أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سعد تركي - كي لا نخسر أزل وأخواتها














المزيد.....

كي لا نخسر أزل وأخواتها


سعد تركي

الحوار المتمدن-العدد: 4576 - 2014 / 9 / 16 - 01:51
المحور: المجتمع المدني
    


ليس هناك من رقم يمكنه منافسة عدد التفجيرات التي تحصل في العراق بشكل يومي تقريباً إلاّ أعداد الوفود الكبيرة التي تقوم الوزارات والمؤسسات الحكومية بإيفادها إلى مختلف دول العالم. أيّ شخص يسعده حظ الوصول إلى صالة مطار بغداد الدولي سيتيقن أن جزءاً كبيراً من موازنة أيّة وزارة أو مؤسسة حكومية لا يتم إنفاقه على مشاريع تمسّ الحاجة إليها، إنما تذهب عبثاً في إيفادات لا أول لها ولا آخر، مثلما ليس لها من هدفٍ غير تسلية كبار الموظفين بسفرات سياحية يستجمون بها في بلاد الله الآمنة بأموال عامة. وفي حين يستطيع أي متنفذ في هذه الوزارة أو تلك المؤسسة حجز مقعد دائم في أية "سفرة" من دون أن تستفيد الجهة المرسلة شيئاً من "الدورات التطويرية أو العلمية" التي خضع لها، فإنّ كثيراً ممن يمكن أن يكون الإيفاد طريقهم لتقديم خدمة جليلة للوطن يعجزون عن مزاحمة أصحاب النفوذ!!
الطفلة الموهوبة أزل عدي كريم، فنانة تشكيلية سحرت فرشاتها ذواقي الفن وأدهشت العالم بلوحاتها وتعدت شهرتها العراق وهي لم تتعدّ عامها العاشر بعد.. أزل تلقت دعوة للمشاركة في بطولة العالم للمبدعين العرب التي أقيمت في لندن، وكانت الأقرب للفوز باللقب لولا تقاعس وزارة الثقافة وروتينها القاتل الذي فوّت الفرصة.. أزل استكملت كلّ الإجراءات والتعقيدات التي وُضعت ـ عن عمد أو بدونه ـ في طريقها ولم يتبق إلا توقيع وزير يندر أن يزور وزارته.. الوزير كان مشغولاً دائماً بوزارة أخرى، ولم تستطع أزل أن تعرف كيف تسير هذه الوزارة، مثلما لم يكن بمقدور أحد أن يعطي جواباً مقنعاً لتساؤل صغير بحجم قلب طفل: لماذا يحضر توقيع الموافقة على سفر عشرات الوفود لآخرين ويغيب عنها!!
المدارس والجامعات بإمكانها أن تضخّ ملايين الخريجين في مختلف صنوف العلم والمعرفة والآداب.. يمكن الحصول على أعداد كبيرة من الأطباء والمهندسين والمدرسين والضباط بتوفير جامعات رصينة وأساتذة أكفاء. ما لا يعرفه كثيرون أن الموهبة نادرة لأنّها قدرة متميزة وذاتية، ولأنها قدرة عقلية عالية وقدرة ابتكارية مرتفعة ودافع قوي للإنجاز والمثابرة، وهي صفات يمكن صقلها وتطويرها إلا أنه يستحيل إيجادها في شخص لم تولد معه. ولهذا تحرص الأمم والشعوب على أية موهبة وتوفر لها أسباب النجاح، لعلمها أن التطور الحضاري اعتمد في مختلف مراحله على الموهوبين والعباقرة لقدرتهم الكبيرة على الابتكار والإبداع، ولعلمها أيضاً أن الشعوب التي لا تحتفي بموهوبيها ستخسر مستقبلها.
خسرت أزل فرصتها الأولى وخسرنا معها فرصة الابتهاج والفرح في زمن لا يحمل لنا سوى أنباء الموت والخراب. ولأنّ الموهوبين كائنات رقيقة شفافة تمتلك أحاسيس مفرطة ينبغي ألا توضع أمام انطلاقها العوائق والعراقيل.. أزل أحبطها روتين وزارة قضت بين أروقتها أكثر من شهرين بلا نتيجة، ومن المؤكد أنها ما زالت تحلم بفرص أخرى.. الخشية، كلّ الخشية، أن ينتهي الآتي من الفرص بأبواب موصدة أيضاً، فنخسرها كما خسرنا كثيرين غيرها.



#سعد_تركي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نادية كومانتشي وصناعةُ البطل
- المياه لا تعود إلى مجاريها!
- وصايا لسياسي مبتدئ!!
- طريق المنافي والمهاجر
- رمضانهم كريم!!
- صحف لقراءة الأبراج!!
- سلام القلوب
- أمنية ابتدائي!!
- محنة المشتكي
- ورق.. ورق
- عبقريّة معلمة!!
- أرائك الفاكهين!!
- وهمُ البطالة!!
- قرطاسية كلّ عام!
- بشائر النصر.. مقدمات الهزيمة!
- أحوال مدنية!!
- وصايا لتعيش!!
- نحيب الأرصفة
- للموت عشاقه ايضاً!!
- مقابر عمّاتنا


المزيد.....




- بالصور..اعتقال عشرات الطلاب في تكساس بسبب مشاركتهم في مظاهرا ...
- تأييدًا لغزة.. طلاب وأساتذة يتظاهرون في جامعة سيدني
- شبح المجاعة لا يغيب.. غزيون يشتكون شح السلع وغلاءها
- الحكم على مغنٍ إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- الإعدام لـ11 شخصا في العراق أدينوا -بجرائم إرهابية-
- تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال بحق نتنياهو وغالانت ورئيس ...
-  البيت الأبيض: بايدن يدعم حرية التعبير في الجامعات الأميركية ...
- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...
- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سعد تركي - كي لا نخسر أزل وأخواتها