أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - محمد عبعوب - صناعة الفوضى.. داعش نموذجا..














المزيد.....

صناعة الفوضى.. داعش نموذجا..


محمد عبعوب

الحوار المتمدن-العدد: 4573 - 2014 / 9 / 13 - 14:25
المحور: الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني
    


طبول الحرب تقرع هذه الايام من واشنطن الى لندن وباريس والى الرياض وبغداد .. صداها يصل حتى استراليا في اقصى جنوب الكرة الارضية.. كل هذا الضجيج من اجل تنظيم مختلق يدعى "داعش"!!! تنظيم القاعدة.. شباب الاسلام.. أنصار الشريعة.. بوكو حرام.. وداعش .. والحبل على الجرار كما يقول المثل.. كلها تدخل ضمن مشاريع وكالة المخابرات المركزية الامريكية ( CIA ) لإغراق المنطقة العربية الغنية بالموارد ومحيطها بأزمات وحروب تبقيها رهينة للتخلف وتعيق اي أمل لشعوبها في اللحاق بركب التقدم والحضارة الانسانية، لتبقى كسوق لاستهلاك ما تنتجه ترسانات الدمار الغربية وكذلك ما تنتجه المؤسسات الصناعية في مختلف المجالات الغذائية والدوائية وغيرها من مستلزمات الحياة، إضافة الى شيطنة الاسلام والحضارة الاسلامية في وعي الانسان الغربي والعالم باسره.
لا اعتقد ان أي انسان متابع للمشهد الدامي في منطقة الشرق الاوسط يشك في أن ظاهرة ما يعرف بداعش هي صناعة أمريكية بامتياز ساهمت الآلة الاعلامية الغربية الجبارة، التي تسيطر على صناعة الراي العام العالمي، في تضخيمها وتسويقها كخطر داهم يهدد واشنطن وتل الربيع واوروبا، بعد ان استنفذ تنظيم القاعدة كتنظيم ارهابي مفعوله كمنبر لحشد الراي العام الغربي والعالمي ضد أي مشروع نهضوي حقيقي عربي او اسلامي، ذلك أن تنظيم داعش وبهذا التضخيم والضخ الاعلامي حوله وصور تلك الطوابير من الاليلات المدججة بالسلاح تعلوها تلك الراية السوداء المؤدلجة، هذه المشاهد البائسة والقوة الطارئة التي مكنت داعش من اجتياح نصف العراق وجتياح الساحة السورية ليجابه النظام والتنظيمات المناهضة له في نفس الوقت ويهدد الاردن، هكذا تنظيم لا يمكن أن ينمو ويتطور ويحقق هذه المكاسب بهذه السرعة وفي وقت قياسي لو لم تكن وراءه مؤسسة عالمية بحجم وكالة المخابرات المركزية الامريكية التي تمده بالمعلومات الدقيقة ، وتعززه بالخبراء لتجنيد الانصار لالحاق الهزيمة بجيوش نظامية مسلحة، وتسخر له وسائل الاعلام الغربية لتسوقه عبر العالم وتروج له بين الشباب المسلمين -المحبطين من واقع بلدانهم المزري والمتطلعين لاستعادة كرامتهم- لاستقطابهم والانضمام الى كتائبه، ومن ثم تجنيد العالم "الحر" وأدواته من مشيخات الزيت و حكومات هزيلة في المنطقة لشن حرب ساحقة تفكك هذا التنظيم وتبيد المنتمين له، وذلك بعد الحرب الاعلامية التي تربط هذا التنظيم بالاسلام كدين راع للارهاب ومعاد للانسانية ، وبهذا يتحقق لامريكا وحلفائها حزمة من الاهداف، اولها كما اسلفت الابقاء على المنطقة رهينة للتخلف والاضطراب، وثانيا القضاء على النخبة من شباب المنطقة التي يمكن ان تشكل -اذا ما تمت رعايتها وتوجيهها توجيها صحيحا – قوة فاعلة تنجز استقلالا فعليا للمنطقة عن الهيمنة الغربية وتخلق قوة منافسة مجاورة لأوروبا تحرمها من سوق مهم تنفرد بإدارته، وثالثا توجه من خلال هذا المشروع اقوى ضربة للاسلام كدين وثقافة، وذلك بشيطنته وترسيخ صورة مرعبة عنه في وعي الانسان الغربي والعالمي بصورة عامة، وما جرى للازيديين والمسيحيين في العراق على يد هذا التنظيم والذي استثمره الاعلام الغربي ايما استثمار، يشكل جزءا من المشاهد التي تسيء للاسلام وتشوه صورته في وعي الانسان حيثما كان ، وهو هدف تجمع عليه الدول الغربية وتعمل بكل جهدها وأدواتها لتحقيقه.
هذا التنظيم وبغيره من التنظيمات المتدثرة بالاسلام السياسي ، كتنظيم القاعدة وشباب الاسلام وبوكو حرام وغيرها من التنظيمات الارهابية التي وضعت مشاريع تأسيسها في مطابخ السي آي أي، ومولتها مشيخات النفط في الخليج عبر العقود الماضية وحتى اليوم ما هي إلا مشاريع لصناعة الأزمات تندمج فيها القوى الغربية و"اسرائيل" ويتم تضخيمها بشكل مذهل وفي وقت قياسي من خلال الاعلام لتتجاوز حدود المنطقة وتصل تهديداتها الاسطورية الى استراليا القابعة في خاصرة العالم الجنوبي، فضلا عن امريكا واوروبا، لتجدد حالة الفوضى والركود والتخلف في المنطقة وتبقينا رهينة للتخلف والاقتتال العبثي كما نراه اليوم مشتعلا في كل ركن من هذه المنطقة .



