا"، وعندما اكتشف عالم الفلك السوفييتي "نيكولاي ستيبانوفيتش" - عامئذ - كويكبا جديدا، سماه "فيكتور جارا".
وفي بغداد، أهداه وغنى له شبيهه جعفر حسن عام 1973 أغنية تقول كلماتها:
"سانتياغو،
دم في الشوارع
دم في المصانع
دم في البيوت"
غنى له، وكأنه يغني عن بغداد والعراق اليوم..



#ابراهيم_الخياط (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تغريدة الاربعاء: الذئب وعيون بعشيقة
- تغريدة الاربعاء: الولاية الثابتة
- تغريدة الاربعاء: سلامة الرؤساء
- تغريدة الاربعاء: العريف
- تغريدة الاربعاء: يا ضوه ولاياتنا
- تغريدة الاربعاء: حكمة الحصيني
- تغريدة الاربعاء: عليجة من قمر
- تغريدة الاربعاء: ما هي أحلامك؟
- تغريدة الاربعاء: عن الانتخابات الاسرائيلية
- تغريدة الاربعاء: (العراقية) العراقية
- تغريدة الاربعاء: ما يصيرون أوادم
- تغريدة الاربعاء: بعير الحكومة
- تغريدة الاربعاء: الخازوق العراقي
- تغريدة الاربعاء: وجدتها
- ديالى .. برتقالة الثقافة
- تغريدة الاربعاء: زرق ورق
- تغريدة الاربعاء: الولد طار.. يمه يايمه
- تغريدة الاربعاء: خدوجة العظمى
- تغريدة الاربعاء: الفلوجة في تشيلي
- تغريدة الاربعاء: الزهاوي والحكومة


المزيد.....




- تأييدًا لغزة.. طلاب وأساتذة يتظاهرون في جامعة سيدني
- شبح المجاعة لا يغيب.. غزيون يشتكون شح السلع وغلاءها
- الحكم على مغنٍ إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- الإعدام لـ11 شخصا في العراق أدينوا -بجرائم إرهابية-
- تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال بحق نتنياهو وغالانت ورئيس ...
-  البيت الأبيض: بايدن يدعم حرية التعبير في الجامعات الأميركية ...
- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...
- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس
- الحكم على مغني إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ابراهيم الخياط - تغريدة الأربعاء: دم في الشوارع