أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - شادي الشماوي - مدخل لفهم حملة بوب أفاكيان فى كلّ مكان... - فصل مضاف إلى كتاب - الأساسي من خطابات بوب أفاكيان و كتاباته -















المزيد.....



مدخل لفهم حملة بوب أفاكيان فى كلّ مكان... - فصل مضاف إلى كتاب - الأساسي من خطابات بوب أفاكيان و كتاباته -


شادي الشماوي

الحوار المتمدن-العدد: 4574 - 2014 / 9 / 14 - 00:42
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


مدخل لفهم حملة بوب أفاكيان فى كلّ مكان...
فصل مضاف إلى كتاب " الأساسي من خطابات بوب أفاكيان و كتاباته "

مقدّمة المترجم :
إنطوى العدد 15 من " الماوية : نظرية و ممارسة " ( الكتاب 15 ) ، على المقال المطوّل " ضد الأفاكيانية " لآجيث الذى كان زمن كتابة المقال أي فى جويلية 2013 ، الأمين العام للحزب الشيوعي الهندي ( الماركسي – اللينيني ) نكسلباري - فى غرّة ماي 2014 ، صدر بيان يعلن فيه هذا الحزب الأخير و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) عن وحدتهما التنظيمية فى إطار الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) - ، و أضفنا إليه ردّا جزئيّا أوليّا عليه عُني على وجه الضبط بالإقتصاد السياسي و الجدال حوله ، على أمل أن يجري العمل على ترجمة و نشر ردود أخرى تاليا مثلما عبّر عن ذلك عنوان الكتاب " ضد الأفاكيانية و الردود عليه " .
و تعميقا للمعرفة بصراع الخطّين و محاوره و دفعا لخوض الجدال و الصراع المبدئيين على أسس علميّة صلبة و راسخة ، نضع بين أيدى الرفيقات و الرفاق خاصة و القرّاء عامة كتابا جديدا يشتمل على مقتطفات من خطابات بوب أفاكيان و كتاباته بما أنّه صاحب الخلاصة الجديدة للشيوعية و المقصود مباشرة بالمصطلح الذى أطلق عليه آجيث " الأفاكيانية " فيكون بوسع الدارس و الناقد ( المتبنّى أو المعارض ) التعويل على هذه المقتطفات ، ضمن مواد أخرى ، كمراجع و مستندات لا غبار عليها . و لن ندّخر جهدا مستقبلا فى مزيد ترجمة مقالات تتّصل بصراع الخطيّن صلب الماويين و غيرها من المقالات التى تساهم فى رفع الوعي النظري و فى إستيعاب علم الشيوعية إستيعابا علميّا بما يخوّل النضال الشيوعي الثوري للتقدّم بالثورة البروليتارية العالمية فى كافة أنحاء العالم و الغاية الأسمى ليست أقلّ من الشيوعية على النطاق العالمي .
و بطبيعة الحال ، كما قلنا فى مقدّمتنا لكتاب " مقتطفات من أقوال الرئيس ماو تسى تونغ " ، يمكن أن يتّخذ هذا الكتاب " مدخلا و دليلا إلى أمّهات أعمال " بوب أفاكيان إلاّ أنّه " لا يجب أن يعوّض الدراسة الجدّية العميقة و الشاملة لعلم الثورة البروليتارية العالمية " و " مؤلفات الماويين و الأحزاب و المنظّمات الماوية قبل وفاة ماو و بعدها وصولا إلى أيامنا هذه عبر العالم بأسره و ما طوّروه بفضل الدراسة و التطبيق العملي للنظرية الثورية و ممارساتهم الثورية للصراع الطبقي لعقود ."
و تجدر الإشارة إلى أنّ كتاب بوب أفاكيان الذى ترجمنا هو كتاب أساسي يعتمده الحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتحدة الأمريكية كأحد أهمّ الوثائق المستخدمة فى حملته " بوب أفاكيان فى كلّ مكان بوب أفاكيان فى كلّ مكان – تصوّروا الفرق الذى يمكن أن ينجم عن ذلك ! لماذا و كيف أنّ هذه الحملة مفتاح فى تغيير العالم – فى القيام بالثورة " وهي حملة تندرج ضمن الصراع الإيديولوجي الجماهيري للردّ على الهجوم البرجوازي الرجعي على الشيوعية و للتعريف بوجهة النظر الشيوعية الثوريّة كما إرتآها و طوّرها بوب أفاكيان : الخلاصة الجديدة للشيوعية . و يوليها الحزب الشيوعي الثوري أهمّية قصوى بإعتبارها ركيزة من الركيزتين المركزيّتين على الجبهتين السياسيّة والإيديولوجيّة راهنا و خوض الصراع الطبقي وفق شعار " قتال السلطة و تغيير الناس ، من أجل الثورة " و قصد إعداد العقول و تنظيم القوى و مراكمتها من أجل الثورة من خلال بناء حركة ثوريّة شعبيّة محورها و قائدها الحزب الشيوعي الثوري و الخطّ الذى طوّره بوب أفاكيان أي الخلاصة الجديدة للشيوعية . و الركيزة الثانية لهذا النضال على الجبهتين السياسيّة و الإيديولوجية هي جريدة الحزب " الثورة " و دورها المحوري ، بينما يبذل الحزب جهده لقيادة حركتين شعبيّتين أساسيتين هما حركة مناهضة النظام الأبوي / البرطرياركي كحركة نسويّة ثوريّة و حركة مقاومة قمع الدولة و تجريم أجيال من الشباب ، علاوة على التفاعل مع المستجدّات المحلّية و العالمية و العمل النظري و المعالجة العميقة للقضايا النظرية والعمليّة الإستراتيجية منها والتكتيكية للثورة البروليتارية العالمية فى بحوث تصدر فى مجلّة " تمايزات"
www.demarcations-journal.org
و لأجل فهم صحيح ل" حملة بوب أفاكيان فى كلّ مكان ...." التى يعدّها المناهضون للخلاصة الجديدة للشيوعية " عبادة فرد " ، أضفنا مقالات ثلاثة للكتاب الأصلي متضمّنة لتعريف بالنشاط السياسي و القيادي لبوب أفاكيان منذ ستّينات القرن العشرين و فهم الحزب الشيوعي الثوري لهذه الحملة و نقدا صاغه بوب أفاكيان ذاته لإنحرافات شخّصها بهذا الشأن .
و لمن يرنو إلى مزيد التعرّف على بوب أفاكيان من وجهة نظر رفاقه فى الحزب الشيوعي الثوري يجد بالملحق الأوّل للكتاب رسالة مفتوحة دبّجها أحد قدامى المناضلين بصدد بوب أفاكيان و أهمّية قيادته ، و هي رسالة سبق و أن ألحقناها بالكتاب 9 الذى أفردناه ل " المعرفة الأساسيّة لخطّ الحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتحدة الأمريكية " .
و محتويات هذا الكتاب 16 هي :
مقدّمة المترجم :
مدخل لفهم حملة بوب أفاكيان فى كلّ مكان ( إضافة من المترجم ) :

1- النشاط السياسي لبوب أفاكيان و قيادته الثوريّة خلال ستينات القرن العشرين و سبعيناته و تواصلهما اليوم .
2- بوب أفاكيان فى كلّ مكان – تصوّروا الفرق الذى يمكن أن ينجم عن ذلك !
لماذا و كيف أنّ هذه الحملة مفتاح فى تغيير العالم – فى القيام بالثورة .
3- بوب أفاكيان فى كلّ مكان – لا للمقاربة الدينية ، نعم للمقاربة العلمية فقط .

الفصل الأوّل : نظام عالمي قائم على الإستغلال و الإضطهاد .
إضافة إلى الفصل الأوّل : إصلاح أو ثورة : قضايا توجّه ، قضايا أخلاق .

الفصل الثاني : عالم جديد كلّيا و أفضل بكثير .
إضافة إلى الفصل الثاني : خيارات عالميّة ثلاثة .

الفصل الثالث : القيام بالثورة .
إضافة إلى الفصل الثالث : حول إستراتيجيا الثورة .
الفصل الرابع : فهم العالم .
إضافة إلى الفصل الرابع : " قفزة فى الإيمان " و قفزة إلى المعرفة العقلية : نوعان من القفزات مختلفان جدّا ، نوعان من النظرات إلى العالم و منهجان مختلفان راديكاليّا " .

الفصل الخامس : الأخلاق و الثورة و الهدف الشيوعي .
إضافة إلى الفصل الخامس : تجاوز الأفق الضيّق للحقّ البرجوازي .

الفصل السادس : المسؤولية و القيادة الثوريتين .
إضافة إلى الفصل السادس : الإمكانيات الثورية للجماهير ومسؤولية الطليعة .

مراجع مختارة :

الملحق 1 : رسالة مفتوحة إلى الشيوعيين الثوريين و كلّ شخص يفكّر جدّيا فى الثورة بصدد دور بوب أفاكيان و أهمّيته.

الملحق 2 : فهارس كتب شادي الشماوي .

