أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - التهامي صفاح - في وجود خالق الكون هل القول بِ(البَيِّنة على من إدعى) بَيِّنة ؟















المزيد.....

في وجود خالق الكون هل القول بِ(البَيِّنة على من إدعى) بَيِّنة ؟


التهامي صفاح

الحوار المتمدن-العدد: 4574 - 2014 / 9 / 14 - 13:33
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


للتذكير فكلامنا هنا كما العادة هو كلام علمي موضوعي يتصف بالأمانة الأدبية والعلمية ويتغيأ خدمة الناس بالحقيقة مجانا في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا و ليس كلاما سياسيا إقصائيا أو متحيزا أو منافقا أو متملقا لأحد.. أو طالبا لمال أو جاه أو سلطة .لأن الحقيقة هي ما تحتاجه المنطقة والتاريخ و ليس النفاق أو إخفاء الحقائق. و بها يمكن للحرية و المساواة والأخوة بين المختلفين أن تسود. (الأسماء المذكورة هنا سترد دون زيادات إلتزاما بالموضوعية والحياد)
و علاقة بموضوع المقال فقد ورد في موقع إسلام ويب ما يلي:
متن الحديث عن إبن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( لو يُعطى الناس بدعواهم، لإدّعى رجالٌ أموال قوم ودماءهم ، لكن البيّنة على المدّعي واليمين على من أنكر..
ويقول نفس الموقع في شرحه المطول الذي إخترت منه المختصر المفيد التالي :
ولعل سائلا يسأل : لماذا اختص المدعي بالبينة ، والمُنكِر باليمين ؟ وما هي الحكمة من هذا التقسيم ؟ والجواب على ذلك : أن الشخص إذا إدعى على غيره أمرا ، فإنه يدعي أمرا خفيا يخالف ظاهر الحال ، فلذلك يحتاج إلى أن يساند دعواه تلك ببيّنة ظاهرة قوية تؤيد صحة دعواه، بينما يتمسّك المُنكِر بظاهر الأمر ، ويبقى على الأصل ، فجاءت الحجة الأضعف – وهي اليمين – في حقه( .انتهى كلام موقع إسلام ويب ..تجد أسفله أيها القارئ الكريم رابط الصفحة) .
هذا الشرح هو للدلالة على أن القولة (البينة على من إدعى ) كلام منسوب لمحمد و يوصف بأنه صحيح في مصطلحات من نقلوا هذا الكلام .و الأصح أن يقال ثابت عنه لا صحيحا.لأن الصحة تتعلق بالنفع والتوافق مع العقل والمنطق وليس بثبوت نسب قول شيء ما لشخص ما .فهذان شيئان مختلفان تماما .
وكلامنا ليس عن الحديث نفسه أو شرحه و إنما عن إستعمال مقولة (البينة على من إدعى) بشكل غريب من طرف بعض الاخوة كما سيلي .لأننا لا نحتاج هذا الحديث أصلا و لا شرحه ولا إبداء الملاحظات الكثيرة الممكنة حوله في ظل المنهج العلمي و المعلومات العلمية الحديثة التي لم تكن متوفرة في القرن السابع الميلادي و التي رغم قصورها عن إلقاء الضوء على الكثير من النقط الغامضة في الظاهرة الكونية نظرا لقصور وسائل الرصد الحالية ، فأنها بالنسبة لنا أكثر كفاءة ونفعا ووضوحا لمساعدتنا على تلمس الحقيقة أكثر من معلومات القرن السابع الميلادي المتخلفة عن زماننا .
و الغرابة المذكورة سابقا هي بسبب أن بعض الإخوة الذين يطلبون الأدلة على وجود خالق للكون (لا أقول ملحدين لأن منهم من يدعون أنهم مسلمون ، وإنما باحثين عن الحقيقة بالدليل والبرهان و هذا شيء طبيعي و مشروع لكل إنسان ) ورغم إنتمائهم لعصرنا الحالي البعيد عن الأجواء الزمنية والمكانية و المبررات التي صنعت هذا الحديث فهم يستعملونه قائلين(البينة على من إدعى) وكأن لافرق بين القرن السابع الميلادي والآن .
من جهة يُكَذبون محمد و نبوته أي تلقيه الوحي من خالق الكون بواسطة جبريل ثم يتحالفون معه بإستعمال ما يقال أنها أقواله الصحيحة كالزاعمين أنهم مسلمين لكن مع الفرق أن إستعمالها من طرفهم هو من أجل الجدال حول الأدلة على وجود خالق للكون لنفيه من الأساس ..وكأنهم يطبقون مقولة (التحالف حتى مع الشيطان من أجل تحقيق الأهداف والمصالح ) وهذا تناقض منهجي لإثبات صحة المسألة التي يدافعون عنها . من جهة أخرى يبدو وكأنهم بهذا السلوك يريدون أن يُعفوا أنفسهم من أي عناء فكري للإتيان بالأدلة على عدم وجود خالق للكون مثل ما يقول آخرون أنه لا يمكن الإتيان بأي دليل على عدم وجود شيء غير موجود أصلا.
و إذا كان ممكنا القول عن الذين يقولون بوجود خالق للكون وفق أدلتهم العقلية والفلسفية والعلمية على أنهم مجرد مُدَّعين رغم تلك الأدلة و المجهود الفكري المبذول فكيف لا نقول أن نفي وجود خالق الكون ليس إدعاء أيضا و بالتالي يحتاج لأدلة منطقية عقلانية تسانده ؟ إنه كذلك .
فالمرء لا يمكن أن يتصور عقلا مقتنعا تماما بعدم وجود خالق للكون دون قاعدة صلبة وحزمة من الأدلة على شكل معلومات منظمة تنظيما معينا في نسق فكري يشبه حل معادلة رياضياتية تم الحسم في إيجاد حلولها و أصبحت واضحة تماما في الذهن لا تحتوي على أي تناقض .فالادعاء بعدم وجود شيء يمكن دعمه بالادلة العقلية تماما كالادعاء بوجود شيء آخر..
