أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ميرغنى ابشر - عودة المسيح















المزيد.....

عودة المسيح


ميرغنى ابشر

الحوار المتمدن-العدد: 4575 - 2014 / 9 / 15 - 18:53
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


فى بحثه المروي الماتع ((قبلة يهوذا))*، جهد ((أوبير برولونجو)) فى رسم صورة أقرب إلى حياة المسيح ومبادئ اليسوعية، التى أبت أن تؤدلج نفسها، حتى فى مشروع لمؤسسة تحرير وطنى، أو عرقى ، حين حاول الثوار اليهود بزعامة ((باراباس)) و((يهوذا الجليلى))، دفعها فى هذا الاتجاه ، من أجل الفكاك من النير الرومانى ، وأراد لها رسولها أن تكون حالا اجتماعية فى الناس، تدعو إلى تشاركية المعاش ، والإخاء الانسانى، بتوجيه من السماء، لإحياء صيغ المشاعية الاجتماعية القديمة، بخلاف ما انتهت إليه تقصدات الحركة اليسوعية اليوم، حيث تحولت مباديء المسيح المشاعية، إلى مؤسسة عقدية متصلبة اتسم تاريخها بالعنف، ونفي الأخر، وغدت لهذه المؤسسة أقانيمها ومحافلها والاكليروس الكهنوتى، على يد الورثة المزيفين.
ويمنحنا السيد برولونجو فى ((قبلة يهوذا)) نهاية احتمالية لحياة المسيح المسرودة ، بقفزة من مشهد سوق المسيح، إلى مصير حدد فى مجلس السنحدرين ،النخبة البرجوازية حارسة التلمود ، إلى مشهد انتحار ((يهوذا الاسخريوطى)) أسفا على مصير المسيح المحتوم ، بطله الذى صنع!!، دونما يقف بنا فى ساحة الجلجثة ، الميدان الذى شهد صلب المسيح فى اعتقاد الكثيرين من الناس.هذا القفز المبيت، بين مشهد سوق المسيح، إلى مشهد نهاية يهوذا، من غير أن يرسم لك الخاتمة المظنونة للمشهد الأول ، ما كان قصدا قصصيا ، إن هو إلا رسم يتأسس على أطروحة ((الكأس المقدسة))(1)، البحث الميدانى والوثائقى ((لميشيل بيجنت)) وأخوية ((ريتشارد لى)) و((هنرى لنكولن))،التى بنى عليها ((برولونجو)) وقائع سرده الماتع،وهو منظور وضرب من الطرح جديد، لحياة المسيح ، يمت بمرجعيةٍ ما إلى التصور القرآنى لتاريخ المسيح، هذا الطرح الجديد لتاريخ المسيح، آخذا فى الاتساع بين الوسط العقلانى فى المجتمع النصرانى الغربى والشرقى، وإن كان لهذا الطرح راعٍ قديم تبناه عقيدة نشطت فى التاريخ، فهم جماعة فرسان الهيكل ، الجماعة التي اتخذت الحركة الماسونية كثيرا من رموزها رموزا لها، وهى جماعة نشطت في فلسطين إبان الحروب الصليبية ثم انتقل نشاطهم إلى أوربا، تأثروا بالفكر الدينى الاسلامى ، وكانت إحدى التهم الموجهة إليهم ، هى رفضهم القول بألوهية المسيح، وتأثرهم العميق بالفكر الدينى الاسلامى. وكمال مشهد رحلة المسيح، الذى ما قال به السيد ((برولونجو)) ، إنما منحنا بذرته فى هذا الحوار بين يهوذا، وواحد من الأعضاء الشيوخ للسنحدرين ، يقول الشيخ مخاطبا يهوذا:((..أنت مع ذاك النبى الجديد، الذى تسبب بذلك الشجار المشهود فى الهيكل؟
- نعم
- إنه ماهر جدا، هذا الشاب. إن الطريقة التى اعتمدها لتنظيم دخوله وفقا للنبوءات تماما كانت مدهشة...كما جاء عند حزقيال..ووصل إلى جبل الزيتون ، حيث تنبأ زكريا..أدرك تماما أجمل ما فى جهودنا، أى رغبتنا منذ سنين فى جعل الدين شخصيا بدلا عن كونه جماعيا، ومعنويا بدلا عن كونه طقسيا..))