=======================================







--------------------------------------------------------------------------------------
مدخل لفهم حملة بوب أفاكيان فى كلّ مكان...
(1)
النشاط السياسي لبوب أفاكيان و قيادته الثوريّة
خلال ستينات القرن العشرين و سبعيناته و تواصلهما اليوم .
جريدة " الثورة " عدد 342 ، 22 جوان 2014
www.revcom.us

ملاحظة : ردّا على أسئلة متواترة عن تاريخ بوب أفاكيان كناشط سياسي راديكالي و تطوّره كقائد شيوعي و ثوري ، جرت صياغة الكرونولوجيا ( التسلسل الزمني ) التالية إعتمادا على كتاب السيرة الذاتيّة لبوب أفاكيان " من إيكى إلى ماو و بعد ه : مسيرتى من الفكر الأمريكي السائد إلى شيوعي ثوري " ( إنسايت براس ، 2005 ، و هناك مقتطفات من الكتاب على الأنترنت ، على موقع :
http://www.revcom.us)
و على بعض المعلومات الإضافيّة التى قدّمها بوب أفاكيان .و بالرغن من أن هذه الكرونولوجيا لا تدّعى أنّها شاملة لكافة و مختلف الأحداث و العناصر التى سكّلت المساهمة السياسيّة لبوب أفاكيان و تطوّره كقائد شيوعي و ثوري ، فإنّها تعطى فكرة عن لحظات ذات دلالة و أهمّية فى مسيرة العقود الخمسة .
-------------------------------------------------
1964 :
وهو طالب فى جامعة بركلي ، كان بوب أفاكيان يناضل فى صفوف حركة حرّية الكلمة منذ مرحلتها الأولى فى سبتمبر 1964 . و كان واحد من ال800 شخص الذين وقع إيقافهم لإقامة تجمّع جماهيري فى مبنى إدارة الجامعة وهو منعرج فى تحقيق مطالب حركة حرّية الكلمة فى ديسمبر 1964.
1965 :
و شارك منذ البداية فى لجنة يوم الفتنام التى نظّمت فى الولايات المتحدة إنطلاقا من 1965 أولى الندوات و المسيرات المناهضة للحرب ضد الفتنام . و إضافة إلى ذلك ، شارك فى تجمّعات و مسيرات و ندوات و نشاطات أخرى نظّمتها هذه اللجنة ، و تواجد بإستمرار مع طاولة عرض أدبيّات اللجنة فى المركّب الجامعي لبركلى ، مناقشا من يرغب فى النقاش و الجدال حول حرب الفتنام . و برز كأنشط عضو فى مكتب الخطباء التابع لتلك اللجنة – كان يتحدّث فى التجمّعات و المسيرات و يتواصل مع عديد المجموعات المختلفة فى المركّب الجامعي و فى الأحياء و الكنائس و مع التجّار و غيرهم فى آريا دي باهيا فى سان فرانسسكو ، و غالبا ما كان يناقش المدافعين عن حرب الفتنام .
1966 :
عمل كباحث و كاتب مقالات لمجلّة " رمبارز " مساهما بعدّة مقالات ضد حرب الفتنام و ضد العنصريّة و مدّعما سلطة السود . و كان لبوب أفاكيان دور كبير فى الإعداد لمقال فى" رمبارز " عن دونالد دونكان وهو ضابط فى جيش الولايات المتحدة من الجنود الأوائل الذين أعربوا عن موقفهم ضد حرب الفتنام و ندّدوا بها عمليّا . و فى السنوات التالية ، واصل بوب أفاكيان عقد النقاشات و النضال لإقناع الجنود و قدماء القوات المسلّحة الأمريكيّة بالإعلان عن معارضتهم لحرب الفتنام و بأنّه بقيامهم بذلك سيتلقّون الدعم .
1967 :
شرع فى العمل عن قرب مع حزب الفهود السود للدفاع عن النفس ( الذى سيتحوّل لاحقا إلى حزب الفهود السود ) منذ لحظة تكوّنه من هواي نيوتن و بوبي سايل و ألدردج كليفر و بوبى هوتن و عدد قليل من الآخرين .
و كان بوب أفاكيان أحد باعثي أسبوع إيقاف التسجيل العسكري ، الذى كان الهدف منه رفع مستوى مقاومة حرب الفتنام بتنظيم مجموعات لإغلاق مركز التجنيد فى أوكلاند و كاليفورنيا . و أدّى هذا إلى هجوم كبير و عميف للشرطة ضد المتظاهرين نجم عنه صراع فى الشوارع عندما دافع المتظاهرون عن أنفسهم ضد هجمات الشرطة المتكرّرة . و خلال كامل الأسبوع ، كان بوب أفاكيان نشاطا جدّا فى تنظيم الإحتجاجات و المشاركة فيها .
و إبتداء من الجزء الأخير من سنة 1967 ، طفق بوب أفاكيان يعمل بلا كلل بغية تنظيم الدفاع و الدعم السياسيين لهواي نيوتن التى تمّ إيقافه و إتهامه بإقتراف جريمة نتيجة تبادل إطلاق نار فى أوطلاند جرح خلاله نيوتن و مات شرطي .
و فى نهاية 1967 ، إنتقل بوب أفاكيان إلى ريتشموند ، كاليفورنيا بهدف إيصال السياسة الثوريّة - التى كانت تشتمل كجزء مفتاح منها على النضال ضد العنصريّة و مساندة حزب الفهود السود – إلى الفقراء البيض و غيرهم من الفقراء فى تلك المدينة ،دون الكفّ عن النشاط ضد حرب الفتنام و التنسيق مع الحركة الطلاّبيّة والعمل فى الأحياء .
و مع نهاية 1967 ، أطلق بعض الناس فى كاليفورنيا – الذين كانوا غاضبين ضد حرب الفتنام و السياسة الخارجيّة للولايات المتّحدة عامّة ،وكذلك ضد اللامساواة الحقيرة فى مجتمع الولايات المتّحدة ذاته – أطلقوا جملة إمضاءات لتسجيل حزب السلام و الحرّية فى انتخابات 1968 كبديل راديكالي للحزبين الديمقراطي و الجمهوري . و بإلحاح من ألدريدج كليفر ، إلتحق بوب أفاكيان بهذه النشاطات متنقّلا فى جولة عبر كاليفورنيا ( إلى جانب أعضاء من فرقة ميم سان فرانسسكو و مجموعة سانتانا الوليدة ) ليلعب دورا هاما فى التعبئة الضروريّة للناس قصد تسجيل حزب السلام و الحرّية فى الإنتخابات . و فى أثناء هذه الجولة ، وقع إيقاف بوب أفاكيان مرّتين : مرّة نتيجة إحتجاج عفوي ضد قسم تأهيل ضبّاط الإحتياط ، فى معهد ثانوي فى لوس أنجلاس ؛ و مرّة أخرى ، حينما إلتحق بمسيرة ضد الحرب فى جامعة سان خوسي هاجمهتها الشرطة بعنف . و كان لبوب أفاكيان دور كبير فى إقناع حزب السلام و الحرّية بأن يقترب من حزب الفهود السود و يتبنّى الدفاع عن هواي نيوتن . و فى صائفة 1968 ، تطوّر حزب السلام و الحرّية إلى حزب له حضوره على الصعيد الوطني و نهض بوب أفاكيان بدور هام فى العمل الناجح للحصول على تسمية ألدريدج كليففر كمرشّح للرئاسة .
1968 :
مثّل حزب السلام و الحرّية كخطيب فى تجمّع كبير فى أوكلاند لمساندة هواي نيوتن ، إلى جانب قادة حزب الفهود السود و كذلك ستوكلي كرميتشايل و راب براون و آخرون من لجنة التنسيق الطلاّبيّة من أجل اللاعنف .
و بعد ذلك فى السنة ذاتها ، تمّ إقاف بوب أفاكيان و فى النهاية سُجن لمدّة 30 يوما لتدنيسه العلم ألمريكي فى تجمّع الحرّية لهواي ، قبالة قصر العدالة لكندادو آلاميدا فى أوكلاند .
و نهض بوب أفاكيان بدور كبير أواخر 1968 فى تأسيس " الإتحاد الثوري " ، المنظّمة المؤسسة للحزب الشيوعي الثوري . و خلال سنوات 1968 – 1974 ، كتب بوب أفاكيان جزء هاما من مجلّة " الورقات الحمراء " ( الأعداد 1-7) ، مجلّة " الإتحاد الثوري " ، و من ذلك مقالات نظريّة و جدالات هامّة فى " الورقات الحمراء " عدد 4 و 5 و 6.