#محمد_عبعوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اتهام البنتاغون لمصر والامارات بالتدخل في الصراع بليبيا يمهد ...
- الاستثمار السيء لدماء العراقيين
- دعوة لتفادي حرائق الرجيع العربي
- -داعش- ضربة قاصمة للاسلام كدين للبشرية
- ليبيا تحترق.. رؤية للخروج من الازمة
- ما الذي يجري في ليبيا؟
- إجهاض الانتصار.. الخطف والقتل المتبادل في فلسطين المحتلة كحا ...
- النازحون الليبيون: هل يقضون رمضان في بيوتهم؟
- دعوة لصمت اعلامي في مواجهة الارهاب
- رؤية لتطوير مسار الثورة الليبية.. مقال مسترجع
- المجلس الوطني للحريات العامة وحقوق الانسان يرسم صور سيئة لحق ...
- صنَّاع الظلام
- التدخل العسكري المباشر في ليبيا طعنة في ظهر ثورة الشعب
- ضياع الوطن .. وأوهام الذهب ..
- ما تحتاجه ليبيا اليوم..
- ليبيا..هل التدخل الأجنبي هو الحل؟!!!!
- هل تعود ليبيا تحت الاحتلال الإيطالي من جديد؟!!
- من ديوان الراحل محمد الشلطامي
- متاهة الهوية..هل تنهي وطن اسمه ليبيا؟!
- محاولة للاتفاف على قانون انتخاب الهيئة التأسيسية لكتابة الدس ...


المزيد.....




- اختيار أعضاء هيئة المحلفين في محاكمة ترامب في نيويورك
- الاتحاد الأوروبي يعاقب برشلونة بسبب تصرفات -عنصرية- من جماهي ...
- الهند وانتخابات المليار: مودي يعزز مكانه بدعمه المطلق للقومي ...
- حداد وطني في كينيا إثر مقتل قائد جيش البلاد في حادث تحطم مرو ...
- جهود لا تنضب من أجل مساعدة أوكرانيا داخل حلف الأطلسي
- تأهل ليفركوزن وأتالانتا وروما ومارسيليا لنصف نهائي يوروبا لي ...
- الولايات المتحدة تفرض قيودا على تنقل وزير الخارجية الإيراني ...
- محتال يشتري بيتزا للجنود الإسرائيليين ويجمع تبرعات مالية بنص ...
- نيبينزيا: باستخدامها للفيتو واشنطن أظهرت موقفها الحقيقي تجاه ...
- نتنياهو لكبار مسؤولي الموساد والشاباك: الخلاف الداخلي يجب يخ ...


المزيد.....

- روايات ما بعد الاستعمار وشتات جزر الكاريبي/ جزر الهند الغربي ... / أشرف إبراهيم زيدان
- روايات المهاجرين من جنوب آسيا إلي انجلترا في زمن ما بعد الاس ... / أشرف إبراهيم زيدان
- انتفاضة أفريل 1938 في تونس ضدّ الاحتلال الفرنسي / فاروق الصيّاحي
- بين التحرر من الاستعمار والتحرر من الاستبداد. بحث في المصطلح / محمد علي مقلد
- حرب التحرير في البانيا / محمد شيخو
- التدخل الأوربي بإفريقيا جنوب الصحراء / خالد الكزولي
- عن حدتو واليسار والحركة الوطنية بمصر / أحمد القصير
- الأممية الثانية و المستعمرات .هنري لوزراي ترجمة معز الراجحي / معز الراجحي
- البلشفية وقضايا الثورة الصينية / ستالين
- السودان - الاقتصاد والجغرافيا والتاريخ - / محمد عادل زكى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - محمد عبعوب - صناعة الفوضى.. داعش نموذجا..