وبعد أن يوضح يهوذا خطته فى قيام الثورة ضد الرومان، والتى تقتضى القبض على المسيح معلمه ، فى مقابل أن يطلق الرومان سراح باراباس، المحرك الفعلي للعصيان،ومن ثم إجبار المسيح على الاضطلاع بقيادة الثورة ، يمضي الحوار على هذا النحو:
((- لكن لماذا أنت واثق من أنه سيفعل هذا...
يجيب يهوذا،
- لن يعود له خيار. أتراه يرفض النصر وهو فى متناول يده؟
_...ثم ، إن ابن الله يستسلم للصلب.
وأرسل ضحكة فى غير محلها.))
فى هذه البذرة يستبطن ((برولونجو)) صناعة لحياة المسيح ، لتتطابق مع نبؤات أسفار التوراة، نجد فى هذا الحوار الآنف ،عضو السنحدرين يرسم نهاية لحياة المسيح تتوافق و نبوءة التوراة للميسا- الصلب- ، حتى يحقق رغبته فى دين يحرره من الطقوسية التلمودية.
هذه البذرة التى بثتها قبلة يهوذا، استطالت على سوقها فى ((الكأس المقدسة))، التى بسطت لنا النهاية المسرودة للمسيح على هذا النحو:(...((وكان فى الموضع الذى صلبوا فيه يسوع بستان، وفى البستان قبر جديد ما دفن فيه أحد))(يوحنا41:19)..طبقا لمتى(60:27)، هذا القبر والحديقة كان يملكهما شخص يدعى يوسف من الرامة، والذى –طبقا لكل الكتب الأربعة للانجيل- كان رجلا ثريا، وتابعا سريا للسيد المسيح..لا حاجة للقول، عملية صلب خاصة، فى ممتلكات خاصة، يترك مجالا كبيرا للشك وللخدعة ، صلب وهمى، وطقوس مدبرة بمهارة..كانت المسرحية مرئية –فقط – عن بعد ، كما تؤكد كتب الإنجيل الثلاثة المتفقة. ومن هذه المسافة لم يكن من الممكن أن يكون ظاهرا من هو- فى الحقيقة - الذى صلب، أو كان فى الحقيقة ميتا...فى النسخة اليونانية الأصلية لإنجيل مرقس..يطلب يوسف جسد السيد المسيح، يستعمل كلمة((soma))(جسم) وهى كلمة تنطبق فقط على الجسم الحى. بيلاطس البنطى يوافق على الطلب..)،(وفقا لتصويره فى الإنجيل، فإنه من غير الواضح أن السيد المسيح قد صلب...إن لفائف نجع حمادي تحتوي عددا لا بأس به من العبارات العدائية للارثذوكسيين..فى المقتطف التالى، يتكلم السيد المسيح..:أنا لم أستسلم لهم كما خططوا.. وأنا لم أمت)) . وهكذا نقبض على مشترك واضح وبين، بين التصور القرآنى لمآل المسيح،( وقولهم إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم)، وبين الطرح البحثى العقلانى المعاصر للمجتمع النصرانى الغربى. ولا يقف المشترك عند هذا الحد، بل يتعدى ذلك لما بعد حادثة الصلب الزائفة ، يقول تعالى: ((وإذ قال الله يا عيسى إنِّي متوفيك ورافعك إليَّ ومطهرك من الذين كفروا وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة))، ولك أن تقبض معاني جديدة من هذه الآية، دون أن تدعي تفسيرها، أو تأويلها، فمن المعانى الظاهرة والتى تفضها لك العربية لسان البيان، والتى لا تتعارض مع آيات الكتاب، التى تحكى عن المسيح، من هذه المعانى ، الإظهار ، والإكمال، والتولى من الله لمبادئ اليسوعية، التى انتهى إليها الإسلام .