1969 :
ساهم بنشاط فى مساندة عمّال النفط المضربين فى ريتشموند و فى نسج روابط بين العمّال المضربين و الحركات الطلاّبيّة مثل إضرابات طلبة " العالم الثالث " فى المركّبات الجامعيّة لسان فرانسسكو وجامعة كاليفورنيا فى بركلي . و أثناء هذا الإضراب ، تمّ إيقاف بوب أفاكيان نتيجة مواجهة مع " حرس" الفرقة التى هاجمت العمّال المعتصمين و كانت تحاول كسر الإضراب.
و تولّى بوب أفاكيان قيادة " الإتحاد الثوري " فى نشاطاته حول النضال فى بركلي من أجل حديقة الشعب و شارك فى سلسلة من المسيرات المرتبطة بذلك و فى مقاومة فرض قانون الطوارئ الممكن فى مدينة بركلي ، فى إطار ذلك النضال .
و كان بوب أفاكيان يتابع الحركة ضد حرب الفتنام و مساندة السود و الشيكانو و قوميّات مضطهَدة أخرى . خطب فى تجمّع لآلاف الناس فى سان فرانسسكو نظّمه حزب الفهود السود ، فى غرّة ماي 1969. و لاحقا فى السنة عينها ، - سنة قتل الشرطة لفراد هامبتون ، قائد حزب الفهزد السود فى شيكاغو ، و هجماتها الكبرى ضد حزب الفهود السود و مكاتبه فى العديد من المدن – و إضطلع بدور مفتاح فى تنظيم مجموعة من الناس تتحد مع مجموعات أخرى للدفاع المقرّ المركزي لحزب الفهود السود و المساعدة على منع الهجوم عليه .
و نهض بوب أفاكيان بدور نشيط فى إجتماعات مجموعة طلبة من أجل مجتمع ديمقراطي فى ربيع و صيف 1969 ، شارحا موقف الإتحاد الثوري حول الثورة و دور الطلبة و الشباب و الدفاع عن نضالات السود و الشيكانو و المضطهَدين الآخرين فى الولايات المتحدة – خائضا نضالا حادّا مع ممثّلي النزعات الإنتهازيّة و خاصة حزب العمل التقدّمي الذى عارض هذه النضالات وندّد بها على أنّها إنحرافات قوميّة برجوازية و عراقيل أمام حركة الطبقة العاملة ، حسب المفهوم " العمّالي " الإقتصادوي و الضيّق لحزب العمل التقدّمي .
1970 :
و كأحد القادة الرئيسيين للإتحاد الثوريّ ، نهض بوب أفاكيان بدور محوري فى إعادة بعث الإحتفال باليوم العالمي للمرأة كيوم إحتفال ثوري فى الولايات المتحدة . و خلال سنوات سبعينات القرن العشرين، كان بوب أفاكيان خطيبا مهمّا فى تجمّعات و مسيرات اليوم العالمي للمرأة فى عديد المدن .
و فى صيف 1970 ، كان بوب أفاكيان ضمن مجموعة العناصر القياديّة للإتحاد الثوري الذين سافروا عبر الولايات المتحدة من أجل توسيع الإتحاد الثوري إنطلاقا من قاعدة تشكّله فى آريا باهيا ، سان فرانسسكو و تطويره كمنظمة وطنيّة . و إنتخب كعضر للجنة المركزيّة للإتحاد الثوريّ , كسب إعترافات بأنّه عضوها القيادي .
1971 :
عندما حدث إنقسام فى صفوف الإتحاد الثوريّ نظرا لأنّ بعض الأعضاء فى آريا دي باهيا ، سان فرنسسكو ، تبنّوا خطّا إنتهازيّا مغامراتيّا كان من شأنه أن يتسبّب فى تحطيم الإتحاد الثوريّ و تراجع جدّي فى الحركة الثوريّة ، قاد بوب أفاكيان النضال ضد هذه الإنتهازيّة و إستنهض غالبيّة الإتحاد الثوري إلى جانب الخطّ الصحيح جوهريّا لمقاربة الثورة على نحو جدّي و علمي ، بتوجّه أنّ الثورة الشيوعيّة التى نحتاج إليها لإفتكاك السلطة و بناء مجتمع جديد لن تكون عمل مجموعة صغيرة من الراديكاليين المنفصلين عن الجماهير الشعبيّة ، و إنّما فى لحظة ما يجب أن تعوّل على مشاركة ملايين الناس بهدف الحصول على إمكانيّة الإطاحة بالقوّة القمعيّة للنظام القائم و سلطة دولته .
وكقائد للإتحاد الثوري على النطاق الوطني ، ساهم بوب أفاكيان مساهمة كبرى فى إعادة بعث غرّة ماي كيوم إحتفال ثوري فى الولايات المتحدة و ألقى خطابات فى عديد مسيرات غرّة ماي فى عدد من مدن الولايات المتحدة فى سبعينات القرن العشرين .
و فى خريف 1971 ، ترأّس بعثة إلى الصين . و أثناء هذه الجولة ، حصل على فهم أعمق لمكاسب بناء الإشتراكيّة هناك و لطبيعة الثورة الثقافيّة الصينيّة و أهدافها و شارك فى نقاشات عن الحركة الشيوعية تاريخيّا و عالميّا .
1972 :
وترأّس تنظيم مسيرة مناهضة للإمبريالية تعدّ خمسة آلاف شخص – ندّدت بالإمبريالية الأمريكيّة وإتّخذ موقفا صريحا للدعوة إلى إنتصار الشعب الفتنامي فى مقاومته للعدوان الأمريكي ، فى مسيرة " نهاية الآجال " ضد حرب الفتنام فى سان فرانسسكو .
تاليا فى 1972 ، إنتقل بوب أفاكيان إلى منطقة شيكاغو كجزء من مخطّط لتعزيز الإتحاد الثوري كمنظّمة وطنيّة ؛ و برز كقائد للنواة القياديّة الوطنيّة للإتحاد الثوري .
1973- 1974 :
قاد نضالا صلب الإتحاد الثوري – وهو نضال عني أيضا إنشقاقا بين الإتحاد الثوري و مؤتمر العمّال السود و منظّمة العمّال الثوريين البورتوريكيين ( قبلها حزب اللوردات الشبّان ) – حول القاعدة السياسيّة و النظريّة للحزب الثوري الجديد الذى يجب تشكيله : مسألة القوميّة و الدغمائيّة الخانقة ـم بالفعل الأمميّة و توجّه تطبيق شيوعية علميّة حيّة . وأدّى هذا الصراع إلى تعميق الأسس العلميّة للإتحاد الثوري عامة، هذا من ناحية و منناحية ثانية تطوّرت نزعات إقتصادويّة صلب الإتحاد الثوري – تقليص عمل الشيوعيين إلى مجرّد أفضل المناضلين فى النضال الإقتصادي اليومي للعمّال ، فى معارضة لأن يكونوا ممثّلي المصالح الثوريّة الجوهريّة للبروليتاريا ، فى النضال فى سبيل القضاء على كلّ إستغلال و إضطهاد فى العالم برمّته .
و قام بوب أفاكيان بجولة وطنيّة لإلقاء خطب فى 1974 للمساهمة فى تعزيز أساس تشكيل الحزب الشيوعي الثوري الجديد الذى كان الإتحاد الثوري يعمل على إنشائه .
وسافر بوب أفاكيان مجدّدا إلى الصين فى الجزء الأخير من 1974 عندما كانت الثورة اليقافيّة تشتدّ حدّتها ، فى ما تحوّل إلى المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ و الذين كانوا يناضلون من أجل الخطّ الثوري الذى كان يمثّله ماو ، ضد التحريفيين داخل الحزب الشيوعي الصيني – شيوعيّون بالإسم كانوا فى الواقع و بالفعل يسعون إلى إعادة تركيز الرأسماليّة فى الصين و كانت قوّتهم تتزايد داخل الحزب و فى النهاية توصّلوا إلى إفتكاك السلطة و القمع العنيف للقوى الثوريّة عقب وفاة ماو فى 1976 .
و خلال هذه الزيارة للصين فى 1974 ، شارك بوب أفاكيان فى نقاشات و صراعات حماسيّة مع ممثّلين مختلفين للحزب الشيوعي الصيني حول مواصلة الثورة فى المجتمع الإشتراكي و العلاقة بين ذلك و الدور الأممي و مسؤوليّات الثوريين فى دولة إشتراكيّة مثل الصين .
1975 :
عُقد المؤتمر التأسيسي للحزب الشيوعي الثوري و إنتخب بوب أفاكيان رئيسا للجنة المركزيّة للحزب من قبل المؤتمر مباشرة .
1976 :
عقب قيام التحريفيين فى الحزب الشيوعي الصيني بإنقلاب ، إثر وفاة ماو تسى تونغ ، تطوّرت خطوط مختلفة وسط قيادة الحزب الشيوعي الثوري بذلك الشأن . و لمّا إتّضح أنّه تمّ قمع مقاومة هذا الإنقلاب فى الصين بقوّة وانّ التحريفيين كانوا يوطّدون قوّتهم مع مواصلتهم لفترة تقديم أنفسهم على أنّهم شيوعيين و مدافعين عن إرث ماو تسى تونغ ، تبنّى البعض داخل الحزب الشيوعي الثوري الذين كانوا منذ مدّة لنظرة تحريفيّة و إقتصادويّة كتوجّه لنشاط الحزب الشيوعي الثوري ، تبنّوا موقف مساندة الذين إستولوا على السلطة فى الصين نو فى نفس الوقت ، نزع بوب أفاكيان و قادة آخرون نزوعا كبيرا إلى النظر إلى الإنقلاب على أنّه إنتصار للتحريفيّة و عارضوه على أنّهم أقرّوا بأهمّية إنجاز بحث و تحليل عميقين منهجيين وشاملين لهذه الأحداث الحيويّة فى الصين و لإنعكاساتها و أهمّيتها التاريخيّة – العالمية على الصعيد العالمي .
و كان بوب أفاكيان على رأس الحزب الشيوعي الثوري فى إنجاز سيرورة عميقة من بحث و تحليل الأحداث الحيويّة فى الصين – سيرورة من أجل مقاربة منهجيّة علميّة إستغرقت سنة بسبب المقاومة و التخريب التنظيميين للذين كانوا فى صفوف الحزب الشيوعي الثوري و يعملون على تقويض هذه المقاربة للتآمر بواسطة الكتل للحصول على دعم لموقفهم المساند للإنقلاب التحريفي فى الصين و النضال من أجل خطّ تحريفي إقتصادوي صلب الحزب الشيوعي الثوري ذاته .
1977 :
تتويجا لسيرورة البحث و التحليل التى قادها بوب أفاكيان ،و رغم محاولات تخريب التحريفيين صلبالحزب الشيوعي الثوري ذاته ، عُقد إجتماع للجنة المركزيّة لمعالجة الصراع فى صفوف الحزب الشيوعي الثوري حول الموقف الذى يجب إتخاذه حيال الأحداث فى الصين . و فى هذا الإجتماع ، تبنّت اللجنةالمركزيّة الخطّ الذى عُرض عليها فى وثيقة كتبها بوب أفاكيان ( " التحريفيّون تحريفيّون و لا يجب أن نساندهم ؛ و الثوريّون ثوريّون و يجب أن نساندهم " ) فضحت الإنقلاب التحريفي وعارضته وساندت القوى الثوريّة فى الصين التى كان يقودها المسمّون ب " مجموعة الأربعة " الذين أطاح بهم الإنقلاب و قمعهم .
1978 :