ومن الناحية النظرية ،فإن إخضاع كتابات القرن السابع الميلادي وما قبله للتجارب التطبيقية أو للمقارنة مع معلومات العلم الحديث أوالكشف عن التناقض الداخلي لنصوصها مع بعضها البعض لنسف كل ماجاء فيها بما في ذلك سبب وجود الكون الذي تُرجعه هي لشخص خالق للكون لَهُوَ خطأ منهجي آخرتماما .لأن هذا السؤال (سؤال سبب وجود الكون) ليس مقصورا على ما تحفل به منطقة الشرق الأوسط فقط من إجابات قديمة تترجمها تلك الكتابات و إنما حاولت الاجابة عنه حضارات كثيرة آلاف السنين قبل الميلاد .وهوإذن سؤال إنساني عام.
وإذا تعلق الأمر بالعقل والعلم الحديث ، فالفكر العلمي يسمح لنا، لتفسير ظاهرة ما ،أن نبدي ما لا نهاية له مما يسمى ، بشكل محترم لا يتهمنا بسوء النية، (الفرضيات التفسيرية) ، وليس ما يسمى (إداعاءات).لأن هذه الأخيرة تفترض أن الإنسان يكذب حتى لو صدقت نيته فيما يدلي به من فرضيات وتدل على عقلية منتج مثل هذه المصطلحات (إدعاءات) الذي لا يمكن التحقق من هويته الحقيقية نظرا لتعدد وتناقض روايات الثراث في شأنه بشكل فظيع لا يسمح بنسبها فعلا لمن نُسبت إليهم .
المهم أن المطلوب في الفرضيا ت التفسيرية لظاهرة ما أن تتعزز بأدلة لترتقي لما يسمى أيضا بشكل محترم (نظريات). و مع المزيد من الأدلة والتأكد فإن النظرية تصبح حقائق علمية أو قوانين قابلة للتحقق منها لاحقا من طرف الملايين وخصوصا من طرف المجتمع العلمي العالمي communauté scientifique .
أما إستعمال السيف و التخويف و الإكراه و المنع من السؤال و الجدل و منع إستعمال العقل لجعل الناس تقبل بمعلومات معينة كليا أو جزئيا على أنها صحيحة فهذا أكبر دليل على بطلان تلك المعلومات في إطارها العام ولا تحتاج لأدلة أخرى .لأن الحقيقة لا تنتقل بالسيف و التخويف بل بالفهم .
و إذا كان الإنطلاق من المادة الماثلة أمامنا غير العاقلة والتي لا إرادة لها في إيجاد نفسها و من معلومات نظريات البييولوجيا والبيئة وظهورالحياة و نظرية البيغ بانغ وباقي النظريات العلمية التي تؤكد حداثة الكون الذي نحن فيه و لا تنفي إحتمال وجود أي أكوان أخرى سابقة قبله كما نعتقد و التي لا يمكن تفسير وجودها إلا بوجود شخص خالق للكون له إرادة الفعل غير مجنس وله مواصفات أخرى غير دينية كما سبق أن قلنا في مناسبات أخرى ، فإن المشكلة ليست مع نفي أي وحي أونبوة أو رسولية من أي نوع إذا إقتصرت على أصحابها القدماء البعيدين عنا زمنيا والذين ماتوا و إنما مع من يزعم في وقتنا الحالي و في ظل معطيات العلم الحديث أنه ممثل لهذا الخالق على الأرض يجوز له حرمان الناس من حقوقها في العيش بعلم وحرية وكرامة و سلام مثل ما تقعل داعش وغيرها اليوم و مثل ذلك المُنَظر لها الذي تضخمت أناه ذات يوم (سيد قطب) و أمثاله كثيرون حسب ماقيل أنه قال يوم إعدامه للاسف (وكان يجب أن يحترموا حقه في الحياة ) من أنه لا يعتذرعن افعاله وأقواله لكونه (يعمل مع الله) وكأن الله مجرد مدير في مستواه في شركة للاسمنت أو ما شابه وليس خالقا يعجز الفكر مهما تصورأن يدرك جوهره الخالد و عظمته التي لا يمكن التجرؤ أمامها والقول بكل جهل أو تصنع للجهل و نقص حياء أنه (يعمل معها).فنظرة بسيطة لصورة فضائية لجزء بسيط من الكون تبين للإنسان ضآلته أمام الكون فمابالك أمام من خلق الكون .وكذلك أمثال أؤلئك الذين يقولون دون وعي المساكين الذي حولوهم لمجرمين ، أنهم يقتلون من أجل هذا الخالق وتقربا إليه وكأنه حاكم مستبد مثل حكام أي إمارة ديكتاتورية سلب منهم كل انسانية ، متهمينه عن جهل بفقدان القدرة وهم يرون بعيونهم كل هذا الكون الفسيح و هم الضعفاء الذين يقتلون أقرانهم الأبرياء من أجل أحلام مرضية طامعة في السلطة و الثروة و السبايا تحت ذرائع واهية بينما الذي يجب تقربهم إليه هوالانسان الذي في مستواهم .الإنسان المعجزة على الأرض و الآلة المتطورة التي تطلب تكوينها ملايين السنين بل الملايير وفق ما أثبتت الدراسات العلمية الحديثة والتي تستحق التقدير والإحترام.
لذلك فالمأمول أن يفهم الإخوة الذين يستعملون مقولة (البينة على من إدعى) في اثبات عدم وجود خالق للكون المقصود وتتضح اارؤية لديهم و لدي اي انسان لتتكاثف الجهود من أجل الارتقاء خطوة خطوة بالذي أفقده المستبدون العميان إنسانيته لإعادته من مستوى الجهل والبداوة والحيوانية لمستوى الحرية والعلم العصري والحضارة والسمو الذي يليق بالملك الحقيقي على كل الكائنات الحية أومو سابيانس Homo sapiens .
وتحياتي للجميع
للتواصل مع الكاتب : [email protected]
رابط موقع إسلام ويب الوارد فيه المنقول:
http://articles.islamweb.net/media/index.php?page=article&lang=A&id=73971