وأيضا تحكى الآية عن امتداد حياة المسيح حتى يوفي الرسالة ، ويبدو لك ذلك غائما فى كلمة (متوفيك)، والتى يعنى الشائع من جذرها اللغوى ((وفى)) : ظهر،وطال، وتم، يقال فى لسان العرب : مات فلان وأنت بوفاء، أى: بطول عمر، تدعو له بذلك.ويستقيم لك تمام المعنى ، فى عبارة ((رافعك إليَّ ))، أى مقربك إليّ ، فليس الله فى مكان حتى يدنى بجانبه مرسلا، بل المعنى المتبادر هنا ،أن تسير فى الناس بما أشاء وأرضى، لأن القريب من الله توافق سيرته رضوان الله، فيكون حاصل المقبوض من عند هذه المعانى، أمد لك فى عمرك، لتكمل الرسالة، بتسديد مني ، أنا العزيز المتعال. وهذا ما يحدث فى الظهور الثانى للمسيح ، وعلينا أن نقف بفهمنا لامتداد عمر المسيح، من عند مفهوم الزمن الموجود فى قصة أهل الكهف القرآنية ، والذى بات فهمها واضحا بعد فتوحات الفيزياء النظرية الحديثة. ويطلعنا ((ميشيل بيجنت)) وأخويه ((ريتشارد لى)) و((هنرى لنكولن))فى ((الكأس المقدسة)) ، على حياة للمسيح بعد حادثة الصلب الزائفة ، التى حكتنا عنها الآية الآنفة،على هذا النحو:( ..طبقا للرسالة التى استلمناها ،الوثائق التى وجدها ((بيرنجر سونير)) فى رين لو شاتو كانت تحتوى على برهان قطعى على أن السيد المسيح كان حيا فى عام45 بعد الميلاد ، ولكن ليس هنالك أية إشارة إلى مكان وجوده آنذاك. إمكانية واحدة محتملة أنه كان فى مصر ، وبشكل محدد ، فى الإسكندرية، حيث قيل ..إن أورموس الحكيم أنشا الصليب الوردى بدمجه للطقوس المسيحية مع الطقوس قبل المسيحية) .لقد كتب دافيد أستروس(835-1836) :أن ما فى الأناجيل من خوارق الطبيعة يجب أن يعد من الأساطير الخرافية ، وإن حياة المسيح الحقيقية يجب أن تعاد كتابتها بعد أن تمزق منها هذه العناصر أيا كانت صورها).نقول أن المسيح بين ظهرانينا ، لكنه فى وجود تحكمه قوانين ما بعد النسبية العامة لاينشتاين ،القوانين التى سرت على عزير وأهل الكهف. والتى تحدثنا عن وجودات ، موازية لحاضرنا الذى نعيش ، أذاً ، فعودة المسيح للظهور، لن تكون مستغربة، وفقا للمنظور العلمى حينئذ، إنما فجاءة بنسبتها علما للساعة، فاليوم وفى عصر العلم نشاهد تقاربا محيرا بين الفيزياء النظرية، والتصورات الفلسفية للخلق والتكوين التى أفترعتها فى البدء الحكمة والفلسفة القديمة، وعمقها الحدس الصوفى والعرفانى. ونحن نتحدث عن عودة للمسيح ، فلا درب يمنحنا قولا لا تمجه الباصرة، غير درب الفيض و العرفان، الذى شاد رؤية متكاملة للوجود، منطلقا من الحدس العرفانى ، القائم على باطن وواضح القرآن، فهو يقدم رؤية للوجود الانسانى، وانقلاباته الروحية، من عند القرآن ، الذى يتحدث عن ألا تفاوت فى الخلق ، ((الذى خلق سبع سماوات طباقا ما ترى فى خلق الرحمن من تفاوت فارجع البصر هل ترى من فطور)) ، ولما كان خلق السموات، أعظم من خلق الإنسان (لخلق السموات والأرض أكبر من خلق الإنسان)، كان لابد من أن يتحقق هذا اللا تفاوت، فى الخلق حتى عند المسارات الروحية للإنسان، يقول النبى(ص): إنكم وفيتم سبعين أمة ، أنتم خيرها وأكرمها على الله. أى، تمت العدد سبعين أمة بكم. ليقبض الحدس الصوفى على واردة الأدوار السبعة، المتحقق عند كمال كل دور منها، انقلابا روحيا بظهور نبى ناطق، وأطلق الحدس العرفانى على الوسيلة بين الله وعباده ، والذين هم النطقاء، اى الرسل ،الأساس، والأوصياء، مسمى ((الحدود الجسمانية)).