أمام هزيمتهم فى إجتماع اللجنة المركزيّة لسنة 1977 ، لمدّة قصيرة جدّا ، تظاهر التحريفيّون داخل قيادة الحزب الشيوعي الثوري – الذين ساندوا الإنقلاب فى الصين و سعوا لتعزيز خطّ تحريفي و إقتصادوي داخل الحزب الشيوعي الثوري ذاته – بالقبول بقرارات اللجنة المركزيّة . و بعد فترة وجيزة ، تبيّن أنّهم فى الوقاع لم يكونوا أبدا ينوون القبول و شنّوا هجوما على قيادة الحزب و على بوب أفاكيان بوجه خاص، فى محاولة لتعيئة أي كان صلب الحزب الشيوعي الثوري لدعم موقفهم التحريفي . و أدّى هذا الوضع إلى صراع و إنقسام حقيقيين داخل الحزب الشيوعي الثوري ، و إتّحد حوالي ثلث أعضائه السابقين مع التحريفيين لمغادرة الحزب وشنّ هجومات عليه عندما بات من الجليّ أنّهم لميستطيعوا كسب الصراع داخل الحزب . وقاد بوب أفاكيان الصراع من أجل إحباط هجمات هؤلاء التحريفيين المعادية للثورة ، و من أجل كشف إفلاس خطّهم و تعزيز التقدّم السياسي و الإيديولوجي المحرزين بفضل الصراع ضد التحريفية . و على قاعدة الوضوح التى تمّ التوصّل إليه عبر هذا الصراع حول الأحداث الكبرى التى شهدتها الصين و الصدامبين الشيوعيّة الثوريّة و التحريفيّة عموما ، نظّم الحزب الشيوعي الثوري الإجتماعات لإحياء ذكرى ماو تسى تونغ فى مناطق الساحلين الغربي و الشرقي للولايات المتحدة ، بهدف بثّ هذه الدروس فى أوساط جمهور أوسع . و فى هذه الإجتماعات التى حضر كلّ منها جمهور يعدّ زهاء الألف شخص ، ألقى بوب أفاكيان خطاب " خسارة الصين و الإرث الثوري لماو تسى تونغ " الذى صدر بعد ذلك فى شكل كتيّب .
1979 :
فى جانفي 1979 ، قام دنك سياو بينغ – حينها زعيم سيرورة الإطاحة بالإشتراكيّة و إعادة تركيز الرأسماليّة فى الصين – بزيارة إلى الولايات المتحدة و إجتمع مع رئيس الولايات المتحدة وقتها جيمي كارتر . و نظّم الحزب الشيوعي الثوري مسيرة فى واشنطن معارضة لهذا الوضع لفضح و تعرية ما يمثّله دنك سياو بينغ و لقاؤه مع كارتر . و بعنف هاجمت الشرطة المسيرة بما تسبّب فى جروح خطيرة للبعض من حوالي ال5000 متظاهر وتمّ إيقاف عشرات الأشخاص منهم بوب أفاكيان . و إنتهت السلط إلى إتّهام بوب أفاكيان و مجموعة أخرى من الأشخاص بعدّة تهم متنوّعة حصيلتها إدانة قصوى ب 241 سنة سجنا . فإستنهض الحزب الشيوعي الثوري مئات المتعاطفين للذهاب إلى واشنطن و نظّم مساندة سياسيّة فى كامل البلاد للذين صاروا معروفين بمتهمى ماو تسى تونغ .
و فى إرتباط بهذا ، إطلقت بوبأفاكيان فى جولة خطابات ليلتقي بآلاف الناس – ملقيا خطابات أمام جماهير كثيفة فى عدّة مدن مهمّةمن الولايات المتحدة – عارضا دلالة الردّ على هذا الهجوم على الذين واجهوا بشجاعة العنف الشديد للشرطة بغاية فضح دنك سياو بينغ و الدفاع عن راية ماو تسى تونغ و الثورة ، و بجسارة نشر موقف الحزب الشيوعي الثوري و أهدافه الثوريّة .
وإعتبارا للدعم السياسي الذى وقعت تعبئته ولعمل المجموعة القانونيّة التى مثّلت متهمى ماو تسى تونغ ، ألغيت مؤقّتا التهم الموجّهة لبوب أفاكيان و المتهمين الآخرين ، رغم أنّه بات واضحا أنّه من الوارد جدّا أن تعود الحكومة لإستخدام هذه التهم .و فى نفس الوقت ، ن فى علاقة ببقاء بوب أفاكيان فى لوس أنجلاس كجزء من الجولة الوطنيّة من الخطابات ، صدر مقال فى " لوس أجلاس تايمز " يشوّه الأمور بهدف إعطاء إنطباع بأنّ بوب أفاكيان قد هدّد رئيس الولايات المتّحدة . ورغم أنّه تحت الضغط ، إضطرّت " لوس أنجلاس تايمز " إلى نشر تراجع جزئي ، فإنّ عملاء الخدمات السرّية [ الشرطة ] حضروا إلى مقرّ إقامة بوبأفاكيان وسعوا إلى " إستجوابه " بشأن هذا التهديد المزعوم للرئيس كارتر.
عند بلوغ معلومة تطوير خطّة قمعيّة موجّهة ضد بوب أفاكيان ، و بالنظر إلى كلّ هذا على ضوء التجربة التاريخيّة لكيفيّة تعاطى الطبقة المهيمنة فى الولايات المتحدة و دولتها مع الثوريين ، و حتى مع معارضين كانوا يمثّلون معارضة جدّية – إتُّخذ قرار مغادرة بوب أفاكيان الولايات المتحدة كي يتمّ إحباط ما بات واضحا أنّه محاولات متنامية لسلط فعليّة للقيام بأعمال ضدّه. و فى 1981 ، طالب بوب أفاكيان باللجوء السياسي فى فرنسا . و فى الأثناء ، عادت الحكومة فعلا إلى توجيه التهم لمتهمى ماو تسى تونغ و مهم بوب أفاكيان . و رفضت فرنسا مطلب بوب أفاكيان اللجوء السياسي – ذلك أنّ هذا المطلب مثّل إحراجا واضحا ليس للإمبرياليين الأمريكان و موقعهم كأكبر ديمقراطية فى العالم و " قائدة العالم الحرّ" بل كذلك للسلط الفرنسيّة و الأمم المتحدة اللذان حاولا التحرّك كما لو أنّه لم يوجد و لا يمكن أن يوجد قمع سياسي فى بلد مثل الولايات المتحدة . و عبر فقط حملة مستمرّة لبناء دعم سياسي ، إضافة إلى نضال فى المجال القانوني ، تمّ الحصول على نهاية مظفّرة فى ملفّ متهمى ماو تسى تونغ و لم يسجن أي متهم و سحبت التهم الموجّهة لبوب أفاكيان .
عبر العقود مذّاك :
رغم صعوبات الوضع ، و دون الإهتمام بوضعه الخاص ، واصل بوب أفاكيان تقديم القيادة الحيويّة للحزب الشيوعي الثوري ، كرئيس له ، و واصل خوض صراع مستمرّ لترسيخ ليس الحزب الشيوعي الثوري فحسب بل الحركة الشيوعية العالمية بصلابة و لإنجاز العمل و النضال الثوريين على أساس منهج و مقاربة منهجيّة علميّة ، مشيرا إلى الطريق نحو تحرير الإنسانيّة من خلال تحقيق الشيوعية على النطاق العالمي .
و فى 2003 ، إزاء نزعة قويّة نحو التحريفيّة كانت قوّتها تشتدّ داخل الحزب الشيوعي الثوري نفسه ، فى إطار وضع دولي تميّز بتراجعات جدّية فى الثورة الشيوعية و بالقوّة الباقية و بمعاني معيّنة الأكبر للإمبريالية ، و خاصّة بالتأثيرات المستمرّة للإطاحة بالثورة و إعادة تركيز الرأسماليّة فى الصين ( و كذلك بفعل أنّ الإتحاد السوفياتي التحريفي و الدول التابعة له قد تفكّكت إلى بلدان رأسماليّة مفضوحة )، و مع الإعتراف بالخطر الملموس جدّا لإمكانيّة تحوّل الحزب الشيوعي الثوري من حزب ثوريّ إلى قذيفة تحريفيّة و من ثمّة يخون الجماهير الشعبيّة التى تمثّل لها الثورة الشيوعية المخرج الوحيد من ظروفها البائسة المتّسمة بالقمع و الإستغلال و من التحطيم الكامن للبيئة – أطلق بوب أفاكيان ثورة ثقافيّة صلب الحزب الشيوعي الثوري – قصد إعادة تشكيل جذريّة و تعزيز الحزب كقوّة تستحقّ إسم الحزب ... الشيوعي ...الثوري قادرة على النشاط كطليعة للثورة الشيوعية التى تنسجم مع المصالح الجوهريّة للجماهير المضطهَدة و فى آخر المطاف للإنسانيّة برمّتها .
و قد حالت هذه الثورة الثقافيّة دون إنتصار التحريفيّة فى الحزب الشيوعي الثوري و تواصل القيام بذلك – لتستمرّ فى إقتلاع جذور التأثيرات التحريفيّة و تعزيز الطابع الشيوعي الثوري و الدور الطليعي للحزب .
و من خلال تواصل عمله و قيادته فى مجال النظريّة و التطبيق العملي للنظريّة على الحركة الثوريّة ، حقّق بوب أفاكيان تقدّما كبيرا خدمة للحركة الشيوعية – طوّر خلاصة جديدة للشيوعية تضع الشيوعية على أسس علميّة أصلب حتّى و أكثر منهجيّة و توفّر وسائل تطبيق هذا المنهج و هذه المقاربة العلميين بأبعاد حيويّة متعدّدة للنضال من أجل تغيير العالم تغييرا راديكاليّا نحو هدف الشيوعية .
=======================================================
(2)
بوب أفاكيان فى كلّ مكان – تصوّروا الفرق الذى يمكن أن ينجم عن ذلك !
لماذا و كيف أنّ هذه الحملة مفتاح فى تغيير العالم – فى القيام بالثورة .
( جريدة " الثورة " عدد 328 ، 2 فيفري 2014 )
فيما يلى نسخة منقّحة من مقال سبق نشره ، وهي تتضمّن بعض التعديلات التى أدخلت عليها لتعبّر بصورة أصحّ عن العلاقة بين قيادة بوب أفاكيان وآفاق الثورة .
---------------
الحياة فظيعة بلا هوادة بالنسبة للمليارات من الناس حول العالم . و لا يجب أن تكون على هذا النحو و ثمّة طريق لتخطّى هذا الجنون إلاّ أنّ الناس ليسوا على علم به .
لماذا يموت 10 ملايين طفل كلّ سنة جراء أمراض يمكن الوقاية ضدّها ؟ لماذا يتمّ تدمير الغطاء الجوّي للأرض و المياه ؟ لماذا تتعرّض النساء إلى الإغتصاب و الهجمات و الإهانة فى كافة القارات ؟ لماذا يجب على ملايين الشباب من السود و اللاتينيين فى الولايات المتحدة أن يعيشوا و ظهورهم هدف لرصاص الشرطة و بأفق دخول السجن أكثر من أفق الإلتحاق بالمعاهد ؟ لماذا إنتخاب رئيس أسود فى الولايات المتحدة لم يغيّر شيئا من هذا الوضع و بطرق ما جعله أتعس ؟
لماذا ؟ لأنّ ما يدفع كافة الأمم على كافة القارات هو نظام الغاب . نظام قائم على المنافسة حول من يمكن أن يستغلّ بخبث البشر و الموارد بقساوة أكبر على الدوام .
تُشنّ الحروب و تُكتب القوانين و يُسجن الناس و يُقمعون لفرض هذه العلاقات و تعزيزها .
لكلّ هذا البؤس ، لكلّ هذه الفظائع التى يعانى منها الناس مصدر مشترك هو النظام الذى يهيمن على عالم اليوم – النظام الرأسمالي – الإمبريالي .
لكن يمكن التخلّص منه ؟
نعم ، طريقة الحياة هذه لم تعد ضرورية . هناك طريقة أخرى تماما يمكن أن تعيش وفقها الإنسانية . عالم يمكن للناس أن يعملوا فيه و يناضلوا معا من أجل المصلحة العامة... عالم حيث لن يُوجد الإستغلال و لن توجد كافة أشكال الإستغلال و حيث يمكن للناس أن يزدهروا و يعيشوا حياة تستحقّ العيش . هذه هي الشيوعية . جتمع لا يمكن أن يولد إلاّ من خلال ثورة كبرى تحريرية كخطوة أولى لتحرير الإنسانية قاطبة .
أساس هذه الثورة يكمن فى طبيعة النظام الرأسمالي ذاته – فى تناقضاته الحادّة ذاتها وهو غير قادر على حلّها ما يسفر تكرارا المعاناة و الأزمات الكبرى بما فيها أحيانا أوضاع شدّة تتزعزع خلالها أسس النظام . و ترتهن إمكانية تحويل التناقضات و الأزمة إلى ثورة فى جزء منها كبير بالقيادة الثورية العلمية و البعيدة النظر . و من هذا الفهم تتأتّى أهمّية قيادة بوب أفاكيان و الخلاصة الجديدة للشيوعية التى تقدّم بها .