#التهامي_صفاح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محاربة الإرهابي ليست عسكرية فقط
- لمحة سريعة على أحد أدوارالاديان علميا
- السادة القضاة ........هم الكُتاب
- نطالب بالحرية لرائف بدوي
- العلمانية : نحومصطلح جديد
- المرتدون بمعنى الكلمة
- النبوة ممكنة عِلمِيًا ، كيف ؟
- يا أحبابي الشيوخ (المتوفين تاريخيا وعلميا) عودوا (من حيث أتي ...
- المغرب :هل إذا عطست فرنسا على المغرب أن يكح (يسعل) ؟
- إهداء للدكتورة نوال السعداوي : الباز باز ولو قطعت مخالبه
- رسالة للأخ كوهين جاكوب المغربي الإسرائيلي بباريس
- المغرب فعلها: حسَمَ الجدل و التردد بفصل السياسة عن الدين (بر ...
- العراق : الوحدة الوطنية و الديموقراطية هي الرد على الفاشيين ...
- المغرب:حوار حول اللغة و الهوية وأشياء أخرى
- التشيع خطير على شمال إفريقيا وغيرها
- -الإنسان أصله قرد - و الإرهاب
- المغرب: التقويم التربوي : إصعد للشجرة إنزل من قال لك ذلك ؟
- المغرب:وأخيرا صادقت السلطات المغربية هناك على القرار الأممي ...
- المغرب:وأخيرا صادقت السلطات المغربية على القرار الأممي لحرية ...
- بمناسبة 8 آذار مارس 2014 اليوم العالمي للمرأة


المزيد.....




- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - التهامي صفاح - في وجود خالق الكون هل القول بِ(البَيِّنة على من إدعى) بَيِّنة ؟