ومعنى النطقاء والرسل (قاهرى أممهم بالنطق لا بالغلبة الجسدانية)، ويجوز فى معنى النطق أيضا ما يقذفه الروح الأمين فى قلب الرسول بما لا يشوبه تناقض. ويبدأ أول أدوار النطقاء بآدم عليه السلام، وقد أسند الوصية إلى ابنه ((شيث))، وتم دوره ستة بستة من الأئمة، حتى بلغ الأمر فى أخر الدور، إلى الإمام السابع، فارتقى من حد الأمامية إلى حد الناطقية ، وهو ((نوح)) عليه السلام، فأقام الرسالة والرئاسة للدور الثانى، واسند الوصية إلى ولده ((سام)) عليه السلام، وأتم دوره ستة بستة من ألائمة إلى أن بلغ الأمر فى أخر الدور السابع إلى الأمام السابع ، فارتقى من حد الأمامية وهو ((إبراهيم )) عليه السلام، فأقام الرسالة والرئاسة للدور الثالث، واسند الوصية إلى ولده ((إسماعيل)) عليه السلام ..وهكذا تمضى سلسلة الأدوار، إلى أن تصل إلى ناطق الدور الخامس عيسى عليه السلام(2). وهنا نقف لنقول ، إن المرأة ليست استثناء، من أن تكون ((حدا جسمانيا))، يلعب دورا ميزا فى تحقق الانقلابات الروحية، فى مسار الإنسان نحو الله، وغام دورها فى التسلسلات الباطنية، نتاج سيادة الوهم الخفى لذكورة الروحى،لتكون فى دور الستر، وهو أمر يعرفه أولو الألباب، فمريم كليمة الوحى، والمحررة لله التى تقبلها الله بقبول حسن، وأنبتها نباتا حسنا، كما يفعل مع النطقاء ، كانت حاضرة كحد جسمانى فى بداية دور عيسى ، وهى المبشرة بالرسالة: ( إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله يبشرك بكلمة منه)،( وكلمته ألقاها إلى مريم)، وفى العرفان الكتاب كلمة، والإنسان كلمة، والرسالة كلمة، والرسول كلمة، وهى كلمة واحدة، من مشكاة واحدة، بصور شتَّى ، تشير بواحديتها، إلى وحدة المرسل والخالق، وبتمام الدور الخامس الذى مثله عيسى، ابتدأ الدور السادس الذى أقام شريعته محمد(ص)، فكما كانت مريم حدا جسمانيا فى الدور الخامس، كذلك كانت فاطمة مصدرا للإمامة، يقول عباس محمود العقاد : (في كل دين صورةُ الاُنوثية الكاملة المُقدّسة يتخشّع بتقديسها المؤمنون ، كأنّما هي آية الله في ما خلق من ذكر وأنثى ؛ فإذا تقدّست في المسيحية صورة مريم العذراء ، ففي الإسلام لا جرم تتقدّس صورةُ فاطمة البتول)، فهى حقيقة بدور الأساس، قياسا بمريم حتى ، وأكد الصحيح من قول المعصوم ، أن فاطمة (سيدة نساء العالمين)،فهى على الفضل من العذراء، وبضعة من النبوّة، يهاب سخطها الناس، لأن سخطها من سخط الله، كما جاء فى الأثر الصحيح (إن الله يرضى لرضا فاطمة، ويغضب لغضبها)، و(فاطمة بضعة مني يريبني ما رابها ويؤذيني ما آذاها) ، وكان علي الإمام يصدر منها، فما بايع بالخلافة إلا بعد انتقالها إلى الدار الآخرة، فكانت أساسا قبل الحسن والحسين، بل هى حجة على الائمة من بيت النبؤة، كما ورد فى بعض الآثار الصحيحة، عند مدرسة الإمامة، ولا نحتاج فى هذا المقام، أن نذكر أنها كانت فى الكساء الذى تولّى الله تطهير من أظلهم ،(أنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ):