إنّ الثورات الأولى التى قادتها الشيوعية فى روسيا و فى الصين مُنيت بالهزيمة فى 1956 فى الإتحاد السوفياتي و ثمّ فى 1976 فى الصين عقب وفاة ماو تسى تونغ . و فى هذا الظرف التاريخي ، إنبرى بوب أفاكيان ليحلّل تحليلا علميّا هذه الثورات التحريرية الأولى قصد فهمها بعمق و إستخلاص الإستنتاجات من هذه التجارب حتى تستطيع الإنسانية التقدّم من جديد . لقد واجه بوب أفاكيان وضعا مشابها لوضع واجهه " ماركس فى بداية الحركة الشيوعية ، هناك تركيز فى الظروف الجديدة الموجودة إثر نهاية المرحلة الأولى من الثورة الشيوعية لإطار نظري لتجديد تقدّم تلك الثورة ." (1)
و هو يتعلّم من مكاسب هذه الثورات الأولى و إختراقاتها و يغوص عميقا فى نقائصها و منها أخطاء جدّية أحيانا ، و يستفيد إلى جانب ذلك من التجارب الإنسانية الأوسع ، طوّر بوب أفاكيان خلاصة جديدة للشيوعية تمثّل تقدّما فى علم الثورة فى عدّة أبعاد و قطيعة راديكالية مع ما سبق ، بما يخوّل للإنسانية أن تنجز ما أفضل حتى فى مضيّها قدما .
و من الإختراقات المفاتيح للخلاصة الجديدة لبوب أفاكيان هناك تطوير إستراتيجيا فعّالة للتمكّن من القيام بالثورة لبلوغ مجتمع جديد . و بوب أفاكيان يقود حزبا يعمل بنشاط اليوم قصد إعداد الملايين لتطبيق هذه الإستراتيجيا و تحقيق رؤية عالم جديد حين تظهر ظروف القيام بذلك .
لهذه الأسباب ، الشيوعية اليوم هي خلاصة بوب أفاكيان الجديدة للشيوعية . و هذا يحتاج الناس إلى معرفته . بوضع الشيوعية على أسس علمية أرسخ ، لدينا فهم أعمق للمشكل الحياة – و الروح – التى يستنزفها نظام الربح ، و للحلّ : عصر جديد من الثورة لإجتثاث كافة أشكال وعلاقات الإستغلال و الإضطهاد و الهيمنة و الإذلال حول العالم بأسره و تجاوزها .
يحتاج الناس إلى معرفة بوب أفاكيان ليكوّنوا فكرة عن عالم جديد تماما و ليفهموا أنّ فظائع اليوم ليست ضرورية أبدا . يحتاج الناس إلى سماع هذا و ليس بصوت خافت أو فى محاريب فى زاوية من المجتمع بل كنقطة مرجعية و قطب نزاع فى المجتمع . يحتاج هذا لأن يدوّي صداه بعمق فى أحياء المضطهَدين و أن يُعلم و يُناقش فى الجامعات و يمسي مصدرا للجدال فى وسائل الإعلام ، و أن يلقى مساندة أصوات مأثّرة شهيرة و محترمة – من كافة أنواع صنّاع الرأي . بإختصار ، يحتاج أن يغدو بوب أفاكيان قطبا ثوريّا له تأثير يخترق جميع أركان المجتمع . ستجعل حملة بوب أفاكيان فى كلّ مكان من بوب أفاكيان إسما متداولا لدي كلّ أسرة و بإنجاز ذلك ، يتمّ التعريف بالثورة . و يتطلّب هذا كمّية ضخمة من المال . لهذا حملة بوب أفاكيان فى كلّ مكان حملة جمع تبرّعات ماليّة متعدّدة الأوجه لتشريك الآلاف و حثّهم على المساهمة و على أن يكونوا جزءا من جمع هذه التبرّعات المالية بتحدّيات ليست أقلّ من كانت الإنسانية ستعاني دون حاجة إلى ذلك فى ظلّ السير الخبيث للرأسمالية أم لا .
يعدّ الترويج الواسع النطاق و النشر شعبيّا للخلاصة الجديدة للشيوعية التى تقدّم بها بوب أفاكيان و ما تجسّده قيادته على وجه العموم ، جزءا حيويّا من إعداد العقول و كذلك من تنظيم القوى من أجل الثورة . و فى هذه الفترة حملة بوب أفاكيان فى كلّ مكان هي بؤرة تركيز العمل لإنجاز ذلك الترويج و النشر شعبيّا . إنّها الآن الحدّ القاطع القيادي لكامل السيرورة الإستراتيجية المتفاعلة مع التطوّرات الموضوعية فى العالم و من خلالها تُبنى الحركة من أجل الثورة و يُبنى الحزب الذى يقود الثورة ؛ سيرورة من خلالها يتشكّل شعب ثوري ؛ سيرورة يمكن أن تسرّع فهم الناس على نطاق واسع لكون النظام هو المشكل – ورؤية قادته و مؤسّساته على أنّها غير شرعية – و من خلالها يستطيع الملايين أن يروا أنّ هذه الثورة هي الحلّ للمشاكل الفظيعة و المستعصية التى تواجه الإنسانية .
إن لم يعرف الناس على نطاق واسع أنّ هناك طريق آخر يمكن أن يسلكه العالم – برؤية و مخطّط لمجتمع أفضل بكثير ستكون تحرّرية ؛ ومعرفة وإحترام أنّ هناك مخطّط و قيادة لتحقيق ذلك فى الواقع ؛ و أنّ هناك طريق آخر للتفكير و الفهم و الإشتغال على ما هو المشكل و ما هو الحلّ فى عالم اليوم ، فإنّ العالم سيظلّ كما هو – يحطّم الحياة و يسحق الروح .
يحدّد بوب أفاكيان و تحدّد الخلاصة الجديدة للشيوعية هدف و إطار جميع العناصر المتنوّعة للعمل الثوري فى وضع اليوم – إعداد العقول و تنظيم القوى من أجل الثورة . دون هذا ، مهما كان قدر المقاومة و النضال المخاضين – ضد سجن الجماهير و ضد إضطهاد النساء و إذلالهنّ و ضد الحروب و التعذيب و تنصّت شرطة الدولة على الجماهير و ضد شيطنة المهاجرين و ترحيلهم ، و ضد تسريع التدمير التعسّفي للبيئة – منبع هذه الفظائع ، الرأسمالية – الإمبريالية سيظلّ يولّد نفس الإضطهاد و بأشكال أكثر غرابة حتّى . دون رؤية و مخطّط بناء مجتمع جديد و إستراتيجيا بلوغه ، ستصح كامل عملية " بناء الحركة " و النضال بلا هدف و إصلاحية ، تخدم توطيد هذا النظام الفظيع – الذى يمثّل المشكل – أكثر من خدمة بناء الفهم و القوى للتخلّص منه فى النهاية .
لقد كتب بوب أفاكيان :
" ... ما يعدّه الناس مقبولا أو غير مقبول متّصل جدليّا بما يرونه ممكنا أو ضروريّا ( أو من ناحية أخرى ، ما يتوصّلون إلى رؤيته على أنّه غير ضروري – أو لم يعد ضروريّا – لم يعد شيئا ببساطة عليهم أن يتأقلموا معه و أن يتحمّلوه ) ... و بقدر ما يستوعب الناس أنّ هذا ليس ما يجب أن تكون عليه الأشياء ، و إنّما فقط طريقة وجود الأشياء جراء سير نظام – بقدر ما يمكنهم أن يشعروا و سيشعرون بالإندفاع نحو التحرّك . فى غياب هذا ، حتى أفضل جهودنا فى إستنهاضهم للتحرّك ستبلغ فى نهاية المطاف حدودها و تنحرف أو تتحوّل إلى نقيضها ، إلى شيء عمليّا يعزّز النظام الراهن بمعنى أنّ لا شيء يمكن فعله لتغيير الأمور تغييرا راديكاليّا " (2).
و بالعودة إلى العقود الماضية منذ ستينات القرن العشرين و بداية سبعيناته ، لا يزال واقع عدم وقوع ثورة فى هذه البلاد حتى بعد كلّ التمرّد حينها ، و كذلك ، خسارة الثورات الإشتراكية الأولى ، لا يزالان يزنان بكامل ثقلهما ، حتى و إن لم نتفحّصهما هنا ، على وعي الناس بإمكانية الثورة . و الخروج إلى الشارع الآن بشكل يجلب النظر و جريئ و جدالي حاملين الخلاصة الجديدة لبوب أفاكيان و منجزين حملة بوب أفاكيات فى كلّ مكان ، عملية مفتاح فى جعل الناس ينطلقون فى التفكير فى كيف يسير فعلا المجتمع و فى رؤية أشياء من مزيّة العالم قاطبة – وصولا إلى فهم صلة المعامل السيّئة الظروف فى البنغلاداش بأجيال كاملة من الشباب السود واللاتينيين الذين تقع معاملتهم على أنّهم فائضون عن الحاجة، و لا ينفعون إلاّ للسجن ؛ و فتح العيون ليجد الناس قضيّة مشتركة مع مضطهَدى الكوكب بأسره . و حتّى أكثر جوهريّة ، تمييز الخطوط بدقّة فإمّا أن يستمرّ هذا النظام فى ما يفعله بالناس و بالكوكب و إمّا هناك طريق هذه الثورة – فى الواقع هناك خيارين لا ثالث لهما – خيار يسمح للمزيد و المزيد من الناس برؤية الثورة ليس كنوع من الحلم البعيد و إنّما كشيء يجب العمل من أجله بنشاط و بصفة ملحّة .
و هذا ينطبق عالميّا و يهمّ العالم . ولنلقى نظرة فقط على مصر لنشاهد مدى إلحاحية الحاجة إلى إطار مأسّس مادياّ – أي علميّا- لمجتمع جديد و تحرّري و إستراتيجيا بلوغه ؛ و كيف أنّه دون ذلك ، لا يغرق النضال فى الدم و السجون و حسب بل يستشري اليأس هناك و عالميّا بفعل عدم رؤية الناس لطريق آخر.
و جزء جوهري فى كيفية بناء الحركة من أجل الثورة هو قتال السلطة و تغيير الناس، من أجل الثورة . قتال السلطة و النهوض و رفض الإنسحاق يساعد الناس على رفع أنظارهم – يحثّهم على النظر أبعد من السحق اليومي . لكن مجدّدا ، دون تغيير تفكيرهم حول لماذا يظلّ هذا الإذاء يتكرّر ، و لماذا ليس بوسع الذين يحكمون هذا المجتمع ، و لن يصلحوا هذه المساواة الهائلة ، لماذا ليس بوسع هذا النظام إلاّ أن يفعل ما يفعله ، و بإختصار ، دون إمتلاك فهم علمي للمشكل و الحلّ المكثّفين فى الخلاصة الجديدة لبوب أفاكيان ، لن يقود كلّ هذا النضال سوى إلى فظائع جديدة و إلى الشعور بأنّه ليس بسعكم تغيير العالم – هكذا يجب أن يكون دوما .
فى خضمّ حملة بوب أفاكيان فى كلّ مكان ، ينبغى أن يعلم الناس مضمون " دستور الجمهورية الإشتراكية الجديدة فى شمال أمريكا ( مشروع مقترح ) " (3) الذى يمثّل خطّة لنوع جديد من سلطة الدولة التى ستنظّم وفق أهداف و أخلاق و قوانين مختلفة راديكاليّا ، و عدل مختلف نوعيّا و أكبر من أي عدل يوجد فى أي مكان من عالم اليوم ، و خطّة و هيكلة مجتمع سيتجاوز الإنقسامات الإجتماعية و الإضطهادية الماضية جميعها ، وهو تجسيد حي و ملموس للخلاصة الجديدة للشيوعية لبوب أفاكيان . تصوّروا أن يُناقش هذا فى تعارض مع دستور الولايات المتحدة – لمبادئ الإستغلال – و ستحصلون على صورة عن الإختلاف الذى يمكن أن تحدثه حملة بوب أفاكيان فى كلّ مكان .
تضع حملة بوب أفاكيان فى كلّ مكان الثورة فى الواجهة و فى المركز تضع إعداد العقول و تنظيم القوى من أجل الثورة . ثمّة حاجة إلى وجود وضع يبحث فيه أعداد متنامية من الناس من جميع الشرائح عن الحركة من أجل الثورة و يرغبون فى أن يكونوا جزءا منها أو يساندوها . و لتطوير هذا الناس فى حاجة إلى رؤية و معرفة أن هناك طريق لهذه الثورة – أنّ هناك قيادة و تنظيم و رؤية و مخطّط ملموس للثورة . و هذا أي الحلّ الواقعي للتخلّص من آلاف السنين من المجتمع الإضطهادي و قيادة بوب أفاكيان و مؤلّفاته إن إنتشر فى المجتمع و عُلم فى كلّ مكان ، يُسرّع تطوّر شعب ثوري و وضع حيث تصبح الثورة عمليّا ممكنة .
