أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أفنان القاسم - موسى وجولييت الفصل التاسع عشر














المزيد.....

موسى وجولييت الفصل التاسع عشر


أفنان القاسم

الحوار المتمدن-العدد: 4574 - 2014 / 9 / 14 - 13:25
المحور: الادب والفن
    


عليه أن يهربها، وإلا كيف بالإمكان أن يكون جنديًا مثاليًا وأن يحميها؟ أن يحميها منه ومنهم؟ داخل الحدود كخارجها؟ أن يحميها؟ نعم، أن يحمي جولييت. وسيترك له روبيكا. ليلتهمها. هذا شأنه معها. فليلتهمها. أما جولييت، فهي شأنها معه.
دخل يوسُفُ عليها حجرتها بخيفةٍ وغضب، وطلب إليها أن تجمع حوائجها:
- حوائجك اجمعيها وأشياؤك خذي منها أخفها وأغلاها.
لم تطعه، فأحس بالإهانة:
- لِمَ كل هذا السلوك المذل؟ أطلقوا سراح نوري، أيتها الطفلة الرضيعة، أيتها الزهرة الجروحة!
تأوهت جولييت، وسألت يوسُفَ، لعل يوسُفَ يوسفٌ آخرُ غيرُ يوسُفَ.
- أنا يوسُفُ! أنا يوسُفُ، دومًا يوسُفُ!
- وإلى أين سيأخذني، يوسُفُ؟
- إلى مكانٍ تجدين فيه حريتك.
انعطفت جولييت نحو جولييت، ورددت يحزن:
- حريتي! حريتي! آه، حريتي!
ويوسُفُ يهيب بها:
- فقط تعالي.
- وأينه هذا المكان الذي أجد فيه حريتي؟
فكر يوسُفُ قليلا: في أرضه المحررة هناك موسى، وهو وموسى ذئبان رديئان:
- النقب.
- النقب! أصار يوسُفُ مجنونا؟
- بل عاقلٌ هو أكثر من أي وقت مضى.
- لن أذهب إلى النقب. النقب صحراء! النقب موت! النقب دماء!
- النقب كانت صحراء والآن هي جنة صنعتها سواعد إخوتك!
- النقب بعيدة! النقب ظمأ! النقب اغتراب!
- النقب كانت بعيدة والآن هي أقرب من نفسك إلى نفسك!
- النقب ستدمر جولييت!
- النقب لن تدمر جولييت ومع جولييت يوسُف!
فكرت جولييت قليلا: في الأرض المحتلة هناك موسى، في نابلس، في غزة، وهي وموسى طائران بجسد واحد وجناحين:
- خذني إلى الأرض المحتلة.
- عرفت ماذا تقصدين، يا ناكرة الجميل!
وراحت مدن الأرض المحتلة تتساقط في خياله واحدةً واحدة وأحذية غزة، فجذب جولييت، وهو يلعنها، وقطع قرارا:
- سيأخذُ يوسُفُ جولييتَ إلى حيث يقتضي الواجب!
كان يعتقد أن أباه ينام، ونوري عند روبيكا، والحب في قلب جولييت عصفورٌ يطير في صحراء الظمأ، قبل أن يعرج بها إلى المناطق التي عادت إليه. رأى في نفسه ملاكًا مرسلاً ليحفظها في الطريق، ويجيء بها إلى المكان الذي أعده، فقال لها لا تحترزي مني، واسمعي لصوتي، ولا تتمردي عليه، لأني لا أصفح عن ذنوبك، لأن اسمي فيه، ولكن إن سمعتِ لصوتي، وفعلتِ كل ما أتكلم به، أُعادي أعداءك، وأُضايق مضايقيك، فإني ملاكٌ يسير أمامك، ويجيء بك إلى الآموريين والحثيين والفرزيين والكنعانيين والحويين واليبوسيين، فأبيدهم. لا تسجدي لآلهتهم، لا تعبديها، ولا تعملي كأعمالهم، بل تبيدينهم، وتكسرين أنصابهم: وتعبدون الرب إلهكم، فيبارك خبزك وماءك، وأزيل المرضى من بينكم. لا تكون مسقطة ولا عاقر في أرضك. وأُكمل عدد أيامك، أُرسل هيبتي أمامك، وأُزعج جميع الشعوب الذين تأتين عليهم، وأعطيكِ جميعَ أعدائِكِ مدربين، وأرسل الزنابير، فتطرد الحويين والكنعانيين والحثيين من أمامك. لا أطردهم من أمامك في سنة واحدة لئلا تصير الأرض خربة، فتكثر عليك وحوش البرية. قليلاً قليلاً أطردهم من أمامك إلى أن تثمري، وتملكي الأرض، وأجعل تخومك من بحر سوف إلى بحر فلسطين، ومن البرية إلى النهر، فإني أدفع إلى أيديك سكان الأرض، فتطردينهم من أمامك. لا تقطعي معهم ولا مع آلهتهم عهدا. لا يسكنوا في أرضك لئلا يجعلوك تخطئين إليّ. إذا عبدتِ آلهتهم فإنه يكون لكِ فخّا.
رأت جولييت أن لحبيبها إلهًا واحدًا أحدًا هو إله يوسف ذاته بغير الفم الذي يقول لها مباركا: أهلاً بحبك، يا جولييت، واحذري من قولٍ قديمٍ ربما كان لي، وقلته في حالٍ مضى، واليومَ ينكره زماني، لأنه سيعود عليكِ بالعاقبة. والتقت جولييت في الصحراء أُمًا لجراءٍ أطفالٍ لا تعرف كيف تحميهم من سيوف الشمس، وتظللهم، فرمت عليهم ثوبا، وتركت قربهم خبزًا وماء.


يتبع الفصل العِشرون





#أفنان_القاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موسى وجولييت الفصل السابع عشر
- موسى وجولييت الفصل السادس عشر
- موسى وجولييت الفصل الرابع عشر
- موسى وجولييت الفصل الخامس عشر
- موسى وجولييت الفصل الثاني عشر
- موسى وجولييت الفصل الثالث عشر
- موسى وجولييت الفصل الحادي عشر
- موسى وجولييت الفصل العاشر
- موسى وجولييت الفصل الثامن
- موسى وجولييت الفصل التاسع
- موسى وجولييت الفصل السابع
- موسى وجولييت الفصل السادس
- موسى وجولييت الفصل الرابع
- موسى وجولييت الفصل الخامس
- موسى وجولييت الفصل الثالث
- موسى وجولييت الفصل الثاني
- موسى وجولييت الفصل الأول
- ظاهرات ما بعد الحرب في غزة
- سميح القاسم الولد الرديء
- جثتان


المزيد.....




- تحويل مسلسل -الحشاشين- إلى فيلم سينمائي عالمي
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- ناجٍ من الهجوم على حفل نوفا في 7 أكتوبر يكشف أمام الكنيست: 5 ...
- افتتاح أسبوع السينما الروسية في بكين
- -لحظة التجلي-.. مخرج -تاج- يتحدث عن أسرار المشهد الأخير المؤ ...
- تونس تحتضن فعاليات منتدى Terra Rusistica لمعلمي اللغة والآدا ...
- فنانون يتدربون لحفل إيقاد شعلة أولمبياد باريس 2024
- الحبس 18 شهرا للمشرفة على الأسلحة في فيلم أليك بالدوين -راست ...
- من هي إيتيل عدنان التي يحتفل بها محرك البحث غوغل؟
- شاهد: فنانون أميركيون يرسمون لوحة في بوتشا الأوكرانية تخليدً ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أفنان القاسم - موسى وجولييت الفصل التاسع عشر