جوهرةُ القدس من الكنز الخفي * بدت فأبَدتْ عاليات الأحرف
وقد تجلى في سماء العَظَمـة * من عالم الاسماء أسمى كلمة
بل هي أمُ الكلمات المحكمـة * في غيب ذاتها نكاتٌ مبهمة
أمُّ الأئمة العقـول الغُرِّ بــلْ * أُمُّ أبيها وهو علـةُ العللْ
،ليبدأ الدور السادس بعلى بن أبى طالب،فاطمة، الحسن ، الحسين، على زين العابدين، محمد الباقر ،وسابعهم الناطق بالحكمة ومفصل الشريعة،الإمام جعفر الصادق، الذى وضع أعمدة المعرفة الإسلامية المعاصرة ، فهو أستاذ الإمامين الجليلين أبى حنيفة النعمان ومالك بن انس أئمة مذاهب الجمهور، واخذ منه الكثيرون فى شتى ميادين المعرفة الإنسانية، وعلى رأسهم أبو الكيمياء الحديثة جابر بن حيان.فهكذا يحدثنا الواقع التاريخى بأعلمية جعفر الصادق على غيره، والذى ينسب إليه الشيعة مذهبهم فى التعبد والمعاملات والأحوال الشخصية. هذه الواقعية التى لا نجد لها تفسيرا، إلا على ضوء التراتبية التى قلنا بها آنفا فى الأدوار. وعلى هذا النول، استخلف من بعده سبعة بسبعة، يكون أخرهم ناطق بالقوة والفعل، وهو المسيح عيسى بن مريم. وعنده يكون البروز والنشور .ويكون تحقق وعده المقبوض معناه من قوله تعالى :( ولقد آتيناك سبعا من المثانى والقرآن العظيم )، اى تمام الدورين بعد النبوّة،سبعة وسبعة من ألائمة – مثانى ، ونجد أن المنقول الدينى لا يحدثنا أبدا عن خليفة للإمام الأخير قائم آل البيت سواءً عند مدرسة الإمامة، أو مدرسة الخلافة والجمهور،فيتم الدور بسابع من آل عمران، تحقيقا لقوله تعالى:( إن الله اصطفى آدم ونوحا و آل إبراهيم وآل عمران على العالمين)، وهكذا تختتم الأدوار ويتحقق الاصطفاء تاريخيا على العالمين وبنفس تراتبية الآية، بنسل فاطمة بنت هاجر زوج إبراهيم، ونسل بنت عمران، المسيح عيسى بن مريم،وانسجاما مع قوله تعالى:(وجعلنا فى ذريته النبوة والكتاب)،إذ لا يدخل فى عداد النطقاء والأساس، من هو خارج هذا الشرط السرمدى.وفقا لهذه الصيغة فى الدور الأخير، يتأتى لنا فهم الأثر المنسوب للمعصوم:( لا مهدى إلا عيسى)(3)، فهو الكلمة ، الروح الأخيرة ، التى ينفتح لك معناها من قوله تعالى:(وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا)، وعيسى هو الباقى الأخير من ذرية العهد ، الممهد لقيام الساعة، يقول تعالى :( هو علم للساعة).
ومن عند الاحفوريات نجد ان مخطوطات قمران، فى واحدة من نصوصها المعنونة ب(تفسير الزمن)(4) تتنبأ بمجى مسيحين فى لحظة واحدة!، المسيح الزمنى والمسيح الكاهن، وهى وثائق سطرها الاسينيون الذين يعتقدون بأنهم خصوا دون غيرهم بكشف أسرار الأزمنة، التى ترتكز على مفهوم نهاية العالم القائم على ((نظام الزمن وأدواره))، ويعتقدون بأن نظام الأزمنة والأدوار هو المخطط الذى وضعه الله من اجل العالم.