÷ ÷ ÷
هناك قاعدة وحاجة موضوعيتان واقعيتان جدّا لإنخراط أعداد كبيرة من الناس من عديد أركان المجتمع المختلفة فى حملة بوب أفاكيان فى كلّ مكان و فى المساهمة فيها . سيكون لدى الناس مستويات متباينة من الإتفاق و الإختلاف مع ما تمثّله الخلاصة الجديدة و ما يمثّله بوب أفاكيان ، إلاّ أنّهم سيعترفون فى نفس الوقت – أو نكسبهم لرؤية – بأهمّية أن يوجد هذا على نطاق واسع ليحدث تأثيرا هائلا فى المجتمع و ينهض بدور له دلالته و دور إيجابي فى التأثير و رفع مستوى ما يُفكّر فيه الناس و ما يناقشونه و يتجادلون حوله بشأن الإمكانيّات الإنسانية و نوع المستقبل الذى سيكون فى آن معا مرغوبا فيه و ممكن التحقيق .
و يتعيّن على الذين يجمعون المال لحملة بوب أفاكيان فى كلّ مكان أن يتوقّعوا فى الصراع الصحّي حول المسائل الكبرى و يرحّبوا به و ينخرطوا فيه بينما يجدون طرقا لمساهمة الناس حتى وهم يتفاعلون مع المسألة برمّتها . يتعيّن على جامعى الأموال أن يعترفوا بأنّ الناس سيأتون لهذه النقاشات بجميع أفكارهم المسبّقة و نظرتهم إلى العالم : هل أنّ عالم اليوم إفراز لطبيعة إنسانية معوجّة أم لطبيعة النظام ؟ هل هو إفراز لإرادة الإلاه أم مصير محتوم ؟ ألم تكن المحاولات السابقة لإعادة تشكيل المجتمع راديكاليّا سيّئة و غير قابلة للتطبيق حقّا ؟ ( 4) و أكثر حيوية ، ما هو نوع العالم الذى نرغب فيه حقّا وهل هو قادر على الحياة و ممكن التحقيق ؟ أليست ديمقراطية الولايات المتحدة مجتمع و نموذج قابلين للتحسين حتى و إن كان غير كامل اليوم ؟ عادة ما يجب أن تطرح هذه الأفكار على بساط البحث و تمنهج فى النقاشات كي يمكن ربطها ببعضها البعض وكي يقدر الناس على رؤية ما هو واقعي و ما هو حقيقي و ما ليس كذلك . و مع ذلك ، صحيح أنّ المجتمع فى هذه المرحلة من التاريخ الإنساني إمّا سيقع تنظيمه فى إنسجام مع الديناميكية الإستغلالية الخبيثة للرأسمالية أو يقع تنظيمه على أساس المبادئ الشيوعية التى تقود إلى مجتمع عالمي فيه يتمّ تجاوز كافة أشكال الإستغلال و الإضطهاد .
ويعنى جمع الأموال من أجل حملة بوب أفاكيان فى كلّ مكان بالضرورة تغيير تفكير قطاعات من الناس. و هذا شيء جيّد . إنّه جزء من المسألة برمّتها – تجمع الحملة أموالا كثيرة لتكون الثورة فى الأجواء . الآن ماذا سيكون التغيير الإجتماعي الكبير فى التفكير ؟ بإمكان الناس أن يقدّروا الصراع السياسي و الثقافي و الفكري و يرغبوا فيه و يساندوه فيما يصبح بوب أفاكيان بشكل متصاعد مسألة مرجعية فى المجتمع . على أساس نضال إيديولوجي جيّد حول قلب و روح ما يعنيه بوب أفاكيان و ما تعنيه الخلاصة الجديدة للشيوعية بالنسبة لمستقبل الإنسانية ، و مع تقدّم الناس فى رؤية التأثير الإيجابي لنشر هذا فى العالم ، يمكن أن يتحد الناس معه و أن يساهموا فى جمع الأموال لجعل هذا ممكنا .
فى" ما تحتاجه الإنسانية : الثورة و الخلاصة الجديدة للشيوعية ، حوار لوب أفاكيان مع أ. بروكس "، قال بوب أفاكيان متحدّثا عن حملة بوب أفاكيان فى كلّ مكان :
"... الناس قادرون على أن يحملوا فى أذهانهم فكرتين فى الوقت نفسه ... يمكن أن يشعروا بأنّهم شخصيّا لا يعرفون الكثير عن أو ربّما لا يتفقون مع أجزاء أو الكثير من ما تجسّده عمليّا الخلاصة الجديدة للشيوعية و جملة مؤلّفاتي و منهجي و مقاربتى ككلّ ، لكن بمستطاعهم فى نفس الوقت أن يشعروا أنّه سيكون من الهام للغاية أن تنتشر هذه الأفكار على نطاق واسع فى المجتمع و بالنسبة للعديد و العديد من الناس ، فى كافة أركان المجتمع ، أن ينخرطوا عمليّا و يناقشوا هذه الأفكار كجزء من إيجاد صراع أكبر بكثير و أسمى بصدد مجدّدا مسألة " مصير الإنسانية ؟ " ما هوالوضع الذى تواجهه الإنسانية ؟ لماذا نعيش الوضع الذى نحن فيه اليوم ؟ هل هناك إمكانية لتغيير راديكالي ؟ هل يحتاج الوضع لأن نغيّره راديكاليّا ؟ و إن كانت هناك حاجة إلى ذلك ، فكيف ؟
حتى الذين لا يتفقون مع الخلاصة الجديدة للشيوعية أو لا يعرفون الكثير عنها ، مثلا العديد و العديد من الناس الآلاف و الآلاف من الناس – يمكن أن ينخرطوا عمليّا فى أن يهبّوا ليكونوا جزءا من المساعدة على بثّ هذا فى كافة أركان المجتمع . يمكن أن يجدوا مستوياتهم الخاصّة ، إن صحّ القول – طالما أنّ الطريق موفّر لهم ليجدوا مستواياتهم الخاصّة – و المشاركة فى ذلك النوع من التناقض فى تفكيرهم الخاص و فى مقاربتهم الخاصّة ."
هناك ملايين الناس من جميع الفئات يتألّمون جراء الوضع العالمي – و كلّ من يقرّا هذا المقال يمكن أن يفكّر فى أسرة ، فى أصدقاء ، فى زملاء يتملّكهم ذلك الشعور لأنّنا جميعا نعيش الواقع الإجتماعي عينه و حقيقة قدره الهائل و الفظيع من العذاب و اللامساواة و الدمار الذى يولّده بإستمرار سير هذا النظام . و سيفتح الإقرار بهذا المجال ارؤى هائلة وللناس ليشاركوا فى حملة بوب أفاكيان فى كلّ مكان ، من الحفلات الموسيقية إلى المسرحيّات ، إلى المعاهد و الجامعات ، إلى الكنائس و المكتبات ، إلى المتاحف و المهرجانات الثقافية و فى وسائل الإعلام و على الأنترنت و إلى مشاريع الإسكان و الأحياء السكّانية .
يعتمد إنجاز هذا ، إنجاز حملة بوب أفاكيان فى كلّ مكان ، على جمع قدر هائل حقّا من الأموال ، على نطاق جماهيري فى صفوف الناس من مختلف الشرائح ، بما فى ذلك مانحون كبار .
و تبرز بحدّة هذه الحاجة إلى جمع قدر هائل من المال حتى بمجرّد التفكير فى تقدير حقيقي لما سيتطلّبه إيصال بوب أفاكيان إلى جميع أركان المجتمع . فكّروا فقط فى ما ينفق من أجل ميزانيّات الإشهار لجلب المشاهدين لأفلام كبرى لممثّلين مشهورين من هوليود . ثمّ ، فكّروا فى مدى تكاليف حملة إشهارية لأفلام " قطع أشواط نحو المستقبل " و " بوب أفاكيان يتحدّث : الثورة و لا شيء أقلّ من ذلك ! " . و لنأخذ أيضا بعين الإعتبار التكاليف الممكنة لتزويد و دعم فرق لوقت كامل متكوّنة من متطوّعين شباب لحملة تغطّي البلاد برمّتها ، أو إيصال آلاف النسخ عمليّا من " الأساسي من خطابات بوب أفاكيان و كتاباته " إلى السجون على أوسع نطاق ثمّ التعريف بالردود عليها . كمّية المال المطلوبة لا تتزايد فقط بل تتضاعف بسرعة .
و تعنى عملية جمع المال من أجل حملة بوب أفاكيان فى كلّ مكان جلب شيء جديد إلى المسرح السياسي من شأنه أن يعجّل بمجمل سيرورة بناء حركة من أجل الثورة مقدّما مغزى محسوسا و مشرّكا أناسا من كافة شرائح المجتمع و مغيّرا تفكير قطاعات مختلفة من الناس بما يؤثّر على الأجواء العامة بأسرها . و هذا زمن يقتضى التفكير الراديكالي و الحلول الراديكالية . يمكن أن يعترف الناس بكيفيّة جعل حملة بوب أفاكيان فى كلّ مكان ممكنة و يساندونها .
و ينبغى أن تكون حملة بوب أفاكيان فى كلّ مكان و لا يمكن أن تنجح ما لم تكن حملة كبيرة تبثّ الخيال و التحدّي و تشرّك الجماهير فى ما تفعله . إنّه زمن أخطار كبيرة و إمكانيّات كبيرة – إمكانيّات عادة ما يكبحها أناس لا يعرفون أنّ هناك حلّ ثوري فعّال . يمكن أن يتغيّر المجتمع – و سيتغيّر – بفعل حملة بوب أفاكيان فى كلّ مكان . و سيتزعزع المجتمع بفعل أحلام كبرى و بإمكانيةة حيّة و نامية لتغيير جوهري و تحرير الإنسانية .
--------------------------------------
1- " الشيوعية : بداية مرحلة جديدة ، بيان للحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتحدة الأمريكية " ، ص 24 .
2- " القيام بالثورة و تحرير الإنسانية " ، الجزء الثاني ، " كلّ ما نقوم به متعلّق بالثورة " .
3- هذا الدستور متوفّر على الأنترنت على رابط
www.revcom.us
و يمكن إقتناء النسخة الورقية من مكتبات " كتب ثورية " و كذلك يمكن إقتناؤها على الأنترنت على رابط السابق ذكره.
4- أنظروا العدد الخاص من جريدة " الثورة " ، " لا تعرفون ما الذى تعتقدون أنّكم " تعرفونه " عن ... الثورة الشيوعية و الطريق الحقيقي للتحرّر : تاريخها و مستقبلنا " .
www.revcom.us
(3)
بوب أفاكيان فى كلّ مكان – لا للمقاربة الدينية ، نعم للمقاربة العلمية فقط .
بوب أفاكيان / رئيس الحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتحدة الأمريكية .
" الثورة " عدد 328 ، بتاريخ 2 فيفري 2014
فيما يلى مقتطف من بعض التعليقات التى أرسل بها بوب أفاكيان إلى رفاق قياديين آخرين فى الحزب، متوجّها ببعض النقد للنسخة الأصلية من مقال " حملة بوب أفاكيان فى كلّ مكان – تصوّروا الإختلاف الذى يمكن أن يحدثه ذلك ! لماذا وكيف هي مفتاح فى تغيير العالم – فى القيام بالثورة ." و قد صدر ذلك المقال أوّل ما صدر بتاريخ 27 نوفمبر 2013 على الإنترنت بموقع
revcom.us
وعلى أساس نقاش القيادة لتعليقات بوب أفاكيان هذه ، تصدر الآن نسخة جديدة منقّحة لمقال " حملة بوب أفاكيان فى كلّ مكان ..." بنفس العنوان لكنّها تتضمّن التنقيحات المقترحة من قبل بوب أفاكيان ويظهر الآن على موقع الأنترنت المذكور أعلاه مرفوقا بتقديم لشرح التنقيحات ،و هذه النسخة الجديدة قد وقع إصدارها فى جريدة " الثورة " عدد 324 بتاريخ 15 ديسمبر 2013 .
و شعرت قيادة الحزب أيضا أنّه سيكون من المفيد نشر هذا المقتطف من تعليقات بوب أفاكيان نظرا لمضمونها و حتّى أكثر جوهرية نظرا للمبادئ و المنهج الذين تكرّسهما و تمثّلهما. و إليكم المقتطف :
----------------
فى المقال [ الأصلي ] حول " حملة بوب أفاكيان فى كلّ مكان..."، هناك عدد من النقاط الجيدة و الهامة. إلاّ أنّه لسوء الحظّ ، هناك بضعة صيغ خاطئة وعمليّا ضارة – ليست علمية و تذهب ضد التشديد فى ذلكالمقال نفسه ، و ضد كيف كنّا نشدّد عامة ، على الحاجة إلى منهج و مقاربة علميين و على أهمّيتهما، و التى يمكن أن يكون لها تأثير التشجيع على المقاربة الدينية للعمل الثوري الذى ننجزه الآن . وهنا سأركّز على صيغتين من هذه الصيغ التى يتكثّف فيها المشكل .
من أكثر الصيغ التى تستوقف الأنظار هي الصيغة التالية :
" دون حملة بوب أفاكيان فى كلّ مكان ، ببساطة شديدة ، الثورة غير ممكنة " .
و ببساطة غير صحيح . حملة بوب أفاكيان فى كلّ مكان ... حملة غاية فى الأهمّية وهي عند هذه النقطة توجّه قيادى لكامل العمل الثوري ( جميعه) الذى نقوم به – لكنها ذلك و حسب ، هي حملة و ليست شيئا يرتهن به أفق الثورة برمّتها . فكّروا فى هذا : مهما كانت الأهمّية العملية لتحقيق أهداف هذه الحملة ( حملة بوب أفاكيان فى كلّ مكان ) ، إن فشلنا فى القيام بذلك ، هل سيكون من الصحيح إستنتاج أنّ الثورة غدت غير ممكنة ؟ و طرح السؤال على هذا النحو يشير إلى الجواب : لا . سيمثّل الفشل فى هذه الحملة تراجعا جدّيا – و لذلك و لأسباب أكثر إيجابية – علينا أن نعمل حقّا لبلوغ أهداف هذه الحملة كتوجّه قيادي لمجمل عملنا الثوري فى هذه الفترة - لكن إنفشل هذا بطريقة ما ، سنلخّص ما حدث ( كيف أخفقنا و لماذا إلخ ) و سنحدّد كيف نعيد تجميع قوانا و نمضى فى القتال نحو هدف الثورة ، على أساس تقييم علمي بأنّ هذه الثورة لا تزال ضرورية و ممكنة على حدّ السواء . و وضع جملة خاطئة ، غير علمية فى مطلع هذه الفقرة الهامّة ، يفسد ما يتبع ذلك فى الفقرة و إلى درجة هامّة يفسد المقال ككلّ .
صحيح أنّه دون تحقيق تقدّم كبير بمعنى نشر تأثير عماد كبير من مجمل عملنا الثوري – تقدير بوب أفاكيان / الخلاصة الجديدة للشيوعية و الترويج لهما و نشرهما فى صفوف الشعب – و كذلك الشأن أيضا بخصوص العماد الكبير الآخر ( موقع الأنترنت / الجريدة ) ، على الأرجح سنكون غير قادرين على القيام بالثورة . بيد أنّ هذا لا يضاهي قول ما قيل فى ذلك المقال – " دون حملة بوب أفاكيان فى كلّ مكان ، ببساطة شديدة ، الثورة غير ممكنة " . ومن ضمن أشياء أخرى ، المعنى هنا هوخلط – تداخل – بين " حملة بوب أفاكيان فى كلّ مكان ..." و العماد الكبير الأوّل ، فى الدور العام و فى طريقة السير.
و لمزيد تسليط الضوء على الإختلافات الحيوية هنا ، دعونى أقترح إعادة كتابة للمقطع المعني :
" إنّ الترويج للخلاصة الجديدة التى تقدّم بها بوب أفاكيان و لما تجسّده قيادته عامة و نشرها فى صفوف الشعب على نطاق واسع جزء حيوي من إعداد الأذهان و كذلك من تنظيم القوى من أجل الثورة . فى هذه الفترة ، "حملة بوب أفاكيان فى كلّ مكان ..." هي محور تركيز العمل من أجل تحقيق ذلك الترويج و النشر فى صفوف الشعب . إنّها التوجّه القيادي الآن لسيرورة إستراتيجية كاملة تتفاعل مع التطوّرات الموضوعية فى العالم، من خلالها يتمّ بناء حركة الثورة و الحزب الذى يقود الثورة ؛ سيرورة يمكن أن تسرّع فهم الناس على نطاق واسع لكون النظام هو المشكل – مع رؤية أنّ قادة هذا النظام و هياكله غير شرعية – و من خلالها يمكن للملايين رؤية أنّ هذه الثورة هي الحلّ للمشاكل الفظيعة و المستعصية التى تواجهها الإنسانية . إذا لم يعلم الناس بشكل واسع أنّه ثمّة طريقة أخرى يمكن للعالم أن يكون عليها – مع رؤية و خطة من أجل مجتمع أفضل يكون فعلا تحرّريّا ، و لم يعرفوا و يحترموا أنّ هناك خطّة و قيادة لتحقيق ذلك فى الواقع ؛ و أنّ هناك طريقة مغايرة تماما للتفكير و الفهم و العمل على ما هو المشكل و ما هو الحلّ فى عالم اليوم ، عندئذ سيظلّ العالم على حاله – يحطّم الحياة و يزهق الأرواح " .
و على عكس ما يوجد أعلاه ، ما وُجد فى ذاك الجزء من المقال إيّاه ، مثلما كُتب و نُشر ، يمكن أن يشجّع بصورة جدّية كلاّ من المقاربة الدينية و الإنهزامية ، جاعلا كلّ شيء متعلّقا بنجاح ( أو فشل ) " حملة بوب أفاكيان فى كلّ مكان..." . و للتشديد على ذلك مرّة أخرى ، لا يتعلّق الأمر بالتأكيد بأنّنا لا نحتاج إلى إبراز أهمّية بلوغ أهداف " حملة بوب أفاكيان فى كلّ مكان..." – بالفعل ، نحتاج كثيرا و بصورة ملحّة أن نحقّق عمليّا هذه الأهداف و نحتاج أن نقود الشعب على أساس ذلك الفهم – لكن هذا يحتاج لأنّ ينجز على قاعدة أن نكون علميين بدقّة و صراحة و ليس بالإنزلاق إلى تحاليل و مواقف غير علمية تذهب ضد ما نحتاج أن نقوده و ننشره فى صفوف الشعب .
و الصيغة الأخرى التى تكثّف المشكل الذى أركّز عليه هنا وردت قبل ذلك بقليل فى المقال . إنّها فى الفقرة التالية التى تتحدّث عن ضرورة الثورة كحلّ لمشكل العالم :
" اليوم ، ما يجعل هذا ممكنا هو قيادة بوب أفاكيان و أعماله – بوب أفاكيان قائد الحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتحدة الأمريكية . يكمن أساس الثورة بالذات فى طبيعة النظام الرأسمالي نفسه – تناقضاته الحادّة جدّا التى تفرز بصفة متكرّرة العذاب الكبير و الأزمات ، بما فيها أحيانا أوضاع شدّة تزعزع النظام من أسسه . و تقتضي إمكانية أن تحوّل تناقضات هذا النظام وأزماته إلى ثورة قيادة ثورية علمية بعيدة النظر ".
صياغة موقف مجرّد – و إستهلال هذه الفقرة به – أنّ ما يجعل الثورة ممكنة الآن هو قيادة بوب أفاكيان و أعماله يضع الأمور على أساس خاطئ و فى مقام خاطئ . إنّه يعنى بقوّة إن لم يكمن يأكّدعمليّا ، أنّه دون بوب أفاكيان لن تكون الثورة ممكنة . و هذا خاطئ و ضار – و من جديد يروّج للمقاربة الدينية التى يمكن بسهولة أن " ترتدّ " إلى ( أو بالفعل تترافق مع ) الإنهزامية . ماذا لو تعرضت لأمر ما يبعدنى تماما أو فعليّا عن الساحة و يعنى أنّه لنيكون بعدُ بمستطاعي أن أوفّر القيادة ؟ بداهة ، سيشكّل شيئا من هذا القبيل تراجعا كبيرا همّا – و القيام بكلّ ما فى وسعنا للحيلولة دون وقوعه أمرمهمّ وحيوي . لكن إن حدث مثل هذا التراجع ، هل سيكون صحيحا علميّا أن نقول إنّ تلك الثورة ستكون عندئذ غير ممكنة ؟ لا – مجدّدا . لا ، لأنّ الأساس الجوهري لهذه الثورة يكمن فى تناقضات هذا النظام .
و وفق ذات خطّ التفكير ، فى الجملة الأخيرة ( كما وردت فى الفقرة ) موقف أنّ إمكانية القيام بالثورة ( على قاعدة تناقضات النظام و أزماته الحادّة ) " تقتضى " قيادة ثورية علمية ، هو كذلك موقف مجرّد جدّا و إطلاقي. إمكانية الثورة تقتضى إلى درجة كبيرة هذا – لكن كلّ شيء ،حتى حتى فى إطار أزمة حادّة ، لا يمكن أن يُقلّص إلى مجرؤّد عامل ذاتي ( قيادة ثورية علمية ). و مثلما شدّدت على ذلك قبلا ، لا ينبغى أن نعطي حبّا لطحن الصيغ – التى تفوح منها فى الواقع مقاربة دينية - أنّه ب " فضل بوب أفاكيان " الثورة ممكنة . فى حين أنّه من جديد – وهي مسألة ينبغى التأكيد عليها – القيادة الثورية العلمية حيوية ، وهي تتخذ تعبيرا مكثّفا عنها فى الخلاصة الجديدة للشيوعية و القيادة التى أقدّمها ، من غير الصحيح قول إنّ هذه القيادة هي التى " تجعل الثورة ممكنة ". و إن عقدنا مقارنة بين هذا الموقف وما قلناه فى موقف " بفضل " الذى قد شدّدنا عليه بصورة صحيحة ، فإنّ الإختلاف سيبدو جليّا . [ موقف " بفضل " الذى يشير إليه بوب أفاكيان هنا هو التالي : " بفضل بوب أفاكيان و الأعمال التى ألّفها طوال عقود عدّة ، ملخّصا التجربة الإيجابية منها و السلبية للثورة الشيوعية إلى حدّ الآن ، مستفيدا من سلسلة واسعة من التجارب الإنسانية ، نشأت خلاصة جديدة للشيوعية - هناك حقّا رؤية و إستراتيجيا حيويين لمجتمع و عالم جديدين راديكاليّا و أفضل بكثير ، و هناك القيادة الحيوية التى نحتاجها للتقدّم بالصراع نحو هذا الهدف " ] .
فى تلك الفقرة من المقال ( " حملة بوب أفاكيان فى كلّ مكان ..." ) مثلما نُشر أوّل ما نُشر ، الجملة الثانية هي الجوهرية و المحورية عمليّا . و مثلما لمنكفّ عن التشديد على ذلك ، كجزء من التشديد العام على المنهج و المقاربة العلميين الماديين الجدليين ، فإنّ أساس الثورة يكمن بالفعل فى طبيعة هذا النظام ذاته و تناقضاته الحيوية . هذا ما كان يجب التأكيد عليه أوّلا فى هذه الفقرة ليكون أساسا للباقي . ومرّة أخرى ، لتسليط الضوء على الإختلافات الحيوية ، هذا مقترح للفقرة مثلما يتعيّن أن تأكّد على الشياء و تكشّفها :
" يكمن أساس الثورة بالذات فى طبيعة النظام الرأسمالي نفسه – تناقضاته الحادّة جدّا التى هو غير قادر على معالجتها و التى تفرز بصفة متكرّرة العذاب الكبير و الأزمات ، بما فيها أحيانا أوضاع شدّة تزعزع النظام من أسسه . و تقتضي إمكانية أن تحوّل تناقضات هذا النظام وأزماته إلى ثورة قيادة ثورية علمية بعيدة النظر . بهذا الفهم ، تبرز أهمّية قيادة بوب أفاكيان و الخلاصة الجديدة التى تقدّم بها ."
و آمل أن تكون المسائل الأساسية و الجوهرية المتصلة بالمبادئ و المنهج – فى تعارض مع مشاكل فى الصيغ التى ذكرت و عالجت - واضحة . و الغاية هي التعلّم من هذا و القيام بما هو أفضل و نحن نتقدّم.
==========================