هوامش:
*(قبلة يهوذا) رواية للكاتب الفرنسى اوبير برولونجو، تقوم أحداثها على خلفية ما يمكن أن نطلق عليه التاريخ الجديد، الذى يضعنا أمام فهم مغاير للتصورات المقبوضة من الأناجيل الأربعة، توصل فيه الكاتب إلى أن يهوذا صديق صادق للمسيح لكنه خانه عندما ابتعد مفهوم كل منهما عن مفهوم الأخر حول الكفاح الواجب خوضه معا ضد بطش الرومان. هل يجب خوضه بواسطة السلاح ، كما يريد يهوذا، أم بالانتظار ، كما يدعو المسيح.
(1)(الدم المقدس الكأس المقدسة) ، كتاب يقدم فرضية مغايره للمعتقدات المسيحية التقليدية، ويعطيك يقينا بان السيد المسيح لم يمت على الصليب ويفتح لك احتمالات عديدة لحياة المسيح، منها أن للسيد المسيح زوجة وأبناء من سلالته ماتزال موجودة .
(2) اعتمدنا فى بسطنا للأدوار هنا، ومفهوم الحدود الجسمانية- لحد علامة الترقيم- على رسالة ((تحفة المستجيبين)) للعلامة أبى يعقوب إسحق السجستانى، والتى حققها،عارف تامر ،ط1،1983م،دار الأفاق الجديدة.
(3)يفسر البعض حديث(لا مهدي إلا عيسى) بالا ناطق بالتوحيد ومبشر بالرسالة فى المهد إلا عيسى.
(4)انظر ص43،التوراة كتابات مابين العهدين ، مخطوطات قمران –البحر الميت الكتب الاسينية ،ت موسى ديب الخورى،ط1 ، دار الطليعة الجديدة.



#ميرغنى_ابشر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التأريخ المنسى للحريم أو انتقام -الاله الام-
- أنتيجونى حِيرة الإنسانيات ! توليفات فرويد وهيغل نموذج
- دعاء اخر الاولياء
- بريخت محتالاًَََََََِِ!!.. الجزر الدينى لديالكتيك -التغريب-*
- أبان يولد من جديد
- حواشي نقدية على مهرجان البقع الأرجوانية
- أبان يولد من جديد
- حواشي نقدية على مهرجان البقع الأرجوانية
- مؤانسة على النقد المسرحي .. السيماتوراغيا*
- سفرجلة الأشياء
- ألانتظار
- الأسطورة و النبؤة فى سنِّار .. قراءة تبعيْضيِّة لعَصْرِ البُ ...
- رِدَّة الربيع: قصة أشواق (حنظله) للفراديس
- مسرحة (رؤيا فوكاى) أوتشظى الذات قراءة نقدية فى مسرحية ((وطن ...
- التحالف السري الجديد النظام العالمى فى مواجهة النظام العالمى ...


المزيد.....




- فيديو البابا فرانسيس يغسل أقدام سيدات فقط ويكسر تقاليد طقوس ...
- السريان-الأرثوذكس ـ طائفة تتعبد بـ-لغة المسيح- في ألمانيا!
- قائد الثورة الإسلامية يؤكد انتصار المقاومة وشعب غزة، والمقاو ...
- سلي عيالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على النايل سات ولا يفو ...
- الاحتلال يستغل الأعياد الدينية بإسباغ القداسة على عدوانه على ...
- -المقاومة الإسلامية في العراق- تعرض مشاهد من استهدافها لموقع ...
- فرنسا: بسبب التهديد الإرهابي والتوترات الدولية...الحكومة تنش ...
- المحكمة العليا الإسرائيلية تعلق الدعم لطلاب المدارس الدينية ...
- رئيسي: تقاعس قادة بعض الدول الإسلامية تجاه فلسطين مؤسف
- ماذا نعرف عن قوات الفجر الإسلامية في لبنان؟


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ميرغنى ابشر - عودة المسيح