#شادي_الشماوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إسرائيل ، غزّة ، العراق و الإمبريالية : المشكل الحقيقي والمص ...
- مقدّمة كتاب - الأساسي من خطابات بوب أفاكيان و كتاباته - / ال ...
- الحزب الشيوعي النيبالي – الماوي ( الجديد ) و مفترق الطرق الذ ...
- الحزب الشيوعي النيبالي – الماوي ( الجديد ) و مفترق الطرق الذ ...
- إعادة صياغة برنامج الحزب الشيوعي الإيراني ( الماركسي – اللين ...
- حول - القوّة المحرّكة للفوضى - و ديناميكية التغيير ...النضال ...
- نظرة على الخلافات بين الحزب الشيوعي الإيراني ( الماركسي – ال ...
- هل يجب أن نجرّم المهاجرين أم يجب أن نساندهم ؟
- هذا النظام الرأسمالي – الإمبريالي العالمي المجرم يحطّم كوكبن ...
- مقدّمة كتاب : مقال - ضد الأفاكيانية - و الردود عليه / الماوي ...
- خلافات عميقة بين الحزبين الماويين الأفغاني و الإيراني - الفص ...
- النساء فى مواجهة النظام الأبوي الذى ولّى عهده : الرأسمالية – ...
- 8 مارس 2014 : لنناقش هذه المقولات لبوب أفاكيان رئيس الحزب ال ...
- إيران : الذكرى 32 لإنتفاضة آمول – - لقد أثبت التاريخ منهم عم ...
- إيران : الذكرى 32 لإنتفاضة آمول – - لقد أثبت التاريخ من هم ع ...
- مصر و تونس و الإنتفاضات العربية : كيف وصلت إلى طريق مسدود و ...
- مصر و تونس و الإنتفاضات العربية : كيف وصلت إلى طريق مسدود و ...
- أساليب التفكير و أساليب العمل - الفصل 22 من - مقتطفات من أقو ...
- فهارس كتب شادي الشماوي- ( الماوية : نظرية و ممارسة - من العد ...
- طريق إفتكاك السلطة فى إيران - برنامج الحزب الشيوعي الإيراني ...


المزيد.....




- التنظيمات الليبراليةَّ على ضوء موقفها من تعديل مدونة الأسرة ...
- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - شادي الشماوي - مدخل لفهم حملة بوب أفاكيان فى كلّ مكان... - فصل مضاف إلى كتاب - الأساسي من خطابات بوب أفاكيان و كتاباته -